لم لا تقول : آســـف ؟!

أختصرتها لكم من

سلسلة من الحياة

للدكتور أكرم رضا

جزاه الله عنا خير الجزاء

لم لا تقول : آســـف ؟!

عندما وجهت هذا السؤال لصاحبي وهو

يحاورني إذا به يضع لي قائمة طويلة من الأسباب
التي تجعله لايعتذر أبداً لزوجته .

قال وقد ارتدى طاقية الحكمة :

أولاً : لابد من وضع النقاط فوق الحروف ، وأن تدرك أنها مخطئة .

ثانياً : الخطأ الصغير منها قد يؤدي إلى أكبر و أكبر في سلسلة من الأخطاء .

ثالثاً : الرجال قوامون على النساء ، والمفترض أن تعتذر هي لي .

رابعاً ....

قاطعته بسرعة قائلا :

أخي ، أنت تتحدث في موضوع آخر ، أنا لا أحدثك عنها عندما تخطىء هي

ولكن عندما تخطىء أنت ، ويظهر خطؤك واضحاً .. أظنك لا تقول : آسف ؟!

نظر لي صديقي برهة ، ثم قال وهو يهز رأسه :

لا ، لا أقولها ابداً .

ثم أندفع يبرر ذلك قائلا :

هل تريد أن أفقد هيبتي واضيع مكانتي ؟

ثم أن الأسف هو نوع من الأعتراف بالخطأ والإقرار بالعيب

وفي الغالب تكون هي سبب المشكلة ، وبإسلوبها قادتني للخطأ .

ثم اسمع يا أستاذ ... ((( الرجال لايعتذرون )) .

قلت له مبتسما :

من الألمعي الذي قال هذه العبارة ، فما بالك بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم

يسترضي زوجاته ويسارع بتبرير مواقفه ، بل ويقدم لهن الهدايا العينية

والمعنوية في سبيل أن ترضى ، على الرغم من أنه لم يكن يفعل حراماً .

لما كان يوم حفصة أستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة أبويها فأذن لها

فلما خرجت جاءته جاريته ( مارية القبطية ) ، وكانت ملك يمينه

يحل لها معاشرتها ، وأم ولده إبراهيم ، فعاشرها في بيت حفصة

فلما رجعت حفصة وجدتها في البيت ، وعلمت بذلك

فغارت غيرة شديدة وقالت : أدخلتها بيتي في غيابي ، وعاشرتها على فراشي ؟!

ما أراك تفعل هذا إلا لهواني عليك ! فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يسترضيها

حتى قال لها (( ايرضيك أني حرمتها علي فلن أعاشرها بعد اليوم ؟!

فنزل
قول الله تعالى : ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ
اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
)) التحريم 1

انفجر صاحبي ضاحكاً وهو يقول :

صلى الله عليه وسلم ... الحقيقة أني أحياناً أعتذر ، ولكن عندما

أريد أن أنهي الخلاف .

قلت له في جدية :

ولكنه بهذه الطريقة يكون الأسف نوع من الأستفزاز .

قال لي صاحبي وهو لايزال مبتسماً :

هناك نوع لآخر من الأعتذار الذي يكون اسلوبا من أساليب الرفض

كأن أقول : آسف ، لن أقوم بهذا العمل .

آسف مضطر للإنصراف .

آسف ، لا أقبل هذا الرأي .

قلت له وأنا اشاركه ابتسامة صريحة :

ثم نشتكي زوجاتنا ونتهمهن بالعصبية !

لا يا أستاذ ، تعلم كيف تعتذر ، فأن الإعتذار من شيمة الرجل الذوق

والحد الأدنى أن تعتذر بصدق عندما تكون مخطئأ ، وأن يكون إعتذارك ليس مجرد كلمة

أنما لمسة حانية ، وقبلة دافئة وهدية رقيقة .

وهذه هي الرحمة .

والحد الأعلى أن تعتذر عنها إذا أخطأت هي وأن تلتمس لها عذرا ً وألف عذر

وألا تلجئها إلى الإعتذار ، وأن تذيب خجلها من خطئها

في جمال ابتسامتك ودفء لمستك ، وعبير لثمتك

وهذه هي المودة .. وهذا هو الحب

مشكورررررررررر

أخى الكريم بارك الله فيك

وجزاك الله خيرا

جعله الله قى ميزان حسناتك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» ماذا تقول لمن جرحك
» لعبه ممنوع تقول نعم او لا
» هناك مقولة قديمة عن التفاح تقول :إذا تناولت التفاح قبل نومك فلن يجد الطبيب عمل له