هي السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنهم أجمعين, وهي من اشهر النساء العابدات
القانتات جمعت بين علوم الظاهر والباطن وكان منزلها قبلة للعلماء ورجال الدين والفقه والاشريعة ,, وكان مجلسها منارة يهتدي بها
طالبي العلم ومريديه, وكان يحضر اليها اكابر العلماء والفقهاء يسألونها ويستفتونها فيما استعصى عليهم من أمور الدين وكان وما زال
من اشهر ألقابها: نفيسة العلم
وكان على راس العلماء وكبار العارفين الذين يحضرون مجلسها الامام الشافعي رضي الله عنه الذي كلان يناقشها ويتبادل معها الراي و
ويسألها في علوم الدين , وقد ربطت بينهما محبة الأخوة في الله والدين ويقال انها طلبت من زوجها وهو ابن عمها في نفس الوقت ان يعفيها من مطالب الزواج حتى تتفرغ لعبادة الله وحده حبا لذا ته سبحانه وتعالى .
وهي بحق بركة مصر من عصرها الى عصرنا هذا ةالى ان يشاء الله تعالى وكانت عبادتها وطريقتها في العلوم مثالا يحتذي لكل طالب
ترغب نفسه في المعرفة الحقة وفي القربى الى الله تعالى.
وفي حياتها كانت لها كرامات لا تعد ولا تحصى وقد قيل انها عندما قدمت مصر سكنت في جوارها أسرة يهودية لها ابنة مصابة بالشلل
و أرادت الأم يوما ان تذهب الى بعض شؤونها وتركت الابنة حسب رغبتها عند السيدة نفيسة رضي الله عنها ووضعت الجارة ابنتها المشلولة
في ركن من اركان الدار وخرجت وجاءت السيدة نفيسة رضي الله عنها لتتوضأ فجرى ماء وضوءها الى مكان الابنة اليهودية المشلولة
فالهمها الله تعالى أن تأخذ من ماء الوضوء شيئا قليلا ومسحت به على رجليها فقامت واقفة باذن الله تعالى وذهب الشلل الذي كان بها
وكانت السيدة نفيسة مشغولة بصلاتها في ذلك الوقت وعندما أحست الابنة بعودة أمها من السوق ذهبت اليها تجري وقصت عليها ما حدث فبكت
الأم من شدة الفرح وقالت:
هذا والله الدين الصحيح وما نحن عليه دين قبيح , ثم دخلت لتقبل السيدة نفيسة رضي الله عنها وهي تقول مددي يدك أنا اشهد أن لا اله إلا الله
وان جدك محمدا رسول الله , وشكرت السيدة نفيسة رضي الله عنها ربها وحمدته على هدايتها وانقاذهما من الضلال وعندما عاد الأب واسمه
أيوب ابو السرايا ورأى ابنته قد شفيت ذهل وإطار الفرح صوابه وعندما هدا سال زوجته عن السبب فأخبرته بقصة السيدة نفيسة فرفع
اليهودي رأسه إلى السماء وقال:
سبحانك هديت من تشاء وأضللت من تشاء والله هذا هو الدين الصحيح ولا دين الا دين الإسلام , ثم اتى الى باب السيدة نفيسة واسلم أمامها وقال:
أنا اشهد أن لا اله إلا الله وان جدك محمد رسول الله
وكانت تلك القصة سببا في إسلام مجموعة أخرى من اليهود الذين كانوا يقيمون في الجوار..
ومن كراماتها رضي الله عنها أن رجلا تزوج بامرأة ذمية ورزق منها ولدا وكبر الولد وسافر فاسر في بلاد العدو وكانت امه تذهب الى مكان
عبادتها وتتضرع بلا جواب فقالت لزوجها:
بلغني ان بين أظهركم امرأة يقال لها نفيسة بنت الحسن الانور, اذهب إليها لعلها تدعوا لولدي ان ياتي فان نجا امنت على يديها, وخرج الاب
ليقص القصة على السيدة نفيسة فدعت له ان يعود ولده وعاد الرجل الى زوجته فلما جاء الليل اذا بالباب يطرق فقامت المراة وفتحت الباب
فإذا بولدها قد جاء فقالت كيف جئت؟؟ فقال لها:
لم اشعر الا ويد وقعت على القيد وسمعت قائلا يقول : أطلقوه فقد شفعت له نفيسة بنت الحسن فما شعرت إلا وأنا واقف بباب الدار ,فاسلمت
المرآة على يد السيدة نفيسة وحسن إسلامها