جــواذب الأرواح في معـــارج أهـــل الصـــــلاح

الحمد لله الذي وفقنا لما كلّفنا ففاهت ألسنتنا بحمده، وكان ذلك من محض كرمه،
والصلاة والسلام على شفيعنا السيّد الأعظم أشرف المرسلين محمّد الذي منّ الله علينا برسالته وكتَبَنا بقلم فضله من أمّته وخدمه،
ورضي الله عن العِترة والقرابة والوزراء الأقربين، وجميع الصحابة والأولياء العارفين، والعلماء العاملين،
والسلام علينا وعلى عباده الصالحين،
أمّا بعد أي سادة:
(من أقوال سيدي أحمد الرفاعي رضي الله عنه)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قرأتُ لكم:

جــواذب الأرواح في معـــارج أهـــل الصـــــلاح

لسيدي العارف بالله: الشيخ أحمد سعد العقاد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

"وقد قسمتُ معارج الرجال إلى أقسام، وإليك بيانها:

المعراج الأول

إعلم
يا اخي أن الحق تعالى أقرب إلينا من أنفسنا ومن كل قريب لأنه الظاهر وهو
الحاضر فلا يغيب، حجبتنا عنه الأنانية وسترتنا المظاهر الكونية. وقد أرشدنا
إلى أنه معنا أين كنا، وأنه مصاحب لنا حيثما توجهنا، أخبرنا أنا كنا معه
في حضرة ألستُ بربكم وسمعنا الخطاب وأخذ علينا العهد الواثق وشاهدنا رفيع
الجناب.

فإذا أردت الوصول فتب إلى ربّك وغض عيون القلب عن الأطماع
والحظوظ فهي عين الأغيار، واطلب المعرفة من الله بإخلاص وأسأله المدد
العاجل والخلاص، وتجوّل بفكرك في صورتك البشرية واسبح بروحك في نشأتك
الأولية، وقل في سرِّك إني أريد أن أدخل حضرة القدوس، ولا بد من خلع
النعلين وبذل النفوس، لأنّ الوادي مقدّس بإشراق الأنوار والكليم صعق عند
ظهور الأسرار؛ فلا بد من خلع نعال البشريّة وطرح نجاسة الأنانيّة والحيثية،
فيزول الحجاب وهو أنت على التحقيق ويرفع النقاب وتكون من أهل التوفيق، عند
ذلك تسمع الخطاب الأزلي وأنت في الأبد يقول: ألستُ بربِّكم ؟ فنجيبه بل
أنت الفرد الصمد، ويسامرك ربّك ويؤانسك ويتلطف بك ويواجهك بالجمال ويأمنك
على الأسرار، فهو لا يزال متكلماً ولا تزال روحك صاغية واعية.

ارجع
الأبد إلى الأزل وقل هنيئاً لمن وصل فتسمع القرآن من الرحمن وتنجذب إليه
وتتنعم بقوله تعالى: {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة
لذكري} . ومتى دك طور الجسم بالتجلي وصعق كليم الروح بظهور أنوار القادر
أحاطت بالعبد أنوار مولاه وسعد العبد بسر قوله: {فأينما تولوا فثمّ وجه
الله} مع مصاحبة روحانية الأستاذ الواصل واستحضار معناه الذي هو البراق
الحامل والسر الكامل. " اهـ

(المصدر: مجلة الإسلام وطن - العدد 112- مايو 1996- ص28)

المعراج الثاني

(للعارفين، وهو عناية ربّ العالمين)

"واستحضر
أنك غريب وقلبك إلى وطنك الأصلي هالع، وتأكد أنك مهما كنت في دارك بين
أهلك وأنصارك فأنت عابر سبيل، وكل ما تراه ظل في إنتقال وتحويل، فاستحضر
أنك متَّ الآن وفارقت الأكوان ورقدت وحيداً في البرزخ ودخل عليك الملكان
فاستحضر أنهما سائلاك من ربّك ؟ فقل ربّي الله، وكرّر الذكرى باستحضار حتى
تشرق عليك الأنوار، واستحضر أنّ سيدّنا إسرافيل نفخ في الصور وقامت القيامة
وتجلّت حقائق الأمور ووضع الصراط والميزان، وظهرت صحائف الأعمال يقرؤها كل
إنسان، وشهدت عليك الجوارح واعترفت الملائكة وجميع الحقائق بعملك وانكشفت
القبائح، ووقفت بين يدي ربّ العالمين وعاتبك على التقصير سيّد المرسلين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]، فتفر من نفسك إلى مولاك ويتجلّى لك من سواك وتكون ممّن يدخلون الجنّة بغير حساب فتفتح لك الأبواب." اهـ

يتبع إن شاء الله مع المعراج الثالث...

والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أخى الفاضل بارك الله فيك وجزاك الله خيراً
تسلم الأيادى على مجهودك الرائع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وفقنا الله جميعاً لرقى المنتدى

» وجود الأرواح المارجية النارية