الشريفه النقشبنديه مشرف مميز
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 513 مزاجك : تاريخ التسجيل : 08/08/2011 العمر : 50 العمل/الترفيه : صوفيه نقشبنديه
| موضوع: حقيقة الشيخ الواصل الأربعاء أغسطس 17, 2011 7:58 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق و الهادي إلى صراطك المستقيم و على آله حق قدره و مقداره العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق و الهادي إلى صراطك المستقيم و على آله حق قدره و مقداره العظيم
حقيقة الشيخ الواصل
جاء في الفصل الثالث من الباب الرابع من الكتاب المبارك المسمى ( جواهر المعاني ) تأليف القطب المكتوم سيدنا أحمد التجاني رضي الله عنه جمعه و كتبه و أخرجه العارف بالله سيدي الحاج علي برادة خليفة سيدنا في حياته رضي الله عنه . * ** اعلم أ ن سيدنا رضي الله عنه سئل عن حقيقة الشيخ الواصل ما هو ? فأجاب رضي الله عنه بقوله (( أما حقيقة الشيخ الواصل فهو الذي رفعت له جميع الحجب عن كمال النظر الى الحضرة الالهية نظرا عينيا و تحقيقا يقينيا فان الأمر أوله محاضرة و هو مطالعة الحقائق من وراء ستر كثيف ثم مكاشفة و هو مطالعة الحقائق من وراء ستر رقيق ثم مشاهدة و هو تجلي الحقائق بلا حجاب لكن مع خصوصية ثم معاينة و هو مطالعة الحقائق بلا حجاب و لا خصوصية و لا بقاء للغير و الغيرية عينا و أثرا و هو مقام السحق و المحق و الدك و فناء الفناء فليس في هذا الا معاينة الحق في الحق للحق بالحق فلم يبق الا الله لا شيئ غيره * فما ثم موصول و لاثم واصل ثم حياة و هي تمييز المراتب بمعرفة جميع خصوصياتها و مقتضياتها و لوازمها و ما تستحقه من كل شيئ و من أي حضرة كل مرتبة منها و لما وجدت و ماذا يراد منها و ما يؤل اليه أمرها و هو مقام احاطة العبد بعينه و معرفته بجميع أسراره و خصوصياته و معرفته الحضرة الألهية و ما عليه من العظمة و الجلال و النعوت العلية و الكمال معرفة ذوقية و معاينة يقينية و صاحب هذه المرتبة هو الذي تشق اليه المهامة في طلبه لكن مع هذه الصفة فيه كمال اذن الحق له سبحانه وتعالى اذنا خاصا في هداية عبيده و توليته عليهم بارشادهم الى الحضرة الالهية فهذا هو الشيخ الذي يستحق أن يطلب وهو المراد بقوله صلى الله عليه و سلم لأبى جحيفة
( صل العلماء وخالط الحكماء و أصحب الكبراء ) و صاحب هذه المرتبة هو المعبر عنه بالكبير و متى ما عثر المريد على من هذه صفته فاللازم في حقه ان يلقي نفسه بين يديه كالميت بين يدي غاسله لا اختيار له و لاارادة و لا أعطاء و لا افادة و ليجعل همته منه تخليصه من البلية التي أغرق فيها الى كمال الصفاء بمطالعة الحضرة الالهية بالاعراض عن كل من سواها , و لينزه نفسه عن جميع الأختيارات و المرادات مما سوى هذا و متى أشار عليه بفعل أو أمر فليحذر من سؤاله بلما و كيف و علام و لأي شيء فانه باب المقت و الطرد و ليعتقد أن الشيخ أعرف بمصالحه منه و أي مدرجة أدرجه فيها فانه يجري به في ذلك كله على ماهو لله بالله باخراجه عن ظلمة نفسه و هواها . و أما الشيخ الذي هذه صفته كيف يتصل به و بماذا يعرف فالجواب أن الشيوخ المتصفين بهذا الأمر كثيرون و أغلبهم في المدن الكبار فانها مقرهم , و أما معرفتهم و الأتصال بهم فانه عسير أعزب وجودا من الكبريت الأحمر لأنهم اختلطوا بصور العامة و أحوالهم و من سألهم عن هذا الحال نفروه و طردوه و حلفوا له ما عندهم من هذا الأمر شيء و العلة الموجبة لهم لهذا أنه قد فسد نظام الوجود بمشيئة الحق سبحانه و تعالى التي لا منازع الها و ليس لكل آدمي الا السعي في أغراضه و شهواته بالاعراض عن الحضرة الالهية و ما تستحقه من توفية الحقوق و الآداب و اليس للعامة في هذا الوقت من السعي للأولياء الا لأغراض فاسدة يريدونها من التمتع بالدنيا و لذاتها و شهواتها و النجاة من المصاب و العطبفي هذه الدار مع اقامتهم و اصرارهم على الدواهي المهلكات العظام من الكبائر الفاحشة التي لا عقبى لصاحبها الا دار البوار و ليس لهم عن هذا الميدان خروج و لا لهم في الرجوع الى الحضرة الالهية ولوج , فلما عرف العارفون ما في العامة من هذا الأمر احتجبوا عن العامة و طردوهم بكل وجه و بكل حال و كان اقتضاء ذلك أن يسكنوا في وسطهم لأمور أرادها الحق منهم سبحانه و تعالى و حكم بها عليهم فلا منازع له في حكمه و لم يجدوا مساغا في الخروج عن العامة في البراري و القفار لما عليهم من حكم الله الذي لا خروج لهم عنه و لا يجدون سبيلا الى اصلاح العامة و ردهم الى الحضرة الألهية فهم بمنزلة من أقيم بين جماعة الحمقاء يرمونه بالحجر و كلف بالصبر و الأقامة بينهم فهم في عذاب فلهذا احتجبوا عن العامة و طردوهم بكل حال و ربما شم العامة روائح وصولهم من وراء الحجب فنهضوا الى التعلق بهم فيما يريدونه من أغراضهم فخلط العارفون عليهم بوجوه من التخليط استتارا عن العامة باظهار أمور من الزنا و الكذب الفاحش و الخمر و قتل النفس و غير ذاك من الدواهي التي تحكم على صاحبها أنه في سخط الله و غضبه , و الأمور التي يقتحمها العارفون في هذا الميدان انما يظهرون صورا من الغيب لا وجود لها في الخارج انما هي تصورات خيالية يراها غيرهم حقيقية فيفعلون في تلك الصور أمورا منكرة في الشرع وهم في الحقيقة لم يفعلوا شيئا فاستتروا بذلك عن العامة حفظا لمقامهم و تحريرا لآدابهم , و اذا عرفت هذا فقد اختلط الصادقون و الكاذبون قي هذا الميدان و لا يعرف هذا من هذا و لا حيلة لأحد في معرفة العارف الواصل أصلا و رأسا الا في مسئلة نادرة في غاية الندور وهو أن بعض الكمل ظهروا في مظاهر الصور الشرعية الكاملة فمن ظهر بهذا المظهر و ادعى المشيخة بالمعرفة فيه انه يعرف بدلالته على الله تعالى و الرجوع اليه و التزهيد في الدنيا و أهلها و عدم المبالات بها و بوجودها مع ظهور صفة الفتح في غيره على يديه , فان ظهر للمريد على هذه الصفة فليلق نفسه اليه بمجرد اللقاء , و الذي يجب على المريد في حقه أن لا يلقي نفسه اليه حتى يتعرف تواتر أخباره من ثقات الواردين عليه و المجاورين له فان ظهرت الصفة المعروفة عليه فليصحبه و الا فلا , و من رام الوصول الى شيخ في هذا الوقت و لم يجد حيلة في معرفته و خاف من الوقوع في حبائل الكذابين فعليه بالتوجه الى بصدق لازم و انحياز اليه بقلب دائم و دوام التضرع اليه و الابتهال اليه في الكشف له عن الشيخ الواصل الذي يخرجه من هذه الغمة و أن يدله عليه و أن يوفقه لامتثال أمره حتى يقع في الغرق في لجج بحره فلا حيلة له الا هذا , و أكبر من ذلك و أولى و أنفع و أبلغ للوصول الى المراد و أرفع لمن لم يجد حيلة في العثور على الشيخ الكامل استغراق ما يطيق من الأوقات في كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم بالتأديب و الحضور و توهم القلب أنه جالس بين يديه صلى الله عليه و سلم و ليداوم على ذلك فان من داوم على ذلك و كان اهتمامه بالوصول الى الله تعالى اهتمام الظمآن بالماء أخذ الله بيده و جذبه اليه اما أن يقيض له شيخا كاملا و اصلا يأخذ بيده و اما أن يقيض له نبيه صلى الله عليه و سلم يربيه و اما أن يفتح له باب الوصول و رفع الحجب بسبب ملازمته للصلاة على حبيبه صلى الله عليه و سلم فانها من أعظم الوسائل الى الله تعالى في الوصول اليه و ما لا زمها أحد قط في طلب الوصول الى الله تعالى فخاب قط , و أما السؤال عن الاختبار للشيخ و وزن أفعاله و أحواله فلا يصلح و ما أتبع أحد ذلك فأفلح قط لأن ذلك مغلاق لأبواب الله تعالى فان من أراد ذلك و أتبعه في جميع الخلق أراه الله تعالى صفة النقص في كل مخلوق فلا يطمئن لأحد , و أما التصديق للشيخ فانه أمر الهي يضعه الله في القلوب فلا يقدر صاحبه على انفكاك عنه و لو رأى منه ألف معصية لكن ان كان المريد صادقا فثواب صدقه أن لا يرى من الشيخ الا ما يطمئن به قلبه و لا يقع الا على الشيخ الصادق و من كان خبيث السريرة و طلب فلا يرى الا ما ينكره و ينقصه و يوجب له النفور عنه و الهروب . و أما السؤال عن طلب الشيخ هل هو فرض على كل فرد أو على البعض دون البعض وما السبب في كل ? فالجواب أن طلب الشيخ في الشرع ليس بواجب وجوبا شرعيا يلزم من طلبه الثواب و من عدم طلبه العقاب فليس في الشرع شيء من هذا و لكنه واجب من طريق النظر مثل الظمآن اذا احتاج الى الماء و ان لم يطلبه هلك فطلبه عليه لازم من طريق النظر و طريق النظر في هذا ما قدمناه من كون الناس خلقوا لعبادة الله و التوجه الى الحضرة الالهية بالاعراض عن كل ما سواها و علم المريد ما نفسه من التثبط و التثبيط عن النهوض الى الحضرة الالهية و علم عجزه عن مقاومة نفسه بما يريده منها من الدخول في الحضرة الالهية بتوفية الحقوق و الآداب و علم أنه لا ملجأ له من الله و لا منجا ان قام بنفسه متبعا لهواها معرضا عن الله تعالى فانه بهذا النظر يجب عليه طلب الشيخ الكامل و هذا الوجوب النظري أمر وضعي طبيعي ليس من نصوص الشرع اذ ليس في نصوص الشرع الا وجوب توفية القيام بحقوق الله تعالى ظاهرا و باطناعلى كل فرد فرد من جميع العباد و لا عذر لأحد في ترك ذلك من طريق الشرع و لا عذر له في غلبة الهوى عليه و عجزه عن مقاومة نفسه فليس في الشرع الا وجوب ذلك و تحريم ترك ذلك لوجوب العقاب عليه , فهذا ما كان في الشرع و لا شيخ يجب طلبه الا شيخ التعليم الذي يعلم كيفية الأمور الشرعية التي يطلب فعلها من العبد أ مرا و نهيا وفعلا و تركا فهذا الشيخ يجب طلبه على كل جاهل لا يسع أحد تركه و ما وراء ذلك من الشيوخ لا يلزم طلبه من طريق الشرع لكن يجب طلبه من طريق النظر بمنزلة المريض الذي أعضلته العلة و عجز عن الدواء من كل و جه و انعدمت الصحة في حقه فنقول ان شاء البقاء على هذا المرض بقي كذلك و ان طلب الخروج الى كمال الصحة قلنا له يجب عليك طلب الطبيب الماهر الذي له معرفة بالعلة و أصلها و بالدواء المزيل لها و كيفية تناوله كما و كيفا و وقتا و حالا و السلام .
| |
|
الناظر النقشبندى إدارى المنتدى
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 3363 مزاجك : تاريخ التسجيل : 24/01/2011 العمر : 55 الموقع : الطريقه النقشبنديه العمل/الترفيه : القراءه والأطلاع الصوفى
| موضوع: رد: حقيقة الشيخ الواصل الإثنين أغسطس 22, 2011 9:15 am | |
| موضوع رائع وطرح جميل بارك الله فيك أخى الفاضل وجزاك الله كل الخير وجعله فى ميزان حسناتك دمت ودام عطاءك للمنتدى وفــــــــى إنتظار مزيدك الشيق [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|