منتدى الطريقه النقشبنديه
إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! 412252
عزيزى الزائر/ عزيزتى الزائره
يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت
عضو معنا
أو التسجيل ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك
إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! 862936
إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! 22-4-99
ادارة المنتدى
منتدى الطريقه النقشبنديه
إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! 412252
عزيزى الزائر/ عزيزتى الزائره
يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت
عضو معنا
أو التسجيل ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك
إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! 862936
إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! 22-4-99
ادارة المنتدى
منتدى الطريقه النقشبنديه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الطريقه النقشبنديه

تصوف اسلامى تزكية واداب وسلوك احزاب واوراد علوم روحانية دروس وخطب كتب مجانية تعليم برامج طب و اسرة اخبار و ترفيه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه!

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محب الشريف
المشرف العام
المشرف العام
محب الشريف


الساعه :
ذكر
عدد المساهمات : 1568
تاريخ التسجيل : 12/02/2011
العمر : 47
العمل/الترفيه : حب التصوف
الأوسمه جائزة الإبداع

إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! Empty
مُساهمةموضوع: إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه!   إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! Icon_minitimeالأحد أبريل 10, 2011 11:24 am

هذا كتاب الله بين أيدينا، فكيف نقتبس نوره؟ كيف نتلقَّى رسالاته؟ كيف نشعر
بوقع كلماته في قلوبنا؟ كيف نكتشف ذلك النور الذي تتحدث عنه الآيات؟ وكيف
نتلقى ذلك الروح الذي تفيض به الكلمات؟ ماذا نصنع حتى نتفاعل مع القرآن كما
تفاعل معه جيل الصحابة الكرام، ومَنْ سار على أشواقهم من الصديقين
والشهداء والصالحين عبر التاريخ؟
أوليس هذا القرآن نفسه هو الذي تخرجت به هذه الأمة؟

قلت: بلى!


إلا أن المشكلة اليوم هي أننا نقرأ القرآن على أنه مجرد مصحف لا روح فيه!
صحيح أننا نؤمن أنه نزل في يوم ما من السماء، وأن الرسول - عليه الصلاة
والسلام - تلقاه عن ربه رسالةً إلى العالمين كافة.. تلك عقيدة لا يصح إيمان
المسلم إلا بها. نعم، ولكن المشكلة هي أن الشعور بهذه الحقيقة العظيمة
اليومَ شعورٌ ميت لا حياة فيه! لأننا في الغالب نربطه بالتاريخ الذي كان
فقط، وكأن الطبيعة التنـزيلية للقرآن شيء كان وانتهى، ولا معنى له اليوم في
حياتنا المعاصرة! إنه في مخيلتنا العامة أشبه ما يكون بحجر أو نَيْزَكٍ
سقط يوما ما من نجمٍ مُذَنَّبٍ عابر في السماء، فكان أولَّ سقوطه حاميا
ملتهبا! لكنه لم يزل يبرد شيئا فشيئا حتى خَفَتَ، ثم انطفأت جمرته فصار
حجراً كأي حجر! وأقصى ما ينتبه إليه الناس اليوم هو أنه حجر له قصة، وهي:
أنه نزل في يوم ما من السماء.. وهنا ينتهي الأمر! فإذا فزعنا إلى التفاسير
والدراسات القرآنية؛ وجدناها في الغالب تحاول تحليل طبيعته على المستوى
الشكلي، فتدرس المكونات اللغوية والبلاغية والطبقات الدلالية لهذه الآية أو
تلك، وكأنها مجرد معاجم للمعاني ليس إلا! تماما كما يدرس الجيولوجيون
مكونات الحجر المعدنية، وطبيعتها، وتاريخها، ومستويات بريقها واختلاف
ألوانها وأحجامها.. إلخ. هكذا نتعامل مع القرآن في كثير من الأحيان.
إن ذلك كله شيء مهم.. ولكنه لا يرتقي بالتعامل مع كتاب الله من مستوى
"المصحفية" إلى مستوى "القرآنية"!

إن أهم فصل في تعريف القرآن المجيد هو أنه: "كلام الله رب العالمين!"


وما كان لكلام الحي الذي لا يموت أن يبلى أو يموت! ولكن الذي يموت هو
شعورنا نحن! والذي يبلى هو إيماننا نحن! أما الوحي فهو عين الحياة! وحقيقة
"الوحي" هي أول صفة يجب أن نتلقى بها القرآن الكريم، وهي أهم جوهر يجب أن
ننظر من خلاله إلى كلماته؛ بما هي كلمات الله رب العالمين!
ذلك أن كلام الله لا يتنـزل على الرسل إلا وحيا.. قال تعالى: (وَمَا كَانَ
لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ
أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ
حَكِيمٌ)(الشورى: 51).

وهذا شيء مهم جدّاً! فكون القرآن "وَحْياً" هو المعراج الرئيس الذي به
يرتقي القارئ له إلى سماء القرآنية! إنه المصطلح المفتاح الذي به يكتشف
طبيعة القرآن، ويبصر نوره، ويتلقى حقائقه الإيمانية ورسالاته الربانية،
ويشاهد شلالات الجمال والجلال، حية متدفقة من منابع القرآن!



إن كون القرآن "وَحْياً" ليس معنى تاريخيا فحسب؛ بل هو معنى مصاحب لطبيعته
أبداً! بمعنى أن صلة القرآن بالسماء هي صلة أبدية..! إن المشكلة هي أننا
عندما نقرأ القرآن نربط الوحي فيه بذلك الماضي الذي كان! بينما الوحي نور
حاضرٌ، وروح حي، يتدفق الآن في كل آيات القرآن، وينبع من تحت كل كلماته،
شلالاتٍ من كوثر ثَجَّاجٍ!



لقد قُبِضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فانقطع الوحي التاريخي، أي
انقطع فعل التنـزيل الذي كان في الزمان والمكان، بواسطة الملاك جبريل عليه
السلام. ولكن بقي الوحي القرآني، أو الوحي/القرآن! والوحي هنا صفة اسمية من
أسماء القرآن المجيد، قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ
بِالْوَحْيِ!)(الأنبياء: 45) وقال سبحانه: (إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ
يُوحَى)(النجم: 4). وقد قال أبو بكر لزيد بن ثابت رضي الله عنهما: (إِنَّكَ
شَابٌّ عَاقِلٌ لاَ نَتَّهِمُكَ، قَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ لِرَسُولِ اللهِ -
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – الْوَحْيَ، فَتَتَبَّعِ الْقُرْآنَ
فَاجْمَعْهُ!)(1) وإنما سمي القرآن "وَحْياً" لأنه نزل كذلك، قال تعالى:
(وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ
بَلَغَ)(الأنعام: 19).



فالوحي – كما ترى - له دلالتان: الوحي الحَدَثُ، أي النـزول الخفي من
السماء، وهو سبب النبوة، وهو الذي انقطع. والوحي الصفة، وهو لا ينقطع
أبداً. وعليه سمي هذا القرآن المجيد "وَحْياً". فالمعنى الأول مصدري، أي
أنه مصدر لفعل "وَحَى، يَحِي وَحْياً" ويقال "أوحى" أيضا كما هو في القرآن
الكريم. وأما المعنى الثاني فهو "الوحي" بالمعنى الاسمي لا المصدري، أي بما
هو اسم من أسماء القرآن، وصفة من صفاته الجوهرية الثابتة. وهو معنى متولد
من المعنى الأول؛ فلأن القرآن نزل وحيا من الله؛ صارت له تلك الصفة فسُمي:
"وَحْياً"، وأصبح هذا اللفظ اسماً عَلَماً على كتاب الله تعالى. فلك أنت
تقول: القرآن هو الوحي، والوحي هو القرآن. والآيات المذكورة قبلُ دالة على
هذا.


قال الإمام الطبري رحمه الله: (أما "الوَحْيُ"، فهو: الواقع من الْمُوحِي
إلى الْمُوحَى إليه، ولذلك سَمَّتِ العربُ الْخَطَّ والكِتَابَ "وَحْياً"؛
لأنه واقعٌ فيما كُتِبَ، ثَابِتٌ فيه.)(2) وعلى هذا جرت معاجم اللغة. قال
صاحب الصحاح: (الْوَحْيُ: الكتابُ، وجمعه وُحِيٌّ. والوَحْيُ أيضاً:
الإشارة، والكتابة، والرسالة، والإلهام، والكلام الخفيُّ، وكلُّ ما ألقيته
إلى غيرك. يقال: وَحَيْتُ إليه الكلامَ وأوْحَيْتُ، وهو: أن تكلِّمه بكلامٍ
تخفيه.)(3) وفي اللسان: (والوَحْيُ: المكتوبُ، والكِتَابُ أَيضاً. وعلى
ذلك جمعوا فقالوا: وُحِيٌّ، مِثْلُ حَلْيٍ وحُلِيٍّ.)(4)

وقد يقول قائل هذه حقائق بَدَهِيَّةٌ فَلِمَ العَنَاءُ؟ أقول: نعم؛ ولكننا
ننساها فنضل الطريق إلى القرآن!.. وإنما مشكلة أجيالنا المعاصرة أنها أضاعت
بَدَهِيَّاتِهَا! حتى صرنا في حاجة إلى إعادة تقرير معنى "الدين" نفسه!(5)


نعم! إن تَلَقِّي القرآن بوصفه "وَحْياً" هو المفتاح الأساس لاكتشاف كنوزه
الروحية، والتخلق بحقائقه الإيمانية العظمى!
النور.. تلك هي طبيعة الوحي وصِبْغَتُهُ، وصفته الثابتة للقرآن، حقيقة
جوهرية لا تنفك عنه.. والنور روحٌ، لكنه روحٌ يسري في كلمات القرآن بخفاء،
وإنما المؤمنون وحدهم يبصرون جداوله الرقراقة، وهي تتدفق بالجمال والجلال!


ولكن كيف يكون هذا؟





لنعد إلى مثال النجم المذنَّب!.. إن ذلك النَّيْزَكَ الناري الواقع من
السماء إلى الأرض، ما يزال يحتفظ بأسرار العالم الخارجي الذي قَدِمَ منه!
إنه فِهْرِسْتٌ مكنون، لو تدبرته لوجدته يكتنـز خريطةَ الكون كله! ويحتفظ
من الأسرار ما عجزت عن إدراكه أحدث مراصد الفلك، وأعقد معادلات الرياضيات،
وأحدث نظريات الفيزياء!.. إنه لم يفقد حرارته ولا طاقته قط! وإنما حُجِبَ
لهيبُه رحمةً بالناس، وتيسيراً لهم، وتشجيعا للسائرين في الظلمات على حمل
قنديله الوهاج، والقبض عليه بأصابع غير مرتعشة، بل على احتضانه وضمه إلى
القلب، نوراً متوهجاً بين الجوانح!





إن مَثَلَ القرآن ومَثَلَ الناس في هذا الزمان، هو كثلاثة مسافرين تَاهُوا
في الصحراء بليل مظلم! صحارى وظلمات لا أول لها ولا آخر..! فبينما هم كذلك
إذ شاهدوا في السماء نجماً مُذَنَّباً لاَهِباً، لم يزل يخرق ظلمات الأفق
بنوره العظيم، حتى ارتطم بالأرض! فافترقوا ثلاثتهم إزاءه على ثلاثة مواقف:





فأما أحدهما فلم يُعِرْ لتلك الظاهرة اهتماماً، بل رآها مجرد حركة من حركات
الطبيعة العشوائية! وأما الآخران فقد هرعا إلى موقع النَّيْزَكِ فالتقطا
أحجارة المتناثرة هنا وهناك.. وكانا في تعاملهما مع تلك الأحجار الكريمة
على مذهبين:





فأما أحدهما فقد أُعْجِبَ بالحجر؛ لِمَا وجد فيه من جمال وألوان ذات بريق،
وقال في نفسه: لعله يستأنس به في وحشة هذه الطريق المظلمة، ثم دسه في جرابه
وانتهى الأمر!





وأما الآخر فقد انبهر كصديقه بجمال الحجر الغريب! وجعل يقلبه في يده، ويقول
في نفسه: لا بد أن يكون هذا المعدن النفيس القادم من عالم الغيب يحمل
سِرّاً! لا يجوز أن يكون وقوعه على الأرض بهذه الصورة الرهيبة عبثاً! كلاَّ
كلاَّ! لا بد أن في الأمر حكمةً ما! ثم جعل يفرك حجراً منه بحجر، حتى
تطاير من بين معادنه الشَّرَر..! وانبهر الرجل لذلك؛ فازداد فركاً للحجر،
فازداد بذلك تَوَهُّجُ الشَّرَرِ.. وجعلت حرارة معدنه تشتد شيئاً فشيئاً؛
حتى وجد ألم ذلك بين كفيه! بل جعلت الحرارة الشديدة تسري بكل أطراف جسمه،
وجعل الألم يعتصر قلبَه، ويرفع من وتيرة نبضه..! لكنه صبر وصابر، فقد كان
قلبه - رغم الإحساس بالألم والمعاناة - يشعر بسعادة غامرة، ولذة روحية لا
توصف!.. وما هي إلا لحظات حتى تحول الحجر الكريم بين يديه إلى مشكاة من نور
عظيم! ثم امتد النور منها إلى ذاته، حتى صار كل جسمه سَبِيكَةً من نور،
وكأنه ثريا حطت سُرُجَهَا ومصابيحَها على الأرض! وجعل شعاع النور يفيض من
قلبه الملتهب فيعلو في الفضاء، ويعلو، ثم يعلو، حتى اتصل بالسماء!..





كان الرجل يتتبع ببصره المبهور حبل النور المتصاعد من ذاته نحو السماء، حتى
إذا اتصل بالأفق الأعلى تراءت له خارطة الطريق في الصحراء! واضحة جلية،
ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك! ووقع في قلبه من الفرح الشديد ما
جعله يصرخ وينادي صاحبيه معاً: أخويَّ العزيزين!.. هَلُمَّا إِليَّ!..
إِليَّ! لقد وجدت خارطة الطريق!.. لقد من الله علينا بالفرج..! أخويَّ
العزيزين!.. اُنْظُرَا اُنْظُرَا!.. هذا مسلك الخروج من الظلمات إلى النور!
شَاهِدُوا شُعَاعَ النورِ المتدفق من السماء.. إنه يشير بوضوح إلى قبلة
النجاة!.. فالنجاةَ النجاةَ!





أما الذي احتفظ بقطعة من الحجر في جرابه فلم يتردد في اتباع صاحبه
والاقتداء بهديه؛ لأنه كان يؤمن بأن لهذا المعدن الكريم سِراًّ! ولقد أبصر
شعاعه ببصيرة صاحبه، لا ببصيرة نفسه!





وأما الأول الذي لم ير في النجم الواقع على الأرض شيئا ذا بال؛ فإنه رغم
نداء صاحبه له لم يبصر شيئاً من أمر الشعاع المتدفق بالهدى! لقد كان محجوبا
باعتقاده الفاسد، فلم تَعْكِسْ مِرْآةُ قلبِه الصَّدِئَةُ نوراً! ولذلك لم
يصدق من نداء صاحب النور شيئاً من كلامه، بل اتهمه بالجنون والهذيان! ومضى
وحده يخبط في الصحراء، ضارباً في تيه الظلمات! (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ
اللهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ!)(النور: 40)





ثم انطلق الرجلان المهتديان يسيران في طريق النور.. وإنما هما تابع ومتبوع،
فالمتبوع داعية يرى بنور الله.. ويسير على بصيرة من ربه؛ بما كابد من نار
الحجر وشاهد من نوره! والثاني مؤمن بالنور مصدق بدعوة صاحبه، يسير على خطاه
وهديه.. ولكنه يكابد في سيره عثرات من حين لآخر وهَنَاتٍ؛ وذلك بسبب ما
يلقي إليه الشيطان من وساوس ومخاوف! وليس لديه ما يدفع به كيد الشيطان إلا
ما يتلقى عن صاحبه!





وبينما هما كذلك يسيران مطمئنين في طريقهما، إذْ سأل الرجلُ التابعُ صاحبَه
المتبوع فقال: أناشدك الله أن تخبرني كيف اكتشفت سر النور في هذا الحجر
الكريم!





لكن صاحب النور وجد أن اللغة عاجزة عن بيان حقيقة النور لصاحبه، فما كان
منه إلا أن دس قطعة من الحجر الذي كان بين يديه في كف السائل؛ فصرخ الرجل
من شدة حر الحجر الكريم والتهابه! وجعل يقلبه بين يديه ثم ألقاه بسرعة في
كفه صاحبه! لكن صاحب النور قبض عليه بيد ثابتة مطمئنة! فعجب منه رفيقه
وقال: إنما أنت قابض على الجمر!





قال: نعم، هو كذلك! إنه القبض على الجمر! لكن لذة الروح بما يشاهد القلب من
نور، وبما يجد من سعادة غامرة؛ ترفع عن الجسد الشعور بالألم، وتمنع حدوث
الاحتراق! وإن نار الشوق والإيمان لهي أقوى ألف مرة ومرة من نار الكفر
والفسوق والعصيان! ولو وقعت الأولى على الثانية؛ لجعلتها سلاماً وأماناً
على قلب العبد المؤمن! (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ
كُنْتُمْ فَاعِلِينَ! قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاَماً عَلَى
إِبْرَاهِيمَ! وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ
الأَخْسَرِينَ!)(الأنبياء: 68- 70)





نعم يا رفيقي في طريق النور! إن مكابدة القرآن في زمان الفتن، والصبر على
جمره اللاَّهِبِ في ظلمات المحن؛ تلقيّاً، وتزكيةً، وتدارساً، وسيراً به
إلى الله في خلوات الليل؛ هو وحده الكفيل بإشعال مشكاته، واكتشاف أسرار
وحيه، والارتواء من جداول روحه، والتطهر بشلال نوره.. النور المتدفق
بالحياة على قلوب المحبين، فيضاً ربانيا نازلاً من هناك، من عند الرحمن،
الملك الكريم الوهاب!





فتدبر يا صاح هذا المشهد القرآني الجليل! في بيان حقيقة تَلَقِّي محمد -
صلى الله عليه وسلم - للوحي عن الملَك العظيم جبريل عليه السلام، حيث
تلقَّى عنه ما تلقَّى من قرآن كريم، وحياً من الله رب العرش العظيم، وشاهدَ
ما شاهدَ خِلاَلَ ذلك من حقائق إيمانية، ومنازل روحانية، ضاربة في عمق
الغيب الأعلى! (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى. مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا
غَوَى. وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى.
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى. ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى. وَهُوَ بِالْأُفُقِ
الْأَعْلَى. ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى. فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ
أَدْنَى. فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى. مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا
رَأَى. أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى. وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً
أُخْرَى. عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى. عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى.
إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى. مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى.
لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى.)(النجم: 1- 18)



ذلك هو القرآن الوحي! إنه حجر كريم، بل إنه نجم عظيم وقع على الأرض! ولم
يزل معدنه النفيس يشتعل بين يدي كل من فركه بقلبه، وكابده بروحه، تخلقاً
وتحققاً! حتى يرتفع شعاعُه عاليا، عاليا في السماء، دالا على مصدره وأصله،
هناك بموقعه الأعلى في مقام اللوح المحفوظ! ومشيراً مِنْ عَلُ ببرقه العظيم
إلى باب الخروج..! فهنيئاً لمن تمسك بحبله، واتصل قلبُه بتياره، وتزود من
رقراق أسراره، ثم مشى على الأرض في أمان أنواره!


نعم! ذلك هو القرآن الوحي، الذي يصل قارئَه وَحْياً بملأ السماء مباشرةً..
من أول كلمة يقرؤها! فإذا به يطل على عالم الشهادة من شرفات عالم الغيب!
بصائر قرآنية واضحة ومشاهدات، لا يضام في حقائقها شيئاً! بصائر ومشاهدات لا
تلبيس فيها ولا تدليس، ولا خرافة ولا تخرصات! وإنما هو نور الفرقان! قال
جل جلاله: (قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ
فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ
بِحَفِيظٍ!)(الأنعام: 104) وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ
سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ
الْعَظِيمِ!)(الأنفال: 29)





نعم! ذلك هو القرآن الوحي!.. فمن يفرك جمره؟ ومن يقتبس من حر آياته نورَه؟
فعسى أن يترقى في معراجه إلى مقام الروح الأعلى! وعساه يكون بذلك من
المبصرين؛ فيشاهد خارطة الطريق..!





أيها القابضون على الجمر..!





أيها المراقبون لنيزك السماء..!





إنه وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَهُ!





(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا
وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ!)(آل عمران: 200).





ذلك، وإنما الموفَّق من وفقه الله..!




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المهتدى
المراقب العام
المراقب العام
المهتدى


الساعه :
الدوله : مصر
ذكر
عدد المساهمات : 2109
مزاجك : السفر
تاريخ التسجيل : 08/03/2011
العمر : 28
العمل/الترفيه : الإنترنت
الأوسمه عضو مجلس الإداره

إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! Empty
مُساهمةموضوع: رد: إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه!   إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! Icon_minitimeالإثنين يوليو 04, 2011 10:35 am

مـــوضـــوع جـــمــيـل وطــــــرح رائــع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بـــــاركـــــ الـلـــــــــه فـيـــــــــكــــ
وجــعـله فـــــــــى مـــــــــيــزان حـســــنـاتــــــكــ يـــــــوم الـقـيـامــه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
دمــت ودام عـطــــاءكــ لـلـمـنـتـدى
فــــــــــى إنتــظـار مـــزيـــدكـــ الــشــــيق
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الطريقه النقشبنديه  :: منتدى الطريقه النقشبنديه الاسلامى :: منتدى الطريقه النقشبنديه فى العقيده والتوحيد-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» للخلاص من كل مرض وبليه ومجرب
إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! Icon_minitimeالخميس أبريل 27, 2023 4:07 pm من طرف mechri

» الأربعون النووية
إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! Icon_minitimeالأحد سبتمبر 19, 2021 7:38 am من طرف احمد محمد النقشبندي

» مجموعة كتب فى الفقه العام و أصول الفقه.
إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! Icon_minitimeالسبت سبتمبر 04, 2021 10:57 pm من طرف احمد محمد النقشبندي

» السيرة النبوية لإبن هشام
إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! Icon_minitimeالسبت سبتمبر 04, 2021 10:51 pm من طرف احمد محمد النقشبندي

»  الجن و دياناتهم
إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:46 pm من طرف الموجه النقشبندي

» برنامج لكسر حماية ملفات الـ pdf لطباعته
إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:46 pm من طرف الموجه النقشبندي

» حمل كتب الامام محي الدين بن عربي
إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:46 pm من طرف الموجه النقشبندي

» رياض الصالحين .
إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:46 pm من طرف الموجه النقشبندي

»  دعآء آلهم و آلحزن و آلكرب و آلغم
إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:45 pm من طرف الموجه النقشبندي

» للوقايه من شر الإنس والجن
إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:45 pm من طرف الموجه النقشبندي

» خواص عظيمه للزواج
إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:44 pm من طرف الموجه النقشبندي

» اختصاص الامام علي كرم الله وجهه بالطريقة
إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:38 pm من طرف الموجه النقشبندي

» النقشبندية...منهجها وأصولها وسندها ومشائخها
إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:36 pm من طرف الموجه النقشبندي

» الشريف موسى معوض النقشبندى وذريته وأبنائه 9
إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:35 pm من طرف الموجه النقشبندي

» االرحلة الالهية
إِنَّهُ وَحْيٌ.. فَتَعَرَّضُوا لَه! Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:34 pm من طرف الموجه النقشبندي

أقسام المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لـ{منتدى الطريقه النقشبنديه} ®
حقوق الطبع والنشر © مصر 2010-2012
@ الطريقه النقشبنديه للتعارف والاهداءات والمناسبات @المنتدى الاسلامى العام @ الفقه والفتاوى والأحكام @ منتدى الخيمه الرمضانيه @ قسم الصوتيات والمرئيات الاسلاميه @ الطريقه النقشبنديه للثقافه والموضوعات العامه   منتدى الطريقه النقشبنديه للحديث الشريف @ منتدى الطريقه النقشبنديه للعقيده والتوحيد @ منتدى الطريقه النقشبنديه للسيره النبويه @ منتدى مناقب ال البيت @ منتدى قصص الأنبياء @ شخصيات اسلاميه @   الطريقه النقشبنديه والتصوف الاسلامى @ الطريقه النقشبنديه @ صوتيات ومرئيات الطريقه النقشبنديه @ رجال الطريقه النقشبنديه @ @  قصائد نقشبنديه @  منتدى قصائد أهل التصوف والصالحين @ منتدى سيرة ألأولياء والصالحين @ شبهات وردود حول التصوف الاسلامى @ التزكيه والآداب والسلوك @ أذواق ومشارب الساده الصوفيه @ الصلوات المحمديه على خير البريه @ أحزاب وأوراد @ أدعيه وتوسلاات @   تفسير الروىء وألأحلام @  منتدى الروحانيات العامه @  منتدى الجن والسحر والعفاريت @  منتدى الكتب والمكتبات العامه @ منتدى الكتب والمكتبات الصوفيه @ منتدى كتب الفقه الاسلامى @ كتب التفاسير وعلوم القران @ كتب الحديث والسيره النبويه الشريفه @ منتدى الابتهالاات الدينيه @ منتدى المدائح المتنوعه @ منتدى مدائح وأناشيد فرقة أبو شعر @ منتدى مدح الشيخ ياسين التهامى @ منتدى مدح الشيخ أمين الدشناوى @ منتدى القصائد وألأشعار @ منتدى الأزهر الشريف التعليمى @ منتدى معلمى الأزهر الشريف @ منتدى رياض الأطفال @ منتدى تلاميذ المرحله الابتدائيه @ منتدى طلاب وطالبات المرحله الاعداديه @ منتدى التربيه والطفل @ منتدى الاسره والمجتمع @ منتدى المرأه المسلمه @ منتدى الترفيه والتسليه @ منتدى الطريقه النقشبنديه للصور الاسلاميه @ منتدى صور الصالحين @ منتدى غرائب وعجائب الصور @ الصور والخلفيات العامه والمتحركه @ منتدى الطب النبوى @ أمراض وعلاج @ منتدى الوقايه خير من العلاج @ قسم الجوال والستالاايت @ قسم البرامج العامه للحاسوب @ دروس وشروحات فى الحاسوب @ تطوير مواقع ومنتديات @ انترنت وشبكات @ منتدى الشكاوى والمقترحات @ منتدى التبادل الاعلانى @
الدخول السريع
  • تذكرني؟
  • اليكسا
    التسجيل
    حفظ البيانات؟
    متطلبات المنتدى
    أرجو قفل الموضوع


    هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

    و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

    للتسجيل اضغط هـنـا

    تنويه
    لا يتحمّل منتدى الطريقه النقشبنديه الصوفيه أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها من قبل الساده الأعضاء أو المشرفين أو الزائرين
    ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم   التي تخالف القوانين
    أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر.
    rss
    Preview on Feedage: free Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
    Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
    Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki
    تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
    تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

    الطريقه النقشبنديه

    قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى الطريقه النقشبنديه على موقع حفض الصفحات