الفتح عند سادتنا الصوفية

[size=21]تعريف الفتح:

قال الشيخ أحمد ضياء الدين النقشبندي في كتابه جامع أصول الأولياء: الفتوح هو كل ما يفتح على العبد من الله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بعد ما كان مغلقا عليه من النعم الظاهرة و الباطنة و الأرزاق و العبادة و العلوم و المعارف و المكاشفات و غير ذلك.و قسم ابن العربي[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إلى عدة أنواع:
- فتوح العبارة في الظاهر: قال[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]و اتقوا الله و يعلمكم الله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة].
- فتوح الحلاوة في الباطن: قال[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة].
- فتوح المكاشفة .
قال سيدنا مالك:ر::: من أراد أن يفتح الله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] عين قلبه فليكن عمله في السر أكثر من عمله في العلانية. لأن عمل السر عمل الإخلاص و الإخلاص منبع الحكمة و الحكمة نور يقذفه الله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] في قلب العبد المؤمن من فسحة الملك. فأهل التنوير هم الحكماء و هم العارفون بالله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة].
أنواع الفتح:
الفــــتـــح نـــوعان كما جاء عن سيدنا الدباغ في الإبريز:
1) فتـــح ظلماني: يشاهد المفتوح عليه من الأمور الباطلة الفانية
الظلمانية. فتسود عقولهم و تعمى أبصارهم عن الحق. لذا يفتح لأهل الباطل في
مشاهدة هذا العالم سمائه و أرضه و لا يشاهدون فيه إلا الأمور الفانية
المتعلقة بالأجرام الحادثة هياكلها. مثل ما يذكرونه في أحكام النجوم و
غيرها الذي ينسبون أثرها للنجوم و الكواكب لا لله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة].
2) فتـــح نوراني: و هو نور من أنوار الحق[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تسقي به ذوات أهل الحق فتشعشع أنوار المعارف في ذواتهم. و فتح أهل الحق نوعان:
أ )الفتح المنقطع: و هو أضعف درجات الكشف. فجميع ما سبق فتحه لأهل الظلام
في هذا العالم سمائه و أرضه يشاهده صاحب هذا الفتح. و هو فتح مشترك في كثير
من نقاطه مع أهل الباطل. و صاحبه لا يأمن على نفسه من القطيعة و اللحوق
بأهل الظلام حتى يقطع مقامه و يتجاوزه.
ب) الفتح المستمر: و هو أن يفتح عليه في مشاهدة أسرار الحق[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] التي حجب عنها أهل الظلام. فيشاهد الأولياء العارفين بالله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]و
يتكلم معهم و يناجيهم على بعد المسافة مناجاة الجليس لجليسه. و كذا يشاهد
أرواح المؤمنين فوق القبور و الكرام الكاتبين و الملائكة و البرزخ و
أرواح الموتى التي فيه. و يشاهد قبر النبي[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]و عمود النور الممتد إلى قبة البرزخ. فإذا حصلت له مشاهدة ذات النبي[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في اليقظة حصل له الأمان من تلاعب الشيطان لاجتماعه مع رحمة الله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]و هي سيدنا و نبينا و مولانا محمد[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]. فلا يزال الولي ببركة الذات الشريفة يتعلق بالحق[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]و
يترقى في معرفته شيئاً فشيئاً إلى أن تقع له المشاهدة و أسرار المعرفة و
أنوار المحبة. فهذا الفتح الثاني هو الفاصل بين أهل الحق و أهل الباطل.و
يندرج تحت هذا الفتح أنواع عديدة منها: الفتح القريب، الفتح المبين و الفتح
المطلق.قال الشيخ أحمد ضياء الدين النقشبندي في كتابه جامع أصول
الأولياء:
- الفتح القريب: هو ما أنفتح على العبد من مقام القلب و ظهور صفاته و كمالاته عند قطع منازل النفس و هو المشار إليه بقوله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نصر من الله و فتحٌ قريب[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة].
- الفتح المبين: هو ما أنفتح على العبد من مقام الولاية وتجليات أنوار
الأسماء الإلهية المعينة لصفات القلب و كمالاته و هو المشار إليه بقوله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إنا فتحنا لك فتحا مبينا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يعني من الصفات النفسية و القالبية.
- الفتح المطلق: و هو أعلى الفتوحات و أكملها و هو ما أنفتح على العبد من
تجليات الذات الأحدية و الاستغراق في عين الفتح بفناء الرسوم الخلقية كلها و
هو المشار إليه بقوله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إذا جاء نصر الله و الفتح[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة].
درجات العارفين:
قال[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]:
(إن الله ضرب بيده بين كتفي فوجدت برد أنامله بين ثدي،فعلمت علم الأولين و
الآخرين). لذلك يتفاوت الأولياء في درجاتهم تبعا لمقدرتهم في الاستمداد
من المعارف الربانية من الحضرة الأحدية عن طريق الحضرة المحمدية. فالكمل
من أولياء الله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فإنهم يفتح الله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] عليهم باب الفهم عنه و العلم به و الأخذ منه. فتمكنوا من خزائن العلوم و كشف لهم عن حقيقة كل ناطق و موهوم. فصاروا يأخذون عن الله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] و يفهمون عن الله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بالله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]. لذلك يرى سيدنا محمد وفا الشاذلي في كتابه (نفائس العرفان من أنفاس الرحمن): ( أن هذا القرب من الله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هو باطن الولاية و التي فيها يتولى الله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] عبده بذاته.فيطلعه على مكنون أسمائه و صفاته.بمعنى أن الولي في هذا المقام يفنى عن نفسه و يبقى بربه).
كان سيدنا ابن عطاء الله الإسكندري[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يقول عن شيخه : (أما علوم المعارف و الأسرار، قطب رحاها و شمس ضحاها. تقول إذا سمعت كلامه هذا كلام من ليس وطنه إلا غيب الله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة].
و سمعت أن الشيخ أبا الحسن قال عنه: أبو العباس بطرق السماء أعرف منه
بطرق الأرض. كنت لا تسمعه يتحدث إلا في العقل الأكبر و الاسم الأعظم و
شعبه الأربع و الأسماء و الحروف و دوائر الأولياء و مقامات المؤمنين و
الأملاك المقربين عند العرش و علوم الأسرار و إمداد الأذكار و يوم
المقادير و شأن التدبير و علم البدء و علم المشيئة و شأن القبضة و رجال
القبضة و علوم الأفراد و ما سيكون يوم القيامة من أفعال الله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] مع عباده من حلمه و إنعامه و وجوه انتقامه ...)
و جاء في الأبريز ص 286 أن سيدنا عبدالعزيز الدباغ قال لمريده: ( لو عاش سيدي إبراهيم الدسوقي[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إلى زماننا، ما أدرك من المقامات و لا ترقي مثل ما ترقي أخوك عبدالعزيز
من أمس إلى اليوم. و الله ما قاله أخوك إفتخارا و إنما قاله تعريفاً و
تحدثاً معكم بالنعمة).
و قال أيضاً[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]: ( أني في لحظة قدر تغميضة العين و فتحها أشاهد من أسمائه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ما ينوف على مائة ألف و الترقي هكذا على الدوام في كل لحظة ...).
و قال أيضاً[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]:
( علىّ في هذه الساعة ثلاث كسوات، لو أُخذت واحدة منها ووضعت على مدينة
فاس لذاب جميع من فيها ورجع سورها و بنيانها و دورها و جميع ما فيها عدماً
محضاً).

يتبع