جمع
الإمام الغزالي بين الريادة الفلسفية والموسوعية الفقهية والنزعة الصوفية
الروحية، اتسم بالذكاء وسعة الأفق وقوة الحجة وإعمال العقل وشدة التبصر، مع
شجاعة الرأي وحضور الذهن، كل ذلك أهّله ليكون رائدا في تلك العلوم
المختلفة والفنون المتباينة؛ فكان الغزالي فيلسوفا وفقيها وصوفيا وأصوليا،
يحكمه في كل تلك العلوم إطار محكم من العلم الوافر والعقل الناضج والبصيرة
الواعية والفكر الراشد، فصارت له الريادة فيها جميعا، وأصبح واحدا من أعلام
العرب الموسوعيين المعدودين.