تفسير قول الله تعالى :{ وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين } ؟

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
في قوله تعالى { وعلى والذين يطيقونه فدية طعام مسكين }
تاهت أقلام وزلت أقدام!
فمن قائل يقول:
هناك محذوف والتقدير ( لا يطيقونه ) !!!
ومن قائل يقول( يطيقونه بشدة وتعب ) !!
ومن قائل ...
ومن قائل ..
والحقيقة بخلاف ذلك!!
وقد غاب عن بعض أهل التفسير
أنََّ ( يطيقونه ) مضارع ( أطاق )
وليس مضارع ( طاق )
فالفعل المضارع لا يأتي مضموم الأول إلا إذا كان ماضيه رباعياً
وبهذا يكون ماضي ( يطيقونه ) هو الفعل (أطاق) وليس الفعل ( طاق )
وهل نجد فرقاً بين الفعلين ؟
نعم هناك فرق بل وفرق كبير
الفعل ( طاق ) معناه تحمل وقدر واستطاع ولديه طاقة وقدرة على القيام بالفعل .
أما الفعل ( أطاق ) فإنه عكس ذلك تماما أي لا يتحمل ولا يقدر ولا يستطيع وليس لديه طاقة ولا قدرة على القيام بالفعل .
وكيف عرفنا ذلك ؟
عرفناه من خلال حرف ( الألف) الواقع في أول الفعل ( أطاق )
وهذه الألف تسمى عند أهل اللغة ألف السلب .
أي التي تسلب الفعل معناه الأصلي إلى المعنى المخالف له تماماً.
وبالمثال يتضح المقال :
لو قلنا ( عذر ) معناه أنه أعطى العذر لغيره
أما إذا أدخلنا الألف عليه فإنه يصبح ( أعذر ) ومعناه أنه سلب العذر من الغير .
وبهذا: نصل إلى أن تفسير قوله تعالى : {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين}
أي الذين لا يتحملون الصيام وليس عندهم طاقة ولا قدرة عليه إطلاقاً, بسبب مرض مزمن دائم كمرض الكلى أو مرض السكري أو السل أو غير ذلك .
هؤلاء رخَّص الله لهم إخراج فدية عن كل يوم من أيام الصيام.
وليس القضاء.

هذا وبالله التوفيق
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

مشكوووووووووووووووووووووره
أختى الكريمه بارك الله فيك
جعله فى ميزان حسناتك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» كتاب تعطير الأنام في تفسير الأحلام باب الألف للشيخ عبد الغني النابلسي رحمه الله تعالى
» كتاب تعطير الأنام في تفسير الأحلام باب الباء للشيخ عبد الغني النابلسي رحمه الله تعالى
» كتاب تعطير الأنام في تفسير الأحلام باب التاء للشيخ عبد الغني النابلسي رحمه الله تعالى