الإجازة النقشبندية لشمس الدين النجاري

[size=24]
[size=9]هذه الإجازة الصوفية، ضمن مقتنياتي الشخصية، كانت بحوزة إحدى العائلات السورية الكريمة ضمن محفوظاتها المتعددة وانتقلت لي عن طريق الشراء. يرجع تاريخ هذه الوثيقة إلى شهر ربيع الثاني سنة 1271 هـ (ديسمبر 1854 م – يناير 1855 م) وأهمية هذا التاريخ بالذات أنه يتوافق مع بدايات دخول الطريقة الصوفية النقشبندية من الهند إلى بلاد الشام، مدينة حلب بالتحديد كما أتى في تاريخ الإجازة، ومنها إلى مصر وبقية البلاد العربية. فالطريقة الصوفية النقشبندية في الأصل نشأت بعيداً عن البلاد العربية، إذ نشأت في إحدى قرى بخارى حوالي منتصف القرن الثامن الهجري على يد الشيخ محمد بهاء الدين نقشبند. انتشرت بعدها من سمرقند شمالاً وشرقاً حتى وصلت إلى الهند. وتَغلّب المتصوفة الهنود على سلسلة سندها بحيث أصبح هؤلاء الشيوخ عَلَماً لهذه الطريقة.

نقطة التحول من أقصى الشرق الإسلامي إلى قلب الوطن العربي حدثت مع الشيخ غلام علي شاه عبد الله الدهلوي (يظهر اسمه في الوثيقة في سلسلة السند هكذا: عبدالله المعروف بغلام علي شاه أحمد الدهلوي) من خلال شيوخ عرب تتلمذوا على يديه ورجعوا إلى بلادهم منهم من أعطى هذه الإجازة الصوفية، سيد أحمد نقشبندي القادري المجددي. ونسبة “دهلوي” هي إلى مدينة دلهي عاصمة جمهورية الهند. هذا التحول من الهند حدث في فترة تاريخ هذه الوثيقة، وهذا الشيخ الذي أعطى الإجازة هو الجيل الأول من النقشبندية في الوطن العربي، ولذلك هذه الوثيقة تُعتبر من أوائل الإجازات النقشبندية المعطاة في الدول العربية وليس من الشرق الإسلامي. هذه الإجازة الصوفية معطاة إلى الشيخ السيد شمس الدين أفندي النجاري.

تتميز هذه الوثيقة بجمال المقدمة وخصوصاً عندما كتب: ” الحمد لله الذي أنطق لسان الذاكرين بذكر لا إله إلا الله، وأودع مفاتح الأسرار في قلوب العارفين لا يعلمها إلا الله، وأحرق قلوب المحبين بنار المحبة إلى شوق لقاء الله. فإن قيل لكم: مَنْ الله؟ فقولوا: الله الله الله”.

فرناس

ملاحظة: جميع الفواصل والنقط من إضافتي أنا للتوضيح وهي غائبة تماماً في الوثيقة.

الرموز المسخدمة

[ ] هي كلمة ساقطة من الأصل ولا يتم السياق إلا بها.
( ) كلمة أو أكثر لم أستطع فهم المقصود منها، ويتم الإشارة لذلك بين [ ].
[...، كذا] هي كلمة كذا وردت في نص الوثيقة ولم أر وجهاً لإصلاحها.
[فرناس: ...، انتهى] هو من إضافتي أنا للشرح والتوضيح.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

في أعلى الوثيقة تم كتابة الآتي، مع ملاحظة أن الكتابة من الأسفل للأعلى بسبب الرغبة في وضع اسم الجلالة في أعلى الصفحة:

“واقطع قلوب العاشقين بسيف الاشتياق عند غليان الشوق إلى رؤية جمال الله“

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

نـص الإجـازة كـامـلاً

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بـــــــــــــســـــم الله الرحــــمــــن الرحــــيــــــم

الحمد لله المنزه عن الشريك والشبيه والنظير، الذي جلَّ جلاله، وعمَّ نواله، ولا إله غيره. ثم الحمد لله الذي أنطق لسان الذاكرين بذكر لا إله إلا الله، وأودع مفاتح الأسرار في قلوب العارفين لا يعلمها إلا الله، وأحرق قلوب المحبين بنار المحبة إلى شوق لقاء الله. فإن قيل لكم: مَنْ الله؟ فقولوا: الله الله الله. ونشهد أن لا إله إلا الله شهادة مُوصِلة، ونشهد أن محمداً رسول الله. أما بعد إبلاغ حمدٍ وثنا، وإرسال شكر ودعا، ماءة ألف ألف صلوات زاكيات، وتحف تحيات ناميات، فداء قبة أخضر سيد عالم [فرناس: المقصود هو القبة الخضراء في المسجد النبوي الشريف، والمعنى هو: فداء القبة الخضراء لسيد العالم، أي النبي (ص). انتهى]، فخر بني آدم، صاحب التاج، دنى فتدلى، (جابك سوار معركة) [فرناس: لم استطع معرفة معنى العبارة السابقة، والمحتمل أنها بلغة غير العربية. انتهى]، سبحان الذي أسرى سيد رسلٍ هادي، سُبل معلَّم بكتاب كُل مخاطب بخطاب في قلْ، براح الرسالة راكب على الدلدل [فرناس: الدلدل هو اسم بغلة النبي (ص). انتهى]، عن حضرت محمد مصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بعدد الجزء والكل، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد. فيقول الفقير المفتقر إلى الله الرحمن المستعان، سيد أحمد نقشبندي القادري المجددي، عُفيَ عنه، أنه لما حضر مجلسنا وتوجهاتنا وختامنا مدة مديدة، وتوجهنا إلى اللطائف السبع [فرناس: تعتقد الطريقة النقشبندية بوجود سبعة لطائف عند كل إنسان: القلب، الروح، السر، الخفي، الأخفى، القالب، النفس. هذه اللطائف هي على الحقيقة درجات المريد الصوفي من القرب من مقصوده وبعده عن نفسه يتسلسل بها من عالم الخلق (القالب) إلى عالم الأمر. انتهى] وقد فاز بنسبة الحضور والجمعية [فرناس: نسبة الحضور والجمعية تعني أنه أصبح منتسباً إلى أهل الحضور الصوفي مجموعاً إلى مبتغاه. انتهى]، وأنوار اللطائف وكيفيتها وحالاتها، منبع الفضايل وكمالاتها، ومورد الفيوضات والبركات، ولدنا الروحاني وصديقنا الرحماني، الشيخ السيد شمس الدين أفندي النجاري، سلمه الله تعالى وبارك فيما أعطاه، وسلك به مسلك الأولياء أولي الإنتباه، وجعله منبع الفيض والإرشاد، ونفعَ به العباد والبلاد، اجزته بتعليم الطريقة العالية النقشبندية، والتوجه لطلاب رب البرية، وتعليم الأذكار والمراقبات الأحمدية. فاسئل الله تعالى أن ينفع الطالبين بتوجّهاته، وأن يرقى وإياهم في مراتب الكمال بعنايته. وأجزتُ أيضاً بطريق القادرية والجشتية [فرناس: الجشتية طريقة صوفية تنتسب إلى الخوجه مودود الجشتي. انتهى] والسهروردية والكبرويّة، [لحصل، كذا] توسل بها أولياء الحضرات العلية. وقد تلقن هذا الفقير هذه الطرق، خصوصاً طريقة العلية النقشبندية وسائرها، من شيخنا الإمام، قطب الأقطاب، فرد الأحباب، إمام الواصلين، غوث العارفين، حضرت سيدنا عبدالله المعروف بغلام علي شاه أحمد الدهلوي، وهو أخذ عن شمس الدين، حبيب الله، ميرزا جان جانان [فرناس: رجاءً اضغط هنا. انتهى]، وهو عن سيد نور محمد بدواني، وهو عن حافظ محمد محسن، وهو عن حضرت شيخ سيف الدين، وهو عن حضرت إيشان محمد معصوم ولي، وهو عن والده حضرت قطب الصمداني، محبوب السبحاني، سيدنا ومولانا الشيخ أحمد فاروقي سرهندي المشهور بالإمام رباني، مجدد ألف الثاني، وهو عن خواجه محمد بالله، وهو عن حواجكي مولانا محمد أمكنكي، وهو عن خواجه مولانا درويش محمد، وهو عن خواجه مولانا محمد زاهد، وهو عن عبيد الله ناصر الدين أحرار ولي، وهو عن خواجه مولانا يعقوب جرخي، وهو عن خواجه محمد علاء الدين عطار، وهو عن خواجه جواجكان، قطب الرباني، محبوب السبحاني، إمام الطريقة، غوث الخليقة، سيدنا ومولانا، حضرت شاه نقشبند، محمد بهاء الدين البخاري، وهو عن سيد السادات، سيد أمير كلال، وهو عن خواجه محمد بابا سماسي، وهو عن خواجه علي عزيزان راميتني، وهو عن خواجه محمود أنجير فغنوي، وهو عن خواجه أبو علي فارمدي، وهو عن خواجه أبو القاسم الجرجاني، وهو عن خواجه أبو الحسن الخرقاني، وهو عن سلطان العارفين، حضرت خواجه أبا يزيد بسطامي، وهو عن حضرت إمام جعفر الصادق رضي الله عنه، وهو عن حضرت إمام قاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم، وهو عن صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حضرت سلمان فارسي رضي الله عنه، وهو عن خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حضرت سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، وهو عن سيد المخلوقات، سيد الأنبياء والمرسلين، وخاتم النبيين، سيدنا وحبيبنا ورسولنا وشفيعنا ومولانا محمد مصطفى صلى الله عليه وعلى آله وأهل بيته أجمعين.

ثم أوصي ولدنا المذكور بتقوى [الله] في السر والعلانية، وملازمة الذكر ومداومة التوجه إلى الله تعالى بالانكسار التام، وتعمير الأوقات بوظائف العبادات، وإداء الصلوات بكمال تعديل الأركان، وتلاوة القرآن المجيد، وملازمة الذكر والاستغفار، والصلاة على النبي المختار، صلى الله عليه وآله وسلم، وأوصيه بالتوكل والتسليم والرضى، وتفويض الأمور إلى المولى. والمقصود من السلوك تهذيب الأخلاق، وتحصيل مَلَكة الاتباع لحبيب الله صلى الله عليه وسلم، والانقطاع واليأس من السوء، والتوجه والإقبال إلى المولى. اللهم كن له معيناً وكفيلاً في الأمور كلها، واجعله إماماً للمتقين، وصلى الله على سيدنا محمد وأله وأصحابه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

آمين، آمين، آمين. تحرر بذلك في حلب الشهباء في سنة إحدى وسبعين ومايتين وألف في شهر ربيع الثاني، سنة 271

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

خــتــام الإجــازة وتـاريـخـهـا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

منقوووووووووووووووووول
[/size]

[/size]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» السلسلة النقشبندية
» مراكز النقشبندية
» مراكز النقشبندية