الناظر النقشبندى إدارى المنتدى
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 3363 مزاجك : تاريخ التسجيل : 24/01/2011 العمر : 55 الموقع : الطريقه النقشبنديه العمل/الترفيه : القراءه والأطلاع الصوفى
| موضوع: محمد صلي الله عليه وسلم السبت مايو 07, 2011 3:22 pm | |
| تبدأ قصة النبوة بكلمة (اقرأ ) يوم نزلت على رسولنا صلى الله عليه وسلم في الغار .. ومن بداية (اقرأ ) بدأنا وبدأ تاريخنا ومجدنا وحياتنا .. ومن تاريخ نزول (اقرأ) بدأت مسيرتنا المقدسة .. وتغير بها وجه الأرض وصفحة الأيام ومعالم الدنيا .. فتلك اللحظة هي أسعد لحظة في حياتنا نحن المسلمين ..وهي اللحظة الفاصلة بين الظلام والنور.. والكفر والإيمان .. والجهل والعلم .. ويا لها من كلمة جميلة جليلة أصيلة .. اقرأ يا محمد قبل أن تدعو .. واطلب العلم قبل أن تعمل .. إن (اقرأ ) منهج حياة ..ورسالة حية لكل حي تطالبه بتحصيل العلم النافع وطلب المعرفة .. وأن يطرد الجهل عن نفسه وأمته .. وأين يقرأ بأبي هو وأمي وما تعلم على شيخ ولا درس ولا حمل قلما ؟ .. يقرأ أولا باسم ربه كلام ربه.. فمصدره الأول الوحي يتلوه غضا طريا .. ويقرأ في كتاب الكون المفتوح ليرى أسطر الحكمة تخطها أقلام القدرة فيقرأ في الشمس الساطعة .. والنجوم اللامعة .. والجدول والغدير والتل والرابية .. والحديقة والصحراء .. والأرض والسماء
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
حسبك الله يكفيك من كل ما أهمك , فيحفظك في الأزمات , ويرعاك في الملمات , ويحميك في المدلهمات فلا تخش ولا تخف ولا تحزن ولا تقلق .. حسبك الله فهو ناصرك على كل عدو , ومظهرك على كل خصم
ومؤيدك في كل أمر , يعطيك إذا سألت , ويغفر لك إذا استغفرت , ويزيدك إذا شكرت , ويذكرك إذا ذكرت وينصرك إذا حاربت , ويوفقك إذا حكمت .
حسبك الله فيمنحك العز بلا عشيرة , والغنى بلا مال , والحفظ بلا حرس , فأنت المظفر لأن الله حسبك وأنت المنصور لأن الله حسبك , وأنت الموفق لأن الله حسبك , فلا تخف من عين حاسد , ولا من مكر ماكر ولا من خبث كافر .. ولا من حيلة فاجر لأن الله حسبك .. إذا سمعت صولة الباطل , ودعاية الشرك وجلبة الخصوم , ووعيد اليهود , وتربص المنافقين .. وشماتة الحاسدين , فاثبت لأن حسبك الله .
إذا ولى الزمان , وجفا الإخوان , واعرض القريب , وشمت العدو , وضعفت النفس , وأبطأ الفرج ,
فاثبت لأن حسبك الله .
إذا داهمتك المصائب , ونازلتك الخطوب , وحفت بك النكبات , وأحاطت بك الكوارث , فاثبت لأن حسبك الله
لا تلتفت إلى أحد من الناس , ولا تدع أحدا من البشر , ولا تتجه لكائن من كان غير الله .. لأن حسبك الله .
إذا ألم بك مرض , وأرهقك دين , وحل بك فقر , أوعرضت عليك حاجة , فلا تحزن لأن حسبك الله
إذا أبطأ النصر , وتأخر الفتح , واشتد الكرب , وثقل الحمل , وادلهم الخطب , فلا تحزن لأن حسبك الله
أنت المحفوظ لأنك بأعيننا , وأنت محروس لأنك خليلنا , وأنت في رعايتنا لأنك رسولنا
وأنت في حمايتنا لأنك عبدنا المجتبى ونبينا المصطفى ...
قالها صلى الله عليه وسلم وهو في الغار مع صاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقد أحاط بهما الكفار , فقالها قوية في حزم , صادقة في عزم , صارمة في جزم : (لا تحزن إن الله معنا ) فما دام الله معنا فلم الحزن ولم الخوف ولم القلق , اسكن ...اثبت .. اهدأ, اطمئن , لأن الله معنا.
لا تغلب , لا تهزم , لا تضل , لا تضيع , لا تيأس لأن الله معنا , النصر حليفنا , الفرج رفيقنا الفتح صاحبنا , الفوز غايتنا , الفلاح نهايتنا لأن الله معنا .. من أقوى منا قلبا , من أهدى منا منهجا
من أجل منا مبدأ , من أحسن منا سيرة , من أرفع منا قدرا ؟! لان الله معنا .. ما أضعف عدونا ما أذل خصمنا .. ما أحقر من حاربنا , ما أجبن من قاتلنا , لأن الله معنا.. لن نقصد بشرا لن نلتجئ إلى عبد , لن ندعوا إنسانا , لن نخاف مخلوقا , لأن الله معنا .
نحن أقوى عدة وأمضى سلاحا , وأقوم نهجا , لأن الله معنا .. نحن الأكثرون الأكرمون
الأعلون الأعزون المنصورون لأن الله معنا .. يا أبا بكر اهجر همك , وأزح غمك واطرد حزنك
وأزل يأسك , لأن الله معنا .. يا أبا بكر ارفع رأسك , وهدئ من روعك , وأرح قلبك , لأن الله معنا .
يا أبا بكر أبشر بالفوز , وانتظر النصر , وترقب الفتح , لأن الله معنا .
غدا سوف تعلو رسالتنا وتظهر دعوتنا وتسمع كلمتنا , لأن الله معنا .. غدا سوف نُسمع أهل الأرض
روعة الأذان وكلام الرحمن ونغمة القران , لأن الله معنا ..غدا سوف نخرج الإنسانية
ونحرر البشرية من عبودية الوثنية , لأن الله معنا .
والله إنك لعظيم الأخلاق , كريم السجايا , مهذب الطباع, نقي الفطرة .. والله إنك جم الحياء , حي العاطفة جميل السيرة , طاهر السريرة .. والله إنك قمة الفضائل , ومنبع الجود , ومطلع الخير , وغاية الإحسان .
وإنك لعلى خلق عظيم ... يظلمونك فتصبر , يؤذونك فتغفر , يشتمونك فتحلم , يسبونك فتعفو , يجفونك فتصفح . يحبك الملك والمملوك , والصغير والكبير , والرجل والمرأة , والغني والفقير , والقريب والبعيد لأنك ملكت القلوب بعطفك .. وأسرت الأرواح بفضلك .. وطوقت الأعناق بكرمك . هذبك الوحي .. وعلمك جبريل .. وهداك ربك .. وصاحبتك العناية .. ورافقتك الرعاية .. وحالفك التوفيق .
البسمة على محياك.. البشر على طلعتك .. النور على جبينك .. الحب في قلبك .. الجود في يدك
البركة فيك , الفوز معك .. من زار بابك لم تبرح جوارحه .. لا تكذب ولو أن السيف على رأسك
ولا تخون ولو حزت الدنيا .. ولا تغدر ولو أعطيت الملك , لأنك نبي معصوم , وإمام قدوة , وأسوة حسنة .
صادق ولو قابلتك المنايا , وشجاع ولو قاتلت الأسود .. وجواد ولو سئلت كل ما تملك
فأنت المثال الراقي والرمز السامي .... سبقت العالم ديانة وأمانة وصيانة ورزانة
وتفوقت على الكل علما وحلما وكرما ونبلا وشجاعة وتضحية .
لست مجنونا كما قال أعداؤك لكن عندك دواء المجانين , فالمجنون الطائش والسفيه التافه من خالفك وعصاك وحاربك وجفاك .. وكيف يكون ذلك وأنت أكملهم عقلا , وأتمهم رشدا , وأسدهم رأيا , وأعظمهم حكمة وأجلهم بصيرة ! .. وكيف تكون مجنونا وأنت أتيت بوحي يكشف الزيغ , ويزيل الضلال , وينسف الباطل
ويمحو الجهل , ويهدي العقل , وينير الطريق .
لست مجنونا لأنك على هدى من الله , وعلى نور من ربك , وعلى ثقة من منهجك , وعلى بينة من دينك , وعلى رشد من دعوتك , صانك الله من الجنون , بل عندك كل العقل , وأكمل الرشد وأتم الرأي وأحسن البصيرة
فأنت الذي يهتدي بك العقلاء , ويستضيء بحكمتك الحكماء , ويقتدي بك الراشدون المهديون .
كذب وافترى من وصفك بالجنون وقد ملأت الأرض حكمة والدنيا رشدا والعالم عدلا , فأين يوجد الرشد إلا عندك ؟
وأين توجد الحكمة إلا لديك ؟ وأين تحل البركة إلا معك ؟ أنت أعقل العقلاء , وأفضل النبلاء , وأجل الحكماء ..
كيف يكون محمد مجنونا وقد قدم للبشرية أحسن تراث على وجه الأرض , وأهدى للعالم أجل تركة عرفها الناس
وأعطى الكون أبرك رسالة عرفها العقلاء :::
أخوك عيسى دعا ميتا فقام له
وأنت أحييت أجيالا من الرمم .
صلي الله عليك وسلم
أنت يا محمد مهمتك الهداية , ووظيفتك الدلالة , وعملك الإصلاح . أنت تهدي إلى صراط مستقيم
فمن أراد السعادة فليتبعك , ومن أراد الفلاح فليقتد بك , ومن رغب في النجاة .. فليهتد بهداك ..
أحسن صلاة صلاتك , وأتم صيام صيامك , وأكمل حج حجك, وأزكى صدقة صدقتك
وأعظم ذكر ذكرك لربك .. وأنت تهدي إلى صراط مستقيم .. من ركب سفينة هدايتك نجا , من دخل دار دعوتك
أمن من تمسك بحمل رسالتك سلم , فمن تبعك ما ذل , وما ضل وزل وما قل , وكيف يذل والنصر معك ؟
وكيف يضل وكل الهداية لديك ؟ وكيف يزل والرشد كله عندك ؟ وكيف يقل والله مؤيدك وناصرك وحافظك ؟
وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم لأنك وافقت الفطرة , وجئت بحنيفية سمحة , وشريعة غراء , وملة كاملة
ودين تام .. هديت العقل من الزيغ , وطهرت القلب من الريبة , وغسلت الضمير من الخيانة
وأخرجت الأمة من الظلام , وحررت البشر من الطاغوت .
وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم , فكلامك هدى , وحالك هدى , وفعلك هدى , ومذهبك هدى
فأنت الهادي إلى الله , الدال على طريق الخير , المرشد لكل بر الداعي إلى الجنة
أد الرسالة كاملة كما سمعتها كاملة .. بلغها تامة مثلما حملتها تامة .. لاتنقص منها حرفا
بلغ ما أنزل إليك فهي أمانة في عنقك سوف تسأل عنها , فبلغها بنصها وروحها ومضمونها .
بلغ ما أنزل إليك من الوحي العظيم والهدى المستقيم والشريعة المطهرة , فأنت مبلغ فحسب
لا تزد في الرسالة حرفا , ولا تضف من عندك على المتن , لا تدخل شيئا في المضمون
لأنك مرسل فحسب , مبعوث ليس إلا , مكلف ببلاغ , مسؤول عن مهمة . فمثلما سمعت بلغ
ومثلما حملت فأد .. بلغ ما أنزل إليك , عرف من عرف وأنكر من أنكر ..استجاب من استجاب
وأعرض من أعرض .. أقبل من أقبل و أدبر من أدبر .. بلغ ما أنزل إليك , بلغ الكل وادع الجميع
وانصح الكافة , الكبراء والمستضعفين , السادة والعبيد .. الإنس والجن , الرجال والنساء
الأغنياء والفقراء , الصغار والكبار .
بلغ ما أنزل إليك .. فلا ترهب الأعداء ولا تخف الخصوم , ولا تخش الكفار , ولا يهولك سيف مصلت
أو رمح مشرع , أو منية كالحة , أو موت عابس , أو جيش مدجج , أو حركة حامية .
بلغ ما أنزل إليك فلا يغريك مال , ولا يعجبك منصب , ولا يزدهيك جاه
إذا لم تؤد الرسالة كاملة فكأنك ما فعلت شيئا , وإن لم توصلها تامة فكأنك ما قمت بها حق القيام
ولو كتمت منها مقالة أو عطلت منها نصا أو أهملت منها عبارة فما بلغت رسالة الله وما أديت أمانة الله
نريد منك أن تبلغ رسالتنا للناس كما ألقيت عليك , وكما نزل بها جبريل وكما وعاها قلبك .
بلغ الرسالة كاملة ولا تخف أحدا , وكيف تخاف من أحد ونحن معك نحفظك ونمنعك ونحميك ونذب عنك ؟ !
لن يقتلك أحد لأن الله يعصمك من الناس , ولن يطفىء نورك أحد لأن الله يعصمك من الناس
ولن يعطل سيرتك بشر لأن الله يعصمك من الناس , اصدع بما تؤمر , وقل كلمتك صريحة شجاعة قوية
لأن الله يعصمك من الناس .. اشرح دعوتك , وابسط رسالتك , وارفع صوتك , وأعلن منهجك ,
وما عليك لأن الله يعصمك من الناس .. كل قوة في الأرض لن تستطيع لك , كل جبروت في الدنيا لا يهزمك
كل طاغية في المعمورة لن يقهرك .. لأن الله يعصمك من الناس .
أما شرحنا لك صدرك فصار وسيعا فسيحا لا ضيق فيه , ولا حرج ولا هم ولا غم ولا حزن
بل ملأناه لك نورا وسرورا وحبورا .. أما شرحنا لك صدرك وملأناه حكمة ورحمة وإيمانا وبرا وإحسانا .
شرحنا لك صدرك فوسعت أخلاق الناس , وعفوت عن تقصيرهم , وصفحت عن أخطائهم
وسترت عيوبهم , وحلمت على سفيههم , وأعرضت عن جاهلهم , ورحمت ضعيفهم .
شرحنا لك صدرك فكنت كالغيث جودا , وكالبحر كرما , وكالنسيم لطفا , تعطي السائل , وتمنح الراغب
وتكرم القاصد , وتجود على المؤمل .. شرحنا لك صدرك فصار بردا وسلاما يطفئ الكلمة الجافية
ويبرد العبارة الجارحة , فإذا العفو والحلم والصفح والغفران.
شرحنا لك صدرك فصبرت على جفاء الأعراب , ونيل السفهاء , وعجرفة الجبابرة , وتطاول التافهين
وإعراض المتكبرين , ومقت الحسدة , وسهام الشامتين , وتجهم القربة
شرحنا لك صدرك فكنت بساما في الأزمات , ضحاكا في الملمات , مسرورا و أنت في عين العاصفة
مطمئنا وأنت في جفن الردى , تداهمك المصائب وأنت ساكن ,وتلتف بك الحوادث وأنت ثابت
لأنك مشروح الصدر .. عامر الفؤاد , حي النفس .. شرحنا لك صدرك فلم تكن فظا قاسيا غليظا جافيا
بل كنت رحمة وسلاما وبرا وحنانا ولطفا , فالحلم يطلب منك , والجود يتعلم من سيرتك.. والعفو يؤخذ من ديوانك .
حططنا عنك خطاياك وغسلناك من آثار الذنوب.. فأنت مغفور لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر
وأنت الآن نقي طاهر من كل ذنب وخطيئة , ذنبك مغفور , وسعيك مشكور , وعملك مبرور
وأنت في كل شأن من شؤونك مأجور, فهنيئا لك هذا الغفران , وطوبى لك هذا الفوز , وقرة عين لك هذا الفلاح .
صلي الله عليك وسلم
أثقل هذا الوزر كاهلك , وأضنى ظهرك حتى كاد ينقضه ويوهنه , فالآن أذهبنا هذا الثقل وأزلنا هذه التبعة
وأعفيناك من هذا الخطب , وأرحناك من هذا الحمل , فاسعد بهذه البشرى , وتقبل هذا العطاء , وافرح بهذا التفضل
لاأذكر إلا وتذكر معي , يقرن ذكرك بذكري في الأذان والصلاة والخطب والمواعظ , فهل تريد شرفا فوق هذا ؟
يذكرك كل مصل وكل مسبح وكل حاج وكل خطيب , فهل تطلب مجدا أعلى من هذا ؟
أنت مذكور في التوراة والإنجيل , منوه باسمك في الصحف الأولى والدواوين السابقة , اسمك يشاد به في النوادي
ويتلى في الحواضر والبوادي , ويمدح في المحافل , ويكرر في المجامع .. رفعنا لك ذكرك فسار في الأرض مسير الشمس
وعبر القارات عبور الريح , وسافر في الدنيا سفر الضوء , فكل مدينة تدري بك , وكل بلد يسمع بك , وكل قرية تسأل عنك .
رفعنا لك ذكرك فصرت حديث الركب , وقصة السمر , وخبر المجالس , وقضية القضايا , والنبأ العظيم في الحياة .
رفعنا لك ذكرك فما نُسي مع الأيام , وما محي مع الأعوام , وما شطب من قائمة الخلود , وما نُسخ من ديوان التاريخ ,
وما أغفل من دفتر الوجود , نُسي الناس إلا أنت , وسقطت الأسما إلا اسمك , وأغفل العظما إلا ذاتك ,
فمن ارتفع ذكره من العباد عندنا فبسبب اتباعك , ومن حُفظ اسمه فبسبب الاقتداء بك , ذهبت آثار الدول وبقيت آثارك
ومحيت مآثر السلاطين وبقيت آثارك , وزالت أمجاد الملوك وخُلد مجدك , فليس في البشر أشرح منك صدرا
ولا أرفع منك ذكرا, ولا أعظم منك قدرا , ولا أحسن منك أثرا , ولا أجمل منك سيرا .
إذا تشهد متشهد ذكرك معنا , وإذا تهجد متهجد سماك معنا , وإذا خطب خطيب نوه بك معنا
إذا ضاقت عليك السبل وبارت الحيل , وتقطعت الحبال وضاق الحال , فاعلم أن الفرج قريب وأن اليسر حاصل ,
لا تحزن , فإن بعد الفقر غنى , وبعد المرض شفاء , وبعد البلوى عافية , وبعد الضيق سعة , وبعد الشدة فرحا
سوف يصلك اليسر أنت وأتباعك , فترزقون وتنصرون وتكرمون ويفتح عليك , ولكن ليس يسر واحد بل يسرين .
إنها سنة ثابتة وقاعدة مطردة أن مع كل عسر يسرا , بعد الليل فجر صادق , وخلف جبل المشقة سهل الراحة ,
ووراء صحراء الضيق روضة خضراء من السعة , إذا اشتد الحبل انقطع ,وإذا اكتمل الخطب ارتفع , سوف يصل الغائب
ويشفى المريض , ويعافى المبتلى , ويفك المحبوس , ويغنى الفقير , ويشبع الجائع ,ويروى الظمآن , ويسر المهموم
وسيجعل الله بعد عسر يسرا .
إذا انتهيت من أعمالك الدنيوية وأشغالك الشخصية فانصب لنا بالعبادة , وتوجه لنل بالطاعة , وأكثر من ذكرنا ودعائنا .
إذا فرغت من الناس وقضايا الناس وأسئلة الناس فقم في محراب عظمتنا , وانطرح على بابنا , واقرب منا
ومرغ جبينك لنل , تلقى الفوز والفلاح والأمن والنجاة .
إذا فرغت من الأهل والولد والقريب والصاحب فاجعل لك وقتا معنا , ارفع فيه سؤالك ,
اعرض فيه حاجتك , أكثر فيه دعاءك , ادعنا وسبحنا واطلبنا واستغفرنا واشكرنا واذكرنا .
إذا فرغت من الأحكام والقضايا والموعظة والفتيا والتعليم والإرشاد والجهاد والنصيحة
فتعال لتزداد من قوتنا قوة , ومن مددنا عونا , ومن رزقنا زادا , ومن فتحنا بصيرة وذخيرة .
على ربك وحده فارغب , ولا ترغب من غيره شيئا , فاتجه وعليه فتوكل , وفيه فأمل ,
فإن الرغبة والرهبة لا تكون إلا إليه لأنه صاحب الثواب لمن أطاعه والعقاب لمن عصاه ,
والرغائب الجليلة لا يملكها إلا الله , فعنده مفاتح الخزائن ومقاليد الأمور ,
فهو أهل أن يدعى وأن يسأل وأن يؤمل وأن يقصد جل في علاه
لقد فتحنا لك يا محمد فتحا بينا ظاهرا مباركا , فتحنا لك القلوب فغرست بها الإيمان ,
وفتحنا لك الصدور فرفعت فيها الحق , وفتحنا لك البلدان فنشرت بها الهدى ,
وفتحنا لك كنز المعرفة وديوان العلم ومستودع التوفيق , وفتحنا بدعوتك القلوب الغُلف
والعيون العُمي والآذان الصم , وأسمعنا رسالتك الثقلين .
فتحنا لك فتدفق العلم النافع من لسانك , وفاض الهدى المبارك من قلبك , وسح الجود من يمينك .
وفتحنا لك فحزت الغنائم وقسمتها , وجمعت الأرزاق ووزعتها , وحصلت على الأموال وأنفقتها .
وفتحنا لك باب العلم وأنت الأمي الذي ما قرأ وكتب ,فصار العلماء ينهلون من بحار علمك .
وفتحنا عليك الخير فوصلت القريب وأعطيت البعيد , وأشبعت الجائع وكسوت العاري
وواسيت المسكين , وأغنيت الفقير , بفضلنا ورزقنا وكرمنا .
وفتحنا لك القلاع والمدن والقرى , فهيمن دينك وارتفعت رايتك , وانتصرت دولتك
فأنت مفتوح عليك في كل خير وبر وإحسان ونصر وتوفيق .
فلا تشرك معه في عبوديته أحدا.. ولا تدع من دونه إلها آخر .. بل تصرف له عبادتك
, وتخلص له طاعتك , وتوحد قصدك له ومسألتك ودعاءك , فإذا سألت فاسأل الله , وإذا استعنت فاستعن بالله
فلا يستحق العبادة إلا هو , ولا يكشف الضر غيره , ولا يجيب دعوة المضطر سواه
(فاعلم أنه لا إله إلا الله ) فهو أحق من شكر وأعظم من ذكر , وأرفأ من ملك , وأجود من أعطى
وأحلم من قدر , وأقوى من أخذ , وأجل من قُصد , وأكرم من ابتغي , فلا يُدعى سواه , ولا رب يطاع غيره
فالواجب أن يُعبد وأن يوحد وأن يُخاف وأن يُطاع و أن يُرهب و أن يُخشى و أن يُحب .
(فاعلم أنه لا إله إلا الله ) المتفرد بالجمال والكمال والجلال , خلق الخلق ليعبدوه , وأوجد الإنس والجن ليوحدوه
وأنشأ البرية ليطيعوه , فمن أطاعه فاز برضوانه , ومن أحبه نال قربه , ومن خافه أمن عذابه , ومن عظمه أكرمه
ومن عصاه أدبه , ومن حاربه خذله , يذكر من يذكره , ويزيد من شكره , ويذل من كفره , له الحكم وإليه ترجعون .
(فاعلم أنه لا إله إلا الله ) فأخلص له العبادة لأنه لا يقبل الشريك , وفوض إليه المر لأنه الكافي القوي , واسأله فهو
الغني , وخف عذابه لأنه شديد , واخش أخذه لأنه أليم , ولا تتعد حدوده لأنه يغار , ولا تحارب أولياءه لأنه ينتقم
, واستغفره فهو واسع المغفرة , واطمع في فضله لأنه كريم , ولُذ بجنابه فهناك الأمن , وأدم ذكره لتنل محبته
وأدمن شكره لتحظى بالمزيد , وعظم شعائره لتفوز بولايته , وحارب أعداءه ليخصك بنصره .
صلي الله عليك وسلم
منقولــــــ بتصرف
وهذا قليل من كثير .. وهذا محمد صلي الله عليه وسلم في القرآن
فماذا يكون محمد صلي الله عليه وسلم في قلبك ......؟؟؟؟؟
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين "
| |
|