الشيخ الاكبر والكبريت الاحمر سيدى عبد السلام الاسمر

القطب الغوث الشيخ سيدي عبد السلام الأسمر t [

نسبه
هو الشيخ الكامل العارف بربه الوارث المحمدي عبد السلام بن سليم ابن محمد الفيتوري الإدريسي الحسني ينحدر نسبه الشريف من الدوحة الشريفة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم وأمه السيدة سليمة ابنة الشيخ سيدي عبد الرحمن بن عبد الواحد الدرعي وهو إدريسي حسني من ذرية سيدي الشيخ عبد السلام بن مشيش قدس الله سره.

مولده ووفاته
ولد عام 880 ﻫ بمدينة زليتن إحدى المدن الليبية وتوفى وقُبر بها عام 981ﻫ أي عاش 101 عاماً من عمره المبارك .

طريقته الصوفية
طريقة الشيخ تسمى بالعروسية نسبةً للشيخ العارف بالله سيدي أحمد بن عروس t دفين مدينة تونس وهي طريقة جشتيةُ الإرادة شاذليةُ التبرك ولنا أن نقول أنها مزيج من الاثنتين إذ أن أوراد الطريقة العروسية الأسمرية تتألف من الاثنتين معا.ً

مدار طريقته على الإخلاص في الأقوال والأعمال والأحوال والتواضع لجميع الخلق وذكر الله في كل فعل من الأفعال من أكل وشرب ونوم ولباس وجميع ما وردعن النبي r والتمسك بالسنة المحمدية في كل ذلك.

يُعد الشيخ سيدي عبد السلام الأسمر أشهر أولياء القطر الليبي قاطبة شأنه في ذلك شأن سيدي أحمد زروق رضى الله عنهم أجمعين.

سُمى الشيخ عبد السلام بالأسمر لمبيته الليالي سَمَراً في طاعة الله ولقد أوذي الشيخ في طريقه مثل إخوانه الأولياء الصادقين فقد قُتِل ابنهُ سيدي عبد الدائم أمام ناظريه بل امتدت الأيدي الآثمة إلى جنابة الكريم وحورب وطرد من بلاده زليتن إلى طرابلس ثم إلى غريان ثم الى قلعة سوف الجين المعدومة من الماء والبشر سوى خمسة عشر من أصحابه حيث مكث بها سبع سنين متوالية ليس له فيها شغل إلا العبادة والانقطاع الى الله تعالى حتى آتاه الإذن بالرجوع الى وطنه.

نصائحه وتوجيهاته
للشيخ t عدة نصائح ووصايا نذكرها فيما يلي :-
1. الوصية الكبرى (نصيحة المريدين في الأولياء والصالحين) وهو كتاب من الحجم الصغير يحتوي على معظم آداب وأركان الطريقة .
2. الوصية الصغرى لمن أراد الدخول في طريقتنا من الفقرا.
3. عدة رسائل وتوجيهات بعث بها الشيخ إلى مريديه في تمبكتو بمالي وتونس وغريان والمغرب الأقصى وبعض الرسائل الأخرى لمريديه في ليبيا.
4. كتاب العظمة في التحدث بالنعمة .
وله عدة كتب تم حرقها بعد وفاته عندما قام يحي الزرهوني(الشقي) بقتل سيدي عمران بن الشيخ وحرق الزاوية وجُل ما تحتويه من تراث الشيخ.
امتازت وصايا الشيخ بسهولة العبارة وعمق المعنى الأمر الذي حبَّب الخاص والعام فيه وفي كلامه المنظوم والمنثور .
نسوق إليك بعضاً من نصائحه في الوصية الكبرى:-
» إخواني عليكم بالتواضع لجميع الناس بار وفاجر فان كان تقيا فاقتبسوا منه نورا وبركة وان كان فاجر ففجوره على نفسه وتواضعوا ولا تتكبروا فان التواضع طبع الأولياء والتكبر طبع الشيطان الرجيم« .
يقول أيضا » وأما النبي r فلا تحبوا أحدا من الخلق مثل محبته ولا يكمل إيمانكم حتى يكون النبي r احب إليكم من أنفسكم وأهليكم وآبائكم وأمهاتكم وأزواجكم وأولادكم وأصحابكم وجيرانكم والناس أجمعين فلابد من إيثار محبته r على كل محبوب سوى الله تعالىلانه r هو المنجي لكم من الهلاك وهو باب الله تعالى فافهموا ومن لامحبه له قوية غاية القوة في النبي r فإيمانه ناقص ، ناقص ، ناقص وعليكم بكثرة الصلاة على النبي r بشوق وارتعاش« .
ومن أقواله » لا تعتزوا بالدنيا فإنها خائنة غدارة لاتزيد المعتز بها إلا ذلا وقلاً « .
ويقول أيضا » إخواني وعليكم بتعليم أولادكم ومماليككم القران والكتابة وعقائد الأيمان والفرائض والسنن ... إلى آخر ما قال « .
ومن أقواله أيضا » إخواني أيها الطائفة العروسية لا يحل لأحد أن يدخل بيوتا من غير إذن ساكنها وأوليائها وأربابها ومواليها « .
» إخواني فزاحموا الجمال الجرب المطلية بالقطران ولاتزاحموا النسوة في الطريق « .
» إخواني فخذوا حذركم من النسوان ومخالطتهن ومكالمتهن، والذكر معهن من اكبر الفتن المهلكة « .
» إخواني من علامة سعادة الفقير تيسير الطاعة عليه وموافقته للسنة في أفعاله وأقواله ومحبته لأهل الصلاح « .
» إخواني فان أردتم طريق الحق فحبوا مشايخكم واصدقوا معهم « .
» إخواني ولا تفرحوا بمكاشفة ولا بمحاضرة ولا بمشاهدة ولا بوجد ولا بتواجد ولا بخمر ولا بسكر ولا بطيران في الهواء ولا بخرق العادة كله ولكن يكون فرحكم بالذي خلقكم من العدم وخلق لكم الحال الواقع بكم ومن فرح بشيء سوى الله تعالى من هذه الدرجات وشبهها فانه جاهل بالله تعالى لأنه فارح بغير الله عز وجل ومن احب شيئا وفرح به فانه عبدٌ له « .
» إخواني الخير كله في الاتباع والشر كله في الابتداع « .

للشيخ مقطعات شعرية كثيرة بالفصحى وأكثرها بالعامية الشيء الذي جعل الكثيرين نساءً ورجالاً يحفظون كلامه ويرددونه

أولا : في ذكر شيء من أحوال ( سيدي سليم والد الشيخ الأجل سيدي عبد السلام الأسمر رضي الله عنهما ) . ( وضمن محتويات كتاب البرمونى)

كان والده سيدي سليم رحمه الله من رجال الله الصالحين صاحب كرامات وإشارات وخرق عادات وكان أميا لا يقرأ ولا يكتب وكان يتكلم على معاني الكتاب والسنة كلاما بليغا تحير فيه العلماء وكان يرد الغلط على القارىء إذا سمعه بدل أو غير أو زاد أو نقص أو انتقل من سورة إلى سورة وكان يجلس بالزاويا التي يتلى فيها القران العظيم وينصت لقراءته من أفوه الطلبة فإذا غلط القارىء أو بدل أو غير يقول له اسكت يافلان فان قراءتك على غير الصواب فإذا قيل له كيف تعلم ذلكم؟ يقول إن القارىء إذا قرأ بازائى أصير أنظر نورا متصلا خارجا من فيه إلى عنان السماء فإذا غلط القارىء أو بدل أو غير انقطع ذلك النور الخارج من فيه اهـ أصل .
قلت : ولا عجب في ذلك فقد كان سيدي عبد العزيز الدباغ أميا ومع ذلك يفرق بين القران والحديث القدسي والحديث الغير القدسي ويفرق بين الحديث الصحيح والموضوع وله نفس عال في تفسير القران والأحاديث انظر ( الإبريز ) تعلم أن ذلك محض فضل من الله " والله ذو الفضل العظيم" وفى الأصل أن لسيدي سليم كرامات كثيرة : منها إطلاعه على زوجه أم الشيخ قبل ولادتها وذلك أنه إذا قيل له تزوج يقول حتى تزداد أم عبد السلام وإذ ذاك لم ين أبوها بأمها ومنه إخباره بابنه عبد السلام وما يتزايد له من الذرية قبل ازدياد أمه ، ومنها : كان يشفع عند الحكام فشفع مرة عند الحاكم في إنسان فأبى وقال له إن كنت شيخا فانفخني فقال بسم الله ونفخ في وجهه فانتفخ وتطر طرت يداه ورجلاه حتى صار يستعطفه ويستغفر الله فمسح بيده على وجهه فانفش وبعد ذلك صار مريدا له محبا فيه إلى أن توفاه الله ومنه كان بدعوة الطير من السماء فينزل إليه ويدعو السمك في البحر فيخرج له وكان قائم الليل صائم الدهر رحمه الله ونفعنا به اهـ .

(في صفة سيدي عبد السلام ولبسه وتختمه ومعواله وسبب تلقيبه بالأسمر ، وبيان مذهبه وعقيدته )

كان رحمه الله متوسط القد في الغلظ ربعة إلى الطول جميل الصورة ادم اللون لاتمل من النظر إليه أسود العينين والحواجب والهدوب وجهه كأنه يطر منه الدهن في عينه وسم وبهاء خفيف شعر العارضين فصيح اللسان عذب الكلام يلبس فوق مرقعته الثياب البيض ويتعمم بعمامة بيضاء أو خضراء ثم يتنقب بها ويرخى عذبتها حتى لا يرى منه في غالب أحواله إلا عيناه ولا ينزع ذلك النقاب إلا إذا اختلى مع أصحابه وباسطهم فإذا رأى عاميا رد النقاب كما كان وكف عن المباسطة ويقول الفقير الرباني كالعروس البكر لا يطلع عليها إلا محارمها هكذا كان يفعل إلى أن توفاه الله وكان يتختم بخنصر يده اليسرى وذلك الخاتم أقل من درهم وكان له معوال ينقله في يده وأصله من شجرة الزيتون وكان ذلك المعوال مربعا على أربعة أوجه مرسوم في الوجه الأول بسم الله الكافي وفى الثاني الغنى الفتاح وفى الثالث الرحمن الباقي وفى الرابع الرحيم الرزاق وكان يلبس النعل الأصفر الطرابلسى والمسد الكامل الساتر لكعبيه والمداسة القيروانية وتارة يلبس الخف والجورب من النعل الأصفر وذلك على اختلاف أحواله وكان ينهانا عن لباس النعل الأسود وكل السواد مدة حياته وسبب تلقيبه بالأسمر قالت والدته رحمها الله لما تزايد لي عبد السلام وبلغ أربعين يوما أمرت في عالم النوم أن نلقبه بالأسمر لمبيته الليالي سمرا في طاعة الله ويؤيد إثبات هذا اللقب ما ذكره الشيخ في كتابه المسمى ب( كتاب العظمة في التحدث بالنعمة ) من قوله سميت بالأسمر لمبيتي الليالي سمرا في طاعة الله سبحانه وصلى الله على سيدنا محمد وسلم اهـ أصل وفيه مالكي المذهب أشعري العقيدة

في تبشير بعض الخواص بسيدي (( عبد السلام الأسمر )) رضى الله عنه

قال في الأصل : اعلم أن تبشير بعض الخواص به من الأولياء كثير قبل ظهوره ونحن نشير إلى يسير : فمن ذلك ما حدث به الأخ الصالح سيدي عربي الورفلى عن سيدي أحمد الحداد كان مستوطنا ببلد الفواتير ، قال كان الشيخ الولي الصالح المكاشف سيدي على بن در واز رحمه الله إذا مر سيدي سليم والد الشيخ يقوم له إجلال ويقبل يديه ويقول له أن في ظهرك وليا كاملا يبلغ صيته المشرق والمغرب وسيدي سليم إذ ذاك عازب وكان سيدي على المذكور صاحب كرامات ومكاشفات وكان يقول : مافى قلب إنسان إلا وأظهرني الله عليه وله مقطعات تشبه مقطعات سيدي ابن عروس وهو الذي غنى على على بن تليس فأهلكه الله عاش 140 عاما توفى سنة 928 وحدثني الأخ الصالح سيدي عبد المنعم حفيد سيدي حامد وكان مستوطنا بأرض الفواتير قال: كنت أسمع من جدي الولي الصالح سيدي عبد الرحمن البشت_ وكان كثير الزيارة للفواتير_ إذا اجتمع بسيدي سليم يقول له يا سليم إن في ظهرك سيد الرجال بطل الأبطال عبد السلام مجلي الغمام فيقول له سيدي سليم من جهة الكشف حتى تتزايد أمه ونبنى بها ثم لما ولد سيدي عبد السلام كان سيدي عبد الرحمن متى توجه للفواتير يأتي لسيدي سليم ويقول له أخرج لي ولدك عبد السلام أتبرك به فيخرجه له في غمره ويضعه في حجره ويأخذ بيد سيدي عبد السلام ويقبلها ويقول مرحبا بعبد السلام مجلي الغمام .

» الصيغة المطلوبة للامام سيدى عبد السلام الاسمر
» الشيخ الاكبر ونظرته للذكر والانثى
» الشيخ المربى عند سيدى عبد العزيز الدباغ