بعد أن ذكرنا الخطوة الأولى للنقشبندية للوصول إلى قمة المراد، وهي الذكر، نأتي إلى
الثانية:
2ـ المراقبة:
وكل شرط ذكرناه للذكر فهو
مطلوب للمراقبة أيضاً كالتوبة والاستغفار وغيرها وهي الاستعداد والجلوس في مكان
هادئ وطرد الخيالات عن القلب والتوجه إلى باب الحق ويتضرع إلى ربه بكل مسكنة وبكل
عشق من الباطن دون واسطة مرشد أو الذكر ويسأل الله أن يستمطر الرحمة والفيض والبركة
على قلبه وباطنه وان يشرق قلبه بنور وجهه.
وحين يصبح التوجه إلى الحق ملكة و
خلقا راسخا بسبب المواظبة ليلا و نهارا على هذه الحال يصل إلى حالة تسمى في التصوف
بـ "
التوجه إلى المذكور لا الذكر" أي التوجه إلى صاحب
الاسم وهو الله، لا الاسم وهو الذكر. وبهذا يتجلى نور ربه في قلبه وتتحقق
المشاهدة.
وقال كبار المشايخ: الجذبة أي الانجذاب إلى الحق تتحقق عن طريق المراقبة بصورة
أسرع من الذكر.
ويقال أيضاً: أن المواظبة على
المراقبة ترفع السالك المراقب إلى درجة الوزارة المعنوية وهي أعلى
الدرجات.
ومن ثمرات المراقبة إن هذا السالك المراقب
يطاع في الملك والملكوت، ويكون عارفا بالباطن وآمرا على القلوب.
ومن كان خلقه
المراقبة فعليه ألاّ يغفل عن الذكر والعبادة وقيام الليل وأداء الصلوات.
وقالوا أيضاً: إن الاقتراب من هؤلاء الصالحين هو سبب الفوز
والنجاح قال تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ
اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}التوبة119 وقد تكشف أسرار لكبار
السالكين في حال المراقبة فيعرفون أوضاع سلوكهم.
وهذه معنى المراقبة الخاصة في
الطريقة النقشبندية وهو مراقبة النفس وكبح جماحها