[size=21]مسألة صلاة الأوَّابين بعد المغرب

الأوابون: جمع أواب
: والمعنى : رجاع إلى الله بالتوبة والاستغفار . وقد سميت الصلاة بين المغرب
والعشاء صلاة الأوابين لما ورد في الحديث.
عن محمد بن المنكدر عن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم أنه قال: « إنها – أي الصلاة بين المغرب والعشاء – صلاة الأوابين »(
[1]).
وهو وإن كان مرسلا ، فإن الإمام أبا حنيفة ومالكا وأحمد في إحدى الروايتين
عنه وجمهور المحدثين يحتجون بالمرسل.
الأدلة على مشروعيتها:
1- قال صلى الله
عليه وآله وسلم « من صلى المغرب والعشاء فإنها صلاة الأوابين»( [2]).
2- عن
سيدنا أبي هريرة قال: قال رسول الله « من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم فيما
بينهن بسوء عدلن له بعبادة ثنتي عشرة سنة»( [3]).
3- وعن عبيد مولى رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم : ( أنه سئل أكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمر
بصلاة بعد المكتوبة؟ قال: نعم ، بين المغرب والعشاء)( [4]).
4- وسئل سيدنا أنس
بن مالك رضي الله عنه عن قوله تعالى ﴿ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ﴾( [5]) قال
: كانوا يصلون فيما بين المغرب والعشاء ، وكذلك ﴿ تتجافى جنوبهم عن المضاجع ﴾(
[6]).( [7])
5- وقد روي عن حذيفة ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى المغرب
، فما زال يصلي في المسجد حتى صلى العشاء الآخرة)( [8]).
وجاء في حاشية الباجوري
في الفقه الشافعي : ( إن من النوافل صلاة الأوابين، وهي بين المغرب والعشاء، وهي ست
ركعات إلى عشرين ركعة وتصلى ركعتان أيضا)( [9]).
وجاء في الفقه الحنفي : ( مطلب
السنن والنوافل قال: وست بعد المغرب ليكتب من الأوابين بتسليمة أو اثنتين أو ثلاث)(
[10]).
وقال الحافظ العراقي: ( وممن كان يصلي ما بين المغرب والعشاء من الصحابة.
عبدالله بن مسعود وعبدالله بن عمر ، وسلمان الفارسي، وعبدالله بن عمرو، وأنس بن
مالك في ناس من الأنصار، ومن التابعين : الأسود بن يزيد وأبو عثمان النهدي وابن أبي
مليكة وسعيد بن جبير ومحمد بن المنكدر وأبو حاتم وعبدالله بن سخبرة وعلي بن الحسين
( زين العابدين )) وأبو عبدالرحمن الحنبلي وشريح القاضي وعبدالله بن مغفل وغيرهم
فتبين لنا مشروعية صلاة الأوابين بين المغرب والعشاء مدللة بأحاديث النبي صلى الله
عليه وآله وسلم وفعل الصحابة رضي الله تعالى عنهم.