أول
الطريق أن يقلع السالك صفاته الذميمة عن باطنه ما استطاع حتى يكون قابلا
لزرع بذر الذكر ، ولائقا به . فإن لم يكن ابتلاؤه بالذمائم شديدا فليجتهد
لدفعها وقمع أصولها . والمقصود أنه يجب تصفية القلب من أول الأمر ، ولكن لا
يلزم الاشتغال بتبديل كل الأخلاق كليا فى المبدأ ، لأنه إذا وقع التوجه
على شرطه ، وصفا القلب بالمواظبة على المراقبات حصل تبديل أخلاق النفس ،
وتحليتها بالصفات الحميدة ، بإمداد فيض الحق سبحانه وتعالى ما لا يحصل
بالمجاهدة طول العمر ، فلا يحصل هذا المعنى إلا بالاعتدال فى طريق الصواب ،
ورفع كل شىء يشغله عن المشى والسلوك ، فلا يمكن الإقدام فى هذا الطريق إلا
بفراغ القلب . (الخواجه محمد بارسبا ، الرسالة القدسية ، ص 38 - 39) .