موضوعنا الآن هو الخشوع في الصلاة ، وهو موضوع في غاية الأهمية .. لان الخشوع روح الصلاة ، فالصلاة بلا خشوع كجسد بلا روح ومعلوم أن الصلاة على غير الخاشع في منتهى الصعوبة وهي أمر ثقيل على نفسه ، كما قال تعالى : ( وَاسْتَعِينُوا ْبِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ ) البقرة 45 ، أي أنها شاقة وصعبة على الذين لا يخشعون في صلاتهم حتى لو كانت سريعة ، وعلى العكس من ذلك فان الخاشع في صلاته ولو أطال فيها يحس أنها سهلة وقصيرة ويسيرة
أسال سؤالا : هل تعرف أخي القارئ ماذا تعني الصلاة ؟ تعني ببساطة انك في لقاء مع الله تبارك وتعالى
كيف تخشع في صلاتك ؟
هناك وسيلتان للخشوع في الصلاة
الأولى : إخراج الدنيا من القلب و الإقلال من الشهوات والمعاصي
ومثل تشعب الدنيا في القلب وانشغال الإنسان بها كمثل طالب يذاكر دروسه في غرفته وبجواره شباك تحته شجرة عليها عصافير ن وكلما اراد ان يركز في المذاكرة وجد العصافير تزعجه ، فيأخذ خشبة ليضرب بها الشجرة فتطير العصافير ، فيعود لمذاكرته ، ثم ترجع العصافير مرة أخري ، فجاء والده فقال : يا بني لا تستريح حتى تقطع هذه الشجرة ، فاقطع يا أخي المسلم شجرة الشهوات من قلبك لتخشع في صلاتك
الثانية : هي أن تفهم حركات الصلاة الظاهرة بان تكون لكل حركة في الصلاة أو قبلها اثر في قلبك
من أسباب الخشوع في الصلاة أولا : توضأ واحسن الوضوء لكي يكون تطهيرا للبدن والروح معا
ثانيا : ستر العورة وعورة الرجل من السر إلى الركبة ، وعورة المراة الجسم كله ماعدا الوجه والكفين ، ولنحرص على ستر عورات الظاهر والباطن ايضا وذلك بالتوبة النصوح واخلاص النية لله تعالى . ثالثا : التكبير ويجب استحضار اسم الله ( الكبير ) وانه لا اكبر من الله تعالى ، ولا تكن كذابا بان يقولها لسانك ولكن في قلبك من هو اكبر من الله ، او من ما هو اكبر من الله من متاع الدنيا الفانية الزائفة
رابعا : رفع اليدين ورمي الدنيا خلف الظهر ، فعندما تخلع نعليك عليك ان تخلع معهما الدنيا وشهواتها ومشاغلها
حضور القلب
أولا : حفظ القرآن كله أو أقصى قدر ممكن منه ثانيا : فهم ما تحفظه
ثالثا : تصفية القلب من المعاصي والتوبة النصوح لله رب العالمين