[b]رضاء الناس غاية لا تدرك , نعم إرضاء البشر ليس في الإمكان ابد اًلأن علمهم قاصر ولأن عقولهم
محدودة , يعتورهم الهوى , يعتورهم النقص , ويتفاوتون في الفهم والإدراك ,فلا يمكن إرضاؤهم ,
فمن ترضي إذن ؟! ترضي الله - وكفى .ها هو رجل يبني له بيتا , فيضع بابه قبل الشرق , فيمر عليه
قوم فقالوا : هلا وضعته قبل الغرب كان أنسب , فيمر آخرون ويقولون : هلا وضعته جهة الشمال لكان
أجمل , ويمر آخرون فيقولون : لولا وضعته جهة الجنوب لكان أنسب , وكل له نظر ولن ترضيهم جميعا
فارض الله وكفى .
وها هو رجل وابنه معهما حمار , ركب الاب وترك الابن ماشيا , فمروا على قوم فقالوا : يا له من اب
ليس فيه شفقة ورحمة , يركب ويترك هذا الابن المسكين يمشي وراءه , فما كان منه الا ان نزل
واركب هذا الطفل ومشى , ومر على نفر فقالوا : ياله من ابن عاق !! يترك اباه يمشي وراء الدابة
وهو يركب الدابة , فركب الاثنان على الدابة , ومروا على قوم اخرين , فقالوا : يا لهم من فجره ,
حملوها فوق طاقتها , فنزل الاثنان ومشوا وراء الدابة , ومروا على قوم فقالوا : حمقى مغفلون ,
يسخر الله لهم هذه الدابة ثم يتركونها تمشي ويمشون, ورائها
من ترضي ؟ الله وكفى
من كتاب هكذا علمتني الحياة للشيخ ( علي القرني )
[/b]