اهل السنة عضو مميز
الساعه : عدد المساهمات : 287 مزاجك : تاريخ التسجيل : 12/02/2011
| موضوع: الوارث المحمدي (الشيخ) الإثنين مارس 21, 2011 7:38 am | |
| الشيخ ( الوارث المحمدي )
[right]الشيخ هو الوارث الروحي المحمدي ومنبع الفيوضات الرحمانية وبنظرته النورانية تتوزع الدرجات وتتغير الأمور وتتم الولايات وعلى يده تسير الأمور الظاهرية والباطنية , ولا يخفى عليه شيءٌ من مجريات الأحداث فهو قطب الأرض وخليفة الرسول ويتسلسل نسبه إلى سيد الكونين ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) وهو عارف بالله خبيرٌ بطرائق تزكية النفوس ووسائل تربيتها وهو وحيد زمانه ومأذون بالإرشاد من شيخه وقد تناقل هذا الإذن ( الإرشاد والبيعة ) عبر سلسلة من أهل البيت الطاهرين والمشايخ العارفين بدءاً بقطب الوجود سيدنا محمد ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) , وذلك لتجديد الرسالة المحمدية وأحياء نهجه وإعلاء كلمة لا اله إلا الله محمد رسول الله ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) في كل مكان .
ولابدَّ للشيخ المرشد إلى طريق الحق من شروط يصلحُ معها أن يكون نائباً للرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) : « وهي أن يكون تابعاً لشيخ بصير أجازه بالإرشاد بعده وأن يتسلسل نسبه إلى سيد الكونين ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) وان يكون عالماً ومعرضاً عن حب الدنيا وحب الجاه ومحسناً لرياضة نفسه من قلة الأكل والنوم والقول وكثرة الصلاة والصدقة ومتصفاً بمحاسن الأخلاق كالصبر , والشكر , واليقين , والتوكل , والسخاوة , والقناعة , والحلم , والتواضع , والصدق , والحياء , والوفاء , والوقار , والسكون وأمثالها ومثل هذا الشيخ نورٌ من أنوار النبي ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) يصلح للإقتداء به » (1) .
قال القشيري : « ويجب على المريد أن يتأدب بشيخٍ فأن لم يكن له أستاذ لا يفلح أبداً وهكذا أبو يزيد يقول : من لم يكن له أستاذ فإمامه الشيطان , وسمعت الأستاذ أبا علي الدقاق يقول : الشجرة إذا نبتت بنفسها ومن غير غارس فإنها تورق لكن لا تثمر , كذلك المريد إذا لم يكن له أستاذ يأخذ منه طريقته نَفَساً فنَفَساً فهو عابد هواه لا يجد نفاذاً » (2) .
ولابد للمُريد السالك من التأثير الروحي الذي لا يأتي إلا بواسطة الشيخ لان الطريقة ليست عملاً علمياً ولا بحثاً نظرياً فلا يتم تعلمها بواسطة الكتب على الطريقة المدرسية بل إن ما كتبه كبار مشايخ الصوفية أنفسهم لا يستخدم إلا كحاضرٍ مُقوٍ للتأمل ولا يفهمه إلا من كان أهلاً لفهمه ممارساً لسلوك الطريقة . فلا يمكن التطهر من النجاسات المعنوية ( الكذب , الحسد , الرياء , الكبر .... الخ ) إلا بالسلوك على يد شيخ كامل عالم بعلاج أمراض النفوس ليخرجه من رعونات نفسه الأمارة بالسوء ودسائسها الخفية لذا قيل :-
من يأخذ العلم من شيخٍ مشافهةً ...... يكن عن الزَيغِ والتصحيف في حَرَم ِ
ومن يكن آخذاً للعلم من صُحفٍ ...... فعلمُه عند أهـل العِلم كالعَدَم ِ
وقال الشعراني في الأنوار القدسية : وقد أجمع أهل الطريق على وجوب اتخاذ الإنسان له شيخاً يرشده إلى زوال تلك الصفات التي تمنعه من حضرة الله بقلبه لتصح صلاته من باب ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ولا شك إن علاج أمراض الباطن كلها واجب كما تشهد به الآيات والأحاديث الواردة في تحريمها والوعيد بالعقاب عليها فعُلِم أن كل من لم يتخذ له شيخاً يرشده إلى الخروج عن هذه الصفات فهو عاصٍ لله ولرسوله ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) لأنه لا يهتدي لطريق العلاج ولو تكلف , لا ينتفع بغير شيخ ولو حفظ ألف كتاب .
ولما كان لابد للمُريد من صحبة شيخ مرشد يسير به نحو طريق الحق ويزكي نفسه ويكسبه من صفاته الخلقية الكاملة من إيمان وتقوى وزهد وورع ويرقيه لينجو من كادوراته القلبية وعيوبه النفسية يتوجب عليه أن يصاحب الوارث المحمدي ( الشيخ الكامل ) عملاً بقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ) (3). وصحبة الشيخ العارف تؤكدها الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة .
قال تعالى : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) (4) .
وقال تعالى : ( الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ) (5) .
وقال تعالى : ( وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ) (6) .
وقال تعالى : ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً ) (7) .
وقال تعالى على لسان موسى u : ( هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً ) (Cool.
والصحبة ظاهرة في السنة النبوية والحديث النبوي الشريف فعن ابن عباس t قال : قيل يا رسول الله أي جلسائنا خيرٌ ؟ قال : ( من ذكرتكم الله رؤيته وزاد في عملكم منطقة وذكركم في الآخرة عمله ) (9).
وعن أبي هريرة t قال : قال رسول الله ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) : ( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) (10). وعن أبي ذر t قال : قلت يا رسول الله الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل عملَهم قال : ( أنت يا أبا ذَر مع من أحببت ) (11).
وعن عمر بن الخطاب t قال : قال رسول الله ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) : ( إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله ) قالوا يا رسول الله فتخبرنا من هم ؟ قال : ( هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها . فوالله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى نور ولا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس , وقرأ هذه الآية : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) (12) ) (13) .
يتضح من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المذكورة أنفاً أهمية الصحبة وأثرها في تقوية الربط الروحي بين الشيخ ومريديه وأثرها في تربية وتزكية نفوسهم نحو مراتب الكمال : وللفقهاء والمحدثين أقوال تؤكد على أهمية الصحبة للمريد السالك .
فقد قال الغزالي : « الدخول مع الصوفية فرض عين إذ لا يخلو أحدٌ من عيبٍ أو مرضٍ إلا الأنبياء عليهم السلام » (14) .
وقال الطيبي : « لا ينبغي للعالم ولو تبحر في العلم حتى صار واحد أهلِ زمانه أن يقتنع بما عَلِمَهُ وإنما الواجب عليه الاجتماع بأهل الطريق ليدلوه على الطريق المستقيم » (15) .
وقال ابن القيم الجوزي : « فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل فلينظر هل هو من أهل الذكر أو من الغافلين وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي ؟ فإذا كان الحاكم عليه هو الهوى وهو من أهل الغفلة كان آمره فُرطاً ... فينبغي للرجل أن ينظر في شيخه وقدوته فأن وَجده كذلك فليُبعِدْ منه وإن وجَدهُ من غلبَ عليه ذكرُ الله تعالى وإتباع السنة فليستمسك بغرزه » (16) .
وقال الرازي في تفسيره سورة الفاتحة : « وهذا يدل على إن المُريد لا سبيل له إلى الوصول إلى مقامات الهداية والمكاشفة إلا إذا اقتدى بشيخ يهديه إلى سواء السبيل » (17) .
وقال ابن حجر الهيتمي : « والحاصل أن الأَولى بالسالك قبل الوصول إلى هذه المعارف أن يكون مُديماً لما يأمره به أستاذهُ الجامع لطرفي الشريعة والحقيقة » (18) .
وقال ابن عطاء الاسكندري : « فينبغي لمن عزم على الاسترشاد وسلوك طريق الرشاد أن يبحث عن شيخ من أهل التحقق سالك للطريق تاركٍ لهواه راسخُ القدم في خدمة مولاه فإذا وجده فليمتثل ما أُمر ولينتهي عما نهى » (19).
وقال عبد الوهاب الشعراني : « فان فائدة الشيخ إنما هي اختصار الطريق للمريد ومن سلك من غير شيخ تاهَ وقطع عمره ولم يَصلْ إلى مقصوده لأن مثالُ الشيخ مثالُ دليل الحجاج إلى مكة من الليالي المظلمة » (20) .
وقال أبو علي الثقفي : « لو أن رجلاً جمع العلوم كلها وصحب طوائف الناس لا يبلغ مبلغ الرجال إلا بالرياضة مع شيخ مؤدِب ناصح » (21) .
رتبـة الشـيخ
ورد عن رسول الله ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) أنه قال : ( والذي نفس محمد بيده لئن شئت لأقسمن لكم إن أحب عباد الله إلى الله الذين يحببون الله إلى عباده , ويحببون عباد الله إلى الله , ويمشون على الأرض بالنصيحة ) , وهذا الذي ذكره رسول الله ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) هو رتبة المشيخة والدعوة إلى الله تعالى , لان الشيخ يحبب الله إلى عبادهِ حقيقةٍ , ويحبب عباد الله إلى الله .
ورتبة المشيخة أعلى الرتب في الطريقة ونيابة النبوة في الدعوة إلى الله , فأما وجه كون الشيخ يحبب الله إلى عباده , فلأن الشيخ يسلك بالمُريد طريق الإقتداء برسول الله ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) . ومن صح إقتداؤه وإتباعه أحبه الله تعالى , قال الله تعالى : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ ) (22) . ووجه كونه يحبب عباد الله تعالى إليه انه يسلك بالمُريد طريق التزكية , وإذا تزكت النفس انجلت مرآة القلب وانعكست فيه أنوار العظمة الإلهية ولاح فيه جمال التوحيد فأحب العبد ربه لا محالة وذلك ميراث التزكية وإذا انجلت مرآة القلب لاحت فيها الدنيا بقبحها وحقيقتها , ولاحت الآخرة ونفائسها بكنهها وغايتها فتكشفت حقيقة الدارين للبصيرة , فيحب العَبدُ الباقي ويزهد في الفاني , فتظهر فائدة التزكية وجدوى المشيخة والتربية فالشيخ من جنود الله تعالى يرشد به المريدين ويهدي به الطالبين لأنه داعٍ إلى الله قريبٌ منه .
قال تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) (23) . ويتبين من سياق هذه الآية الشريفة إن لكل زمان إمامه وخليفته فهو المرجع الأعلى لقضاء الحاجات وجميع الخيرات وان كلمة الداعي في الآية تعني نائب الرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) وعن طريقه تتحقق الدرجات والمراتب الروحية لعباد الله الذين توفرت فيهم صفات العبودية : ( ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) (24). فهو وحيد دهره وباب رحمة الله ورسوله ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) .
التدرج في السلوك
معنى التدرج هو الانتقال من رتبةٍ إلى رتبةٍ أو مقامٍ إلى مقام أو من حالٍ إلى حالٍ , والانتقال هو العروج أو الصعود فنقول عرجت في السلُم والمقصود بالعروج هنا ليس الجسماني لأن الله U ليس في مكان فيسار إليه ولكنه مُتَنزهٌ عن المكان والجسمان وليس العروج والصعود إليه مثل صعود الجبال والأجواء فالقرب منه ليس كقرب المخلوق للمخلوق وإنما قربٌ معنوي وتدرج روحي ... والمُريد المبتدئ : « هو الذي يبدأ بقوة العزم في سلوك طرقات المنقطعين إلى الله ويتكلف لآداب ذلك ويتأهب بالخدمة والقبول من الذي يعرف الحال ابتدأَ به وأشرفَ عليه من بدايته إلى نهايته والمُريد هو الذي صح الابتداء ودخل في جماعة المنقطعين إلى الله بالاسم وشهدت له قلوب الصادقين بصحة الإرادة » (25) .
ويتم حصول الدرجات : « بقدر ما يُنقى العبد قلبه ويطهر نفسه يترقى في الدرجات واحدة تلو الأخرى في هذا الطريق الذي يشكل درجات أساسية أو منازل معينة تشبه المحطات المُعدة لراحة المسافرين ويبين أبو سعيد الخراز كيفية التدرج من درجة إلى درجة حيث يقول إن أوائل الطريق إلى الله التوبة وذكر شرائطها ثم ينتقل من مقام التوبة إلى مقام الخوف ومن مقام الخوف إلى مقام الرجاء ومن مقام الرجاء إلى مقام الصالحين ومن مقام الصالحين إلى مقام المُريدين ومن مقام المُريدين إلى مقام المطيعين ومن مقام المطيعين إلى مقام المحبين ومن مقام المحبين إلى مقام المشتاقين ومن مقام المشتاقين إلى مقام الأولياء ومن ومقام الأولياء إلى مقام المقربين » (26) .
إن لكل درجة أو مقام أعمال لابد من عملها وأعمال أخرى لابد من تركها ومهاوي لابد من مراعاتها وتجنب الوقوع فيها فلابد من التخلي عن مذام كل درجة أو مقام والتحلي بمحاسنها . إن المصدر الأصيل للأحوال والمقامات هو القرآن الكريم فقد أفاض في بيان طريق الله U من البداية إلى النهاية وقال تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) (27). ولقد خاض محيي الدين بن عربي في الطريق إلى الله بحار تلك الأحوال وارتقى تلك المقامات ونَعِمَ بعطاياها وذاق ثمارها ورياها وتحدث عنها وكشف منها ما أُمر بكشفه وهي تراث من العلوم يسع علماء الدنيا قروناً وأجيالاً يتدارسونها وينتفعون بها ولندع الشيخ ابن عربي ليتكلم عن هذه المقامات التي تنتقل في كواكبها :
مقــام النــور :
يقول هذا مقام نلته سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة في مدينة فاس في صلاة العصر وأنا اصلي بجماعة بالمسجد بجانب عين الجبل فرأيته نوراً صافياً غلاباً يكاد من خلفي أكشف من الذي بين يدي غير إني لما رأيته زال عني حكم الخلق وما رأيت لي ظهراً ولم افرق في تلك الرؤيا بين جهاتي بل كنت مثل الكرة لا اعقل لنفسي جهة .
مقـام الوجـد والولـه :
وهو اخطر مقامات التصوف وهو ذهول وذهاب عن كل ما سوى الله بحكم المحبة والإشراق وكم من إمامٍ حكم عليه هذا المقام فذهب معه ولم يعد أبداً ولكن العناية شملته وحُفِظ , ولقد ذقت هذا المقام ومرَ عليَّ وقتٌ أؤدي فيه الصلوات الخمس إماماً بالجماعة على ما قيل لي بإتمام الركوع والسجود وجميع أحوال الصلاة من أفعال وأقوال وأنا في مثل هذا كله لا علم لي بالجماعة ولا بالمحل ولا بالحال ولا بشيءٍ من عالم الحس لشهود غلب عليَّ غبت فيه عني وعن غيري فأخبرت أني إذا دخل وقت الصلاة أقيم الصلاة وأصلي بالناسِ فكان حالي كالحركات الواقعة من النائم ولا علم لي بذلك .
مقام الفتح في العبارة :
الفتح في العبارة لا يكون إلا للمحمدي الكامل وأقوى مقام صاحب هذا الفتح الصدق في جميع أقواله وحركاته وسكونه إلى أن يبلغ به الصدق أن يعرف صاحبه وجليسهما في ظاهره وباطنه من حركةٍ ظاهرةٍ أو باطنة بحيث لا يمكن لصاحب هذا الفتح أن يصدر كلاماً في نفسه ويرتبه في فكره ثم ينطق به بعد ذلك بل زمان تصوره لذلك اللفظ الذي يعبر به عما في نفسه زمان قيام ذلك المعنى في نفسه وصورته فيفتح الله له في العبارة فيعرب بقلمه أو بلفظه عما تنفسه بنفسه , ومن علامات هذا الفتح استصحاب الخشوع وتوالي الاقشعرار عليه في جسده بحيث يحس أن أجزاءه قد تَفرقت .
مقـام القيوميـة :
كانت ليلة السبت من رجب سنة ثلاث وثلاثين وستمائة حيث لم يتخلص لي إضافة خلق الأعمال لأحد الجانبين ويعسر عندي الفصل بين الكسب الذي يقول به قوم وبين الخلق الذي يقول به قوم فأوقفني الحق بكشف بصري على خلقهِ المخلوق الذي لم يقدمه مخلوق إذ لم يكن إلا الله وقال لي هل هنا أمرٌ يوجب التلبيس والحيرة قلت لا قال هكذا جميع ما نراه من المحدثات ما لأحدٍ فيه أثر ولا شيء من الخلقِ فأنا الذي أخلقُ الأشياء عند الأسباب بالأسباب فتكونَ عن أمري خلقتُ النَفخَ في عيسى وخلقت التكوين في الطائر .
مقام حلاوة الفتح :
يقول محيي الدين بن عربي ومن أصحاب هذا الفتح من تلازمه هذه الحلاوة ساعة أو يوماً أو أكثر كلٌ حسب ما يُوهَب فليس لبقائها زمن وهذه الحلاوة واللذة لا يمكن أن تشبهها لذة من اللذات المحسوسة بأنها معنوية ربانية وأثرها في الحس أعظم أثرٍ تنعم به النفس .
مقـام الفنـاء :
وهو درجة المحبين الوالهين الذاهلين عن وجودهم بذهاب حسهم إلى باريهم , وحال الفناء هو أن تفنى بالله عن خلقه فلا ترى شيئاً مع الله بل الوجود هو رب الوجود وواهب الوجود وخالقه وهو حالٌ ذقت أسراره حتى التبست ظواهره على الفقهاء فرموا فيه على المتصوفة بالعظائم والتبست خواطره على المتكلمين والمتفلسفين فرموا رجال الله فيه بالحلول ووحدة الوجود .
مقام العبودية أو الصديقيـة :
مقام العبودية الصادقة أن ترى الله فاعلاً لكل شيء وان تتصف بصفات العبودية الكاملة وان لا تغفل عن مشاهدة عبوديتك وان تكون أعمالك ما ظهر منها وما بطن مفيدةٌ بهذا القيد محددة بتلك الحدود يقول ابن عربي : وإذا عرف التلميذ من الشيخ انه بهذه المثابة فقد فتحَ الله على ذلك التلميذ بما فيه سعادته فانه يتجرد إلى جانب الحق بتجرد الشيخ , فأنه عرف منه واتكلَ على الله لا عليه وبقي ناظراً في الشيخ مما يجري الله عليه من الحال في حق ذلك التلميذ من نطق بأمر يأمره به أو ينهاه , أو بعلم يفيده فيأخذ التلميذ من الله على لسان هذا الشيخ ويعلم التلميذ في نفسه من الشيخ ما يعلمه الشيخ من نفسه انه محل جريان الربوبية .
ويحصل التدرج في المقامات نتيجة المثابرة والمداومة على العبادات والطاعات وتطبيق أوامر الشيخ في السلوك ولا يعلم المُريد مقامه إلا إذا أَطلعهُ شيخه على ذلك لأن الشيخ هو المربي العارف بأحوال مريديه وعنه تصدر درجات الترقي الروحي وهو كنز الأسرار والمنح الإلهية . | |
|
dina mohammed عضو جديد
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 1 مزاجك : تاريخ التسجيل : 05/03/2012 العمر : 42 العمل/الترفيه : طالبة مطالعة
| موضوع: رد: الوارث المحمدي (الشيخ) الجمعة يونيو 15, 2012 12:31 am | |
| كيف الوصول الى صاحب الوقت ووارث العصر ؟ | |
|