التصوف و علم النفس

لا يخفاكم ان بعض الحكم و الاقوال التي
وصلتنا عن اكابر القوم تنبئ عن معرفة دقيقة بعمل النفس و مكرها و تلبيسها و
تقمصها للاحوال و المراتب و تلونها للوصول الى مرادها فهم دائما لها
بالمرصاد يكشفون لنا عنها القناع و يسكنون من حدتها بأنواع الاداب و
الترويض كالدابة الجاموح و كلما تعودت النفس على شيء و قبلت به كان علامة
على انها وجدت لنفسها سبيل غيره لتمكر من جديد بصاحبها و هو لا يشعر فيأتي
الطبيب فيكشف عن زيفها و يعالج المرض من جديد

فكل ما وصلنا و جربناه مع ارباب القلوب لا يختلف كثيرا عن الوسائل التي تعب
في تطويرها علماء النفس الا اننا نحن بقينا على تراث قديم ربما نردده دون
فهم و إِحكام في حين علم النفس قطع اشواط بالغة و تطور و ليزال في تطور ،
كما ان علم النفس تعدد بتعدد متعلقاته فهناك علم النفس الخاص بالاطفال و
الاسرة و النساء و العمل و المراهق ، الاخ و هذا التفصيل حصل لاجل التركيز
على نوع من الامراض و معالجتها بالوسائل الملائمة.

فلماذا و قف التصوف من قرون عن التطور و كلما بحثنا اخرجت لنا حكم بن عطاء
الله او الغوث ابى مدين او الجيلاني ..و احسن ما نجده لها شروح تسعى الى
تسهيل المعنى و فك الالغاز و هذا اسلوب قديم لم نستطيع البناء عليه في حين
علم النفس الذي هو عندي منبثق عنه في تطور مستمر حيث يحدث البحوث و التجارب
و المقارنة و الملتقيات و يهذب مصطلاحاته و ينتقد نفسه و يجدد وسائل
عمله..فلماذا تقوقع التصوف و لم يتطور؟

» وقفة مع النفس
» النفس مراتبهاوعلاجها
» مراتب النفس