الصوفية في مواجهة التطرف
نسمع بين الحين والآخر من ينادي بأن التصوف كله أباطيل وأن الصوفية طائفة زائفة عن الإسلام وأنهم أعداء هذا الدين, وأن أصل معتقداتهم يونانية أو هندية أو مسيحية, ويستنكر هذا الإتهام د. يوسف الشراح, الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية ، مؤكداً أن التصوف هو صفاء النفس وامتلاؤها بالفكر، وأن سلوك الصوفيين أقرب الطرق وأوسعها إلى الله تعالى ، وأكد الدكتور الشراح في حواره معنا " أن الكرامة ثابتة للأولياء وأن من يتهم الصوفية وسلوكهم في التبرك والإستغاثة هو من خلط الحق بالباطل ، وأن إلقاء التهم اعتباطاً ليس من خلُق المسلم ، مشيراً إلى أن ثواب قراءة القرآن إلى الميت يصل إليه وأن صلاة النصف من شعبان جائزة ، وأن الوهابيين الذين يكفّرون كل المسلمين الذين يخالفونهم، هم أكثر الفرق المنحرفة ابتعاداً عن جوهر الإسلام وحقيقته .
أما الشيخ أحمد القحطاني الذي نحاوره على حلقات فقد أشار إلى دور الصوفية كمؤسسة فكرية عقيدية في مواجهة التطرف ، ولعلنا لانحتاج إلى سوق البراهين للتدليل على أن أقل المجتمعات الإسلامية المعاصرة تأثراً بظاهرة الإرهاب والتطرف ، هي تلك المجتمعات التي نشطت فيها الصوفية وقويت شوكتها ، حيث ينتشر الوعي الصوفي ، ويزداد دور المتصوف أهمية في توجيه المجتمع ، وتبدأ الزاوية الصوفية في أخذ زمام المبادرة لرسم معالم الطريقة الصحيحة والسليمة أمام الجماعة الإسلامية .
هذه مجموعة من الآراء الصادرة عن علماء و فقهاء ومتصوفة حرصنا على أن نقدمها مع كل لقاء معكم لتكتمل الفائدة ونسأل الله التوفيق والسداد .