الحـــــــــــكم الأربـــعــيــنـــيــــة البــــــــاســــــــــــليـة

الحمد
لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام
على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج
الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه
ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...

الحكـــــمة الأولـــــــى:

إذا فرشت نفسك أمام شيخك وجلست عليها بالأدب
رأيت من شيخك أموراً عجب، ورُفِع عنك اللوم والعتب.

الحكـــــمة االثانـــــية:

اعلم
علم اليقين أن طريق أهل الله مليئة بالأنوار والأسرار، ولا تدخل تلك
الأنوار والأسرار قلبَ مسيء الظن بالغفار والأخيار، فإنه إذا أساء الظن
بالأخيار فإنه لا مفر له ولا خيار إلا سوء الظن بالجبار.

الحكـــــمة الثالثـــة:

اعلم
أن حُجُب الإنسان عن الله عز وجل من نفسه، فإذا اشتغل بذكر الله عز وجل
والصلاة على سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام في كل نـَفـَس من أنفاس
نفسه، زالت تلك الحُجُب وأصبح ذاكراً ومذكوراً عند الله تعالى وعند الرسول
عليه الصلاة والسلام.

الحكـــــمة الرابعـــــة:

اعلم أن التشكك والحذر في طريق أهل الله عز وجل يعني سوء الظن في الله عز وجل وفي أهل الله عز وجل، إذ لا ينفع الحذر مع القدر.

الحكــمـــــة الخامســــة:

اعلم أنه مَن مُلئ قلبه بالحذر والشك أنه عن طريق الله عز وجل انفطر وانشق.

الحكــمـــــة السادســــة:

اعلم أنه من جاهدَ نفسه بترك الحرص والطّمع، أَوْرَثَهُ الله عز وجل الخشوع والورع.

الحكــمـــــة السـابعـــة:

إذا أردت أن يكون لك فتوحاً من الغيب ، فيجب أن تجتهد في تطهير نفسك من كل عيب،
وأن تنزع من نفسك الشك والريب، وأن تتوكل على الله تعالى لا على الجيب

الحكــمـــــة الثــامنــــــة:

اعلم أنه إذا استولى على القلب سلطان الذكر انقلب إلى المذكور.

الحكــمـــــة التــــاســــعـــــة:

اعلم
أن الخلوة الإلهية غير الخلوة الشرعية، فالخلوة الشرعية تقتضي ألا تخلو
بإمرأة دون أن يكون معك أحد، والخلوة الإلهية ألا يخلو قلبك بربك وفيه أحد.

الحكــمـــــة العــــــاشـــــــــــرة:

اعلم أن القلب الصافي لله تعالى حافي عما سواه، ( فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طُوى ).

الحكــمـــــة الحــــاديــــة عـشـــــــرة:

اعلم أن المريد إذا مشى وبعدها اتجه إلى سوء الظن، وإن عاد يكون عليه قليل من الموارد الإلهية والمَن.

الحكــمـــــة الثانيــــة عـشـــــــرة:

اعلم أن السلامة في الندامة، وخير الندامة ماكانت مع النبي عليه الصلاة والسلام.

الحكــمـــــة الثالثـــة عـشـــــــرة:

اعلم
أن لكل شيء علامة، وعلامة ذلك صدق المريد مع شيخه، فالشيخ يُعد بالندامة
الأولى، ومَن لم يحصل على الأولى لا يحصل على التي بعدها، فإذا جملك بالأدب
اللازم دخلت وكنت أهلاً للدخول على النبي عليه الصلاة والسلام.

الحكــمـــــة الرابع عشرة:

اعلم
أن الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام جمعت اسمه الأعظم وذكره
المعظَّم، فأنت بالصلاة عليه تذكر الله بإسمه وذكره، أما قال: ( إن الله
وملائكته يصلون على النبي).

الحكمة الخامسة عشر:

اعلم أنه لا يكون لسائر في طريق الله هيبة ما لم يكن له في بيته هيبة.

الحكمة السادسة عشر:

اعلم
أنه إذا أراد الله بعبد خيراً، دلّه على مَن يُحب، فيجب على المدلول أن
يحب ما أحبه الله، وإلا لما دلّه عليه، فإذا استكملت المحبة في قلب المدلول
لمن يحبه الله، جعله الله عز وجل ممن يحبهم ويدلّون عليه.

الحكمة السابعة عشر:

إذا
أردت أن تتحقق بالآية: ( واصطنعتك لنفسي ) فيجب أن تهب نفسك له، وأن تملأ
قلبك بحبه، ولسانك بذكره، وعقلك بعلمه، وجوارحك في خدمته، فهنا تكون له.

الحكــمـــــة الثــــامنــــــــة عـشـــــــر:

اعلم أن الصاحب ساحب، فانظر إلى مَن تُصاحِب، فإن صاحبت مَن يكون مِن أهل الله تعالى، سحبك إلى الله تعالى.

الحكــمـــــة التاسعــة عـشـــــــر:

اعلم
أن الحرص والطمع آفتان كبيرتان ومهلكتان ، فاعلم أنّ بهما يصل إلى الدنيا و
غرائزها ولذائذها ، وإن جاهدهما الإنسان يدخل جنة ربه ولا يكون العارف
عارفاً بالله إلا بعد فقدانهما.

الحكــمـــــة العشــــرون:

اعلم
أن الدنيا دار غرور وتجارة، وليس في قلب العارف مكان للغرور والتجارة،
أفما لك أيها القلب المريد لله عز وجل عبرةً بالنبي – صلى الله عليه و سلم –
فإنه تركها مع أنه كان قادراً على أن يملكها كلها، والأنبياء عليهم السلام
من قبله تركوها، والصالحون من بعد النبي – صلى الله عليه وسلم – تركوها
كلها وبقوا لله عز وجل لأنهم علموا أن الدنيا دنيا لا يلتهي بها إلا
الأطفال اللذين لم يبلغوا سنَّ التعقل والرشد والبلوغ، أفما لك عبرة من كل
هؤلاء دونهم أي أقل منهم.

الحكــمـــــة الحادية والعشــــرون:

اعلم أنّ البُنيّات ينتطرن نظرة استحسان، فإياك والالتفات إليهن، وهنّ الكرامات.

الحكــمـــــة الثانية والعشــــرون:

واعلم أنك إذا تركت تدبير عقلك، عقلت بقلبك

الحكــمـــــة الثالثة والعشــــرون:

اعلم
أنما سُــمِّيَ القلب قلباً لتقلبه، وأن أكثر ما يقلب القلب سوء الظن
بأولياء الرب. فمن زُرعت محبة الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم
والصالحون في قلبه أمِنَ من التقلب والسلب.

الحكمة الرابعة والعشرون:

اعلم أنه إذا تمكنت في القلب محبة النبي عليه الصلاة والسلام عاش القلب بأحوال أهل الصفا.

الحكــمـــــة الخامسة والعشــــرون:

. اعلم أن القلب الصافي لله حافي عما سواه، ( فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طُوى ).

الحكــمـــــة السادسة والعشــــرون:

.
اعلم أنه إذا تمكنت في القلب محبة النبي عليه الصلاة والسلام، كان القلب
مكاناً لأنوار النبي عليه الصلاة والسلام وأسراره وأسرار آل بيته، فيكون
القلب بيتاً للنبي وآله عليهم السلام.

الحكــمـــــة السابعة والعشــــرون:

.
اعلم أن مَن جاء إلى ذلك البيت بحسن الظن والمحبة والأدب، دخل البيت ورأى
مِن النبي عليه الصلاة والسلام العجب (ســلمـان مـنّــا آل الـبـيــت ).

الحكــمـــــة الثامنة والعشــــرون:

اعلم
أن مراد الله في خلقه حبيبه عليه الصلاة والسلام، فمَن جعل مراده مراد
الله عز وجل فهو المريد الحق لله تعالى، فيصبح مُرادا بإذن الله تعالى.

الحكمة التاسعة والعشرون:

اعلم أن رؤية الإنسان لنفسه تورث التكبر والغرور وتورث حب الظهور، ومَن امتلك على قلبه الغرور وحب الظهور لا يدخل في ذلك القلب نور.

الحكـــــمة التاســـعة والعشرون:

اعلم
أنك لا تبصر إلا إذا عميت، ولا تسمع إلا إذا صَممت، ولا تعقل إلا إذا
جُننت، فإنك لا تبصر إلا إذا عميت عن الكون أبصرت المكوِّن، ومتى صَممت عما
سوى الله عز وجل سمعت بالله عز وجل، ومتى جننت عن هذه الدنيا قربت من الحق
وارتقيت عن الخلق بإرجاع الأمر إلى الله عز وجل وترك التدابير النفسية.

الحكـــــمة الثلاثون:

واعلم مَن تكن الدنيا أكبر همه فهو العايش في وهمه.

الحكـــــمة الحادية و الثلاثون:

واعلم
أن الدنيا مملوكة والله عز وجل هو المالك لها، فلا تطلب المملوك واطلب
المالك، فإنك إذا وصلت إلى المالك أتتك المملوكة خادمة لك، أما سمعت قول
الله عز وجل في الحديث القدسي: ( يا دنيا اخدمي مَن خدمني واستخدمي مَن
خدمك ) وأما إن طلبتها وهي مملوكة فستكون مملوكاً لها فكيف ترضى أن يكون
مالكك مملوكاً وأنت تكون مملوك المملوك؟! اعلم أن جميع أهل الله ملوك،
لأنهم في الله عز وجل أصبحوا ملوك، فهل يستوي المملوك والملوك.

الحكـــــمة الثانية و الثلاثون:

اعلم أنه إذا استولى على القلب سلطان الجاه والمال، لا يبقى للقلب مع الله تعالى حال.

الحكـــــمة الثالثة و الثلاثون:

اعلم
أنه إذا خلى القلب مما سوى الله تعالى، كان ربانيَّ المقام، فما توجه قلبه
لشيء إلا كان ما يُراد، لأنه ما توجه إلا بالله تعالى، فكيف لا يكون ذلك
الشيء بالله تعالى ( كن فيكون ).

الحكـــــمة الرابعة و الثلاثون:

اعلم أن صاحب النفس المغرورة بيد الشيطان مأسورة.

الحكـــــمة الخامسة و الثلاثون:

اعلم أن الرفيق مَن يرفق بك ويأخذ بيدك، ومَن ضلّ عن الرفيق، ضلّ عن الطريق.

الحكـــــمة السادسة و الثلاثون:

إذا
أردت أن تتحقق بالآية: ( النبي أولى بالمؤمنين مِن أنفسهم ) يجب أن تعلم
أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أوْلى منك بكل شيء، ولهذا يجب
ألا تغيب عنك صورة ومعنى مَن هو أوْلى منك بك، وكل هذا لك.

الحكـــــمة السابعة و الثلاثون:

اعلم
أن الشيطان أوقف نفسه ندّاً لله تعالى فكان من الخاسرين، فلا توقف نفسك
ندّاً لأهل الله تعالى فتشارك الشيطان في هذه الوقفة، فتكون عليك عين الغضب
الإلهيّ وتكون مِن الهالكين.

الحكـــــمة الثامنة و الثلاثون:

اعلم أن الشيطان نصب نفسه في غير مكانها، فالله أهانه، فكل مَن نصب نفسه في غير مكانها فالله يهينها.

الحكـــــمة التاسعة و الثلاثون:

اعلم
أنه لا يسجد القلب إلا إذا سجدت الروح، ولا تسجد الروح إلا إذا كانت
مؤتمّة بالروح الكبرى وهي روح النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فإنه
لما تسجد الروح الكبرى تسجد الروح الصغرى، فإذا سجدت الصغرى سجد القلب،
وإذا سجد القلب سجدت الجوارح.

الحكـــــمة الأربعون:

مَن دخل الحجرات، قلبه ما مات.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمدلله رب العالمين

بـــــاركـــــ الـلـــــــــه فـيـــــــــكــــ
وجــعـله فـــــــــى مـــــــــيــزان حـســــنـاتــــــكــ يـــــــوم الـقـيـامــه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
دمــت ودام عـطــــاءكــ لـلـمـنـتـدى
فــــــــــى إنتــظـار مـــزيـــدكـــ الــشــــيق
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]