العاقلة وتجنبها الفتنة وصمودها عند وقوعها

هذه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط _رضي الله عنها _ أسلمت بمكة وبايعت ولم يتهيأ لها
هجرة إلى سبة سبع ،وكان خروجها _ إلى المدينة _زمن صلح الحديبية ، فخرج فى إثرهاخلفها _ أخوها الوليد وعمارة ،فما زال حتى قدما المدينة ،فقالا :يا محمد (ف) (1)
لنا بشرطنا _ وكان من الشروط فى صلح الحديبية أنيرد النبى صلى الله عليه وسلم من
جاءه مسلماً إلى الكفار _فقالت أم كلثوم : أتردنى يارسول الله إلى الكفار يفتنونني عن ديني ولا صبر لى ،وحال النساء فى الضعف ما قد علمت ؟ فأنزل الله تعالى _ الرحيم _:
( إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن...) [الممتحنة : 10 ]، فكان صلى الله عليه وسلم يمتحن النساء ، فيقول : " آلله ما أخرجكن إلا حب الله ورسوله والإسلام ؟ ما خرجتن لزوج ولامال ؟ " فأذا قلن ذلك لم يرجعهن إلى الكفار (2) .
فأم كلثوم خشيت من الكفار أن يفتنوها فى دينها ،وأكدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم
خشيتها بضعف النساء المعلوم ،فأيد الله تعالى رأيها ورحم حالها وبارك فعالها وأنزل الفرج : ( فإن علمتموهن مؤمناتِ فلا ترجعوهن إلى الكفار ) .
لكن إذا وقعت الفتنة فما على المسلمة إلى الصبر والاستعانة بالله العظيم . فهاهي سمية أم عمار بن ياسر ، سابعة فى الإيلام ، عذبها أبو جهل وطعنها فى قلبها بحربة ، فماتت فكانت أول شهيدة فى الإسلام ، فكانوا يعذبونها وهى تأبى غير الإسلام ، حتى قتلوها ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بعمار وأمه وأبيه ياسر وهم يعذبون بالأبطح _مكان فى أعلى رمضاء مكة _ حرها الشديد _ فيقول :.صبراً آل ياسر ، فأن موعدكم
الجنة :. (3)
سمية لا تبالى حين تلقى عذاب النكر يومًا أو تهوبا
وتأبى أن يردد ما أردوا وكانت فى عداد الصابرين
______________________________
(1) أي :ة أوف لنا .
(2)سير أعلام النبلاء (2/276) ، طبقات ابن سعد (8/230 ) ، صفوة الصفوة .
(2/57) . وأخرج البخارى صحيحه 5/ 228 ،

بـــــاركـــــ الـلـــــــــه فـيـــــــــكــــ
وجــعـله فـــــــــى مـــــــــيــزان حـســــنـاتــــــكــ يـــــــوم الـقـيـامــه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
دمــت ودام عـطــــاءكــ لـلـمـنـتـدى
فــــــــــى إنتــظـار مـــزيـــدكـــ الــشــــيق

» العاقلة ووصية ابنتها ليلة زفافها
» قريش وإثارة الفتنة الطائفية في المدينة
» العاقلة ونصح ولدها حثه على ترك المعصية