الانتفاضة الثالثة..لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟... رُؤيةٌ أخرى
على
الرغم من كثرة المتضررين بالثورة المصرية... بيد أنَّه لم يَكُنْ ثَمَّةَ
مُتَضَرِّرٌ ولا خاسِرٌ أكبر من الكيان الصهيوني!.. فغيرُ خافٍ على أحَدٍ
مدى الانتكاسَةِ المريرة التي مُنِيَ الصهاينةُ بها في أصداء الحراك الثوري
العربي الذي أرْبَكَ كُلَّ الحسابات الاستراتيجية وَمَلأ أوراقهم بعلامات
الشطب والمحو والتقديم والتأخير بما لم يكُنْ لهم بحسبان!... حتى بات
المحللون ينحازون بشكلٍ كاملٍ إلى تلك المقولات التي ترى « نتانياهو
مُحِقًّا في تقييمه: أنَّ أميركا وإسرائيل في حالة تراجع استراتيجي في
أعقاب خلع حليفهما الرئيس المصري السابق حسني مبارك».
لقد أدْرَكَت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية فداحَةَ خسارتها أكبر حليف
استراتيجي على الإطلاق... وبعد فَشَلِها الذريع في تَوَقُّعِ اتفاق
المصالحة الفلسطيني، الذي وُقِّعَ في القاهرة مُؤَخَّرًا بين فتح وحماس،
والذي يقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية- لحين إجراء انتخابات جديدة
في الضفة وغزّة؛ ولَعَلّ ما أظهرته القاهرة من قدرةٍ على استعادة زمام
الفعل القومي العربي من جديد : قد زاد من حِدَّةِ القلق الصهيوني تجاه
تطورات الأحداث... وهو الأمر الذي جعل الأجهزة الصهيونية تُحاوِلُ أنْ تلعب
أدوارًا استباقيةً في المنطقة لأجْلِ خلق حالةٍ ما من التوتُّرِ الذي
يؤثِّرُ بِشَكْلٍ سلبيٍّ على وتيرةِ الحراك الثوري المصري فيعوقه عن أداء
مهامِّه بصورةٍ طبيعية... ويأتي في سياق هذه الإعاقات- حسب تقديري: إيجاد
نوعٍ من الإحساس بعدم الاستقرار في الجبهة الداخلية المصرية- حتى ولو كانت
تدعو إلى انتفاضة ثالثة!. وعند هذه النقطةِ تحديدًا: لا بُدَّ من إثارة
اسئلةٍ عِدَّةٍ : هذه الانتفاضة : لماذا؟ وكيف ؟ ومتى؟!
الثورة المصرية وتطورات الموقف العربي من الصهيونية:
لعلنا لاحظنا حَجْمَ التَّحَدِّي الذي واجه المشروعَ الصهيوني في أعقاب
الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي فازت بها حركة حماس؛ وما سبقهُ من
قرار « فَكِّ الارتباط» والانسحاب من قطاع غزة وأجزاء من شمال الضفة
الغربية... حيث ترتّب عليه تغيير كافّةِ الخُطَطِ الأمنية والحسابات
السياسية والعسكرية التي جعلت الصهاينة يفقدون صوابهم ويضربون في كُلِّ
اتجاهٍ...
وبينما الأمرُ كذلك، فإذا بأصداء الثورات العربية تطرق أسماع الصهاينةِ
بِكُلِّ قوّةٍ- وباللغة التي يفهمونها جَيّدًا، فليس ثَمَّةَ أقْدَرُ منهم
على فَهْمِ لغة تطورات الأحداث وتحليل وتيرتها على نحو أَدَقِّ وأعمق،
لأنهم المعنيون بها أوّلاً وأخيرًا، فقد ارتَجَّتْ بالثورة تل أبيب كما
ارتَّجت بها وزيادة عروشُ الطغاة العرب!؛
فما بالنا، وَلأوّلِ مرةٍ يَجِدُ الصهاينةُ أنفسهم إزاء جماهير عربيةٍ ذات
إرادة حرةٍ: صنعت ثورةً شعبيةً أصيلة لم يَكُنْ بِحُسبانِ أحَدٍ أن
يتكهَّنَ بمسارها ومآلاتها وآثارها على الصعد المحلية والعربية والإقليمية
والدولية ... قد أفرزت نِظامًا سياسِيًّا وحكومةً مُختارةً وخلقت أوضاعًا
جديدةً وفريدةً!...
ولعلّ هذا ما يُؤَكَّدُ على الحقائق التي تفيد بأنَّ إرادةَ الشعوب تأتي
دائمًا بما لم يَكُنْ بوسع أحَدٍ أنْ يتكَهَّنَ به... وهو ما يؤكّدُ على
أنَّ النزعة الشعبية الخالصة: هي الورقةُ الرابحة في أيَّةِ حَراكٍ نهضوي.
حيث يصل هذا الحراكُ في أحَدِ قياساتِهِ حَدَّ ما يُعْرَفُ بِـ« الشعبوية»،
وهو تعبير عن قمة الشعور العملي بالذات الشعبية!.
ولعل هذه « الحالة» العربية قد عَمَّقَت الشعور بالذات الأصيلةِ، فأنتجت
كَمِّيَّةً من الشجاعة والإقدام... وأثبتت بما لا يَدَعُ مجالاً أنها
جديرةٌ بتخليق معطيات القدرة على الفعل السياسي الملائم لمصالحها والمُناسب
لماضيها وحاضرها ومستقبلها...
تداعيات الثقافة الثورية... لحظاتٌ فارِقَةٌ
فلقد تجاوزت تلك الثورة كافة المقولات التي كانت تُراهن على صحوة الشعوب
بهذه الطريقةِ من التألُّقِ والتَّوَهُّجِ بحيث أغرت بمزيدٍ من الطموح إلى
الحراك نحو استثمار هذه اللحظة التاريخية الفارقة الفريدة بجَنْي وإنجاز
وتحقيق أكبر قدرٍ من المكاسب لقضايانا الضائعة والمُضَيَّعَةِ منذ خمسٍ
وسبعين سنةٍ تقريبًا...
وقد كان مُناسبًا أن..
لمتابعة باقي الموضوع
المصدر
اون إسلام.نت
المصدر: منتديات شاب كول , منتديات , عالم حواء - من قسم: المنتدى الاسلامي العام