البيت هو القلب

الشيخ الأكبر ابن عربي

يقول : البيت العتيق القديم :


هو قلب العبد العارف التقي النقي الذي وسع الحق سبحانه حقيقته


البيت المخصوص : هو بيت الخلوة وصفته :


أن يكون ارتفاعه قدر قامتك وطوله قدر سجودك


وعرضه قدر جلستك ولا يكون فيه ثقب ولا كوة أصلاً


ولا يدخل عليه ضوء رأساً ويكون بعيداً من أصوات الناس


ويكون بابه قصيراً وثيقاً في غلقه وليكن في دار معمورة فيها ناس


وإن يمكن أن يبيت أحد بقرب باب الخلوة فهو أحسن


ويقول : بيت المعرفة : هو النفس


ويقول : بيت المعرفة مسجد في عرفة وهو مسجد عبودية


ويقول : البيت المعمور :


هو القلب الذي وسع الحق فهو عامره


ويقول : البيت المعمور مخصوص بعمارة ملائكة


يخلقون كل يوم من قطرات ماء نهر الحياة الواقعة من انتفاض الروح الأمين


فإنه ينغمس في نهر الحياة كل يوم غمسة لأجل خلق هؤلاء الملائكة





عَمَرة البيت المعمور : وهم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لا يعودون إليه أبداً


ويقول : البيت المعمور : المسمى بالضراح وهو على سمت الكعبة

الدكتورة سعاد الحكيم

تقول : البيت الأعلى عند ابن عربي :


هو الإنسان الخليفة الذي قبل الصورة


فهو أعلى من حيث أنه أعلى مجلى للكمالات الإلهية

بيت الحق


تقول : بيت الحق عند ابن عربي : هو العبد


من حيث أنه مظهر التجلي الوجودي بقبوله الصورة الإلهية


وتقول : بيت الحق عنده : هو قلب المؤمن


من حيث أنه وسع الحق : ما وسعني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن


فحين سكن الحق القلب الذي وسعه أضحى هذا القلب بيتاً له

بيت العبد المظلم عند ابن عربي : هو الجسد


بيت العبد المنور عند ابن عربي : هو الحق تعالى

بيت الموجودات : هو الحق تعالى لأنه الوجود


تعقيب :


عقبت الدكتورة سعاد الحكيم على هذا النص قائلة :


إن الحق هو من الناحية الوجودية بيت الموجودات كافة


من حيث أنه وسع وجودها


فلا يوجد موجود خارج الحق لأنه الوجود ( الحق )


فالحق إذن بيت الموجودات


البيت المقدس

الشيخ كمال الدين القاشاني

يقول : البيت المقدس : هو القلب الطاهر من التعلق بالغير


بيت العزة : هو القلب الواصل إلى مقام الجمع حال الفناء في الحق


بيت الحكمة : هو القلب الغالب عليه الإخلاص


ويقول : البيت المحرم :


هو قلب الإنسان الكامل الذي حرم على غير الحق





تفسير صوفي :

يقول : بيت من المسلمين :


هو بيت محمد وجميع رقائق الروحانية من سائر المسلمين


في كل أمة تتصل برقيقته بواسطة اتصال رقائق الأنبياء عليهم السلام


فهو ممد الجميع من الإمداد الباطني بخلاف بقية العوالم


فإنه يمدها من ظاهره وحيث كان كل مسلم مستمداً منه لهذا حين سئل من آلك يا رسول الله


فقال : آلي كل مؤمن تقي إلى يوم القيامة


وفسر ذلك النبي بالاتباع دون النسب والله تعالى يقول


: إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً


وذلك هو البيت من المسلمين يذهب الله تعالى عنهم رجس


الأغيار ثم يطهرهم من نفوسهم ومقتضيات العادة والطبيعة