اهل السنة عضو مميز


الساعه :  عدد المساهمات : 287 مزاجك :  تاريخ التسجيل : 12/02/2011
 | موضوع: التصوف ومنشؤه الجمعة مارس 11, 2011 2:02 pm | |
| ] قد جاء في المطلب الأول من البغية لسيدي العربي بن السائح رضي الله عنه
قال: ثم قال – يعني الشيخ محي الدين -: واشد الناس عداوة لاصحاب علوم الوهب الالهي في كل زمان اهل الجدال بلا ادب، فهم لهم من اشد المنكرين". قال: "ولما علم العارفون منهم ذلك عدلوا الى الاشارة كما عدلت مريم عليها السلام الى الاشارة. فلكل اية او حديث عندهم وجهان: وجه يرونه في نفوسهم، ووجه يرونه فيما خرج عنهم. قال سبحانه وتعالى ﴿سَنُرِيهُمُ ايَاتِنَا فِي الافَاقِ وَفِي انْفُسِهِمْ﴾، فيسمون ما يرونه في انفسهم اشارة ليانس المنكرون عليهم، ولا يقولوا ان ذلك تفسير لتلك الاية او الحديث وقاية لشرهم ورميهم لهم بالكفر جهلا من الرامين بمواقع خطاب الحق سبحانه وتعالى، واقتدوا في ذلك بسَنَن من قبلهم. والحق سبحانه وتعالى كان قادرا ان ينص ما تاولَه اهل الله وغيرهم في كتابه كايات المتشابهات والحروف اوائل السوَر، ومع ذلك فما فعل سبحانه وتعالى، بل ادرج في تلك الكلمات الالهية والحروف علوما اختصاصية لا يعلمها الا عباده الخُلَّص. ولو ان المنكرين كانوا ينصفون لاعتبروا في انفسهم اذا راوا الاية بالعين الظاهرة التي يسلمونها فيما بينهم، فيرون انهم يتفاضلون في ذلك ويعلمون المزية لبعضهم على بعض في الكلام والفهم في معنى تلك الاية، ويقر القاصر منهم بفضل غير القاصر عليه وكلهم في مجرى واحد. ومع هذا التفاضل المشهور فيما بينهم ينكرون على اهل الله تعالى اذا جاءوا بشيء يغمض عن ادراكهم". قال: "وكل ذلك لكونهم لا يعتقدون في اهل الله تعالى انهم يعلمون الشريعة، وانما ينسبونهم الى الجهل والعامية، لاسيما ان لم يقرءوا على احد من علماء الظاهر. وكثيرا ما يقولون: من اين اتى هؤلاء العلم، لاعتقادهم ان احدا لا ينال علما الا على يد معلم. وصدقوا في ذلك، فان القوم لما عملوا بما علموا اعطاهم الله تعالى علما من لدنه باعلام رباني انزله في قلوبهم مطابقا لما جاءت به الشريعة لا يخرج عنها ذرة. قال تبارك وتعالى ﴿خَلَقَ الانْسَانَ عَلَّمَهُ البَيَانَ﴾ وقال ﴿عَلَّمَ الانْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ وقال في عبده خضر ﴿وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَّدُنَّا عِلْما﴾. "وصدق المنكرون في قولهم: ان العلم لا يكون الا بواسطة معلم. واخطئوا في اعتقادهم ان الله تعالى لا يعلم من ليس بنبي ولا رسول. قال تعالى ﴿يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ﴾، والحكمة هي العلم، وجاء بمَنْ وهي نكرة. ولكن هؤلاء المنكرون لما اثروا الدنيا على الاخرة وعلى ما يقرب الى الله تعالى، وتعودوا اخذ العلم من الكتب ومن افواه الرجال، حجبهم ذلك عن ان يعلموا ان لله تعالى عبادا تولى تعليمهم في سرائرهم، اذ هو سبحانه المعلم الحقيقي للوجود كله، وعلمه هو العلم الصحيح الذي لا يشك مؤمن ولا غير مؤمن في كماله". ثم قال بعد كلام: "فعُلم ان من كان معلِّمَُه الله تعالى كان احق بالاتباع ممن كان معلمه فكره. ولكن اين الانصاف". ثم قال بعد كلام ايضا: "واين تكذيب هؤلاء المنكرين لاهل الله تعالى في دعواهم العلم من قول مولانا علي بن ابي طالب رضي الله عنه: لو تكلمت لكم في تفسير سورة الفاتحة لحملت لكم منها سبعين وقرا، فهل ذلك الا من العلم اللدني الذي اتاه الله تعالى من طريق الالهام، اذ الفكر لا يصل الى ذلك". |
|