أخى الكريم إذا أخلصت فى حبك لشيخك والود له وحفظت حرمته حيا
ومنتقلا وصفيت نفسك من شواغل الدنيا وطلبته فى أى مكان أو زمان مع أستحضار
صورته على أكمل حال تجده دائما معك فأرواح السادة الكمل الورثة مطلقه
والمهم أن تضبط وقائعك مع وقائع شيخك فتسمع العجب العجاب

فأنتم تعلمون أن البدل هى رتبة فى طريق التصوف والبدل يتشكل من صورته
الأصلية أربعون صورة على مثالها وفعل الأرواح لا يقاس بفعل الأجسام
والأشباح

وقد ورد فى الحديث الشريف وهو بالمعنى (أن من ضلت راحلته فى الصحراء أو
فقدت منه وصعب عليه أمرها فلينادى - يارجال الله احبسوا احبسوا ) وكم جرب
هذا فجمع الله عليه راحلته
فالسادة أرواحهم مطلقة كالتيار الجارف حيثما ناديت وطلبت أغاثوك فما بالك بشيخك الذى بينك وبينه رابطة الحب والمولاه

فاستحضار صورة الشيخ فيها بركة ومعونة فالمهم إخلاص النية وصدق التوجه

واعلم أن الغوث أى قطب الزمان لاتبرح روحه ظهر الكعبة مع العلم بأن جسد هذا الغوث فى مكان آخر من العالم
ونعلم أن أهل الديوان الباطنى يجتمعون فى غار حراء كيف ؟ لاشك أنه اجتماع بالأرواح لا بالأجسام

وإذا كان يقول شيخنا الشاذلى رضى الله عنا (ليس الرجل منا من يحجبه العرش )
وذلك لسمو روحه وإطلاقها
فاستحضر يا أخى صورة شيخك فى صورته الرفيعة الكاملة والتى كم رأيتها فى
حياته وشهد محياه تجد العجب العجاب وسرعة الفتح وإياك أن تستحضره بأية صورة
فبقدر تمثلها يكون التأييد والرعاية والعناية وذلك لأنه دائما فى حضرة
الحق

ويا حبذا إن كان إستحضارك لشخص النبى صلى الله عليه وسلم وهيئته التى كان
عليها فى حياته صلى الله عليه وسلم أو استحضار روضته الشريفة وقبره الشريف
فهذا أكمل وأقرب إلى الحضرة العلية فهو صلى الله عليه وسلم الشيخ المربى
والمعلم على التحقيق ومظهر الأسماء ومجلى الصفات

ولابد من تخيل واستحضار جلال الله تعالى
وأهم ثمار هذه الرابطة هى ذب الوساوس ومنع الخواطر السيئة
(سبحان من لايشغله شأن عن شأن )
فها أنا قد دللت لك على أكسير المعرفة وباب الوصول
والله الموفق والمتولى للصالحين الصادقين الموقنين