ابوالزهراء المراقب العام
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 1942 مزاجك : تاريخ التسجيل : 15/02/2011 العمر : 30 العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع
| موضوع: هذه مقالة في غاية الروعة للأستاذ محمد العوضي حفظه الله الأربعاء مارس 09, 2011 11:24 am | |
|
((السبت الماضي، ألقيت محاضرة بعنوان «الإسلام والإعاقة البصرية» في فندق بلازا، في المؤتمر الذي أقامته جمعية المكفوفين الكويتية، وكان باشراف الاتحادين العالمي والآسيوي للمكفوفين, فرحت جدا بتعليقات ومشاركات واقتراحات وتساؤلات المكفوفين حول الموضوع، سؤال من اليمن وآخر من البحرين وثالث من سورية ورابع من عمان وخامس,,, تفاعل لا أجده كثيرا عند المبصرين. وكان أطول تعليق لمن كان يجلس معي على المنصة الأستاذ جون الدنماركي، وهو امين سر الاتحاد العالمي، كفيف لكنه نابه جدا ومرتب الافكار، وفعلا يصلح أن يكون ناطقا باسم المكفوفين. بعد أن شكر المحاضرة وألقى مداخلته، قال، عندي سؤال خارج عالم المكفوفين يخص الاسلام، وكان سؤاله: نلاحظ ان القرآن عندما يتطرق لموضوع نعيم الجنة فإنه يعد الرجال بالنساء والزوجات والجواري، ويعطيهم حقهم بينما لا نجد في المقابل عطاء مماثلا لاشباع حاجات النساء الغريزية أي ان الرجل يحظى بالنعيم الأوفر، أليس في ذلك تحيزاً؟! قلت له: يا استاذ جون، سؤال جميل، ولعلمك ايها الضيف الدنماركي ان رسالتي في الدكتوراه موضوعها قضايا المسلمة وشبهات العلمانيين، فالجواب سهل، ان الله لم يفرق في العطاء الأخروي بين الذكور والاناث من حيث الاجمال، فقد وعد كلا منهما على حد سواء بالمثوبة الكبرى والاجر العظيم. وان لهم جميعا في الجنة ما تشتهي الانفس وتلذ الأعين, الآيات كثيرة منها على سبيل المثال: «من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة، ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون» سورة النحل (97)، وقال تعالى: «ومن عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب» سورة غافر (40). فمن حيث الاجمال، الخطاب والعطاء القرآني واحد, ولكن لماذا عندما جاء عند الجانب الغريزي فصّل القرآن للرجال وأوجز للنساء؟ هنا تأتي المعجزة التربوية، فإنه معلوم من النفس البشرية ان الحب عند الرجل يتمحور بالافعال، بينما عند المرأة يكمن في المشاعر والملاطفة، فهو غريزة تتبعها عاطفة، أما هي فعاطفة مقدمة على الغريزة، أو كما تقول (بربارا دي انجلس) المختصة في الدراسات الاسرية وصاحبة الكتاب المشهور (أسرار عن الرجل على المرأة معرفتها)، الحب افعال عند الرجال واسرار عند النساء، بل اننا نجد في الشعر ايا كان مصدره عربياً أو أوروبياً قديماً وحديثاً الغزل فيه ينطلق من الرجال تجاه النساء والعكس قليل. فالرجل يعلن رغبة ويطلب، وجمال المرأة في التمنع والتلطف في الطلب. وحتى نحن عندما نداعب اولادنا نقول: إذا نجحت يا ولدي بنسبة عالية سأزوجك فتاة آية في الحسن، ولكن لا يقول الرجل لابنته اذا تفوقت في الدراسة سأزوجك فحلاً من فحول الرجال! ضجت القاعة بالضحك, انه كما يقول الفيلسوف الالماني نيتشة (الملحد): المرأة تحقق ذاتها في (هو يريد) والرجل في (أنا أريد), وكتاب «جنس الدماغ» لعالمة الوراثة البريطانية آن موير، وكتاب «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة» للأميركي اشهر علماء الاسرة جون حرية، وكتاب «الذكاء العاطفي» لدانييل جولمان,,, والبحوث العلمية كلها تؤكد على الفوارق الدقيقة من عواطف الحب والتجاذب بين الجنسين، واذا كان البشر يراعون في خطابهم هذه الفوارق أفلا يراعيها رب البشر؟! وهنا قال جون: أريد تصفيقا قويا للمحاضر,,, وصفقوا,,, وأنا أريد شيئا غير التصفيق,,, فهل سيتحقق؟ قولوا آمين. ))
| |
|