إخبارهــم بمولــده صلى الله عليه وسلم
لما ولد
رسول الله صلى الله عليه وسلم صعدت الجن على أبي قبيس ,,
وعلى الجبل الذي بالحجون ,, وأعلنت أنه صلى الله عليه وسلم ولــد في تلك
الليلة ...
البشـــــارة بمبعـــثه
ومن البشارة بمبعثه خبر سواد بن قارب
,, حدّث سواد بن قارب قال : كان
لي تابع من الجن فجاءني في ثلاث ليال متواليات يقول لي : " قم يا سواد ,
إسمع مقالتي واعقل , إن كنت تعقل
, لقد بُعث صلى الله عليه وسلم من
لؤي بن غالب يدعو إلى الله وإلى عبادته فجئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فأســــلمت " رواه البخاري فيمناقب
الأنصار
ومن ذلك خبر مازن
أنه سمع من جوف صنـم كان يعبده
:
يا مازن إســمع
تســرّ ظهر خير
وبطن شـــرّ
بُعث نبيّ
من مضـــرّ بديــن
الله
أكبــــــــــرّ
فدع نحيتا
من حجـــر تســلم
من حر ســـقرّ
قال مازن
فلقيت رجلا مقبلا من سفره فسألته عن الخبر فقال : خرج رجل من تهامة يقول : "
أجيبـوا داعي الله "
يقال له : " أحمد " فقلت :
والله هذا نبأ ما سمعته , فجئت إلى الصنــم فكســـرته ,
وجئت رســول الله صلى الله عليه وسلم
, وأسلمت وقلت له : يا
رسول الله , إني مولع بالطرب ,
وشــرب الخمر , وبالهلوك من النســـاء وقد ألحّت علينا الســنون ,
وأذهبت الأموال , فادع الله أن يذهب عني ما أجد , وأن
يأتينا المطر , وأن يهبّ لي ولدا ,
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
(( اللهم أبدل بالطرب تلاوة القرآن ,
وبالخمر ريا لا إثم فيه ! وبالعهر
( أي : الزنا ) عفة الفرج وآته
بالحيا أي : المطر , وهبّ له ولــدا
)) ,, قال مازن
: فذهب عني كل ما كنت أهواه وأخصبت
بلدي وتزوجت أربع حرائر وجاءني ولــد
منـــع إبليـــس من إختراق
الســــــــماوات
يقول الإمام النووي في شرحه لصحيح مســــلم باب ( تحريم الكهانة وإتيان
الكهان ) قوله صلى الله عليه وسلم " فلا تأتوا الكهان " قال القاضي رحمه الله
تعالى :
الكهانة في العرب ثلاثة أضرب
:
أحدها : يكون للإنسان وليّ من الجن يخبره بما يســترقه
من الســمع من الســـماء ,, وهذا القســم بطل من حيث بعث الله نبينا صلى
الله عليه وســـــلم ... الثاني
: أن يخبره بما يطرأ أو يكون في
أقطار الأرض ,, وما خفي عنه مما قرب أو بعد ,,
وهذا لا يبعد وجوده ... الثالث
: المنجمون ,,
وهذا الضرب يخلق الله تعالى فيه لبعض الناس قوة ما ,,
لكن الكذب فيه أغلب , ومن هذا الفن العرافة ,
وصاحبها عراف وهو الذي يســتدل على الأمور بأســباب ومقدمات يدّعي معرفته
بها , وقد يعتضد بعض أهل هذا الفن ببعض بالزجر والطرق والنجوم ,
وأســباب معتادة وهذه الأضرب كلها تســمى كهانة ,, وقد أكذبهم كلهم الشرع
ونهى عن تصديقهم وإتيانهم ,,, والله أعلم
وكان إبليس
يخترق الســـماوات الســـبع ,, فلما ولد ســيدنا عيســى صلوات الله وسلامه
عليه حجب من ثلاث ســـماوات ,,, ولما ولد نبينا صلى الله عليه وسلم حجب من باقي
الســــماوات ,,, ولما بعث صلى الله عليه وسلم وأرســله الله
بشــيرا ونذيرا أحرســت الســماوات من إستراق الشــياطين السمع ,,
وألقى به الكهان صونا لما جاء به عن التخليط الذي يذكره الكهان وتتلقاه عن
ألســنة الجان ,, وذلك بإلقاء الشـــهب ( الشهب : أجرام سماوية
تسبح في الفضاء , فإذا دخلت في جو الأرض إشتعلت وصارت رمادا ومفردها شهاب ) على
الجن فكانت لا تخطئهم وتحرقهم ولا تقتلهم
,, وقيل :
كانت تقتلهم في أسرع وقت , ولا مانع أن يكونوا قســـمين
عن إبن عباس رضي الله تعالى عنهما , قال : ما
قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن , وما رآهم , إنطلق رسول الله صلى الله
عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى ســوق عكاظ , وقد حيــل بين الشــياطين
وبين خبر الســـماء , وأرسلت عليهم الشــهب , فرجعت الشياطين إلى قومهم , فقالوا :
ما لكم ؟ قالـوا : حيـل بيننا وبين خبر السماء , وأرسلت علينا الشــهب , قالوا : ما
ذاك إلا من شيء حدث , فاضربوا مشــارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال
بيننا وبين خبر السماء فانطلقوا يضربون مشــارق الأرض ومغاربها فمــر النفر الذين
أخذوا نحــو تهـامة وهو بنخــل عامدين إلى ســوق عكاظ برسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو يصلي بأصحابه صــلاة الفجــر , فلما ســمعوا القرآن إســتمعوا له وقالوا :
هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء فرجعوا إلى قومهم فقالوا : يا قومنا إنا
ســمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشــد فآمــنا به ولن نشــرك بربنا أحــدا , فأنزل
الله عزوجل على نبيــه محمد صلى الله عليه وسلم
((( قـل أوحي إليّ أنه اســـــتمع
نفــر من الجـــن فقالوا إنا ســمعنا قرآنا عجبــا )))
إخبــارهــم بهــجرته صلى الله عليه وسلم
ولما هاجر صلى
الله عليه وسلم إلى المدينة ,, ولم تشـعر بذلك قريش ذهب نفر فيهم أبو جهل إلى
بيت أبي بكر فخرجت إليه بنته أســماء
,, فقالوا لها : أين
أبوك ؟
قالت : لا أدري
! فرفع أبو جهل يده ولطم خدها لطمة
منكرة ,, فلما كان بعد ثلاث ليال هتف بهم هاتف من الجن
يغني بلغة العرب :
جزى الله ربّ
الناس خير جزائه رفيقين حلاّ
خيمتي أم معبـّـد
هما نزلا
بالبر ثم تروحا فافلح من أمسى رفيق
محمــد
فعلموا أنه توجه إلى جهة المدينة وأرســـلوا إلى " أم معبـّد " فأخبرتهم أنه مر بها أربعة ,,
وفيهم حالب الشــاة الحائل التي لا لبن بضرعها فأدرت ....
السيرة النبوية لإبن هشام