أحمد زروق
هو أبو الفضل شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي نسبة إلى قبيلة البرانس , بالمغرب , الفارسي المعروف بـ ((زروق )).ولد بمدينة فاس يوم الخميس 22 محرم 846 هـ .
وليس لقب زروق شائعاً في أسرته , وإنما ورثه من جده الذي كانت عيناه زرقاوين بلون البحر .
عاش الشيخ أحمد زروق يتيما , إذ توفي والداه في الأسبوع الذي يلي مولده مباشرة بطاعون يعرفه أهل التاريخ:
بطاعون (عزونة ) فربته جدته لأمه الفقيرة الصالحة السيدة أم البنين فعلمته الصلاة وأدخلته الكتاب ولقنته بعض أساسيات العلوم الإسلامية , وعندما ناهز سن الشباب انتظم في سلك جامعة القرويين وأخذ عن كبار أساتذتها الذين ذكرهم بكل اعتزاز في (( كناشة )) وهو تقليد جميل كان يحرص عليه أهل العلم اعترافاً بفضل الأستاذ على تلميذه وإكباراً لصنيعه وتوثيقاً لمصدر المعلومات أفادت منه المكتبة الإسلامية كتبا تسمى بالفهارس والكنانيش والإجازات . في العام 873 هـ خرج لأداء فريضة الحج مارا على عجل بالقاهرة وأزهرها الشريف وعلماء ذلك الوقت الأجلاء , ليعود بعد سنين ثلاث ليقضي سنة كاملة معلما ومتعلما على عادة الأفاضل في كل وقت فلا يزال أحدهم عالما طالبا للعلم لا يقول علمت حتى يوارى التراب , وتعرف أثناء ذلك على شيخه أحمد بن عقبة الحضرمي فأخذ عنه ولزمه إلى أن حان وقت العودة إلى الديار فذهب التلميذ زروق إلى شيخه الكبير يطلب الإذن والنصيحة فأجابه لذلك وزوده بنصيحة ثمينة هي قوله :
سلم لسلمى وسر حيث سارت
واتبع رياح القفا ودر حيث دارت
قفل الشيخ زروق إذن , راجعا إلى المغرب , واستمرت المراسلات بين الشيخ وبين تلميذه زروق الذي استقر بعد تطواف طويل بمدينة أوجلة تم مصراتة بليبيا سنة 886 هـ فأحبته وبادلها حبا بحب ومودة بمودة , يتولى تعليم أهلها ويجالس تلاميذه في ربوعها لا يخرج منها إلا إلى الحج أو إلى بعض شأنه الخاص إلى أن انتقل إلى جوار ربه في يوم 18 صفر 899 هـ في خلوة وعمر 54 عاما عن زوجتين هما فاطمة الفاسية , وأمة لجليل , و أربعة أبناء ذكور وإبنة واحدة , ومؤلفات تربو على السبعين تحفل بها أرفف المكتبة الإسلامية في تخصصاتها المختلفة وسيرة عطرة تفوح بالخير والهداية بإذن الله .