مراتب الظن بين الشك واليقين
ابو بكر ال قناديلو
قال الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان 7-35 " الظن يطلق في لغة العرب، التي نزل بها القرآن على معنيين:
أحدهما: الشك كقوله {إن الظن لا يغني من الحق شيئا} ، وقوله تعالى عن الكفار: {إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين} [الجاثية:32].
والثاني: هو إطلاق الظن مرادا به العلم واليقين، ومنه قوله تعالى هنا: {وظنوا ما لهم من محيص} [فصلت:48], أي أيقنوا، أنهم ليس لهم يوم القيامة محيص، أي لا مفر ولا مهرب لهم من عذاب ربهم، ومنه بهذا المعنى قوله تعالى: {ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها} [الكهف:53], أي أيقنوا ذلك وعلموه
وقوله تعالى: {الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون} [البقرة:46], وقوله تعالى: {قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله} [البقرة:249],
وقوله تعالى: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه} [الحاقة:20]، فالظن في الآيات المذكورة كلها بمعنى اليقين.
ونظير ذلك من كلام العرب قول دريد بن الصمة:
فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج ... سراتهم في الفارسي المسرد
وقول عميرة بن طارق:
بأن تغتزوا قومي وأقعد فيكم ... وأجعل مني الظن غيبا مرجما
والظن في البيتين المذكورين بمعنى اليقين، والفعل القلبي في الآية المذكورة التي هي قوله: {وظنوا ما لهم من محيص} معلق عن العمل في المفعولين بسبب النفي بلفظة ما في قوله: {ما لهم من محيص} كما أشار له في الخلاصة
بقوله: والتزم التعليق قبل نفي "ما".
************************