ابوخالد عضو مميز
الساعه : عدد المساهمات : 63 مزاجك : تاريخ التسجيل : 25/04/2011 العمر : 49 العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع
| موضوع: الإحسان للاستاذ عبد السلام ياسين الأحد مايو 08, 2011 3:18 am | |
| طريق المجاهدة باسم الله الرحمان الرحيم "وماتوفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب" .اللهم احفظني بالإسلام قائما،واحقفظني بالإسلام قاعدا ،واحفظني بالإسلام راقدا، ولاتشمت بي عدوا ولاحاسدا حديث "رجعنا من الجهاد الاصغر إلى الجهاد الأكبر "لايثبت عند المحدثين ،ولايصح معناه ولاينبغي، إن قصد المستشهد به أن مجاهدة النفس تقوم مقام الجهاد .ذلك لأن المجاهد لنفسه ،المحاسب لها ،الحامل لها على الطاعات والإكثارمن النوافل ،وعلى الورع والزهد والمكاره لايعدو في أحسن الحالات إن أخلص النية أن ينتفع بالثواب في خاصة آخرته.فإن كان مع المجاهدة إرادة وتربية وصدق الوجهة إلىالله تعالى مع السابقة فيدرك المجتهد المجاهد لنفسه ماشاء الله الصلاح والولاية والصديقية ،،ويخرج من الدنيا ،إن ختم الله له بالحسنى ،نسأل الله عزوجل لناذلك ولأحبابنا ولإخواننا من المومنين والمومنات ،وهو صالح في نفسه. فأصحاب المجاهدة صنفان عُبَّاد زهاد كثيرو النوافل لاحظ لهم من الإرادة ولارائحة عندهم من رقائق التربية وصفاءالصوفية ، وصنف ثان هم الصوفية الأولون الذين تتسم طريقتهم التربوية بإمساك خناق النفس والشدة عليها ،والزهد الحسي والمعنوي ،والمداومة على العزاة والصمت والجوع والسهر والذكر ،وعن هؤلاء الصالحين وطريقتهم نتحدث في هذه الفقرة . لا يعدو صوفية المجاهدة رضي الله عنهم أن ينتفعوا برياضة أنفسهم وإن تسلى بعضهم بترديد حديث الجهاد الأكبر والأصغر ،الذي له وجه على كل حال ،فإنما َيْنصِِِبون خيالا يتمتعون بتأمُّله لمَّا فاتهم الجهاد الحقيقي الذي عمًّر القرآن بذكره والإشادة به،وعمرت السنة حياة الصحابة عملا بانيا مؤسِّسا تجوزت نتائجه وفضائله الأفراد ،فبه تكونت الأمة ،وبه عاشت ، وعليه عزًًَََّت .ونال مع ذلك به جهابذة الصحابة السابقون من المهاجرين والأنصار مراتب في الولا ية والقرب من الله عز وجل ودرجات الجنة مالا يتيسر مثله لمن جاهد نفسه لنفسه ،ماتعدت حياته بالإيمان عتبة فرديته. والقول عن طريقة الشكر التي تلت في مهْيَع التصوف طريقة المجاهدة مثل ذلك .في كل خير ،وخيرٌُُ كثيررفع الله مقامهم ،لكن النمذج الصحابي ،بوجود الصحبة النبوية العظيمة وبوجود الجهاد ،هو مرتقى طموحنا في مهْيَع السلوك الجهادي بين يدي الخلافة الثانية الموعودة المقصودة إن شاء الله تعالى وتقدس. روى الإمام أحمد وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: :قالوا يارسول الله !أخبرنا بعمل يعدل الجهاد في سبيل الله ! قال:"لا تطيقونه" مرتين أو ثلاثا ، قال : قالوا : أخبرنا فلعلنا نطيقه! قال:"مثل المجاهد في سبيل الله كمثل القائم الصائم القانت بآيات الله لايفتر من صيام ولاصلاة حتى يرجع المجاهد إلى أهله". قال صلى الله عليه وسلم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ( مَثَلُ)). فالمجاهد نفسه العابد مثل لا حقيقة.وقال : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] (لا يفتر )), ومن ذاالذي يصبر على القيام والقنوت الأسابيع لا يفتُر ! أما بعد فإن مجاهدة النفس حاصلة أيضا في جهاد العدو الخارجي , وبكيفية أكثر صرامة وضبطا . وتببلغ رياضت المجاهد نفسه وهو يجاهد العدو الخارجي أن يرغمها على ترك المال والأهل والولد والوطن جملة . تبلغ أن يودِّع الأهل والولد وداع من لا يرجع. تبلغ لأن يواجه الأسنة والسيوف ,وفي زماننا المدافع والدبابات ,بنية من ينصب جسمه وقوته وحياته حصنا يحمي حمى الأمة , وهو حمى الله , وفداء لتحيى أمة رسول الله ,وثمنا مقدما في صفقة [إن الله اشترى],(1) ووفاء بمبايعة [إن الذين يبايعونك] ,(2) وهي مبايعة قابلة للتجديد إلى يوم القيامة,كماهي الصفقة الإلهية مفتوحة مادامت الدنيا. علو المعاملة مع الله عزوجل في صورة الصفقة ,وعلو المعاملة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عهد المبايعة يضمنها القرآن, وهو كتاب جهاد في كل صوره. وفي طريق المجاهدة الصوفية علو, ومثال للعلو,جعله الله الحنان المنان عِوَضًًا للمعذِّرين من المومنين الذين عاشوا عصور الفتنة تحت سيف قهر الحاكم ,وتحت قدر الله أولا وآخرا , فسلكوا إلى الله تعالى وتقدس فرادى . وكان من مجاهدتهم لأنفسهم وتطويعهم لها آيات للرجولة والفحواة ماأحوجنا للإهتداء بفقهها ,لا بشكلها ,في هذه الأزمنة التي طغى فيها المتع الدنيوي ,وتألهت فيه الأنانية الفردية ,وانصبت فيه وسائل الشهوة انصبلب الوباء الواصب. قال أبو يزيد البسطامي رحمه الله ,وهو من فرسان المجاهدة وأئمتها :"سُقْتُ نفسي إلى الله وهي تبكي.فمازلت أسوقها حتى انساقت إلبه وهي تضحك". وقال أيضا :"ِكنت ثنْتَيْ عشرة سنة حداد نفسي ,وخمسَ سنين كنت مرآة قلبي, وسنةًً أنظر فيما بينهما.فإذا في وسطي زُنَّارٌظاهرٌ ,فعملت على قطعه ثنتي عشرة.ثم نظرت فإذا في باطني زُنَّار,فعملت على قطعه خمسَ سنين أنظر كيف أقطع .فكشف لي فنظرت إلى الخلق إلى الخلق فإذا هم موتى.فكبرت عليهم أربع تكبيرات". قلت: الزُّنَّار حِزام كان يضعه النصارى ليتميزوا به عن غيرهم .ويقصد به أبو يزيد بالنارين ,الظاهري والباطني,ماكان يراه عالقا بأعماله الظاهرة والباطنة من شوائب لا يرضاها وهو يحاسب نفسه ويسوقها كارهة باكيةً. كان الأحباب في تلك القرون يؤكدون على أن الطريق على الله مغلقة في وجه من لايجاهد نفسه. وهو كلام صدق,إن استثنينا الكيفية التي بنوا عليها حياتهم السلوكية في ترتيب الأوراد المتنوعة التي تستغرق الليل والنهار في العبادة ,لامكان فيها لورد الكسب والسعي على العيال,ولامكان فيها لورد التعلم والتعليم إلا لماماَ,ولامكان فيها لورد إعداد القوة,ولامكان فيها لورد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر,ولامكان فيها إلاقليلا لورد البربالضعفاء. إذا استثنينا غياب نية الجهاد وغياب الأوراد الجهادية, و استثنينا العزلة المتخذة أسلوب حياة,والسَّهرللذكر والتعبد الذي يفضله ومع وجود الذكر ,السهر حراسة في سبيل الله ,واستثنينا الجوع الإرادي الذي سبقه آلاف الدرجات صبر الصحابة أيام العسرة على الجوع والتخويف وقيظ الهواجر وقرص برودة الليل وتعب السفر الطويل على الاقدام أوعلى رواحلَ نادرة يتعاقبونها. إذا استثنينا كل ذلك واستثنينا الذي يليق بالمعتزل عن الناس حين يليق بالمجاهد المسؤول عن تبليغ كلمة الله الصراخ في أعداء الله ,فالمقالة التي تشرط السلوك إلى اله بمجاهدة النفس مقالة صدق. قال الإمام عبد القادر:"كل من لم يكن في بدايته صاحب مجاهدة لم يجد من الطريق شمة ".ويستشهد الشيخ عبد القادر بكلمة ابي عثمان المغربي رحمه الله حيث يقول :"من ظن أنه يفتح له في هذه الطريقة أو يكشَف له شيء منها بغير لزوم المجاهدة فهو في غلط ". ويورد كلمة أبي علي الدقاق رحمه الله إذ يقول :"من لم تكن له في بدايته قومة لم يكن له في نهايته جلسة ".يقصد بالجلسة جلوس الشيوخ لتربية المريدين.ويقصد بالقومة هذه النهضة القلبية الاجتهادية التي ينهضها طالب الحق بعد اليقظة والتوبة. ولنا في كلمة "قومة" مأرب وإليها عودة عن قريب إن شاء الله. وقد رسخت في أذهان العامة وقارئي كتب المناقب وحياة الأولياء صورة عن الوليِّ الأشعث الأغبر المغرق في المجاهدة .لا يكون عندهم وليا ولا يبلغ في عرفهم ذِروَة الكمال إلا من اخضرت أشداقه من أكل الربيع ,ويبس جلده على عظمه من هزال التقشف .هذا التصور الناتج عن الجهل بالدين وعن الجهل بفقه السلوك الذي اخْتُصَّ به الصوفية تحريف وانحراف نحو الرهبانية التي ما انزل الله بها من سلطان . كان المريد عبد القادر الجيلاني في بدايته على قدر غير قليل من التقلل والتقشف ,فلما تقدم في سلوكه ونضج زرعه وطاب غرسه وبلغ درجة المعرفة لبس لباس العلماء ,وهو من أكابرهم رواية ودراية وتحصيلا,توسع في الحلال باقتصاد أوساط الناس رحمه الله. قال :"زرعي قد نبت وتَجَمَّل ,وزعك كلما نبت أُحِْرق,كن عاقلا!دع رياستك وتعال اقعد ههنا كواحد من الجماعة حتى ينزرع كلامي في أرض قلبك .لوكان لك عقل لقعدت في صحبتي ,وقنعت مني في كل يوم بلقمة ,وصبرت على خشونة كلامي.كل من كان له إيمان يثبت ويَنْبُت,ومن ليس له إيمان يهرب مني" الفتح الرباني ص:282 يعطي الإمام الصحبة أهميتها ,وهي في المكان الأول.لا تكون المجاهدة بدونها إلا غُلُّوًّا في التعبد قد يكون قاطعا عن الله عزوجل من لا يدري المُعَانِي المُكابِدُ الذي يعتمد على جهده وعمله من دون الله ,فإذا هو طريح جريحسليب على حافة الطريق.ثم يعطي الشيخ عبد القادر للمجاهدة حقها ,ويضعها في نصابها بعد الصحبة فيقول :"ياقوم أنتم تعدون خلف الدنيا حتى تعطيكم ,وهي تعدو خلف أولياء الله حتى تعطيهم .تَقِفُ بين أيديهم ورأسها مُطَأْطَأ. اضرب نفسك بصَمْصَامَةِ التوحيد,والبس لها خَوْذَةَ التوفيق .خُذْ لها رمح المجاهدة وتُرْس التقوى وسيف اليَقين.فَتَارَةً مُطَاعَنَةًٌ,وتارة مُضارَبَةٌ.ولاتزال كذلك حتى تذِلَّ لك وتصير راكبا لها:لجامها بيدك ,وتسافر بها برًّا وبحرا " الفتح الرباني ص:282 لاحظ استعماله رضي الله عنه ألفاظ القتال وأدواته من مطاعنة وضرب وصمصامة ورمح وترس.وهيهات يبلغ المِثْلُ المُمَثَّلَ به إن كان مع سائق الدولة ومدبِّر الاقتصاد وقائد جند المجاهدين في سبيل الله الداعين إلى الله المتقدمين على موعود الله مثْلُ ماكان عند الأبرار الأخيار الفارين بدينهم من حب الله والغيرة على دين الله والحرص على سنة رسول الله وإرادة القرب من الله ورفع الهمة إلى الله وثم زادوا عليهم بما كان عليه الصحابة من نية الجهاد , وممارسة الجهاد ,والصبر على الجهاد. فال صوفي جاد بروحه في ساحة الحب والمجلهدة لما فاتته الأخرى: إن الحبيبَ الذي يرضضيه سفك دمي دمي حلال له في الحِلِّ والحَرَم إن كان سفك دمي أقصى مرادِكمُ فما غلَت نظرة منكم بسفك دمي والله لوعلمت روحي بمن علقت قامت على رأسها فضلا عن القدم وقال مجاهد لنفسه يجرعها كؤوس المكاره بنفسه لنفسه: صبرت على بعض الأذى خوفَ كله ودافعت عن نفسي لنفسي فَعَزَّتِ وجرَّعتها المكروه حتى تدَرَّبَت ولو لم أُجَرِّعها أذىً لاَشْمَأَزَّتِ أَََلارُب سَاقٍ للنفس ذِلَّة ويارُبَّ نفس بالتذلُّل عَزَّتِ وقال آخر أذل نفسه بهجر اللذات: صبرت على اللذات لما تَوَّلَّتِ وألزمت نفسي هجرها فَاسْتَقلَّتِ وكانت على الأيام نفسي عزيزةً فلما رأت صبري على الذُّلِّ ذلَّتِ وقلت: سَرابِيلُ ا لمَهانةَِ يرتَديهَا وَسِربالُ الجهاد يَحيدُ عَنهُ فَلو في سِرْبِنَا أعْطَوْهُ ثَوْباً مِن التَّقْوَى إِذَنْ لاشتَقََّ منهُ ومَن لَم يكن قَرْماً شَديداً إذَا يَمشِي بمنْهَجِنا يَكُنْهُ | |
|
المهتدى المراقب العام
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 2109 مزاجك : تاريخ التسجيل : 08/03/2011 العمر : 28 العمل/الترفيه : الإنترنت
| موضوع: رد: الإحسان للاستاذ عبد السلام ياسين الأحد يونيو 26, 2011 2:33 pm | |
| | |
|