| اقوال علماء السنة في الاستواء والجهة | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابوالزهراء المراقب العام
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 1942 مزاجك : تاريخ التسجيل : 15/02/2011 العمر : 30 العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع
| موضوع: اقوال علماء السنة في الاستواء والجهة الأربعاء يناير 11, 2012 10:53 pm | |
| الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف خلق الله اجمعين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
وبعد....
قال محمد اليافعي : هذه هي عقيدة اهل السنة والجماعة في الاستواء والجهة ، وهي ما اتفقوا عليه ، وحتى لا اطيل ، فاقول بالله التوفيق ومنه السداد :
1- قال سيدنا علي رضي الله عنه:( كان- الله- ولا مكان ، وهو الان على ما- عليه- كان اهـ. أي بلا مكان )الفرق بين الفرق لأبي منصور البغدادي (333).
2- وقال أيضا: ( إن الله تعالى خلق العرش إظهارًا لقدرته لا مكانا لذاته ) الفرق بين الفرق لأبي منصور البغدادي ( 333)
3- وقال أيضا: ( من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود . ) حلية الأولياء: ترجمة علي بن أي طالب (73/1).
4- وقال التابعي الجليل الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم ما نصه: ( أنت الله الذي لا يحويك مكان ) إتحاف السادة المتقين (4/ 380) .
5- وقال أيضا : ( أنت الله الذي لا تحد فتكون محدودا ) إتحاف السادة المتقين (4/ 380)
6- وقال الامام اب حنيفة النعمان رحمه الله ( قلت : أرأيت لو قيل أين الله تعالى ؟ فقال - أي أبو حنيفة : يقال له كان الله تعالى ولا مكان قبل أن يخلق الخلق ، وكان الله تعالى ولم يكن أين ولا خلق ولا شىء ، وهو خالق كل شىء ) الفقه الأبسط ضمن مجموعة رسائل أبي حنيفة بتحقيق الكوثري (ص 25) ، ونقل ذلك أيضا المحدث الفقيه الشيخ عبد الله الهرري المعروف بالحبشي في كتابه الدليل القويم (ص54)..
7- وقال أيضا : ( ونقر بأن الله سبحانه وتعالى على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة إليه واستقرار عليه ، وهو حافظ العرش وغير العرش من غير احتياج ، فلو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوقين ، ولو كان محتاجا إلى الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ) كتاب الوصية ، ضمن مجموعة رسائل أبي حنيفة بتحقيق الكوثري (ص/ 2)، وذكره الشيخ الهرري كذلك في كتابه السابق .
8- وقال الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين رضوان الله عليهم ما نصه : ( من زعم أن الله في شىء ، أو من شىء ، أو على شىء فقد أشرك . إذ لو كان على شىء لكان محمولا، ولو كان في شىء لكان محصورا ، ولو كان من شىء لكان محدثا - أي مخلوقا ) ذكره القشيري في رسالته المعروفة بالرسالة القشيرية (ص6)..
9- وقال الإمام العز بن عبد السلام الشافعي في كتابه (حل الرموز) في بيان مراد أبي حنيفة ما نصه : ( لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا ، ومن توهم أن للحق مكانا فهو مشبه ) نقله ملا علي القاري في شرح الفقه الأكبر بعد أن انتهى من شرح رسالة الفقه الأكبر (ص 198).
10- وأيد ملا علي القاري كلام ابن عبد السلام فقال : ( ولا شك أن ابن عبد السلام من أجل العلماء وأوثقهم ، فيجب الاعتماد على نقله ) نقله ملا علي القاري في شرح الفقه الأكبر بعد أن انتهى من شرح رسالة الفقه الأكبر (ص 198).
13- وقال الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه ما نصه : ( إنه تعالى كان ولا مكان فخلق المكان وهو على صفة الأزلية كما كان قبل خلقه المكان لا يجوز عليه التغيير في ذاته ولا التبديل في صفاته ) إتحاف السادة المتقن (2/ 24).
11- وقال الامام أحمد ، فقد نقل ابو الفضل التميمي رئيس الحنابلة عن الامام احمد مانصه : ( كان يقول - أي الإمام أحمد - في معني الاستواء هو العلو والارتفاع ولم يزل الله عاليا رفيعا قبل أن يخلق عرشه فهو فوق كل شىء والعالي علي كل شىء وإنما خص الله العرش لمعني فيه مخالف لسائر الأشياء والعرش أفضل الأشياء وأرفعها فامتدح الله نفسه بأنه (علي العرش استوي) أي عليه علا ولا يجوز أن يقال استوي بمماسه ولا بملاقاه تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا والله تعالي لم يلحقه تغيير ولا تبدل ولا تلحقه الحدود قبل خلق العرش ولا بعد خلق العرش ) انظر رساله التميمي في (2/265-290) طبقات الحنابله ثم قال التميمي في آخر رسالته : ( وهذا - أي المعتقد - وما شابهه محفوظ عنه - أي الإمام أحمد - وما خالف ذلك فكذب عليه و زور )
12- وذكر الشيخ ابن حجر الهيتمي عن الامام احمد أنه كان من المنزهين لله تعالى عن الجهة والجسمية ، ثم قال ابن حجر ما نصه : ( وما اشتهر بين جهلة المنسوبين إلى هذا الإمام الأعظم المجتهد من أنه قائل بشىء سن الجهة أو نحوها فكذب وبهتان وافتراء عليه ) الفتاوى الحدينية (ص144).
13- والإمام البخاري رحمه كان منزها ، فقد فهم شراح صحيحه أن البخاري كان ينزه الله عن المكان والجهة ، قال الشيخ علي بن خلف المالكي المشهور بابن بطال أحد شراح البخاري ما نصه : ( غرض البخاري في هذا الباب الرد على الجهمية المجسمة في تعلقها بهذه الظواهر، وقد تقرر أن الله ليس بجسم فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه، فقد كان ولا مكان ، وانما أضاف المعارج إليه إضافة تشريف ، ومعنى الارتفاع إليه اعتلاؤه - أي تعاليه - مع تنزيهه عن المكان ) فتح الباري (13/416).
14- وقال الامام ابن المنيِّر المالكي (695 هـ) ما نصه : ( جميع الأحاديث في هذه الترجمة مطابقة لها إلا حديث ابن عباس فليس فيه إلا قوله "رب العرش" ومطابقته ، والله أعلم من جهة أنه نبه على بطلان قول من أثبت الجهة أخذا من قوله ( ذِى المَعَارِجِ ) (سورة المعارج 3 ) ، ففهم أن العلو الفوقي مضاف إلى الله تعالى ، فبيَّن المصنف - يعني البخاري - أن الجهة التي يصدق عليها أنها سماء والجهة التي يصدق عليها أنها عرش ، كل منهما مخلوق مربوب محدث ، وقد كان الله قبل ذلك وغيره ، فحدثت هذه الأمكنة ، وقدمه يحيل وصفه بالتحيز فيها ) نقله عنه الحافظ ابن حجر فتح الباري (13/ 418 - 419).وأقره عليه .
15- قال الامام الطبري رحمه الله ( ...... فتبين إذا أن القديم بارىء الأشياء وصانعها هو الواحد الذي كان قبل كل شىء ، وهو الكائن بعد كل شىء ، والأول قبل كل شىء ، والآخر بعد كل شىء، وأنه كان ولا وقت ولا زمان ولا ليل ولا نهار، ولا ظلمة ولا نور ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا نجوم ، وأن كل شىء سواه محدث مدبرمصنوع، انفرد بخلق جميعه بغير شريك ولا معين ولا ظهير، سبحانه من قادر قاهر ) تاريخ الطبري (1/ 26).
16- وقال أيضا عند تفسير قول الله تعالى: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ) (سورة الحديد/3) ما نصه : (لا شىء أقرب إلى شىء منه كما قال: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) سورة ق 16) جامع البيان ( 27/215) ..
17- وقال اللغوي إبراهيم بن السري الزجاج أحد مشاهير اللغويين (311 هـ) ما نصه : ( العلي : هو فعيل في معنى فاعل ، فالله تعالى عال على خلقه وهو عليٌّ عليهم بقدرته ، ولا يجب أن يذهب بالعلو ارتفاع مكاني ، إذ قد بينا أن ذلك لا يجوز في صفاته تقدست ، ولا يجوز أن يكون على أن يتصور بذهن ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ) تفسير أسماء الله الحسنى (ص 48).
18- وقال أيضا : ( والله تعالى عال على كل شىء، وليس المراد بالعلو: ارتفاع المحلِّ، لأن الله تعالى يجل عن المحل والمكان، وإنما العلو علو الشأن وارتفاع السلطان ) تفسير أسماء الله الحسنى (ص 60 ).
19- وقال الامام الطحاوي في متن عقيدته ما نصه ( وتعالى - أي الله - عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات ، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات ) انظر متن العقيدة الطحاوية
20- وقال إمام أهل السنة أبو الحسن الأشعري (324 هـ) رحمه الله ما نصه : ( كان الله ولا مكان فخلق العرش والكرسي ولم يحتج إلى مكان ، وهو بعد خلق المكان كما كان قبل خلقه ) أي بلا مكان ومن غير احتياج إلى العرش والكرسي ، نقل ذلك عنه الحافظ ابن عساكر نقلا عن القاضي أبي المعالي الجويني أنظر تبيين كذب المفتري (ص 150).
21- وقال أيضا ما نصه : ( فأما الحركة والسكون والكلام فيهما فاصلهما موجود في القرءان وهما يدلان على التوحيد ، وكذلك الاجتماع والافتراق ، قال الله تعالى مخبرا عن خليله إبراهيم صلوات الله عليه وسلامه –( لَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ) (الانعام/76) في قصة أفول الكوكب والشمس والقمر وتحريكها من مكان إلى مكان ما دل على أن ربه عز وجل لا يجوز عليه شىء من ذلك ، وأن من جاز عليه الأفول والانتقال من مكان إلى مكان فليس بإله ) أنظر رسالته استحسان الخوض في علم الكلام (ص/ 45).
22- وقال إمام أهل السنة أبو منصور الماتريدي (333 هـ) رحمه الله ما نصه : ( إن الله سبحانه كان ولا مكان ، وجائز ارتفاع الأمكنة وبقاؤه على ما كان ، فهو على ما كان ، وكان على ما عليه الان ، جل عن التغير والزوال والاستحالة ) انظر كتابه التوحيد (ص 69).
23- وقال أيضا : ( وأما رفع الأيدي إلى السماء فعلى العبادة ، ولله أن يتعبد عباده بما شاء ، ويوجههم إلى حيث شاء ، وإن ظن من يظن أن رفع الأبصار إلى السماء لأن الله من ذلك الوجه إنما هو كظن من يزعم أنه إلى جهة أسفل الأرض بما يضع عليها وجهه متوجها في الصلاة ونحوها ، وكظن من يزعم أنه في شرق الأرض وغربها بما يتوجه إلى ذلك في الصلاة ، أو نحو مكة لخروجه إلى الحج ، جل الله عن ذلك ). انتهى باختصار . انظر كتابه التوحيد (ص 75- 76).
24- وقال ابن حبان رحمه الله مانصه : ( الحمد لله الذي ليس له حد محدود فيحتوى، ولا له أجل معدود فيفنى، ولا يحيط به جوامع المكان ولا يشتمل عليه تواتر الزمان ) الثقات (1/ 1).
25- وقال أيضا ما نصه : ( كان- الله - ولا زمان ولا مكان ) صحيح ابن حبان، أنظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (8/ 4 )
26- وقال أيضا : ( كذلك ينزل - يعني الله - بلا آلة ولا تحرك ولا انتقال من مكان إلى مكان ) المصدر السابق (2/ 136).
27- وقال الصوفي أبو عثمان المغربي سعيد بن سلام (373 هـ) فيما نقله عنه أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري (469 هـ) ونصه : ( سمعت الإمام أبا بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله تعالى يقول : سمعت محمد بن المحبوب خادم أبي عثمان المغربي يقول : قال لي أبو عثمان المغربي يوما: يا محمد ، لو قال لك أحد : أين معبودك أيش تقول ؟ قال: قلت أقول حيث لم يزل، قال: فإن قال أين كان في الأزل، أيش تقول؟ قال: قلت أقول حيث هو الان ، يعني أنه كما كان ولا مكان فهو الآن كما كان ، قال : فارتضى مني ذلك ونزع قميصه وأعطانيه ) الرسالة القشيرية (ص 5).
28- قال أبو القاسم القشيري ما نصه : ( سمعت الإمام أبا بكر بن فورك رحمه الله تعالى يقول سمعت أبا عثمان المغربي يقول: كنت أعتقد شيئا من حديث الجهة فلما قدمت بغداد زال ذلك عن قلبي ، فكتبت إلى أصحابنا بمكة إني أسلمت الان إسلاما جديدا ) الرسالة القشيرية (ص 5).
29- وقال الشيخ أبو بكر محمد بن إسحق الكلاباذي الحنفي (385 هـ) في بيان عقيدة الصوفية ما نصه : ( اجتمعت الصوفية على أن الله لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان ) التعرّف لمذهب أهل التصوف (ص 33).
30- وقال الشيخ أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي (388 هـ) صاحب "معالم السنن" ما نصه : ( وليس معنى قول المسلمين إن الله على العرش هو أنه تعالى مماس له أو متمكن فيه أو متحيز في جهة من جهاته ، لكنه بائن من جميع خلقه، وإنما هو خبر جاء به التوقيف فقلنا به ونفينا عنه التكييف إذ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)أعلام الحديث: كتاب بدء الخلق ، باب ما جاء في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) (سورة الروم/27) (2/ ، 147 )
31- وقال الشيخ أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي الشافعي (403 هـ) ما نصه : ( وأما البراءة من التشبيه بإثبات أنه - تعالى - ليس بجوهر ولا عرض ، فلأن قوما زاغوا عن الحق فوصفوا البارىء جل ثناؤه ببعض صفات المحدثين، فمنهم من قال : إنه جوهر، ومنهم من قال : إنه جسم ، ومنهم من أجاز أن يكون على العرش كما يكون الملك على سريره ، وكان ذلك في وجوب اسم الكفر لقائله كالتعطيل والتشريك فإذا أثبت المثبت أنه ليس كمثله شيء، وجماع ذلك أنه ليس بجوهر ولا عرض فقد انتفى التشبيه ، لأنه لو كان جوهرا أو عرضا لجاز عليه ما يجوز على سائر الجواهر والأعراض ، ولأنه إذا لم يكن جوهراً ولا عرض لم يجز عليه ما يجوز على الجواهر من حين إنها جواهر كالتآلف والتجسم وشغل الأمكنة والحركة والسكون ، ولا ما يجوز على الأعراض من حيث إنها أعراض كالحدوث وعدم البقاء ) المنهاج في شعب الإيمان (1/ 184).[/color]
يتبع | |
|
| |
ابوالزهراء المراقب العام
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 1942 مزاجك : تاريخ التسجيل : 15/02/2011 العمر : 30 العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع
| موضوع: رد: اقوال علماء السنة في الاستواء والجهة الأربعاء يناير 11, 2012 10:56 pm | |
| وقال القاضي أبو بكر محمد الباقلاني المالكي الأشعري (403) ما نصه : ( ولا نقول إن العرش له- أي الله- قرار ولا مكان، لأن الله تعالى كان ولا مكان، فلما خلق المكان لم يتغير عما كان ) الانصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به (ص 65).
33- وقال أيضا ما نصه : ( ويجب أن يعلم أن كل ما يدل على الحدوث أو على سمة النقص فالرب تعالى يتقدس عنه، فمن ذلك: أنه تعالى متقدس عن الاختصاص بالجهات، والاتصاف بصفات المحدثات، وكذلك لا يوصف بالتحول والانتقال، ولا القيام ولا القعود، ولأن هذه الصفات تدل على الحدوث، والله تعالى يتقدس عن ذلك ) المرجع السابق (ص 64). وقال الحافظ المؤرخ ابن عساكر في تبيين كذب المفتري: ترجمة الباقلاني (ص 221) نقلا عن أبي عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني : ( وكان أبو الحسن التميمي الحنبلي يقول لأصحابه: تمسكوا بهذا الرجل - أي بالباقلاني - فليس للسنة عنه غنى أبدا. قال : وسمعت الشيخ أبا الفضل التميمي الحنبلي رحمه الله وهو عبد الواحد بن أبي الحسن بن عبد العزيز بن الحرث يقول: اجتمع رأسي ورأس القاضي أبي بكر محمد بن الطيب - يعني الباقلاني - على مخدة واحدة سبع سنين. قال الشيخ أبو عبد الله: وحضر الشيخ أبو الفضل التميمي يوم وفاته العزاء حافيا مع إخوته وأصحابه وأمر أن ينادي بين يدي جنازته: "هذا ناصر السنة والدين، هذا إمام المسلمين، هذا الذي كان يذب عن الشريعة ألسنة المخالفين، هذا الذي صنف سبعين ألف ورقة ردا على الملحدين "، وقعد للعزاء مع أصحابه ثلاثة ايام فلم يبرح، وكان يزور تربته كل يوم جمعة في الدار )
34- وذكر الشيخ أبو الطيب سهل بن محمد الشافعي مفتي نيسابور (404 هـ) ما نقله عنه الحافظ البيهقي : ( سمعت الشيخ أبا الطيب الصعلوكي يقول: "ُتضامّون" بضم أوله وتشديد الميم يريد لا تجتمعون لرؤيته - تعالى - في جهة ولا ينضم بعضكم إلى بعض فإنه لا يرى في جهة ) ، ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح (447/11)
35- وقال أبو بكر محمد بن الحسن المعروف بابن فورك الأشعري (406 هـ) ما نصه : ( لا يجوز على الله تعالى الحلول في الأماكن لاستحالة كونه محدودا ومتناهيا وذلك لاستحالة كونه محدثا ) مشكل الحديث (ص/ 57).
36- وقال أيضا ما نصه : ( واعلم أنا إذا قلنا إن الله عز وجل فوق ما خلق لم يرجع به إلى فوقية المكان والارتفاع على الأمكنة بالمسافة والإشراف عليها بالمماسة لشىء منها ) مشكل الحديث (ص/ 64).
37- وقال الأديب النحوي أبو علي المرزوقي (421 هـ) ما نصه : ( الله تعالى لا تحويه الأماكن ولا تحيط به الأقطار والجوانب ) لأزمنة والأمكنة (1/ 92).
38- وقال الشيخ الإمام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي الإسفراييني (429 هـ) ما نصه : ( وأجمعوا - أي أهل السنة - على أنه - أي الله - لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان ) الفرق بين الفرق (ص/ 333).
39- وقال الشيخ علي بن خلف المشهور بابن بطال المالكي (449 هـ) أحد شراح صحيح البخاري ما نصه : (غرض البخاري في هذا الباب الرد على الجهمية المجسمة في تعلقها بهذه الظواهر، وقد تقرر أن الله ليس بجسم فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه ، فقد كان ولا مكان ، وإنما أضاف المعارج إليه إضافة تشريف ، ومعنى الارتفاع إليه اعتلاؤه - أي تعاليه - مع تنزيهه عن المكان ) فتح الباري (13/ 416).
40- وقال أيضا ما نصه : ( لا تعلق للمجسمة في إثبات المكان ، لما ثبت من استحالة أن يكون سبحانه جسما أو حالا في مكان ) وقد نقله الحافظ ابن حجر العسقلاني مقرا وموافقا له الفتح (13/ 433).، مما يدل على أن هذه هي عقيدة أهل الحديث أيضا .
41- وقال أبو محمد علي بن أحمد المعروف بابن حزم الأندلسي (456 هـ) ما نصه : ( وأنه تعالى لا في مكان ولا في زمان، بل هو تعالى خالق الأزمنة والأمكنة، قال تعالى: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً)(سورة الفرقان/2)، وقال (قَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا)(سورة الفرقان/59)، والزمان والمكان هما مخلوقان، قد كان تعالى دونهما، والمكان إنما هو للأجسام ) أنظر كتابه علم الكلام: مسألة في نفي المكان عن الله تعالى (ص/ 65)
42- وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الشافعي (458 هـ) ما نصه : ( والذي روي في ءاخر هذا الحديث ( أي حديث : "والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السابعة لهبط على الله تبارك وتعالى", وهو حديث ضعيف ) إشارة إلى نفي المكان عن الله تعالى، وأن العبد أينما كان فهو في القرب والبعد من الله تعالى سواء، وأنه الظاهر فيصح إدراكه بالأدلة، الباطن فلا يصح إدراكه بالكون في مكان. واستدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه بقول النبي (صلّى الله عليه و سلّم) "أنت الظاهر فليس فوقك شىء، وأنت الباطن فليس دونك شىء"، وإذا لم يكن فوقه شىء ولا دونه شىء لم يكن في مكان ) الأسماء والصفات (ص/ 400).
43- وقال أيضا ما نصه : ( أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا محمد أحمد بن عبد الله المزني يقول: حديث النزول قد ثبت عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلّم ) من وجوه صحيحة وورد في التنزيل ما يصدقه وهو ( وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً )(الفجر22) والنزول والمجيء صفتان منفيتان عن الله تعالى من طريق الحركة والانتقال من حال إلى حال, بل هما صفتان من صفات الله تعالى بلا تشبيه ، جل الله تعالى عما تقول المعطلة لصفاته والمشبهة بها علوا كبيرا. قلت: وكان أبو سليمان الخطابي رحمه الله يقول : إنما ينكر هذا وما أشبهه من الحديث من يقيس الأمور في ذلك بما يشاهده من النزول الذي هو تدلٍّ من أعلى إلى أسفل وانتقال من فوق إلى تحت وهذه صفة الأجسام والأشباح، فأما نزول من لا تستولي عليه صفات الأجسام فإن هذه المعاني غير متوهمة فيه وإنما هو خبر عن قدرته ورأفته بعباده وعطفه عليهم واستجابته دعاءهم ومغفرته لهم يفعل ما يشاء لا يتوجه على صفاته كيفية ولا على أفعاله كمية سبحانه ليس كمثله شىء وهو السميع البصير ) السنن الكبرى (3/ 3).
44- وقال أيضا ما نصه : ( قال أبو سليمان الخطابي : وليس معنى قول المسلمين : إن الله استوى على العرش هو أنه مماس له أو متمكن فيه أو متحيز في جهة من جهاته ، لكنه بائن من جميع خلقه ، هـانما هو خبر جاء به التوقيف فقلنا به ونفينا عنه التكييف ، إذ ليس كمثله شيء ) الأسماء والصفات: باب ما جاء في العرش والكرسي (ص/396- 397).
45- وقال أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري في رسالته عند ذكر عقيدة الصوفية ما نصه : ( وهذه فصول تشتمل على بيان عقائدهم في مسائل التوحيد ذكرناها على وجه الترتيب ، قال شيوخ هذه الطريقة على ما يدل عليه متفرقات كلامهم ومجموعاتها ومصنفاتهم في التوحيد : إن الحق سبحانه وتعالى موجود قديم لا يشبهه شىء من الفخلوقات ، ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ، ولا صفاته أعراض ، ولا يتصور في الأوهام ، ولا يتقدر في العقول ، ولا له جهة ولا مكان ، ولا يجري عليه وقت وزمان )انتهى باختصار الرسالة القشيرية (ص 7).
46- وقال الفقيه المتكلم أبو المظفر الإسفراييني الأشعري (471 هـ) ما نصه : ( الباب الخامس عشر في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة : وأن تعلم أن كل ما دل على حدوث شىء من الحد ، والنهاية ، والمكان ، والجهة، والسكون ، والحركة ، فهو مستحيل عليه سبحانه وتعالى ، لأن ما لا يكون محدثا لا يجوز عليه ما هو دليل على الحدوث ) التبصير في الدين (ص 161).[/color]
يتبع | |
|
| |
ابوالزهراء المراقب العام
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 1942 مزاجك : تاريخ التسجيل : 15/02/2011 العمر : 30 العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع
| موضوع: رد: اقوال علماء السنة في الاستواء والجهة الأربعاء يناير 11, 2012 11:00 pm | |
| وقال الكرماني مانصه : ( قوله ( في السماء ) ظاهره غير مراد ، إذ الله منزه عن الحلول في المكان ، لكن لما كانت جهة العلو أشرف من غيرها أضافها إليه إشارة إلى علو الذات والصفات ، وبنحو هذا أجاب غيره عن الالفاظ الواردة في الفوقية ونحوها ) نقله عنه الحافظ في الفتح ( 13 / 412 ) مقرا له
47 - وقال الذهبي ( وتعالى الله أن يحد أو يوصف إلا بما وصف به نفسه أو علمه رسله بالمعنى الذي أراد بلا مثل ولا كيف ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ) ) سير اعلام النبلاء ( 16 / 97 - 98 ) ، وانظر كذلك في ترجمة ابن حبان كيف ينزه الله عن الحد !
48- وقال الفقيه الإمام الشيخ أبو إسحاق الشيرازي الشافعي الأشعري (476 هـ) في عقيدته ما نصه : ( وان استواءه ليس باستقرار ولا ملاصقة لأن الاستقرار والملاصقة صفة الأجسام المخلوقة، والرب عز وجل قديم أزلي، فدل على أنه كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو على ما عليه كان ) أنظر عقيدة الشيرازي في مقدمة كتابه شرح اللمع (1/ 101).
49 - وقال إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني الأشعري (478 هـ) ما نصه : ( البارىء سبحانه وتعالى قائم بنفسه ، متعال عن الافتقار إلى محل يحله أو مكان يقله ) الإرشاد إلى قواطع الأدلة (ص 53).
50- وقال أيضا ما نصه: ( مذهب أهل الحق قاطبة أن الله سبحانه وتعالى يتعالى عن التحيز والتخصص بالجهات ) الإرشاد (ص 58 )
51- وقال أيضا ما نصه : ( واعلموا أن مذهب أهل الحق: أن الرب سبحانه وتعالى يتقدس عن شغل حيز، وبتنزه عن الاختصاص بجهة ، وذهبت المشبهة إلى أنه مختص بجهة فوق ، ثم افترقت ءاراؤهم بعد الاتفاق منهم على إثبات الجهة، فصار غلاة المشبهة إلى أن الرب تعالى مماس للصفحة العليا من العرش وهو مماشه ، وجوزوا عليه التحول والانتقال وتبدل الجهات والحركات والسكنات ، وقد حكينا جملا من فضائح مذهبهم فيما تقدم ) الشامل في أصول الدين (ص 511).
52- وقال الفقيه المتكلم أبو سعيد المتولي الشافعي الأشعري (478 هـ) أحد أصحاب الوجوه في المذهب الشافعي ما نصه : (ثبت بالدليل أنه لا يجوز أن يوصف ذاته- تعالى- بالحوادث، ولأن الجوهر متحيز، والحق تعالى لا يجوز أن يكون متحيزا ) الغنية قي أضول الدين (ص 83 ).
53- وقال أيضا ما نصه : ( والغرض من هذا الفصل نفي الحاجة إلى المحل والجهة خلافا للكرامية والحشوية الذين قالوا:" إن لله جهة فوق ) المرجع السابق (ص 73).
54- وقال اللغوي أبو القاسم الحسين بن محمد المشهور بالراغب الأصفهاني (552 هـ) ما نصه : ( أوقرب الله تعالى من العبد هو بالإفضال عليه والفيض لا بالمكان ) المفردات في غريب القرءان (مادة: ق رب، ص 399).
55- وقالالامام الغزالي (505 هـ) ما نصه : ( تعالى - أي الله - عن أن يحويه مكان ، كما تقدس عن أن يحده زمان ، بل كان قبل أن خلق الزمان والمكان وهو الان على ما عليه كان ) إحياء علوم الدين: كتاب قواعد العقاند، الفصل الأول (1/ 108).
56- وقال أيضا ما نصه ( الأصل السابع: العلم بأن الله تعالى منزه الذات عن الاختصاص بالجهات ، فإن الجهة إما فوق وإما أسفل وإما يمين وإما شمال أو قدّام أو خلف، وهذه الجهات هو الذي خلقها وأحدثها بواسطة خلق الإنسان إذ خلق له طرفين أحدهما يعتمد على الأرض ويسمى رجلا، والاخر يقابله ويسمى رأسا، فحدث اسم الفوق لما يلي جهة الرأس واسم السفل لما يلي جهة الرِّجل، حتى إن النملة التي تدب منكسة تحت السقف تنقلب جهة الفوق في حقها تحت وإن كان في حقنا فوقًا. وخلق للإنسان اليدين وإحداهما أقوى من الأخرى في الغالب، فحدث اسم اليمين للأقوى واسم الشمال لما يقابله وتسمى الجهة التي تلي اليمين يمينا والأخرى شمالا، وخلق له جانبين يبصر من أحدهما ويتحرّك إليه فحدث اسم القدّام للجهة التي يتقدم إليها بالحركة واسم الخلف لما يقابلها، فالجهات حادثة بحدوث الإنسان. ثم قال: "فكيف كان في الأزل مختصًا بجهة والجهة حادثة؟ أو كيف صار مختصا بجهة بعد أن لم يكن له؟ أبأن خلق العالم فوقه، ويتعالى عن أن يكون له فوق إذ تعالى أن يكون له رأس، والفوق عبارة عما يكون جهة الرأس، أو خلق العالم تحته، فتعالى عن أن يكون له تحت إذ تعالى عن أن يكون له رجل والتحت عبارة عما يلي جهة الرّجل: وكل ذلك مما يستحيل في العقل ولأن المعقول من كونه مختصّا بجهة أنه مختص بحيز اختصاص الجواهر أو مختص بالجواهر اختصاص العرض، وقد ظهر استحالة كونه جوهرا أو عرضا فاستحال كونه مختصًا بالجهة: وإن اريد بالجهة غير هذين المعنيين كان غلطا في الاسم مع المساعدة على المعنى ولأنه لو كان فوق العالم لكان محاذيا له، وكل محاذ لجسم فإما أن يكون مثله أو أصغر منه أو أكبر وكل ذلك تقدير محوج بالضرورة إلى مقدّر ويتعالى عنه الخالق الواحد المدبّر، فأما رفع الأيدي عند السؤال إلى جهة السماء فهو لأنها قبلة الدعاء، وفيه أيضا اشاره إلى ما هو وصف للمدعو من الجلال و الكبرياء تنبيها بقصد جهة العلو على صفة المجد والعلاء، فإنه تعالى فوق كل موجود بالقهر والاستيلاء ) إحياء علوم الدين: كتاب قواعد العقائ، الفصل الثالت، الاصل السابع (1/ 128).
57- وقال لسان المتكلمين الشيخ أبو المعين ميمون بن محمد النسفي (في 50 هـ) ما نصه : ( القول بالمكان - أي في حق الله - منافيا للتوحيد ) تبصرة الأدلة (1/ 171 و 182)
58- وقال أيضا : ( إنا ثبتنا بالآية المحكمة التي لا تحتمل التأويل، وبالدلائل العقلية التي لا احتمال فيها أن تمكنه- سبحانه- في مكان مخصوص أو الأمكنة كلها محال ) تبصرة الأدلة (1/ 171 و 182)
59- وقال الإمام أبو القاسم سليمان (سلمان) بن ناصر الأنصاري النيسابوري (512 هـ) شارح كتاب "الإرشاد" لإمام الحرمين بعد كلام في الاستدلال على نفي التحيز في الجهة عن الله تعالى ما نصه : ( ثم نقول سبيل التوصل إلى درك المعلومات الأدلة دون الأوهام، ورب أمر يتوصل العقل إلى ثبوته مع تقاعد الوهم عنه، وكيف يدرك العقل موجودا يحاذي العرش مع استحالة أن يكون مثل العرش في القدر أو دونه أو أكبر منه، وهذا حكم كل مختص بجهة ) شرح الإرشاد (ق/ 58- 59) ، مخطوط
60- وقال أبو الوفاء علي بن عقيل البغدادي شيخ الحنابلة في زمانه (513 هـ) ما نصه : ( تعالى الله أن يكون له صفة تشغل الأمكنة ، هذا عين التجسيم ، وليس الحق بذي أجزاء وأبعاض يعالج بها ) الباز الأشهب : الحديث الحادي عشر (ص 86).
61- وقال الشيخ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم المعروف بابن القشيري (514هـ) الذي وصفه العلى عبد الرزاق الطبسي بامام الأئمة كما نقل ذلك الحافظ ابن عساكر في كتابه "تبيين كذب المفتري " ما نصه : ( فالرب إذا موصوف بالعلو وفوقية الرتبة والعظمة منزه عن الكون في المكان ) إتحاف السادة المتقين (108/2).
62- وقال القاضي الشيخ أبو الوليد محمد بن أحمد قاضي الجماعة بقرطبة المعروف بابن رشد الجد المالكي (520 هـ) ما نصه : ( ليس - الله - في مكان ، فقد كان قبل أن يخلق المكان ) ذكره ابن الحاج المالكي في كتابه المدخل: فصل في الاشتغال بالعلم يوم الجمعة (149/2).
63- وقال أيضا : ( فلا يقال أين ولا كيف ولا متى لأنه خالق الزمان والمكان ) المدخل: نصانح المريد (3/ 181).
64- وقال أيضا ما نصه : ( أوإضافته - أي العرش - إلى الله تعالى إنما هو بمعنى التشريف له كما يقال : بيت الله وحرمه، لا أنه محل له وموضع لاستقراره ) المدخل : فصل في الاشتغال بالعلم يوم الجمعة (149/2) ، وذكر ذلك أيضا الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح (7/ 124) موافقا له ومقرا لكلامه .
65- وقال أبو الثناء محمود بن زيد اللاَّمشي الحنفي الماتريدي من علماء ما وراء النهر (كان حيّا سنة 539 هـ) ما نصه : ( ثم إن الصانع جل وعلا وعزَّ لا يوصف بالمكان لما مر أنه لا مشابهة بينه تعالى وبين شىء من أجزاء العالم، فلو كان متمكنّا بمكان لوقعت المشابهة بينه وبين المكان من حيث المقدار لأن المكان كل متمكن قدر ما يتمكن فيه. والمشابهة منتفية بين الله تعالى وبين شىء من أجزاء العالم لما ذكرنا من الدليل السمعي والعقلي، ولأن في القول بالمكان قولا بِقِدَمِ المكان أو بحدوث البارىء تعالى، وكل ذلك محالُ، لأنه لو كان لم يزل في المكان لكان المكان قديما أزليا، ولو كان ولا مكان ثم خلق المكان وتمكن فيه لتغير عن حاله ولحدثت فيه صفة التمكن بعد أن لم تكن، وقَبول الحوادث من أمارات الحَدَث، وهو على القدير محالٌ ) التمهيد لقواعد التوحيد (ص62- 63).
66- وقال المحدّث أبو حفص نجم الدين عمر بن محمد النسفي الحنفي (537 ص) صاحب العقيدة المشهورة ب "العقيدة النسفية " ما نصه : ( والمُحدِثُ للعالَم هو الله تعالى ، لا يوصف بالماهيَّة ولا بالكيفية ولا يَتمكَّن في مكان ) انتهى باختصار من كتاب العقيدة النسفية (ضمن مجموع مهمات المتون) (ص 28 )
67- وقال أيضا ما نصه : ( وقد وَرد الدليلُ السمعيُّ بإيجاب رؤية المؤمنين اللهَ تعالى في دار الآخرة، فيرى لا في مكان، ولا على جهة من مقابلة أو اتصال شُعاع أو ثبوتِ مَسافة بين الرائي وبين الله تعالى ) المصدر السابق (ص 29).
68- وقال الحافظ ابن عساكر الدمشقي (571 هـ) في بيان عقيدته التي هي عقيدة أبي الحسن الأشعري نقلاً عن القاضي أبي المعالي بن عبد الملك ما نصه ( قالت النجارية : إن البارىء سبحانه بكل مكان من غير حلول ولا جهة . وقالت الحشوية والمجسمة : إنه سبحانه حالّ . في العرش وإن العرش مكان له وهو جالس عليه فسلك طريقة بينهما فقال : كان ولا مكان فخلق العرش والكرسي ولم يحتج إلى مكان ، وهو بعد خلق المكان كما كان قبل خلقه ) تبيين كذب المفتري (ص 150).
69- وقال أيضا في تنزيه الله عن المكان والجهة ما نصه ( خـلـق السـمـاء كـمـا يـشـاء بـلا دعـائـم مـسـتقـلـه ، لالـلـتـحـيـز كـي تـكـو ن لـذاتـه جـهـة مـقـلـه ، رب عـلـى الـعـرش اسـتـوى قـهـرا ويـنـزل لا بـنـقـلـه ) أنظر مقدمة تبيين كذب المفتري للكوثري (ص 2).
70- وقال سيدنا الامام أحمد الرفاعي الشافعي الأشعري (578 هـ) ما نصه : ( وطهِّروا عقائدكم من تفسير معنى الاستواء في حقه تعالى بالاستقرار، كاستواء الأجسام على الأجسام المستلزم للحلول ، تعالى الله عن ذلك . وإياكم والقول بالفوقية والسُّفْلية والمكان واليد والعين بالجارحة، والنزول بالإتيان والانتقال ، فإن كل ما جاء في الكتاب والسنة مما يدل ظاهره على ما ذُكر فقد جاء في الكتاب والسنة مثله مما يؤيد المقصود ) البرهان المؤيد (ص 17 - 18 )
71- وقال أيضا ما نصه : ( غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف ولا مكان ) أنظر كتاب حكم الشيخ أحمد الرفاعي الكبير (ص35- 36).
72- وقال أيضا ما نصه : ( وأنه - أي الله - لا يحل في شىء ولا يحل فيه شىء ، تعالى عن أن يحويه مكان، كما تقدَس عن أن يحده زمان ، بل كان قبل خلق الزمان والمكان، وهو الآن على ما عليه كان ) إجابة الداعي إلى بيان اعتقاد الإمام الرفاعي (ص 44).
73- وقال أيضا ما نصه : ( لايحده تعالى المقدار، ولا تحويه الأقطار، ولا تحيط به الجهات ، ولا تكتنفه السماوات وأنه مستوٍ على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده ، استواء منزَها عن المماسة والاستقرار والتمكن والتحول والانتقال ، لا يحمله العرش ، بل العرش وحملتُه محمولون بلطف قدرته ، ومقهورون في قبضته ، وهو فوق العرش ، وفوق كل شىء إلى تخوم الثرى ، فوقية لا تزيده قربا إلى العرش والسماء بل هو رفيع الدرجات عن العرش كما أنه رفيع الدرجات عن الثرى ) المرجع السابق (ص 43).[/color]
يتبع | |
|
| |
ابوالزهراء المراقب العام
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 1942 مزاجك : تاريخ التسجيل : 15/02/2011 العمر : 30 العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع
| موضوع: رد: اقوال علماء السنة في الاستواء والجهة الأربعاء يناير 11, 2012 11:02 pm | |
| وكذا كان على هذا المعتقد السلطان المجاهد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله (589 هـ) كما وصفه أصحاب التراجم : ( شافعي المذهب، أشعري الاعتقاد ) ، وقد كان له اعتناء خاص بنشر عقيدة الإمام الأشعري رحمه الله فقد قال السيوطي ما نصه : ( فلما ولي صلاح الدين بن أيوب أمر المؤذنين في وقت التسبيح أن يعلنوا العقيدة الأشعرية ، فوظف المؤذنين على ذكرها كل ليلة الى و قتنا هذا ) اهـ أي إلى وقت السيوطي المتوفى سنة 911.اهـ ) الوسائل إلى مسامرة الأوانل (ص 15) . ويقول الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي ما نصه : ( فلما ولي صلاح الدين بن أيوب وحمل الناس على اعتقاد مذهب الأشعري أمر المؤذنين أن يعلنوا وقت التسبيح بذكر العقيدة الأشعرية التي تُعرف بالمرشدية فواظبوا على ذكرها كل ليلة ) الفتوحات الربانية (2/ 113). ولما كان للسلطان المذكور هذا الاهتمام بعقيدة الأشعري ألف الشيخ الفقيه النحوي محمد بن هبة الله رسالة في العقيدة وأسماها "حدائق الفصول وجواهر الأصول " وأهداها للسلطان فأقبل عليها وأمر بتعليمها حتى للصبيان في المكاتب، " وصارت تسمى فيما بعد "بالعقيدة الصلاحية". =ومما جاء في هذه الرسالة : و (صانـع الـعـالـم لا يحويه قـطر ) تعالى الله عن تشبيه قد كـان مـوجـودا. ولا مكـانـا وحكمه الان على ما كانا سبحانه جـل عن المكان وعز عن تغيرِ الزمان فـقـد غـلا وزاد فـي الغلو من خصه بجهة العلو وحصر الصانع فـي السماء مبدعها والعرش فوق الماء وأثـبـتـوا لذاته التحيزا قد ضل ذو التشبيه ) أنظر حدائق الفصول (ص15).
75- قال الإمام الحافظ ابن الجوزي الحنبلي (597 هـ) ما نصه : ( الواجب علينا أن نعتقد أن ذات الله تعالى لا يحويه مكان ولا يوصف بالتغير والانتقال ) صيد الخاطر (ص47 ) .
76- وقال أيضا: ( أفترى اقواما يسمعون أخبار الصفات فيحملونها على ما يقتضيه الحس، كقول قائلهم: ينزل بذاته إلى السماء وينتقل، وهذا فهم ردىء ، لأن المنتقل يكون من مكان إلى مكان، ويوجب ذلك كون المكان أكبر منه، ويلزم منه الحركة، وكل ذلك محال على الحق عز وجل ) دفع شبه التشبيه ، وطبعا كتاب دفع شبه التشبيه هذا الذي رد فيه على المجسمة الذين ينسبون أنفسهم إلى مذهب الامام أحمد والإمام أحمد بريء مما يعتقدون . وقد بين ابن الجوزي في هذا الكتاب أن عقيدة السلف وعقيدة الإمام أحمد تنزيه الله عن الجهة والمكان والحد والجسمية والقيام والجلوس والاستقرار وغيرها من صفات الحوادث وا لأجسام
77- وقال ايضا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كل من هو في جهة يكون مقدرا محدودا وهو يتعالى عن ذلك ، وإنما الجهات للجواهر والأجسام لأنها أجرام تحتاج إلى جهة، وإذا ثبت بطلان الجهة ثبت بطلان المكان ) دفع شبه التشبيه .
78- وقال ايضأ : ( فإن قيل: نفي الجهات يحيل وجوده، قلنا : إن كان الموجود يقبل الاتصال والانفصال فقد صدقتَ، فأما إذا لم يقبلهما فليس خلوه من طرق النقيض بمحال ) دفع شبه التشبيه .
79- وقال الشيخ تاج الدين محمد بن هبة الله المكي الحموي المصري (599 هـ) في تنزيه الله عن المكان ما نصه : ( وصـانـع الـعـالـم لا يـحـويـه قـطـر تـعـالـى الله عـن تـشـبـيـه قـد كـان مـوجـودا ولا مكـانـا وحـكـمـه الان عـلـى مـا كـانـا سبحـانـه جل عن الـمكـان وعـز عـن تـغـيـر الـزمـان ) انظر منظومته "حدائق الفصول وجواهر الأصول" في التوحيد ، التي كان أمر بتدريسها السلطان المجاهد صلاح الدين الأيوبي (ص 10). قلت : وهذا الشيخ تاج الدين محمد بن هبة الله المكي الحموي المصري قال تاج الدين السبكي في طبقاته : ( كان فقيها فرضيا نحويا متكلما ، أشعري العقيدة ، إماما من أئمة المسلمين ، إليه مرجع أهل الديار المصرية في فتاويهم . وله نظم كثير منه ارجوزة سماها "حدائق الفصول وجواهر الأصول " صنفها للسلطان صلاح الدين ، وهي حسنة جدا نافعة ، عذبة النظم) اهـ. (7/23- 25).
80- وقال المبارك بن محمد المعروف بابن الأثير (606 ص) ما نصه : ( "المراد بقرب العبد من الله تعالى القرب بالذكر والعمل الصالح ، لا قرب الذات والمكان لأن ذلك من صفات الأجسام ، والله يتعالى عن ذلك ويتقدس ) انظر النهاية في غريب الحديث (مادة ق ر ب، 4/ 32).
81- وقال المفسر فخرالدين الرازي (6 0 6 هـ) في قوله تعالى" وهو العلي العظيم مانصه ( لا يجوز أن يكون المراد بكونه عليا العلو في الجهة والمكان لما ثبتت الدلالة على فساده ، ولا يجوز أن يكون المراد من العظيم العظمة بالجثة وكبر الجسم ، لأن ذلك يقتضي كونه مؤلفا من الأجزاء والأبعاض، وذلك ضد قوله " قل هو الله أَحد " فوجب أن يكون المراد من العلي المتعالي عن مشابهة الممكنات ومناسبة المحدثات، ومن العظيم العظمة بالقدرة والقهر بالاستعلاء وكمال الإلهية ) المصدر السابق (سورة الشورى/ ءاية 4 - 27/ 144 ).
82- وقال الشيخ أبو منصور - فخر الدين عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن عساكر (620 هـ) عن الله تعالى ما نصه : ( موجود قبل الخلق ليس له قبل ولا بعد ، ولا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال ، ولا أمام ولا خلف ، ولا كل ولا بعض، ولا يقال متى كان ، ولا أين كـان ولا كيف ، كان ولا مكان ، كون الأكوان ، ودبر الزمان ، لا يتقيد بالزمان ، ولا يتخصص بالمكان ) انظر طبقات الشافعية ( 8/ 186).
83- وقال الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الشيباني الحنفي (629 ص) ما نصه : ( مسألة : قال أهل الحق : إن "الله تعالى متعال عن المكان ، غير متمكن في مكان ، ولا متحيز إلى جهة خلافا للكرامية والمجسمة... والذي يدل عليه قوله تعالى "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " فالله سبحانه وتعالى نفى أن يكون له مثل من الأشياء، والمكان والمتمكن متساويان قدرا متماثلا لاستوائهما في العدد، فكان القول بالمكان والتمكن ردا لهذا النص المحكم الذي لا احتمال فيه، ورد مثله يكون كفرا. ومن حيث المعقول: ان الله تعالى كان ولا مكان، لأن المكان حادث بالإجماع، فعلم يقينا أنه لم يكن متمكنا في الأزل في مكان، فلو صار متمكنا بعد وجود المكان لصار متمكنا بعد أن لم يكن متمكنا، ولا شك أن هذا المعنى حادث وحدوث المعنى في الذات أمارة الحدث ، وذات القديم يستحيل أن يكون محل الحوادث على ما مر ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ) أنظر شرحه على العقيدة الطحاوية المسمى بيان اعتقاد أهل السنة (ص45).
83- وقال المتكلم سيف الدين الآمدي (631 هـ) ما نصه : ( وما يروى عن السلف من ألفاظ يوهم ظاهرها إثبات الجهة والمكان فهو محمول على هذا الذي ذكرنا من امتناعهم عن إجرائها على ظواهرها والإيمان بتنزيلها وتلاوة كلءاية على ما ذكرنا عنهم، وبين السلف إلاختلاف في الألفاظ التي يطلقون فيها، كل ذلك اختلاف منهم في العبارة، مع اتفاقهم جميعا في المعنى أنه تعالى ليس بمتمكن في مكان ولا متحيز بجهة، ومن اشتغل منهم بتأويل يليق بدلائل التوحيد قالوا في قوله :" وهو الذي في السماء إِله وفي الأرضِ إِله"(84) سورة الزخرف أراد به ثبوت الألوهية في السماء لا ثبوت ذاته، وكذي في هذا قوله :" وهو اللّه في السماوات وفي الأَرضِ " (3) سورة الأنعام أى ألوهيته فيهمالاذاته، وكذي في (هذا) قوله :" أَأَمنتم من في السماء"(16) سورة الملك ألوهيته إلا أن ألوهيته أضمرت بدلالة ما سيق من الايات، وقوله :" ما يكون من نجوى ثلاثة إِلا هو رابعهم "(7) سورة المجادلة أي يعلم ذلك ولا يخفى عليه شىء، وقوله :" ونحن أَقرب إِليه من حبلِ الورِيد " (16) سورة ق أي بالسلطان والقدرة، وكذي القول بأنه فوق كل شىء أي بالقهر على ما قال تعالى:" وهو القاهر فوق عباده" (18) سورة الأنعام وقالو في قوله :" إِليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه (10) سورة فاطـر، إن الله تعالى جعل ديوان أعمال العباد في السماء والحفظة من الملائكة فيها فيكون ما رفع الى هناك رفعّا اليه، وهذا كما في قوله :" ونحن أقرب إِليه منكم ولكن لا تبصرون "(85/ سورة الواقعة)، وقوله :" وأنتم حينئذ تنظرون "(84/ سورة الواقعة) قالوا ملك الموت وأعوانه، والمجسمة لا يمكنهم أن يقولوا: إنه بالذات عند كل محتضر، ولا أن يقولوا: إنه بالذات في السماء لما يلزمهم القول بجعله تحت العرش وتحت عدد من السموات، فوقعوا بهواهم في مثل هذه المناقضات الفاحشة فيكون معنى قوله :" إِليه يصعد الكلم الطيب"(10/ سورة فاطر) كما في قوله تعالى خبرا عن إبراهيم صلوات الله عليه :" وقال إِني ذاهب إِلى ربي سيهدين "(99/ سورة الصافات) أي إلى الموضع الذي أمرني ربي أن أذهب إليه، وقالوا في في قوله :" إِن الذين عند ربك " (206/سورةالأعراف)، يعني الملائكة، أن المراد منه قرب المنزلة لا قرب المكان كما قال موسى:" وكان عند اللَّه وجيها"(69) سورة الأحزاب وقال تعالى :" واذكر عبادنا إبراهيم وإِسحق ويعقوب أولي الأَيدي والأبصارِ "(45/ سورة ص) قال المفسرون وأئمة الهدى: أي أولو القوة في الدين والبصارة في الأمر، ولم يفهم أحد من السلف والخلف منه الأيدي الجارحة مع كونهم موصوفين حقيقة بالأبصار الجارحة والأيدي الجارحة: فكيف فهمت المشبهة من قوله :" خلقت بيدي "(75) سورة ص اليدين الجارحتين، ومن قوله:" ولتصنع على عيني"(39/ سورة طه) العين الجارحة، ومن الخبر المروي: " إن الصدقة تقع في كف الرحمن " - رواه مسلم - الكف الجارحة مع قوله تعالى :" ليس كمثله شيء"(11/ سورة الشورى) وقوله :" ولم يكن له كفوا أَحد "(4) سورة الأخلاص وقوله :" سبحان اللّه عما يصفون"(91) سورة المؤمنون وقوله :" إِن الله لغني عن العالمين"(6) سورة العنكبوت فـما فهموا من تلك المتشابهات إثبات الجسم والجوارح " الصورة إلا لخبث عقيدتهم وسوء سريرتهم. وبالله العصمة من الخذلان ) أبكار الأفكار (ص 194- 195) ، مخطوط
84- وقال الشيخ جمال الدين محمود بن أحمد الحصيري شيخ الحنفية في زمانه (636 ص) بعد أن قرأ فتوى ابن عبد السلام في تنزيه الله عن المكان والحروف والصوت ما نصه : ( هذا اعتقاد المسلمين ، وشعار الصالحين ، ويقين المؤمنين ، وكل ما فيهما صحيح ، ومن خالف ما فيهما وذهب إلى ما قاله الخصم من إثبات الحرف والصوت فهو حمار ) طبقات الشافعية الكبرى: ترجمة عبد العزيزبن عبد السلام (8/ 237 )
85- وقال الشيخ جمال الدين أبو عمرو عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب المالكي (646 ص) مثنيا على العقيدة التي كتبها الشيخ عبد العزيز ابن عبد السلام ومما جاء في هذه العقيدة قول ابن عبد السلام ( كان - الله - قبل أن كون المكان ودبر الزمان ، وهو الآن على ما عليه كان ) طبقات الشافعية الكبرى : ترجمة عبد العزيزبن عبد السلام (8/ 237 ) ومن جملة ما ذكره في ثنائه قوله : ( ما قاله ابن عبد السلام هو مذهب أهل الحق ، وأن جمهور السلف والخلف على ذلك ، ولم يخالفهم إلا طائفة مخذولة ، يخفون مذهبهم ويدسونه على تخوف إلى من يستضعفون علمه وعقله ) - وقال نجم الدين مَنكُوبَرس (652 هـ) شارح العقيدة الطحاوية ما نصه : ( ولأن من لم يَرُضْ عقله في التفكر والتدبر والنظر في الدلائل يظن أن صانعه بجهة منه لمِا لا يعرفُ أن التحيز بجهة من أمارات الحدث وأنها منفيِّة عن القديم ) النور اللامع والبرهان الساطع في شرح عقائد الإسلام (ص 108 ) من المخطوط .
87- وقال سلطان العلماء العز بن عبد السلام (660 ص) ما نصه : ( ليس - أي الله - بجسم مصوَّر ، ولا جوهر محدود مُقدَّر ، ولا يشبه شيئا ، ولا يُشبهه شىءٌ ، ولا تحيط به الجهات ، ولا تكتنفه الأرضون ولا السموات ، كان قبل أن كوَّن المكان ودبَّر الزمان ، وهو الآن على ما عليه كان ) طبقات الشافعية الكبرى: ترجمة عبد العزيز بن عبد السلام (8/ 219).
88- وقال محمد بن أحمد القرشي الهاشمي (669 هـ) ما نصه : ( كان الله ولا مكان، وهو الان على ما عليه كان ) روض الرياحين (ص 496 )
89- وقال الامام القرطبي المالكي (671 هـ) ما نصه : ( و "العليّ" يراد به علو القدر والمنزلة لا علو المكان ، لأن الله منزه عن التحيز ) الجامع لأحكام القرءان سورة البقرة ، آية/ 55 2 (3/ 278 )
90- وقال أيضا : ( ومعنى"فَوْقَ عِبَادِهِ"(18/ سورة الأنعام) فوقية الاستعلاء بالقهر والغلبة عليهم ، أي هم تحت تسخيره لا فوقية مكان ) المصدر السابق سورة الأنعام، آية/ 18 (6/ 399 )
91- وقال أيضا : ( والقاعدة تنزيهه - سبحانه وتعالى - عن الحركة والانتقال وشغل الأمكنة ) المصدر السابق سورة الأنعام ، آية/ 3 (6/ 390 )
92- وقال أيضّا عند تفسير"ءاية "أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ "(158) سورة الأنعام مانصه : ( وليس مجيئه تعالى حركة ولا انتقالا ولا زوالا لأن ذلك إنما يكون إذا كان الجائي جسما أو جوهرا ) المصدر السابق سورة الأنعام ءاية/158 (7/ 145 )
93- وقال أيضّا : ( وقال أبو المعالي : قوله صلى الله عليه وسلم " لا تفضلوني على يونس بن متّى " المعنى فإني لم أكن وأنا في سدرة المنتهى بأقرب إلى الله منه وهو في قعر البحر في بطن الحوت. وهذا يدل على أن البارىء سبحانه وتعالى ليس في جهة ) المصدر السابق سورة، الأنبياء، آية / 87 (1 1/333-334).
94- وقال أيضا في تفسير آية :" وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا"(22) سورة الفجر ما نصه : ( والله جل ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان ، وأنَّى له التحول والانتقال ولا مكان له ولا أوان ، ولا يجري عليه وقت ولا زمان ، لأن في جريان الوقت على الشىء فوت الأوقات ، ومن فاته شىء فهو عاجز ) المصدر السابق سورة الفجر ، آية/ 22 (20/ 55).
95- وقال أيضا عند تفسير قوله تعالى :" أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ"(16) سورة الملك ما نصه : ( والمراد بها توقيره وتنزيهه عن السفل والتحت ، ووصفه بالعلوِّ والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود لأنها صفات الأجسام . وإنما ترفع الأيدي بالدعاء إلى السماء لأن السماء مهبط الوحي ومنزل القطر ومحل القُدس ومعدن المطهرين من الملائكة ، واليها ترفع أعمال العباد ، وفوقها عرشه وجنته ، كما جعل الله الكعبة قِبلة للدعاء والصلاة، ولأنه خلق الأمكنة وهو غير محتاج إليها ، وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان ولا مكان له ولا زمان ، وهو الآن على ما عليه كان ) المصدر السابق سورة الملك، آية/ 16 (18/ 216).
96- وقال الشيخ ضياء الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر ابن يوسف بن عمر بن عبد المنعم القرطبي (672 هـ) في الرد على المبتدعة المجسمة مُبيِّنّا عقيدة أهل السنة ما نصه : ( هو الله لا أيـن ولا كـيـف عنـده ولا حَدَّ يحويه ولا حصرَ ذي حَدِّ ولا القُرْبُ في الأدنى ولا البعدُ والنَّوى يخالف حالا منه في القُرب والبُعْدِ ) طبقات الشافعية : ترجمة أبي الحسن الأشعري (3/ 428)
97- وقال الامام النووي (676) ما نصه : ( إن الله تعالى ليس كمثله شىء , منزه عن التجسيم والانتقال والتحيز في جهة وعن سائر صفات المخلوق ) شرح صحيح مسلم (19/3 )
98- وقال زكريا بن محمد الأنصاري القزويني (82ه هـ) وهو مؤرخ جغرافي من القضاة رحل إلى الشام والعراق وولي قضاء واسط أيام المعتصم العباسي، وهو صاحب كتاب (عجائب المخلوقات " ما نصه : ( التوحيد : أن يعلم أن الله واحد قديم ، لم يزل ولا يزال ، كان ولا مكان وهو الآن على ما عليه ، كان عالم بعلم أزلي، قادر بقدرة أزلية ) مفيد العلوم (ص 24).
99- وقال العلامة الأصولي الشيخ أحمد بن إدريس القَرَافي المالكي المصري (684 هـ) أحد فقهاء المالكية ما نصه : ( وهو - أي الله - ليس في جهة ، ونراه نحن وهو ليس في جهة ) الأجوبة الفاخرة (ص 93).
100- وقال الشيخ البيضاوي (685 هـ) ما نصه : ( ولما ثبت بالقواطع أنه سبحانه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع إلى موضع أخفض منه ) فتح الباري (3/ 31)
101- وقال الشيخ زين الدين علي بن محمد بن منصور المعروف بابن المنَيِّر (695 هـ) ما نصه : (جميع الأحاديث في هذه الترجمة مطابقة لها إلا حديث ابن عباس فليس فيه إلا قوله "رب العرش " ومطابقته والله أعلم من جهة أنه نبه على بطلان قول من أثبت الجهة أخذا من قوله :" ذِي الْمَعَارِجِ"(3) ففهم أن العلو الفوقي مضاف إلى الله تعالى ، فبيَّن المصنف - يعني البخاري - أن الجهة التي يصدق عليها أنها سماء والجهة التي يصدق عليها أنها عرش ، كل منهما مخلوق مربوب مُحْدَث ، وقد كان الله قبل ذلك وغيره، فحدثت هذه الأمكنة ، وقِدَمه يحيل وصفه بالتحيز فيها ) فتح الباري (13/ 418- 419).
102- وقال الشيخ الصوفي الصالح عبد الله بن سعد المعروف بابن أبي جمرة (699 هـ) ما نصه : ( فمحمد عليه السلام فوق السبع الطباق ويونس علبه السلام في قعر البحار، وهما بالنسبة إلى القرب من الله سبحانه على حد سواء، ولو كان عز وجل مقيدا بالمكان أو الزمان لكان النبي (صلى الله عليه و سلم) أقرب إليه ، فثبت بهذا نفي الاستقرار والجهة في حقه جل جلاله ) بهجة النفوس (3/ 176).
103- وقد أثنى الفقيه الحافظ الشيخ تقي الدين أبو الفتح محمد بن بن وهب القشيري المعروف بابن دقيق العيد الأشعري (752 هـ) على الرسالة التي صنفها ضياء الدين أبو العباس أحمد بن محمد القرطبي يرد بها على ما وقع في عصره من بعض المبتدعة من هجو الإمام أبي الحسن الأشعري، ومن جملة ما جاء في هذه الرسالة : ( هو الله لا أين ولا كيف عنده ولا حد يحويه ولا حصر ذي حد ، ولا القرب في الأدنى ولا البعد والنوى يخالف حالا منه في القرب والبعد ) وبذلك يعلم أن ابن دقيق العيد كان ينزه الله عن الجهة والمكان والحد .
104- وقال الشيخ المتكلم على لسان الصوفية في زمانه أحمد بن عطاء الله الإسكندري الشاذلي (709 هـ) في حكمه التي سارت بها الركبان ما نصه : ( وصولك إلى الله وصولك إلى العلم به والا فجل ربنا أن يتصل به شىء أو يتصل هو بشىء ) نقله عنه الشيخ مصطفى نجا مفتي بيروت في كتابه كشف الأسرار لتنوير الافكار ( ص 90 )
105- وقال الامام النسفي (710 هـ ، وقيل 701 هـ) ما نصه : ( إنه تعالى كان ولا مكان فهو على ما كان قبل خلق المكان، لم يتغير عما كان ) تفسير النسفي سورة طه/ ءاية ه (مجلد 2/2،48).
106- وقال العلامة اللغوي محمد بن مكرّم الإفريقي المصري المعروف بابن منظور (711 هـ) ما نصه : ( وفي الحديث : "من تقرب إليّ شبرا تقربت إليه ذراعًا" المراد بقرب العبد من الله عز وجل : القرب بالذكر والعمل الصالح لا قرب الذات والمكان لأن ذلك من صفات الأجسام ، والله يتعالى عن ذلك ويتقدس ) لسان العرب - مادة : ق رب (1/ 663- 664).
107- وقال القاضي الشيخ بدر الدين محمد بن إبراهيم المعروف بابن جماعة الشافعي الأشعري (733 هـ ) ما نصه : ( كان الله ولا زمان ولا مكان ، وهو الان على ما عليه كان ) إيضاح الدليل (ص103-104 ).
108- وقال أيضا ما نصه : ( فإن قيل: نفي الجهة عن الموجود يوجب نفيه لاستحالة موجود في غير جهة . " قلنا : الموجود قسمان : موجود لا يتصرف فيه الوهم والحس والخيال والانفصال ، وموجود يتصرف ذلك فيه ويقبله . فالأول ممنوع لاستحالته ، والرب لا يتصرف فيه ذلك ، إذ ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر، فصح وجوده عقلا من غير جهة ولا حيز كما دل الدليل العقلي فيه ، فوجب تضديقه عقلا، وكما دل الدليل العقلي على وجوده مع نفي الجسمية والعرضية مع بُعد الفهم الحسي له، فكذلك دلّ على نفي الجهة والحيز مع بُعد فهم الحسّ له ) إيضاح الدليل (ص 104- 105).
109- وقد ألَّف الشيخ شهاب الدين أحمد بن يحيى بن إسماعيل الكِلابي الحلبي الأصل المعروف بابن جَهْبَل (733 هـ) رسالة في الرد على ابن تيمية ، قال تاج الدين السبكي ما نصه : ( ووقفتُ له - أي ابن جهبل - على تصنيف صنّفَه في نفي الجهة ردَّا على ابن تيمية لا بأس به ، وهو هذا" )اهـ . ثم ذكر هذه الرسالة بكاملها . وذَكر ابنُ جَهْبَل أنه ضَمَّنَ رسالته هذه عقيدة أهل السنة والرد على المشبهة المجسمة والحشوية والمتسترين بالسلف، ومما قاله : ( ومذهب السلف إنما هو التوحيد والتنزيه دون التجسيم والتشبيه ، والمبتدعة تزعم أنها على مذهب السلف ) طبقات الشافعية الكبرى (9/ 35 - 36 ) .
110- وقال ايضا : ( وها نحن نذكر عقيدة أهل السنة فنقول : عقيدتنا أن الله قديم أزليٌّ ، لا يُشْبِهُ شيئا ولا يشبهه شىء ، ليس له جهة ولا مكان ، ولا يجري عليه وقتٌ ولا زمان ، ولا يقال له أين ولا حيث، يُرَى لا عن مقابلة ولا على مقابلة ، كان ولا مكان ، كوَّن المكان ، ودبَّرَ الزمان ، وهو الآن على ما عليه كان ، هذا مذهب أهل السنة ، وعقيدة مشايخ الطريق رضي الله عنهم ) المصدر السابق (9/ 41).يتبع | |
|
| |
ابوالزهراء المراقب العام
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 1942 مزاجك : تاريخ التسجيل : 15/02/2011 العمر : 30 العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع
| موضوع: رد: اقوال علماء السنة في الاستواء والجهة الأربعاء يناير 11, 2012 11:06 pm | |
| وقال الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد العبدري المعروف بابن الحاج المغربي المالكي (737 هـ) وكان من أصحاب العلاّمة الولي العارف بالله الزاهد المقريء ابن أبي جمرة نفعنا الله به ما نصه : ( لا يقال في حقه - تعالى - أين ولا كيف ) المدخل (3/ 146).
112- وقال أيضا ما نصه : ( فلا يقال أين ولا كيف ولا متى ، لأنه- تعالى - خالق الزمان والمكان ) المدخل (3/ 181).
113- قال المفسّر علي بن محمد المعروف بالخازن (741 هـ) إن الشيخ فخر الدين الرازى ذكر الدلائل العقلية والسمعية على أنه لا يمكن حمل قوله تعالى :" الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " على الجلوس والاستقرار وشغل المكان والحيّز ، وقد أصدر الملك الناصر محمد بن قلاون (4) (741 هـ) في سنة خمس وسبعمائة مرسوما يحذر فيه من عقيدة ابن تيمية الزائغة المتضمنة . للتشبيه والتجسيم وأمر بقراءة هذا المرسوم على المنابر في مصر والشام بعد أن عقد له مجلس شرعي حضره قضاه الإسلام وحكام الأنام وعلماء الدين وفقهاء المسلمين واتفقوا على إنكار ما كان يدعو إليه من إثبات الحيز والمكان والجهة في حق الله تعالى. ومما جاء في هذا المرسوم الذي قُرِأ على مسمع من العلماء ما نصه : ( وبلغنا أنه كان استتيب مرارّا فيما تقدم، وأخره الشرع الشريف لما تعرَّض لذلك وأقدم، ثم عاد بعد منعه، ولم تدخل تلك النواهي في سمعه وصح ذلك في مجلس الحاكم المالكي حكم الشرع الشريف أن يسجن هذا المذكور وأن يمنع من التصرف والظهور، ويكتب مرسومنا هذا بأن لا يسلك أحد ما سلكه المذكور من هذه المسالك، وينهى عن التشبيه في اعتقاد مثل ذلك ، أو يعود له في هذا القول متبعاً ، أو لهذه الألفاظ مستمعا ، أو يسري في التشبيه مَسْراه ، أو يفوه بجهة العلو بما فاه ، أو يتحدَّث أحد بحرف أو صوت، أو يفوه بذلك إلى الموت، أو يتفوه بتجسيم، أو ينطق بلفظ في ذلك غير مستقيم، أو يخرج عن رأي الأئمة، أو ينفرد به عن علماء الأمة، أو يُحيِّزَ الله سبحانه وتعالى في جهة أو يتعرض إلى حيث وكيف، فليس لمعتقد هذا إلا السيف ) (( انظر تفسير الخازن (2/ 238). )) ، والمرسوم هذا مأخوذ من كتاب "نجم المهتدي " لابن المعلم القرشي (مخطوط).
114- وقال الشيخ حسين بن محمد الطيبي (743 هـ) عند شرح حديث الجارية ما نصه : ( لم يُرِد - أي الرسول - السؤال عن مكانه - أي الله - فإنه منزه عنه ) شرح الطيبي على مشكاة المصابيح (6/ 340)
115- وقال المفسِّر ابي حيان الأندلسي (745 هـ) عند تفسير قوله تعالى :" وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِه "(19) ما نصه : ( ِوعند هنا لا يراد بها ظرف المكان لأنه تعالى منزه عن المكان، بل المعنى شرف المكانة وعلو المنزلة ) البحر المحيط سورة الأنبياء/ ءاية 19 (6/ 302).
116- وقال أيضا : ( قام البرهان العقلي على أنه تعالى ليس بمتحيز في جهة ) البحر المحيط: (سورة الملك/ ءاية 16- 8/ 302).
117- وقال أيضا ما نصه : ( إنه تعالى ليس في جهة ) البحر المحيط: (سورة فاطر/ ءاية 10- جزء 7 / ص 303).
118- وقال الإمام المحقق القاضي عضد الدين عبد الرحمن الإيجي (756 هـ) في المواقف في الجزء الثالث صفحة 16 في المرصد الثاني في تنزيهه تعالى ما نصه : ( المقصد الأول أنه تعالى ليس في جهة من الجهات ولا في مكان من الأمكنة وخالف فيه المشبهة وخصصوه بجهة الفوق " إلى أن قال: "لنا في إثبات هذا المطلوب وجوه (الأول) لو كان الرب تعالى. في مكان أو في جهة لزم قدم المكان أو الجهة وقد برهنّا أن لا قديم سوى الله تعالى وعليه الاتفاق من المتخاصمين (الثاني) المتمكن محتاج إلى مكان بحيث يستحيل وجوده بدونه والمكان مستغن عن المتمكن لجواز الخلاء فيلزم إمكان الواجب ووجوب المكان وكلاهما باطل (الثالث) لو كان في مكان فإما أن يكون في بعض الأحياز أو في جميعها وكلاهما باطل (أما) الأول فلتساوي الأحياز في أنفسها لأن المكان عند المتكلمين هو الخلاء المتشابه وتساوى نسبته أي نسبة ذات الواجب إليها وحينئذ فيكون اختصاصه ببعضها دون بعضءاخر منها ترجيحا بلا مرجـح إن لم يكن هناك مخصص من خارج، أو يلزم الاحتياج أي احتجاج الواجب في تحيزه الذي لا تنفك ذاته عنه إلى الغير إن كان هناك مخصص خارجي (وأما) الثاني وهو أن يكون في جميع الأحياز فلأنه يلزم تداخل المتحيزين لأن بعض الأحياز مشغول بالأجسام وأنه أي تداخل المتحيزين مطلقا محال بالضرورة، وأيضا فيلزم على التقدير الثاني مخالطته لقاذورات العالم،. تعالى عن ذلك علوا كبيرا (الرابع) لو كان متحيزا لكان جوهرا لاستحالة كون الواجب تعالى عرَضا وإذا كان جوهرا فإما أن لا ينقسم أصلا أو ينقسم وكلاهما باطل (أما) الأول فلأنه يكون حينئذ جزءا لا يتجزأ وهو أحقر الأشياء، تعالى الله عن ذلك (وأما) الثاني فلأنه يكون جسما وكل جسم مركب وقد مرّ أن التركيب الخارجي ينافي الوجوب الذاتي، وأيضا فقد بيَّنا أن كل جسم محدث فيلزم حدوث الواجب ) ذكره محمود خطاب السبكي في ( إتحاف الكائنات (ص 130 -131)
119- وكان العلامة الحافظ الفقيه المجتهد الأصولي الشيخ تقي الدين علي ابن عبد الكافي السبكي الشافعي الأشعري (756 هـ) ينزّه الله عن المكان ورد على المجسمة الذين ينسبون المكان والجهة لله تعالى ، ذكر ذلك في رسالته ( السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل ) وهو ابن قيم الجوزية ، فقال ما نصه : ( ونحن نقطع أيضا بإجماعهم - أي رسل الله وأنبيائه - (على التنزيه) ، أما يستحي من ينقل إجماع الرسل على إثبات الجهة والفوقية الحسية لله تعالى؟ وعلماء الشريعة ينكرونها . أما تخاف منهم أن يقولوا له إنك كذبتَ على الرسل ) السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل (ابن قيم الجوزية): (ص 105)
120- وكذا الحافظ صلاح الدين أبو سعيد خليل العلائي (761 هـ) كان على عقيدة أهل الحق في تنزيه الله عن المكان والجهة ، فقد وقف على رسالة في العقيدة ألَّفها الشيخ أبو منصور فخر الدين بن عساكر وأثنى عليها بقوله : ( وهذه "العقيدةُ المرشدةُ" جرى قائلها على المنهاج القويم، والعَقْد المستقيم، وأصاب فيما نزَّه به العليَّ العظيم ) طبقات الشافعية الكبرى: ترجمة عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن هبة الله (8/ 185). قلت : قال تاج الدين السبكي عن هذا الحافظ العلائي : (كان حافظا ثبتا ثقة عارفا بأسماء الرجال والعلل والمتون، فقيها متكلما أديبا شاعرا ناظما ناثرا أشعريا صحيح العقيدة سنيا، لم يخلف بعده في الحديث مثله) اهـ، طبقات. ا لشافعية (10/ 36) فتأمل .
121- وكذا الشيخ تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي الأشعري (771 هـ) كان ينزه الله عن المكان والجهة ، فقال مانصه عن الله : ( حيٌّ عـليـمٌ قـادرٌ مـتكـلـمٌ عـال ولا نـعـنـي عُـلُـوَّ مـكـان.ثم قال : "وإلُهنا لاشـىءَيُشبُههُ ولـيس بمشبه شـيئامن الـحِـدْثـِانِ ، قد كـان ما معه قـديما قـطُّ من شـىء ولـم يَـبْـرح بـلا أعـوان ، خلق الجهات مع الزمان مع المكان الكـل مخـلوق على الإمكـان ، ما إن تحُـلُّ به الحـوادثُ لا ولا كلا وليس يحُلُّ في الجسمان ) المصدر السابق: ترجمة أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري (3 /381 - 382 ).
122- وقال أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي الأندلسي (790 هـ) مانصه : ( سألني الشيخ الاستاذ الكبير الشهير أبو سعيد فرج بن قاسم ابن لُب التغلبي (782 هـ) أدام الله أيامه عن قول ابن مالك في "تسهيل الفوائد" في باب اسم الإشارة : "وقد يغني ذو البعد عن ذي القرب لعظمة المشير أو المشار إليه " فقال: إن المؤلف مثل عظمة المشير في الشرح بقوله تعالى :" وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) سورة طه ، ولم يبين ما وجه ذلك ، فما وجهه؟ ففكرت فلم أجد جوابا . فقال : وجهه أن الإشارة بذي القرب ههنا قد يُتوهم فيها القرب بالمكان ، والله تعالى يتقدس عن ذلك، فلما أشار بذي البعد أعطى بمعناه أن المشير مباين للأمكنة، وبعيد عن أن يُوصف بالقرب المكاني، فأتى البعدُ في الإشارة منبها على بعد نسبة المكان عن الذات العلي وأنه يبعد أن يحلَّ في مكان أو يدانيه ) الإفادات والإنشادات رقم 11- إفادة: الإشارة للبعيد باسم الإشارة الموضوع للقريب (ص93- 94).
123- وقال الشيخ عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني (768 هـ) بعد أن ذكر عقيدة الصوفية في تنزيه الله عن الجهة والمكان ما نصه : ( فأنا أذكر الآن عقيدتي معهم على جهة الاختصار فأقول وبالله التوفيق : الذي نعتقده أنه سبحانه وتغالى استوى على العرش على الوجه الذي قاله ، وبالمعنى الذي أراده ، استواء منزها عن الحلول والاستقرار والحركة والانتقال ، لا يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته ، لا يقال أين كان ولا كيف كان ، ولا متى ، كان ولا مكان ولا زمان، وهو الآن على ما عليه كان ، تعالى عن الجهات والأقطار والحدود والمقدار ) روض الرياحبن (ص498).
124- وقال الشيخ محمد بن يوسف المعروف بالكرماني البغدادي (786 هـ) وهو أحد.شرَّاح صحيح البخاري ما نصه : ( قوله "في السماء" ظاهره غير مراد ، إذ الله منزه عن الحلول في المكان )نقله عنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13/ 412).
125- وقال العلامة الشيخ مسعود بن عمر التفتازاني (791هـ) في تنزيه الله عن المكان والحيز والجهة ما نصه : ( وأما الدليل على عدم التحيز فهو أنه لو تحيز فإما في الأزل فيلزم قدم الحيز، أو لا فيكون محلاًّ للحوادث ، وأيضّا إمّا أن يساوي الحيز أو ينقص عنه فيكون متناهيا ، أو يزيد عليه فيكون متجزئا ، وإذا لم يكن في مكان لم يكن في جهة . لا علو ولا سفل ولا غيرهما ) أنظر شرحه على العقيدة النسفية (ص 72).
126- وقال اللغوي مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزابادى(817 هـ) ما نصه: ( وقرب الله تعالى من العبد هو الإفضال عليه والفيض لا بالمكان ) بصائر ذوى"التمييز (مادة: ق رب، 4/ 254).
127- وقال الحافظ المحدث ولي الدين أبو زرعة أحمد بن عبد الرحيم العراقي (826 هـ) ما نصه : ( وقوله أي النبي - "فهو عنده فوق العرش " لا بد من تأويل ظاهر لفظة" عنده " لأن معناها حضرة الشىء والله تعالى منزه عن الاستقرار والتحيز والجهة ، فالعندية ليست من حضرة المكان بل من حضرة الشرف ، أي وضع ذلك الكتاب في محل مُعظّم عنده ) انظر طرح التثريب (8/،84) . وهذا يدل على أن عقيدة أهل الحديث تنزيه الله عن المكان والجهة ، ومن نسب إليهم خلاف ذلك فقد افترى عليهم .
128- وقال الحافظ ابن حجر (852 هـ) ما نصه : ( ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محالا على الله أن لا يوصف بالعلو، لأن وصفه بالعلو من جهة المعنى ، والمستحيل كون ذلك من جهة الحس ، ولذلك ورد في صفته العالي والعلي والمتعالي ، ولم يرد ضد ذلك وإن كان قد أحاط بكل شىء علما جلّ وعز ) فتح الباري(6/ 136).
129- وقال أيضا عند شرح حديث النزول ما نصه : ( استدل به من أثبت الجهة وقال هي جهة العلو ، وأنكر ذلك الجمهور لأن القول بذلك يفضي إلى التحيز ، تعالى الله عن ذلك ) فتح الباري (3/ 30).
130- وقال أيضا : ( فمعتمد سلف الأئمة وعلماء السنة من الخلف أن الله منزه عن الحركة والتحول والحلول، ليس كمثله شىء ) فتح الباري 7/ 124).
131- وقال أيضا عند شرح قول البخاري: "بابٌ:تحاجَّ آدمُ وموسى عند الله "ما نصه : ( فإن العندية عندية اختصاص وتشريف لا عندية مكان ) فتح الباري (11/ 505).
132- وقال الشيخ بدر الدين محمود بن أحمد العَيْني الحنفي (855 هـ) في شرحه على صحيح البخاري ما نصه: ( ولا يدل قوله تعالى : " وكان عرشه على الماء " (7) سورة طه على، أنه - تعالى - حالّ عليه ، وإنما أخبر عن العرش خاصة بأنه على الماء ، ولم يخبر عن نفسه بأنه حال عليه، تعالى الله عن ذلك، لأنه لم يكن له حاجة إليه ) عمدة القاري (مجلد 12/ 25/ 111).
133- وقال أيضا ما نصه : ( تقرر أن الله ليسى بجسم ، فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه، فقد كان ولا مكان ) عمدة القاري (مجلد 12/ 25/ 117). 134- وقال الشيخ جلال الدين محمد بن أحمد المحلي الشافعي (864 هـ) عند شرح قول تاج الدين السبكي: "ليس- الله - بجسم ولا جوهر ولا عَرَض لم يزل وحده ولا مكان ولا زمان" ما نصه : ( أي هو موجود وحده قبل المكان والزمان فهو منزه عنهما ) أنظر شرحه على متن جمع الجوامع (مطبوع مع حاشة البناني) (2/ 405).
135- وقال الشيخ محمد بن محمد الحنفي المعروف. بابن أمير الحاج الحنفي (879 هـ) ما نصه : ( ولترجيح الأقوى دلالة لزم نفي التشبيه عن البارىءجل وعز في "عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" ونحوه مما ظاهره يوهم المكان بقوله تعالى "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" لأنه يقتضي نفي المماثلة بينه وبين شىء ما ، و المكان والمتمكن فيه يتماثلان من حيث القدر، إذ حقيقة المكان قدر ما يتمكن فيه المتمكن لا ما فضل عنه ، وقدم العمل بهذه الآية لأنها محكمة لا تحتمل تأويلا ) التقرير والتحبير (3/ 18 )
136- وقال الشيخ برهان الدين إبراهيم بن عمر البقاعي الشافعي (885 هـ) صاحب تفسير "نظم الدُّرر" ما نصه : ( ثبت بالدليل القطعي على أنه سبحانه ليس بمتحيِّزفي جهة ) نظم الدرر (20/ 248).
137- وقال الشيخ أبو عبد الله محمد بن يوسف السنوسي عند ذكر ما يستحيل في حقه تعالى (895 هـ) ما نصه : ( والمماثلة للحوادث بأن يكونَ جرما أي يأخُذُ ذاتُه العلي قدرا من الفراغ ، أو أن يكون عَرضا يقوم بالجرم ، أو يكون في جهة للجرم ، أو له هو جهة ، أو يتقيد بمكان أو زمان ) انظر أم البراهين في العقائد (متن السنوسية) ، المطبوع ضمن مجموع مهمات المتون (ص/ 4).
138- قال الشيخ محمد بن منصور الهدهدي المصري شارحا لكلام السنوسي ما نصه : ( وكذا يستحيل عليه ما يستلزم مماثلته للحوادث بأن يكون في جهة للجرم بأن يكون فوق الجرم أو تحت الجرم أو يمين الجرم أو شمال الجرم أو أمامه أو خلفه ، لأنه لو كان في جهات الجرم لزم أن يكون متحيزا، وكذا يستحيل عليه أن يكونا له جهة لأن الجهة من لوازم الجرم ) شرح الهدهدي على أم البراهين (ص 88 )
139- وقال القاضي مصطفى بن محمد الكستلي الحنفي الرومي (901 هـ) في حاشيته على شرح التفتازاني على النسفية عند شرح قول التفتازاني في تنزيه الله عن الجهة والحيز ما نصه : ( قوله : فيلزم قدم الحيز ) إذ المتحيز لا يوجد بدون الحيز فقدمه يستلزم قدمه ) حاشية الكستلي على شرح العقائد (ص72).
يتبع | |
|
| |
ابوالزهراء المراقب العام
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 1942 مزاجك : تاريخ التسجيل : 15/02/2011 العمر : 30 العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع
| موضوع: رد: اقوال علماء السنة في الاستواء والجهة الأربعاء يناير 11, 2012 11:08 pm | |
| وقال الشيخ أبو عبد الله محمد بن يوسف السنوسي عند ذكر ما يستحيل في حقه تعالى (895 هـ) ما نصه : ( والمماثلة للحوادث بأن يكونَ جرما أي يأخُذُ ذاتُه العلي قدرا من الفراغ ، أو أن يكون عَرضا يقوم بالجرم ، أو يكون في جهة للجرم ، أو له هو جهة ، أو يتقيد بمكان أو زمان ) انظر أم البراهين في العقائد (متن السنوسية) ، المطبوع ضمن مجموع مهمات المتون (ص 4). 141- قال الشيخ محمد بن منصور الهدهدي المصري شارحا لكلام السنوسي ما نصه : ( وكذا يستحيل عليه ما يستلزم مماثلته للحوادث بأن يكون في جهة للجرم بأن يكون فوق الجرم أو تحت الجرم أو يمين الجرم أو شمال الجرم أو أمامه أو خلفه ، لأنه لو كان في جهات الجرم لزم أن يكون متحيزا، وكذا يستحيل عليه أن يكونا له جهة لأن الجهة من لوازم الجرم ) شرح الهدهدي على أم البراهين (ص 88 ) 142- وقال القاضي مصطفى بن محمد الكستلي الحنفي الرومي (901 هـ) في حاشيته على شرح التفتازاني على النسفية عند شرح قول التفتازاني في تنزيه الله عن الجهة والحيز ما نصه : ( قوله : فيلزم قدم الحيز ) إذ المتحيز لا يوجد بدون الحيز فقدمه يستلزم قدمه ) حاشية الكستلي على شرح العقائد (ص72). 143- الحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي (902 هـ )ما نصه : ( قال شيخنا - يعني الحافظ ابن حجر - : إن علم الله يشمل جميع الأقطار ، والله سبحانه وتعالى منزه عن الحلول في الأماكن ، فإنه سبحانه وتعالى كان قبل أن تحدث الأماكن ) المقاصد الحسنة (رقم 886 ، ص 342) . 144- وقال الحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي عند شرح حديث : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) ما نصه : ( قال القرطبي : هذا أقرب بالرتبة والكرامة لا بالمسافة ، لأنه منزه عن المكان والمساحة والزمان . وقال البدر بن الصاحب في تذكرته : في الحديث إشارة إلى نفي الجهة عن الله تعالى ) شرح السيوطي لسنن النساني ( 1 / 576 ). 145- وقال الشيخ أبو العباس شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني المصري (933هـ) في شرحه على صحيح البخاري ما نصه : ( ذات الله منزه عن المكان والجهة ) إرشاد الساري (15/ 451 ). 146- وقال أيضا ما نصه : ( قول الله تعالى "وُجُوُهٌ" هي وجوه المؤمنين "يَوْمَئًذٍ" يوم القيامة "نَّاضِرَةٌحسنة ناعمة "إلى رَبِّهَانَاظِرَةٌ" بلاكيفية ولاجهة ولا ثبوت مسافة ) إرشاد الساري (15/ 462 ). 147- وقال الشيخ القاضي زكريا الأنصاري الشافعي (926 هـ) في شرحه على"الرسالة القشيرية" ما نصه : ( إن الله ليس بجسم ولا عَرَض ولا في مكان ولا زمان ) حاشية الرسالة القشيرية (ص 2). 148- وقال أيضا عن الله ما نصه : ( لا مكان له كما لا زمان له لأنه الخالق لكل مكان وزمان ) حاشية الرسالة القشيرية ( ص 5 ). 149- وقال في تفسيره ما نصه : ( هو تعالى منزه عن كل مكان ) فتح الرحمن : تفسير سورة الملك (ص 595). 150- وقال الشيخ أبو علي محمد بن علي بن عبد الرحمن الصوفي الزاهد المعروف بابن عِراق الكناني الدمشقي نزيل بيروت (933 ) ما نصه : ( كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان ، جَلَّ عن التشبيه والتقدير ، والتكييف والتغيير ، والتأليف والتصوير ) انظر تاريخ النور السافر (ص175 ). قلت وابن عراق هذا ولد بدمشق ورحل إلى مصر والتقى بعدد من العلماء منهم القاضي زكريا وجلال الدين السيوطي ، ورجع إلى الشام ثم انتقل إلى بيروت وقعد لتربية المريدين وبنى بها دارا لعياله ورباطا للفقراء ، وهو صاحـب الزاوية المشهورة بزاوية ابن عِراق في وسط بيروت ، وحج وتردد بين الحرمين مرارا ، وتوفي رحمه الله تعالى بمكة المكرمة ، وهو والد علي بن محمد صاحب كتاب (تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة) . أنظر ترجمته : تاريخ النور السافر (ص174)، شذرات الذهب (8 / 196 )، وغيرها من المصادر 151. وقال أيضا ما نصه : ( ذات الله ليس بجسم ، فالجسم بالجهات محفوف ، هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس ، على العرش استوى من غير تمكن ولا جلوس ) تاريخ النور السافر (ص 175 ) . 152- وقال الحافظ المؤرخ محمد بن علي المعروف بابن طولون الحنفي (953 هـ) ما نصه : ( قال الحافظ ابن حجر : إن علم الله يشمل جميع الأقطار ، والله سبحانه وتعالى تنزه عن الحلول في الأماكن ، فالله سبحانه وتعالى كان قبل أن تحدث الأماكن ) الشذرة في الأحاديث المشتهرة (2 / 72، رقم 758 ) . 153- ويقول الشيخ الشعراني المصري (973 هـ) في لطائف المتن والأخلاق : ( ومما مَنَّ الله تبارك وتعالى به علي عدم قولي بالجهة في !الحق تبارك وتعالى من حين كنت صغير السن عناية من الله سبحانه وتعالى بي ) لطائف المنن والأخلاق (ص 275). 154- وقال الشيخ ابن حجر الهيتمي (974 ) ما نصه : ( عقيدة إمام السُّنة أحمد بن حنبل رضي الله عنه موافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة من المبالغة التامّة في تنزيه الله تعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوّا كبيرا من الجهة والجسمية وغيرهما من سائر سمات النقص ، بل وعن كل وصف ليس فيه كمال مطلق ، وما اشتهر بين جهلة المنسوبين إلى هذا الإمام الأعظم المجتهد من أنه قائل بشىء من الجهة أو نحوها فكذب وبهتان وافتراء عليه ) الفتاوى الحديثية (ص 144). 155- وقال الشيخ محمد الخطيب الشربيني المصري (977 هـ) مانصه ( ثبت بالدليل القطعي أنه - تعالى - ليس بمتحيز لئلا يلزم التجسيم ) تفسير القرءان الكريم (سورة الملك/ ءاية 16- 4/ 344 - 345 ) 156- وقال أيضا : ( قال القرطبي - المفسّر - : ووصْفه - تعالى - بالعلوّ والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود لأنها صفات الأجسام ، ولأنه تعالى خلَق الأمكنة وهو غير متحيز ، وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان ولا مكان له ولا زمان ، وهو الآن على ما عليه كان ) تفسير القرءان الكريم (سورة الملك/ آية 16- 4/ 344 - 345 ) 157- وقال الشيخ مُلاّ علي القاري الحنفي (1014هـ) ما نصه ( وأما علوّه تعالى على خلقه المُستفاد من نحو قوله تعالى :" وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ، فعلو مكانة ومرتبة لا علو مكان كما هو مقرر عند أهل السنة والجماعة بل وسائر طوائف الإسلام من المعتزلة والخوارج وسائر أهل ، البدعة إلا طائفة من المجسمة وجهلة من الحنابلة القائلين بالجهة ، تعالى الله عن ذلك علوا كبير ) انظر شرح الفقه الأكبر : بعد أن انتهى من شرح رسائله الإمام أبي حنيفة (ص 196 -197 ). 158- وقال ما نصه : ( إنه سبحانه ليس في مكان من الأمكنة ولا في زمان من الأزمنة ، لأن المكان والزمان من جملة المخلوقات وهو سبحانه كان موجودا في الأزل ولم يكن معه شىء من الموجودات ) انظر شرح الفقه الأكبر : عند شرح قول أبي حنيفة : "وهو شىء لا كالأشياء"(ص 54 ). 159- وقال الشيخ برهان الدين إبراهيم بن إبراهيم بن حسن اللقاني المصري المالكي (1041)هـ صاحب منظومة "جوهرة التوحيد" في العقائد ما نصه : ( ويستحيل ضِدُّ ذي الصفات في حقه كـالكون في الجـهات ) جوهرة التوحيد (ضمن مجموع مهمات المتون) (رقم البيت 43 / ص 13). 160- وقال الشيخ المؤرخ أحمد بن محمد المقري التلمساني المالكي الأشعري (1041هـ) في تنزيه الله عن المكان ما نصه : ( أو بارْتسَام في خيال يُعْتَبَرْ *** أو بزمان أو مكـان أو كِـبَرْ) إضاءة الدُّجْنَة في عقاند أهل السنة (ص 48 ). 161- وقال منزها الله عن الجهة ما نصه : ( جَلَّ عن الجهات ) المصدر السابق (ص 49). 162- وقال المحدِث الشيخ محمد بن علي المعروف بابن علاّن الصّديقي الشافعي (1057هـ) ما نصه: ( إن الله فوق كل موجود مكانة واستيلاء لا مكانا وجهة ) الفتوحات.الربانية (مجلد 4/ 7/327). 163- وقال الشيخ عبد السلام بن إبراهيم اللقاني المصري المالكي (1078ها) عند ذكر ما يستحيل عليه تعالى ما نصه : ( أو يكون في جهة للجرم ، أو له هو جهة ، أو يتقيد بمكان أو زمان ) شرح جوهرة التوحيد (ص 137). 164- وقال العلامة الشيخ كمال الدين البياضي الحنفي (1098هـ) ما نصه : ( وقال في الفقه الأبسط : (كان الله تعالى ولا مكان ، كان قبل أن يخلق الخلق ، كان ولم يكن أين ) أي مكان ، " (ولا خلق ولا شىء، وهو خالق كل شىء ) مُوجد له بعد العدم ، فلا يكون شىء من المكان والجهة قديما ) انظر إشارات المرام (ص 197). 165- وقال أيضا في كتابه "إشارات المرام" ممزوجا بالمتن ما نصه : ( ولقاء الله تعالى لأهل الجنة حق بلا كيفيّة ولا تشبيه له تعالى بشىء من المخلوقات ولا جهة له ولا تحيّز في شىء من الجهات، وفيه إشارات: الأولى : أنه تعالى يُرى بلا تشبيه لعباده في الجنة بخلق قوة الإدزاك في الباصرة من غير تحيّز ومقابلة ولا مواجهة ولا مسـامته ) إشارات المرام (ص 201). 166- وقال الشيخ محمد بن عبد الباقي الزُّرقاني المالكي (1122هـ) في شرحه على موطأ مالك ما نصه : ( وقال البيضاوي : لما ثبت بالقواطع أنه سبحانه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع إلى موضع أخفض منه ) شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك (2 / 36). 167- وقال الشيخ محمد بن عبد الهادي السِّندي الحنفي شارح سنن النسائي (1138هـ) عند شرح حديث ( أقرب ما بكون العبد من ربه وهو ساجد ) ما نصه : ( قال القرطبي : هذا أقرب بالرتبة والكرامة لا بالمسافة والمساحة ، لأنه تعالى منزه عن المكان والزمان . وقال البدر بن الصاحب في تذكرته : وفي الحديث إشارة إلى نفي الجهة عن الله تعالى ) حاشية السندي على سنن النساني (576 /1 ). 168- قال الصوفي الزاهد العارف الشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي الحنفي (1143هـ) ما نصه : ( فيتنزه سبحانه وتعالى عن جميع الأمكنة العلوية والسفلية وما بينهما ) رائحة الجنة شرح إضاءة الدُّجنَة (ص48 - 49 ) 169- وقال أيضا : ( الجهات جمع جهة ، وهي ست : فوق وتحت ويمين وشمال وقدام وخلف ، والجهة عند المتكلمين هي نفس المكان باعتبار إضافة جسم ءاخر إليه. ومعنى كون الجسم في جهة كونه مضافا إلى جسم ءاخر حتى لو انعدمت الأجسام كلها لزم من ذلك انعدام الجهات كلها، لأن الجهات من توابع الأجسام واضافاتها كما قدمناه في المكان والزمان وحيث انتفى عن الله تعالى الزمان والمكان انتفت الجهات كلها عنه تعالى أيضا لأن جميع ذلك من لوازم الجسمية وهي مستحيلة في حقه تعالى ) المصدر السابق 170- وقال الشيخ العلامة أبو البركات أحمد بن محمد الدردير المالكي المصري (1201هـ) عن الله تعالى ما نصه : ( منزهٌ عن الحـلول والجـهه *** والاتـصـال الانـفـصـال والسَّفـه ) الخريدة البهية ( ضمن مجمرع مهمات المتون ) (رقم البيت 31 / ص 25 ). 171- وقال المحدث اللغوي الفقيه السيد محمد مرتضى الزبيدي الحنفي (1205هـ) ما نصه : ( إنه سبحانه لا مكان له ولا جهة ) إتحاف السادة المتقين (2 / 24). 172- وقال أيضا : ( إنه تعالى مقدس منزَّه عن التغير من حال إلى حال والانتقال من مكان إلى مكان ، وكذا الاتصال والانفصال فإن كلاًّ من ذلك من صفات المخلوقين ) المصدر السابق (2 / 25). 173- وقال أيضا : ( تقدس - أي الله - عن أن يَحويه مكان فيُشار إليه أو تضمه جهة ) المصدر السابق (2 / 25). 174- وقال أيضا ما نصه : ( ذات الله ليس في جهة من الجهات الست ولا في مكان من الأمكنة ) المصدر السابق (2 / 103). 175- وسأل الأديبَ أحمد اليافي مفتي الشام محمد خليل المرادي (1206 هـ) ما نصه : ( قلت : ما الدليل على قيامه بنفسه أيها الأجلّ ؟ قال : استغناؤه عن المخصِّص والمحل ، وقال : قلت : ما الدليل على أنه ليس بجسم ولا عرض في زمان ؟ قال : عدم افتقاره إلى المحل والمكان ) علماء دمشق وأعيانها في القرن الثالث عشر الهجري (1 / 172 - 173 ). قلت : فانظر الى جمال السؤال من السائل ، وانظر الى فطنة ذلك العالم لله دره .
176- وقال العلامة الدسوقي (1230هـ) في حاشيته على شرح أم البراهين عند قول المصنف في المستحيلات : ( أو يكون في جهة أو يكون له هو جهة ) : حاصله أنه يستحيل أن يكون له تعالى جهة بأن يكون له يمين أو شمال أو فوق أو تحت أو خلف أو أمام لأن الجهات الست من عوارض الجسم ففوق من عوارض الرأس وتحت من عوارض الرجل ويمين وشمال من عوارض الجنب الأيمن والأيسر وأمام وخلف من عوارض البطن والظهر ومن استحال عليه أن يكون جرمّا استحال عليه أن يتصف بهذه الأعضاء ولوازمها ) ذكره محمود خطاب السبكي في كتابه "إتحاف الكائنات" (ص 130). 177- وقال الشيخ الصوفي الزاهد العلامة مولانا خالد بن أحمد النقشبندي (1242هـ) دفين دمشق ما نصه : ( أشهد بأن الله ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ، وكذلك صفاته ، لا يقوم به حادث ولا يحل في شىء ولا يتحد بغيره ، مقدس عن التجسم وتوابعه وعن الجهات والأقطار ) علماء دمشق وأعيانها في القرن الثالث عشر الهجرى (1 / 312 ). 178- وقال أيضا ما نصه : ( أشهد بأن الله مقدس عن التجسم وتوابعه وعن الجهات والأقطار ) المصدر السابق (1 / 312). 179- وقال الشيخ الفقيه محمد أمين بن عمر المعروف بابن عابدين الحنفي الدمشقي صاحب الحاشية المعروفة (1252هـ) ما نصه : ( ودنا من الرحمن عز وجل قرب مكانة من غير قرب مكان) المصدر السابق (1 / 422 ) 180- وقال مفتي بيروت المحدث الشيخ عبد اللطيف فتح الله الحنفي (1260هـ) عن قول صاحب بدء الأمالي : ( نسمي الله شيئا لا كـالاشياء وذاتا عن جـهات الست خالـي فقال ما نصه : ( قد لم ثبت بالدليلين النقلي ، والعقلي مخالفته تعالى للحوادث قوله تعالى :" لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ وغير ذلك من الأدلة النقلية والعقلية ذكرها أهل الكلام، والكلام عليها طويل ) أنظر ديوان المفتي الشيخ عبد اللطيف فتح الله ، طبع بيروت .
يتبع | |
|
| |
ابوالزهراء المراقب العام
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 1942 مزاجك : تاريخ التسجيل : 15/02/2011 العمر : 30 العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع
| موضوع: رد: اقوال علماء السنة في الاستواء والجهة الأربعاء يناير 11, 2012 11:10 pm | |
| - اما الازهر الشريف فإنه ذو معتقد اشعري صحيح على منهج اهل السنة والجاعة ، فقد اصدر فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد فتوى برقم ( 4307 ) بتاريخ ( 21 /02/2006 ) ، وكان الموضوع ( هل لله تعالى مكان أو تمييز ) فقال الدكتور مانصه ( ... من ثوابت العقيدة عند المسلمين أن الله تعالى لا يحويه مكان ولا يحده زمان ؛ لأن المكان والزمان مخلـوقان ، وتعالى الله سبحانه أن يحيط به شيء من خلقه ، بل هو خالق كل شيء ، وهو المحيط بكل شيء ، وهذا الاعتقاد متفق عليه بين المسلمين لا يُنكره منهم مُنكِرٌ ، وقد عبَّر عن ذلك أهل العلم بقولهم : " كان الله ولا مكان ، وهو على ما كان قبل خلق المكان ؛ لم يتغير عما كان " ، ومن عبارات السلف الصالح في ذلك :... ) ثم ذكر بعض الاقوال مما ذكرت في هذا الموضوع ومنها :- 182- وقيل ليحيى بن معاذ الرازي : ( أَخْبِرْنا عن الله عز وجل ، فقال : إله واحد ، فقيل له : كيف هو ؟ قال : ملك قادر ، فقيل له : أين هو ؟ فقال : بالمرصاد ، فقال السائل : لم أسألك عن هذا ؟ فقال : ما كان غير هذا كان صفة المخلوق ، فأما صفته فما أخبرت عنه ) انظر الفتوى السابقة لفضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد . 183- وسُئِل ذو النون المصري رضي الله عنه عن قوله تعالى { الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى } ، فقـال : ( أثبت ذاته ونفى مكانه ؛ فهو موجود بذاته والأشياء بحكمته كما شاء ) انظر الفتوى السابقة لفضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد ، وانظر كذلك الرسالة القشيرية (ص6 ). 184- وقال الصوفي الزاهد ذو النون المصري (245 ص) ما نصه : ( ربي تعالى فلا شىء يحيط به رفو المحيط بنا في كل مرتصد *** لا الأين والحيث والتكييف يدركه ولا يـحـد بـمـقـدار ولا امـد وكـيـف يـدركـه حـد ولـم تـره عين وليس له ير المثل من أحد *** أم كـيف يبلغه وهـم بلا شبه وقد تعالى عن الأشباه والولد ) حلية الأولياء ترجمة ذي النون المصري (9 /388 ) 184- وقال الشيخ محمد عثمان الميرغني المكي الحنفي (1268هـ) ما نصه ( مخالفته للحوادث : ومعناها عدم الموافقة لشىء من الحوادث ، وليس تعالى بجوهر ولا جسم ولا عرض ولا متحرك ولا ساكن ، ولا يوصف تعالى بالصغر ولا بالكبر ، ولا بالفوقية ولا بالتحتية ، ولا بالحلول في الأمكنة ، و لا بالاتحاد ولا بالاتصال و لا بالانفصال ، ولا باليمين ولا بالشمال ولا بالخلف ولا بالأمام ، ولا بغير ذلك من صمات الحوادث ) منظومته مُنجية العبيد (ص 16 ) 185- وقال الأستاذ العلامة سعيد فودة ما نصه : ( مذهب أهل السنة والجماعة كلهم ومنهم الأشاعرة أن الله تعالى لا يشابه أحداً من خلقه ، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله . وإن كل ما خطر على قلب بشر من صورة أو كيفية فيجب نفيه عنه تعالى ، لأن الصورة والكيف منتفيان في الأصل عنه تعالى. وهم يقولون بتنـزيه الله تعالى عن صفات البشر والحوادث والأجسام وكل ما يلزم عن كون الشيء جسماً وهي لوازم الأجسام مثل: الكون في الأمكنة والحركة والحجم والكيف والتركيب وغير ذلك ) انظر كتابه خواطر حول وصية الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى 186- وقال ايضا في و صيته : ( أن العالم المخصوص تحت تدبير مُدَبِّره المنـزه عن مماثلة التمحيزات ) انظر المرجع السابق ، وانظر كذلك طبقات الشافعية الكبرى الإمام المحقق ابن السبكي: (8 / 90 ) قلت : وقد ذكر الأستاذ العلامة سعيد فودة هذه الوصية بما معناه - التي يدعي ابن تيمية وممن تأثر به - انه لايوجد فيها ما يقوله المبطلون من ان هذا الامام الحجة قد تراجع عن معتقده في الصفات ، وانه تراجع عن اشعريته . فاليتنبه الاخوة الكرام الى هذه المسألة . 187- وقال الشيخ محدث بيروت محمد بن درويش الحوت الحسيني البيروتي الشافعي الأشعري (1276هـ )ما نصه : ( اعلم أنه تعالى منزه عن الحلول والاتحاد بشىء من الكون ) رسائل في بيان عقائد أهل السنة والجماعة ( ص 40 ). 188- وقال أيضا : ( ولا يدخل في وجوده - تعالى - زمان ولا مكان ، فإنه السابق على الزمان و المكان ) رسائل في بيان عقائد أهل السنة والجماعة ( ص 44 - 49 ) 189- وقال أيضا : ( إن الله تعالى : ليس بنار ولا نور ولا روح ولا ريح ولا جسم ولا عرض ولا يتصف بمكان ولا زمان ولا هيئة ولا حركة ولا سكون ولا قيام ولا قعود ولا جهة ولا بعلو ولا بسفل ولا بكونه فوق العالم أو تحته ، ولا يقال كيف هو ولا أين هو ) رسائل في بيان عقائد أهل السنة والجماعة ( ص 44 - 49 ) 190- وقال أيضا ( نّزِّه الحقَّ سبحانه وتعالى عن كل ما يوهم الجسمية أو المكان أو الحدوث ، وفوَّض علم الحقيقة له تعالى في المتشابه نحو قوله تعالى :" الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " ) المصدر السابق (ص 106). قلت : والشيخ الحوت هذا وُلد في بيروت سنة 1209 هـ وحفظ القرءان الكريم اتقانا واستظهارا وترتيلا ، وقرأ على مفتي بيروت العالم الفاضل الشيخ عبداللطيف فتح الله الشيخ محمد المسيري الإسكندري، ثم رحل إلى دمشق وتلقى العلوم على عدد من العلماء منهم مسند الشام عبد الرحمن الكزبري ، وابن عابدين الحنفي صاحب الحاشية المشهورة والشيخ عبد الرحمن الطيبي وغيرهم، ثم عاد إلى بيروت وصار يدرِّس في الجامع العمري الكبير عقيدة أهل السنة والجماعة وغيرها من العلوم الشرعية النافعة فانتفع به الخاص والعام ، وقد تخرج على يديه أكثر علماء بيروت ومنهم الشيخ عبد الباسط الفاخوري مفتي ولاية بيروت والأستاذ أبو الحسن قاسم الكستي قاضي بيروت وغيرهما من أهل العلم والفضل. ودفن في تربة الباشورة رحمه الله تعالى وأدخله فسيح جناته 191- وقال الشيخ إبراهيم البيجوري الشافعي (1277هـ) ما نصه : ( إن يُرى بلا تكيف للمرئي بكيفية من . كيفيات الحوادث من مقابلة وجهة وتحيز وغير ذلك ) تحفة المريد على جوهرة التوحيد (رقم البيت 54 / ص 80 ). 192- وقال ما نصه : ( ويجب في حقه تعالى القيام بالنفس ، ومعناه أنه تعالى لا يفتقر إلى محل ولا إلى مخصص ) رسالة في علم التوحيد ، أنظر مجموع ، أمهات المتون (ص 40 ) 193- قال الشيخ أحمد مرزوقي المالكي المكي (كان حيا سنة1281هـ ) مانصه : ( وبـعـد إسراءٍ عُـرُوجٌ لـلسـمـا *** حتى رأى النبيُّ ربَّا كلَّما من غير كيف وانحصارٍ وافْترضْ *** عليه خَمْسا بعد خمسين فَرَضْ ) منظومته عقيدة العوام 192- وقال الصوفي العارف بالله الزاهد العابد الشيخ بهاء الدين محمد مهدي بن علي الرواس الصيادي الحسيني الشافعي (287 هـ) ما نصه : ( الوسيلة الأولى صحة الاعتقاد ، ولنذكر ذلك بالاختصار على الوجه الكافي ، وهو أن يعتقد المرء أن الله واحد لا شريك له ، وهو الأول والآخر ، والظاهر والباطن ليس كمثله شىء ، لا يحده المقدار ، ولا تحويه الأقطار ، ولا تحيط به الجهات ، ولا تكتنفه السموات ) بورق الحقائق (ص 420 ) . بأختصار . 193- ويقول الشيخ عمر بن محمد الأنسي الشافعي البيروتي (293 اهـ) في ديوانه ما نصه : ( مـكـانٌ شـادَه شـرفـا وعِـزَا ** إلـهٌ لا يـحـيـط بـه مـكـانَ ) المورد العذب (ص 276 ). 194- قال الشيخ عبد الغني الغنيمي الميداني الحنفي الدمشقي (298 اهـ) ما نصه : ( والله تعالى ليس بجسم ، فليست رؤيته كرؤية الأجسام ، فإن الرؤية تابعة للشىء على ما هو عليه ، فمن كان في مكان وجهة لا يرى إلا في مكان وجهة كما . هو كذلك ، ويرى - أي المخلوق - بمقابلة واتصال شعاع وثبوت مسافة ومن لـم يكن في مكان ولا جهه وليس بجسم فرؤيته كذلك ليس في مكان ولا جهة ) انظر شرحه على العقيدة الطحاوية ( ص 69 ). 195- وقال الشيخ المتكلم عبد الله بن عبد الرحمن الدهلي الحنفي ( كان حيا سنة 299 هـ ) ما نصه : ( أقول : إن معنى كلامهم إن المولى سبحانه وتعالى منزه عن الجهات الستة أن المعنى في ذلك أنه لا تحويه جهة من هذه الجهات الستة بل ولا كلها ) انظر روض المجال في الرد على أهل الضلال (ص 7 ). 196- وقال الشيخ العلامة المحدث الفقيه أبو المحاسن محمد القاوقجي الطرابلسي اللبناني الحنفي (1305 هـ) ما نصه : ( فهذه عقيدة في التوحيد خالصة من الحشو والتعقيد ، يحتاج إليها كل مريد ، نفع الله بها جميع العباد ، ءامين ...) ثم قال ( فإذا قال لك : أين الله ؟ فقل : مع كل أحد بعلمه - لا بذاته - ، وفوق كل أحد بقدرته ، وظاهر بكل شىء باثار صفاته ، وباطن بحقيقة ذاته - أي لا يمكن تصويره في النفس- ، منزه عن الجهة والجسمية . فلا يقال : له يمين ولا شمال ولا خلف ولا أمام ، ولا فوق العرش ولا تحته ، ولا عن يمينه ولا عن شماله ، ولا داخل في العالم ولا خارج عنه ، ولا يقال : لا يعلم مكانه إلا هو . ومن قال : لا أعرف الله في السماء هو أم في الأرض كفر - لأنه جعل أحدهما له مكانا. فإذا قال لك: ما دليلك على ذلك ؟ فقل : لأنه لو كان له جهة أو هو في جهة لكان متحيزا ، وكل متحيز حادث ، والحدوث عليه محال ) انظر كتابه الاعتماد في الاعتقاد (ص 5 ) 197- وقال في كتاب سفينة النجاة ما نصه : ( ويستحيل عليه المماثلة للحوادث بأن يكون ذاته كالذوات يأخذ مقدارا من الفراغ ، او يتصف بالأعراض كالبياض ، أو يكون في جهة كالفوق والتحت واليمين والشمال والخلف والأمام ، أو يكون جهةًكالأعلى والأسفل ، أو يحلّ بمكان أو يُقَيّد بزمان ) سفينة النجاة في معرفة الله وأحكام الصلاة (ص 7 ) 198- وقال الراغب الاصفهاني : ( واستوى امر فلان ، ومتى عدي بعلى اقتضى الاستيلاء كقوله ( " الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " ) انظر مفرداته كتاب السين ( ص 251 ) 199- وقال ايضا ( وقيل معناه استوى كل شيء في النسبة اليه فلاء شيء اقرب اليه من شيء ، إذ كان تعالى ليس كالاجسام الحالة في مكان دون مكان ) المصدر السابق 200- وقال الشيخ محمد نووي الجاوي الشافعي (1316 هـ) عند ذكر أن الله يستحيل عليه المماثلة لشىء من خلقه ما نصه : ( أو يكون تعالى في جهة للجرم بأن يكون عن يمينه أو شماله أو فوقه أو تحته أو أمامه أو خلفه ، أو يكون له تعالى جهة بأن يكون له يمين أو شمال أو فوق أو تحت أو خلف أو أمام ، أو يتقيد بمكان بأن يحل فيه بأن يكون فوق العرش ) الثمار اليائعة في الرياض البديعة (ص 5 ). 201- وقال أيضا ما نصه : (وكل ما خطر ببالك من صفات الحوادث لا تصدق أن في الله شيئا من ذلك ، وليس له مكان أصلاً فليس داخلاّ في الدنيا ولا خارجا عنها ) نور الظلام شرح منظومة عقيدة العوام (ص 37 ). 202- وقال الشيخ المتكلم عبد العزيز بن عبد الرحمن السكندري (كان حيّا سنة 1317 هـ) ما نصه : ( وكذا يستحيل عليه تعالى أن يكون في مكان أو زمان لأن الحلول في المكان من لوازم الجرم و الحلول في الزمان من لوازم الجرم والعرض ) الدليل الصادق على وجود الخالق (1 / 94 ). 203- وقال اما الحرمين الجويني ( 478 هـ ) مانصه : ( وها أنا أذكر قولاً وجيزاً في ذلك ، محيطاً بمعظم المقصود ، حاكياً ما قيل فيه ، مشيراً إلى الأصح ، وقد سبق مني في بعض الرقاع إلى مجلسه طرفاً من الكلام في ذلك ، يتشبت بالجسمية ومثبتي الجهة. وجملة القول في ذلك : أن عدم العلم بالصفات النفسية والمعنوية لا يمنع ثبوت المعرفة بالله صانع العالم ، مع عدم الجهل بهذا. وذلك في ابتداء النظر في افتقار الصنع إلى الصانع ، قبل التوصل إلى درك صفاته بطرق النظر وسبل العبر. فأما إذا نظر وجهل صفة من صفات الباري، واعتقدها على خلاف ما هي عليه ، فلا يخلو : إما أن تكون صفة نفسية ، وإما أن تكون صفة معنوية . فإن كانت الصفة التي جهلها صفة نفسية ، مثل أن يعتقد تحيز الباري – والله جلت قدرته منـزه عنه - ، فالأصح أن الجهل بها ينافي المعرفة بالله ) انظر ( أَجــْوبــــَـةُ.. إمـَـــامِ الـحَــرَمَيـــــنِ الـجُــوَيـــْنـِــيّ على أَسئــــلــة الإمــَامِ عَــبــْدِ الـحَــقِّ الصّــقِــلّــي رحمهما الله تعالى ) التي علق عليها وشرح وشرح غوامضها الأستاذ الكبير أبو الفداء سعيد فودة . 204- وقال ايضا ( فأما من اعتقد في صفات الباري ما يتقدَّس الرب عنه، نحو أن يعتقد في صفات الإله ما اشتملت المسألة عليه ، فقد اختلفت طرق الأئمة فيه : فصارت طائفة منهم إلى أنّ من اعتقد أن الرب عظيم بالذات ، على معنى كثرة الأجزاء وتركيبها في تأليفها ، وأنه عز وجل مختص ببعض الجهات والمحاذات ، وأن الأجسام المحدودة والأجرام المتقررة بأقطارها وآثارها تقابله في بعض جهاته ، فهو غير عالم بالله رب العالمين ) المصدر السابق . 205- وذكر العلامة ابن مرزوق عن العلامة أبي عبد الله بن الجلال مانصة : ( (لو كان - الله - في العالم أو خارجاً عنه لكان مماثلاً ، وبيانُ المماثلة واضح ، أما في الأول : فلأنه إن كان في العالم صار من جنسه، فجيب له ما وجب له ). قلتُ: أي صار من قبيل الأجسام ومادة العالم ؛ لأنه إن كان داخل العالم فيكون جزءاً منه ، وما كان جزءاً من شيء كان مماثلاً له في الجنس، فالورقُ مثلاً ليس من جنس الحديد إلا باعتبار أن كليهما أجسام ومواد، ولذا لا يمكن أن يكون الورق جزءاً من الحديد ، وكذا الطير ليس جزءاً من الأحجار لاختلاف الجنس ، إلا باعتبار أن كليهما أجسام. ( وأما في الثاني : فلأنه إن كان خارجاً لزم إما اتصاله وإما انفصاله: إما بمسافةٍ متناهية أو غير متناهية، وذلك كله يؤدي لافتقاره إلى مخصص ) انتهى كلام العلامة ، انظر حسن المحاججة للأستاذ العلامة النَّظَّار سعيد فودة حفظه الله تعالى . 206- وقال العلامة سعيد فودة ( قلتُ : الناسُ الذين يقولون إن الله تعالى خارج العالم ويفهمون حقيقة هذا القول ، هم مجسمة ، سواء اعترفوا بهذا أم لا ؛ لأنهم يقولون إن الله تعالى خارج العالم في جهة من العالم ، وهي جهة الفوق ، ويقولون : إن هذا هو المكان الذي نقول إن الله تعالى فيه!! ويحتجون على هذا بأن يقولوا: إن من يتصف بأنه لا خارج العالم ولا داخل فهو معدوم؛ لأنه لا يتصور وجود شيء لا داخل العالم ولا خارجه. فمن حيث الاحتمالُ العقلي عندهم، إما أن يكون داخل العالم أو يكون خارجه، ويبطل أن يكون داخل العالم، فوجب أن يكون خارجه، وما دام وجبَ كونه خارج العالم فقد وجب كونه في جهةٍ، والجهات متعددة، ويستحيل أن يكون تحت العالم أو يمينه إلى آخره، فوجب أن يكون فوقه؛ لأن هذه الجهة جهة كمال، وهي التي تليق بالله تعالى، فصار معبودهم بعد هذا البيان خارج العالم، وفي جهة الفوق، هذا حاصل كلامهم. فنقول وبالله التوفيق: كلامهم هذا متهافت، ويدلُّ على سخف عقولهم، ولا يغترُّ به إلا جاهل، لا يفهم معاني الألفاظ ولا يعقلها. فالله تعالى كان قبل كل شيء ، والعالم كله بما فيه مخلوق ، والعالم له بداية لم يكن قبلها موجوداً ، فقبل أن يخلق الله العالم هل كان في جهةٍ أو كان في مكان ؟! الكل متفق على أن المكان والجهات كلها مخلوقة ، ومن قال غير هذا فقد كفر بملة الإسلام ، فالله تعالى كان ولم يكن شيء غيره ) انظر حسن المحاججة للأستاذ العلامة النَّظَّار سعيد فودة حفظه الله تعالى . 207- وقال الشيخ أبو حفص الفاسي في حواشي الكبرى ما نصه : ( لا شك أن المعتقد هو أن الله تعالى سبحانه ليس في جهة ، وقد أوضح الأئمة تقريره في الكتب الكلامية بما لا مزيد عنه ، فهو سبحانه ليس داخل العالم ولا خارجه ، ولا متصلاً به ولا منفصلاً عنه ، وتوهم أن في هذا رفعاً للنقيضين وهو محال ، باطلٌ ؛ إذ لا تناقض بين داخل وخارج ، وإنما التناقض بين داخل ولا داخل ، وليس خارج مساوياً للداخل ، وإنما هو أخص منه، فلا يلزم من نفيه نفيه ؛ لأن نفي الأخص أعم من نفي الأعم، والأعم لا يستلزم الأخص. فإن قيل : بم ينفرد هذا الأعم الذي هو لا داخل ، عن الأخص الذي هو خارج. قلنا: ينفرد في موجود لا يقبل الدخول ولا الخروج ولا الاتصال ولا الانفصال ، وهذا يحمله العقل ، ولكن يقصر عنه الوهم، وقصور الوهم منشأ الشبهة ، ومثار دعوى الاستحالة ) انظر حسن المحاججة للأستاذ العلامة النَّظَّار سعيد فودة حفظه الله تعالى . 208- وقال القاضي ابن العربي الأشعري المالكي رحمه الله في كتابه الماتع النافع ( العواصم من القواصم ) من الطبعة الكاملة ( التي فيها يفضح ظاهرية العقائد و ظاهرية الأصول ) ( بعد ذكره لطوائف أصابها الخلل بسبب استماعهم لمقولات ضُلال ) فقال ما نصه : ( وسمعوا القدرية يقولون : إن الله في كل مكان , وتكاثرت في ذلك الأقوال من المؤالف والمخالف ، فأنكروا ذلك عليهم, وقالوا : إن أطلق لقط في هذا المعنى فالذي ينطلق أنه على العرش، وسامحوا في (( فوق )) لأنه بمعنى علا و جل , ورددوها في الحديث المذكور آنفاً , ثم جاءت طائفة ركبت عليه , فقالت : إنه فوق العرش بذاته و عليها شيخ المغرب أبو محمد عبد الله بن أبي زيد , فقالها للمعلمين فسدكت بقلوب الأطفال و الكبار ) العواصم من القواصم ( ص215 ) 209- وقال العلامة المحدث محمد زاهد الكوثري الأشعري رحمه الله مانصة : ( وقصة الجارية مذكورة فيما بأيدينا من نسخ مسلم لعلها زيدت فيما بعد إتماماً للحديث, أو كانت نسخة المصنف ناقصة, وقد أشار المصنف إلى اضطراب الحديث بقوله : ( وقد ذكرت في كتاب الظهار مخالفة من خالف معاوية بن الحكم في لفظ الحديث )، وقد ذكر في السنن الكبرى 7 /387 اختلاف الرواة في لفظ الحديث مع أسانيد كل لفظ من ألفاظهم ، وهي : (أين الله ؟ ، فقالت: في السماء ) ، مع لفظ : ( فأنها مؤمنة ) ، وبدونه : ( وأين الله, فأشارت إلى السماء بإصبعها )، و ( من ربك ؟ قالت: الله ربي ) ، و ( أتشهدين أن لا إله إلا الله ؟ ، قالت : نعم )، و (من ربك ؟ ، قالت : الله )، وقد توسعنا في شرح الحديث وبيان مبلغ اضطرابه سنداً و متناً فيما كتبناه على نونية ابن القيم ص94 فليراجع , وهناك بغية الباحث ) انظر تعليقه على كتاب الأسماء والصفات للحافظ البيهقي الأشعري ( ص 533 ) . 210- وقال الإمام القرافي الأشعري : ( وقال بعض الفضلاء : هذا إنما يلزمهم إذا لم يصرحوا بأنه ليس كمثله شيء وبغير ذلك من النصوص النافية للجهة، وإنما قصدهم إجراء النصوص كما جاءت من غير تأويل ، ويقولون لها معان لاندركها ، ويقولون هذا استواء لا يشبه الاستواءات ، كما أن ذاته لا تشبه الذوات، فكذلك يكون فوق سماواته دون أرضه فوقية لا تشبه الفوقيات. وهذا أقرب لمناصب العلماء من القول بالجهة ) وانظر كلام الإمام القرافي الأشعري في كتابه الذخيرة ( 13 / 242 – 243 ) 211- وقال حجة الإسلام الغزالي رحمه الله ( 505 هـ ) مانصه : ( إذا سمع لفظ الفوق في قوله تعالى: ( و هو القاهر فوق عباده ) و في قوله تعالى: : )يخافون ربهم من فوقهم ), فليعلم أن الفوق اسم مشترك يطلق لمعنيين أحدهما نسبة جسم إلى جسم بأن يكون أحدهما أعلى والآخر أسفل, يعني أن الأعلى من جانب رأس الأسفل, وقد يطلق لفوقية المرتبة, وبهذا المعنى يقال: الخليفة فوق السلطان, والسلطان فوق الوزير, وكما يقال العلم فوق العمل والصياغة فوق الدباغة. والأول يستدعي جسماً ينسب إلى جسم, والثاني لا يستدعيه. فليعتقد المؤمن قطعاً أن الأول غير مراد, وأنه على الله تعالى محال فإنه من لوازم الأجسام أو لوازم أعراض الأجسام وإذا عرف نفي هذا المحال, فلا عليه إن لم يعرف أنه لماذا أطلق وماذا أريد؟ وقد خفف الله عنه هذه اللغة وأمثلة هذا فقس على ما ذكرناه ما لم تذكره ) انظر كتابه إلجام العوام ( ص 9 ) 212- يقول الإمام ابن العربي الأشعري المالكي رحمه الله مانصه : ( فإذا ثبت هذا فقوله ( الرحمن على العرش استوى ) إن ما علمنا معناه علماً آمناً قولاً ومعنى وإن لم نعلم معناه قلنا كما قال مالك: ( الاستواء معلوم والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة ) فكيف بتفسير تعلقه بالله، لا يقال: إنه بدعة بل أشد من البدعة عنده، فكيف لو سمع من يقول: إن الله فوقه ؟ فكيف بمن يعين فوقية الذات ؟ فكيف بمن يقول : لأنه يحاذيه ويليه ؟ تباً له. والحديث الذي فيه: والله فوق ذلك لا حجة فيه لأن في الحديث بعينه، وقد عدد الأرضين أيضاًً، حتى ذكر الأرض السابعة، ثم قال: ( والذي نفسي بيده لو دليتم حبلاً لهبط على الله ) ولم يقتض ذلك أنه تحت الأرض . فإن قيل : فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لسعد بن معاذ حين حكم في بني قريضة بأن يقتل مقاتلهم، وتسبى ذراريهم: ( لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبعة أرقعة ) حرف جر يتعلق بحكمت أو بحكم المصدر المتصل، لا بقوله ( الملك ) فافهموا ذلك من الصناعة ) انظر العواصم ( ص 216 ) . 213- وقال امام السنة ابي الحسن الاشعري مانصه : ( وأن الله تعالى استوى على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده استواءً منزهاً عن المماسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال , لا يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته , ومقهورون في قبضته , وهو فوق العرش وفوق كل شيء إلى تخوم الثرى , فوقية لا تزيده قرباً إلى العرش والسماء ، بل هو رفيع الدرجات عن العرش ، كما إنه رفيع الدرجات عن الثرى ، وهو مع ذلك قريب من كل موجود وهو أقرب إلى العبد من حبل الوريد وهو على كل شيء شهيد ) انظر الابانة بتحقيق الدكتورة فوقيه محمود حيث قالت : ( وحذفت منها نصوص لا توافق أهواء أهل البدع والتجسيم مثل قوله في مسألة الاستواء التي حذفت من المطبوعة (قبل طبعة دار الأنصار للدكتورة فوقية محمود ) 214- وقال القرطبي رحمه الله : ( قلت : فعلو الله تعالى وارتفاعه عبارة عن علو مجده وصفاته وملكوته ، أي ليس فوق فيما يجب له من معاني الجلال أحد ، ولا معه من يكون العلو مشتركاً بينه و بينه ، لكنه العلي بالإطلاق سبحانه ) انظر تفسيره ( 7 / 220 ) 215- وقال القاضي الباقلاني ( باب : فإن قال قائل: أين هو ؟ قيل له : الأين سؤال عن المكان ، وليس هو ممن يجوز أن يحويه به مكان ولا تحيط به الأقطار ، غير أنا نقول: إنه على عرشه ، لا على معنى كون الجسم بالملاصقة والمجاورة ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ) تمهيد الأوائل ( ص 300 -301 ) قلت : الامام الباقلاني رحمه الله يقول فيه القاضي عياض رحمه الله : ( هو الملقب بسيف السنة ولسان الأمة، المتكلم على لسان أهل الحديث وطريق أبي الحسن الأشعري ) انظر ترتيب المدارك . وقال عنه الحافظ الذهبي ( القاضي أبو بكر بن الطيب ، صاحب التصانيف في علم الكلام، سكن بغداد ، وكان في فنه أوحد زمانه ) تاريخ الإسلام ( 28 / 88 ) قال فيه الامام اليافعي ( وفيها ( أي سنة 403 ) توفي سيف السنة و ناصر الملة الإمام الكبير الحبر الشهير لسان المتكلمين و موضح البراهين و قامع المبتدعين و قاطع المبطلين القاضي أبو بكر بن الطيب المشهور بابن الباقلاني الأصولي المتكلم المالكي الأشعري المجدد به دين الأمة على رأس المائة الرابعة على القول الصحيح ) كتابه مرآة الجنان ( 3/6 ) . فتأمل . 216- وقال مفتي ولاية بيروت الشيخ عبد الباسط الفاخوري الشافعي (1323 هـ) عن الله مانصه : ( ليس بجِرم يأخذ قدرا من الفراغ ، فلا مكان له ، وليس بعرض يقوم بالجرم ، وليس في جهة من الجهات ، ولا يوصف بالكِبَر ولا بالصغر ، وكل ما قام ببالك فالله بخلاف ذلك ) انظر الكفاية لذوي العناية ( ص 13 ). 217- وقال أيضا : ( تنزه - أي الله - عن المكان والزمان ) المجالس السنية ( ص 2 ). قلت: وذكر ذلك في افتتاحية كتابه "المجالس السنية"، مما يدل على أنه كان يعطي علم التوحيد اهتمامه ، ولذلك كان رحمه الله حريصا على تعليم الصغار والكبار تنزيه الله عن المكان والزمان و الجسمية وكل صفات المخلوقين 218- وقال أيضا : ( لا ينبغي للإله الواحد الصمد أن يحتوى بـمكـان هو خـالـقه ، بل كان ربي ولا عرش ولا مَلَكٌ ولا سـمـاء ورب الـعـرش واجـده ،وكـل من في مكان فهو مفتقر إلى المكان ويحويه سرادقه ) المصدر السابق (ص 119 ). 219- وقال أيضا ما نصه : ( إن الله يُرى في الآخرة - بلا كيف ولا شبهٍ ولا مثالٍ ولا حد ولا ند ولا ضد ، ولا مقابلة ولا أمام ولا وراء ولا يمين ولا شمال ، ولا محسوس ولا ملموس ، ولا طويل ولا قصير ولا كبير ولا صغير ولا عريض ) المجالس السنية (ص 119 ). 220- وقال الشيخ حسين بن محمد الجسر الطرابلسي (1327 هـ) في كتابه "الحصون الحميدية للمحافظة على العقائد الإسلامية" مانصه : ( إنه تعالى ليس جوهرا ولا جسما ، فلا يحتاج إلى مكان يقوم فيه ، لأن الاحتياج إلى المكان من خواص الجواهر والأجسام ، وثبت هناك أنه تعالى ليس عرضا فلا يحتاج إلى محل يحل فيه ) الحصون الحميدية (ص 18 ). 221- وقال الشيخ عبد القادر الأدهمي الطرابلسي (1328 هـ) ما نصه : ( ولا يحناج الى مكان ومحل ، ولا يغيره زمان ) وسيلة النجاة والإسعاد في معرفة ما بجب من النوحيد والاعتقاد ( ص 4 ). 222- قال الشيخ رجب بن محمد جمال الدين البيروتي الشافعي الملقب بشيخ بيروت (1328 هـ) ما نصه : ( إنه تعالى ليس مماثلا للحوادث ، ثم قال : فليس بجرم يأخذ قذرا من الفراغ فلا مكان له ، وليس بعرض يقوم بالجرم فلا يوصف بالصورة ولا بالشكل ولا باللون ) كتاب الأجوبة الجلية في العقاند الدينية ( ص 4 ) ، طبع في بيروت بالمطبعة الأدبية سنة 1308 هـ ، وهذا الكتاب كان بدرس في مدارس ولاية بيروت في عهد الدولة العثمانيةالإسلامية . 223- وقال ما نصه : ( انه تعالى لا يحتاج إلى محل يقوم به ، ولا إلى مخصص أي موجد يوجده )المرجع السابق ( ص 5 ). 224- وقال الشيخ إسماعيل حقي الرومي الحنفي (1335 هـ) ما نصه : ( خصَّ السماء بالذكر ليعلم أن الأصنام التي في الأرض ليست بالهة لا لأنه تعالى في جهة من الجهات لأن ذلك من صفات الأجسام ) روح البيان ( 6 / 385 ). قلت : انظروا الى فهم العلماء للنصوص ، وصدق الله تعالى عندما قال ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلون ) 225- وقال الشيخ سليم البشري المصري (1335 هـ) شيخ الجامع الأزهر ما نصه : ( إعلم أيدك الله بتوفيقه وسلك بنا وبك سواء طريقه ، أن مذهب الفرقة الناجية وما عليه أجمع السنيون أن الله تعالى منزه عن مشابهة الحوادث مخالف لها في جميع سمات الحدوث ، ومن ذلك تنزهه عن الجهة والمكان كما دلت على ذلك البراهين القطعية ) انظر فرقان القرءان وهو مطبوع مع كتاب الأسماء والصفات للبيهقي (ص 74 ). 226- وقال الشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري (1348 هـ) ما نصه : ( فهو سبحانه لا يحده زمان ولا يقله مكان بل كان ولا مكان ولا زمان وهو الآن على ما عليه كان ) شرح تائية السلوك إلى ملك الملوك ( ص 60 ). 227- وقال مانصه : ( خلق الله العرش إظهارا لقدرته لا مكاناً لذاته ) المصدر السابق ( ص 29 ). 228- وقال أيضا ما نصه : ( الحمد لله المنزه في كماله عن الكيفية والأينِيَّة ، المقدس في جَلاله عن الضِّديَّة والنِّدِّية ، المتعالي بألوهيته عن الفوقية والتحتية ) الرائية الكبرى ( ص 3 ). 229- وقال الشيخ يوسف النبهاني الشافعي البيروتي (1350 هـ) ما نصه : ( فلاجهةٌ تحويه لا جهةٌ له تـنـزَّهَ ربـي عـنـهـا وَعـلاَ قـَدْرَا ) ديوان خطب الشرنوبي : الخُطبة الثالثة لصفر ( ص 16 ). 230- وقال الشيخ مصطفى نجا الشافعي مفتي بيروت (1351 هـ) ما نصه : ( ومعنى العلي المتعالي في جلاله وكبريائه إلى غير غاية ولا نهاية ، والمراد به علو القدر والمنزلة لا علو المكان لأنه تعالى منزه عن التحيز والجهة ) كشف الأسرار لتنوير الأفكار ( ص 118 ). | |
|
| |
ابوالزهراء المراقب العام
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 1942 مزاجك : تاريخ التسجيل : 15/02/2011 العمر : 30 العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع
| موضوع: رد: اقوال علماء السنة في الاستواء والجهة الأربعاء يناير 11, 2012 11:12 pm | |
| - قالت أم سلمة رضي الله عنها عن الاستواء : ( الإستواء غير مجهول والكيف غير معقول ، والإقرار به إيمان ، والجحود به كفر ) 232- وقال الإمام مالك (.. كما وصف به نفسه ولايقال كيف ، والكيف عنه مرفوع ، وما أراك إلا صاحب بدعة .. ) أخرجه البيهقي بسند جيد في الأسماء والصفات . 233- وقال الحافظ ابن حجر عند ذكر حديث (( إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قبل وجهه فإن الله قبل وجهه إذا صلى)) فقال ما نصه : (فيه الرد على من أثبت أنه على العرش بذاته) انظر الفتح ( 1 / 508 ) 234- و قال أبو جعفر الطبري : ( يعني تعالى ذكره تعالى ذكره بقوله وهو نفسه يقول والله القاهر فوق عباده ، ويعني بقوله القاهر المذلل لبمستعبد خلقه العالي عليهم ، وإنما قال فوق عباده لأنه نفسه تعالى بقهره إياهم ومن صفة كل قاهر أن يكون مستعليا عليه ، فمعنى الكلام إذا : والله الغالب عباده المذللهم العالي عليهم بتذليله لهم وخلقه إياهم فهو فوقهم بقهره إياهم وهم دونه ) انظر تفسيره عند قوله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده} ( 7 /103 ) ، إذا فهي فوقية قهر وربوبية ومكانة ، راجع الكشاف ( 1 / 686 ) ، والجمل في حاشيته على الجلالين ( 2 /14 ) ، وأبو حيان ( 4 /89 ) . 235- وقال القرطبي في تفسيره للآية {وهو القاهر فوق عباده} مانصه : ( ومعنى فوق عباده فوقية الإستعلاء بالقهر والغلبة عليهم أي تحت تسخيره لافوقية مكان كما تقول السلطان فوق رعيته أي بالمنزلة والرفعة وفي القهر معنى زائد وهو منع غيره عن بلوغ المراد ) 236- قال ايضا في الكلام عن قوله تعالى {ثم استوى على العرش} ما نصه : ( هذه مسألة الإستواء وللعلماء فيها كلام ، والأكثر من المتقدمين والمتأخرين أنه إذا وجب تنزيه الباري تعالى عن الجهة والتحيز فمن ضرورة ذلك عند عامة العلماء تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة وليس بجهة فوق عندهم لأنه يلزم من ذلك أنه متى اختص بجهة أن يكون في مكان او حيز ويلزم من المكان والحيز والحركة والسكون للمتحيز والتغير والحدوث ، هذا قول المتكلمين وحكى أبو عمر بن عبد البر عن أبي عبيدة في قوله تعالى {الرحمن على العرش استوى} قال :علا ، قلت فعلو الله تعالى وارتفاعه عبارة عن علوا مجده وصفاته وملكوته أي ليس فوقه فيما يجب له من معاني الجلال أحد ولا معه من يكون العلو مشترك بينه وبينه لكنه العلى بالإطلاق سبحانه وتعالى ) باختصار ، انظر تفسيره عند قوله تعالى {ثم استوى على العرش} قلت : وممن اول الاستواء : ( الإمام الرازي في تفسيره ( 22 /5 ) ، وانظر ج 6 / 4 ) فيه كلام مفيد ، والنسفي في تفسيره 1 /146 ) ، والألوسي الخازن ( 2 /196 و 345 )، أبو حيان في البحر المحيط ( 1 /134 ) ، الشيخ زاده في حاشيته على البيضاوي ( 2 /303 ) ، والبغوي ( 3 /488 ) ، والنايسبوري ( 8 / 107 ) ، والحافظ ابن حجر في الفتح ( 13 /341 ) ، الزبيدي على الإحياء ( 2 / 105 ) 237- وقال الشيخ مصطفى نجا الشافعي مفتي بيروت (1351 هـ) ايضأ ما نصه : ( فإنها - يعنيءاية الكرسي - دالة على انه تعالى موجود واحد في الألوهية ، متصف بالحياة ، واجب الوجود لذاته موجد لغيره ، منزه عن التحيز والحلول ) كشف الأسرار لتنوير الأفكار ( ص 122 ). 238- وقال الشيخ عبد المجيد المغربي الطرابلسي أمين الفتوى في طرابلس الشام (1352 هـ) عن الله تعالى ما نصه : ( لا يحويه مكان ولا تحصره جهة لا فوق ولا تحت ، كان الله تعالى في أزليته ولم يكن شىء من الكائنات والأمكنة والجهات على الإطلاق ) رسالة علميه في الإسراء والمعراج ( ص 24 ). 239- وقال أيضا ما نصه : ( وليعلم ههنا أن الله صانع الكائنات ومحدثها يجب عقلا أن لا يكون مماثلا لشىء منها من كل وجه ، ولا شىء من هذه الكائنات إلا ويحصره المكان وتحده الجهة ، وكل مكان محدود ، وكل محدود ومحصور حادث ، والله عز وجل قديم فلا يجوز عقلا أن يكون في مكان أو تحده جهة ) الكوكب الشرقي في رد نظرية لابلاس ورفقائه ( ص 57 ). 240- قال الشيخ محمود بن محمد خطاب السبكي (1352هـ) وهو من مشايخ الأزهر بمصر ما نصه ( وأما مذهب السلف والخلف بالنسبة للآيات والأحاديث المتشابهة فقد اتفق الكلّ على أن الله تعالى منزه عن صفات الحوادث ، فليس له عز وجل مكان في العرش ولا في السماء ولا في غيرهما ، ولا يتصف بالحلول في شىء من الحوادث ولا بالاتصال بشىء منها ولا بالتحول والإنتقال ونحوهما من صفات الحوادث ) انظر إتحاف الكائنات ( ص 5 ). 241- وذكر الشيخ محمد الخضر الشنقيطي ( 1353هـ) مفتي المدينة المنورة في كتابه "إستحالة المعية بالذات " تنزيه الله عن المكان والجهة ، ومما ورد فيه : ( إن الله تعالى ليس بجسم ، فلا يحتاج الى مكان يستقر فيه ، فقد كان ولا مكان ... والبارىء ..... سبحانه لا تحويه جهة إذ كان موجودا ولا جهة ) استحالة المعية بالذات : المبحث الثامن في النزول والصعود والعروج ( ص 277 ). 242- وقال الشيخ عبد الفتاح الزعبي الطرابلسي اللبناني (1354 هـ) ما نصه : ( كيف يحيط العقل بمن تقدس عن الكميَّة والكيفية والأينيَّة ، فنزهوا ربكم وقدسوه عن الخواطر الفكرية ) انظر المواعظ الحميدية ( ص 85 ). قلت : والشيخ عبد الفتاح الزعبي الطرابلسي اللبناني هذا هو قائم مقام نقيب السادة الأشراف والخطيب والمحدث في الجامع الكبير . تتلمذ على الشيخ أبي المحاسن القاوقجي الطرابلسي الحنفي ، له كتاب سماه ( المواعظ الحميدية في الخطب الجُمعية ) وهو عبارة عن مجموعة خطب ألقاها على منابر المساجد يوم الجمعة . 243- وقال الشيخ محمد حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية (1355 هـ ) ما نصه : ( - إن الله - منزه عن جميع النقائص ، وسمات الحدوث ، ومنها الزمان والمكان ، فلا يقارنه زمان ولا يحويه مكان إذ هو الخالق لهما فكيف يحتاج إليهما ) مختصر شرح عقيدة أهل الاسلام (ص 12- 13 ) 244- وقال أيضا : ( لا تحيط به الجهات : كقدام وخلف وفوق وتحت ، وشمال إذ هي نسب حادثة بحدوث الأشياء ، والله تعالى قديم أزلي ) مختصر شرح عقيدة أهل الإسلام (ص 12- 13 ) 245- وقال أيضا : ( ولمّا قام البرهان على تنزهه تعالى عن الحيز والمكان والجهة كسائر لوازم الحدوث ، وجب أن يكون استواؤه على عرشه لا بمعنى الاستقرار والتمكن ، بل بالمعنى اللائق بجلاله تعالى ) مختصر شرح عقيدة أهل الإسلام (ص 12- 13 ) 246- وقال أيضا : ( فيُرَى سبحانه لا في مكان ولا جهة ولا باتصال شعاع ولا ثبوت مسافة بين الرائين وبينه تعالى بل على الوجه الذي يليق بقدسيته وجلاله سبحانه ) المصدر السابق ( ص 27 ). 247- وقال الشيخ محمدبن إبراهيم الحسيني الطرابلسي (1362 هـ) في تفسير قوله تعالى : { وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ } ما نصه : ( ظنوا أنه سبحانه وتعالى مما يشبه الأجسام وبتعلق به الرؤبة تعلقها بها - أي الأجسام - على طريق المقابلة في الجهات والأحياز ، ولا ريب في استحالته ) انظر تفسير القرءان الكريم. (ص 101 ). 248- وقال الشيخ يوسف الدَّجوي المصري (1365 هـ) في مجلة الأزهر التي تصدرها مشيخة الأزهر بمصر في تفسير قول الله تبارك وتعالى : { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى } ما نصه : ( والأعلى صفة الرب ، والمراد بالعلو العلو بالقهر والاقتدار ، لا بالمكان والجهة ، لتنرهه عن ذلك ) انظر مجلة الأزهر ( تصدرها مشيخة الأزهر بمصر ) ، المجلد التاسع ، الجزء الأول - المحرم سنة 1357 ( ص 16 ). 249- وقال أيضا : ( واعلم أن السلف قائلون باستحالة العلو المكاني عليه تعالى ، خلافا لبعض الجهلة الذين يخبطون خبط عشواء في هذا المقام ، فإن السلف والخلف متفقان على التنزيه ) المصدر السابق ( ص 17 ). والدجوي أحد أعضاء كبار العلماء في الأزهر بمصر ، وانظر مقالة له بعنوان "تنزيه الله عن المكان والجهة . انظر { مقالات وفتاوى الدجوى (183/- 194و201--211) } . 250- وقال الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني (1367 هـ) مدرس علوم القرءان والحديث في كلية أصول الدين في جامعة الأزهر بمصر ما نصه : ( الأدلة القاطعة تنزه الله عن أن يشبه خلقه أو يحتاج إلى شىء منه ، سواء أكان مكانا يحل فيه أم غيره ) انظر مناهل العرفان في علوم القرءان (2 / 186 ) ، وكُتب على غلاف الكتاب : (طبق ما قرره مجلس الأزهر الأعلى في دراسة تخصص الكليات الأزهرية ) . وهذا يعني أن الأزهر بمصر يعلم المسلمين تنزيه الله عن المكان خلاف ما عليه أدعياء السلفية !! . 251- وقال أيضا ما نصه ( قبل أن يخَلق - الله - الزمان والمكان و قبل أن تكون هناك جهات ست لم يكن له جهة ولا مكان ، وهو الآن على ما عليه كان، لا جهة له ولا مكان ) مناهل العرفان (2 / 190 ). ثم ردّ المؤلف على المدَّعين بأنهم السلفية وبين فساد اعتقادهم وزيَّف شبههم المتهافتة .. 252- وقال وكيل المشيخة الإسلامية في دار الخلافة العثمانية الشيخ محمد زاهد الكوثري الحنفي (1371 هـ ) رحمه الله ما نصه: ( وتنزيه الله سبحانه عن المكان والمكانيات والزمان والزمانيات هو عقيدة أهل الحق رغم اغتياظ المجسمة الصرحاء والممجمجين من ذلك ) انظر مقالات الكوثري : مقال الإسراء والمعراج ( ص 452 ). قال صاحب القاموس : ( ومجمج في خبره : لم يبينه ، ومجمج بفلان : ذهب في الكلام معه مذهبا غير مسنقيم ، فردَّه من حال إلى حال ) انظر ( مادة: م ج ج- ص 262 ).253- وقال بعد أن ذكر الأدلة على تنزيه الله عن الجهة ما نصه : ( فظهر بذلك بطلان التمسك بكلمة "فوق " في الآيات والأحاديث في إثبات الجهة له تعالى ، تعالى الله عن مزاعم المجسمة ) انظر تكملة الرد على نونية ابن القيم (ص/88). 254- وقال أيضا ما نصه : ( قوله سبحانه { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } نص في نفي الجهة عنه تعالى ، إذ لو لم تنف عنه الجهة لكانت له أمثال لا تحصى ، تعالى الله عن ذلك ) المصدر السابق ( ص 102 ). 255- وقال الشيخ مصطفى وهيب البارودي الطرابلسي (1372 هـ) ما نصه : ( إن الله تعالى منزه الذات عن الاختصاص بالأمكنة والجهات ، وهذا أصل من أصول العقائد الإيمانية ، لأنه لو احتاج إلى المكان لكان حادثا ، وقد قام الدليل على وجوب القِدَم - لله - واستحالة العدم - عليه - ولأن هذه الجهات هو الذي خلقها ) أنظر كتابه الفوز الأبدي في الهدي المحمدى ( ص 73 ). 256- وقال الشيخ سلامة القضاعي العزامي الشافعي (1376 هـ) ما نصه : ( أجمع أهل الحق من علماء السلف والخلف على تنزه الحق - سبحانه - عن الجهة وتقدسه عن المكان ) فرقان القرءان ( مطبوع مع كتاب الأسماء والصفات للبيهقي ) ( ص 93 ) 257- وقال الحافظ المحدث الشيخ أحمد بن محمد بن الصديق الغُمَاري المغربي (1380 هـ) مانصه : ( فإن قيل : إذا كان الحقُّ سبحانه ليس في جهة ، فما معنى رفع اليدين بالدعاء نحو السماء ؟ فالجوابُ كما نقله في "إتحاف السادة المتقين " - إتحاف السادة المتقين ( 5 / 34 - 35 ) - عن الطُّرْطُوشي - المالكي - من وجهين : احدُهما : أنه محل التعبُّد ، كاستقبالِ الكعبة في الصلاة ، وإلصاق الجبهة بالأرض في السجود ، مع تنزُّهه سبحانه عن محل البيت ومحل السجود ، فكأنَّ السماء قبلةُ الدعاء. وثانيهما : أنها لما كانَتْ مهبط الرزقِ والوحي وموضعَ الرحمةِ والبركةِ ، على معنى أن المطرَ ينزِلُ منها إلى الأرضِ فيخرج نباتا ، وهي مَسكَنُ الملاء الأعلى ، فإذا قَضَى اللهُ أمرا ألقاه إليهم ، فيُلقونه إلى أهلِ الأرض ، وكذلك الأعمال تُرفَع ، وفيها غيرُ واحد من الأنبياء ، وفيها الجنةُ - التي هي غايةُ الأماني ، فلما كانت معْدِنّا لهذه الأمور العظام ومَعْرِفةَ القضاءِ والقَدَر ، تَصرَّفَت الهِممُ إليها ، وتوفَّرَت الدواعي عليها ) انظر المنَِحُ المطلوبة ( ضمن كتاب ثلاث رسائل في استحباب الدعاء ) (ص 61 - 62 ). 258- وقال المحدث الشيخ محـمد عربي التبان المالكي المدرس بمدرسة الفلاح وبالمسجد المكي (1395 هـ) ما نصه : ( اتفق العقلاء من أهل السنة الشافعية والحنفية والمالكية وفضلاء الحنابلة وغيرهم على أن الله تبارك وتعالى منزه عن الجهة والجسمية والحد والمكان ومشابهة مخلوقاته ) براءة الأشعريين ( 1 / 79 ). 259- وقال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور المالكي (1393 هـ) ما نصه : ( قوله تعالى { مَّن فىِ السَّمَآءِ } في الموضعين من قبيل المتشابه الذي يعطي ظاهره معنى الحلول في مكان ، وذلك لا يليق بالله ) أنظر تفسيره التحرير والتنوير ( 29 / 33 ). قلت : والشيخ محمد الطاهر بن عاشور المالكي هو رئيس المفتين المالكيين بتونس وشيخ جامع الزيتونة وفروعه بتونس . انظر ( الأعلام للزِّركلي 6 / 174 ) . 260- وقال الشيخ عبد الكريم الرفاعي الدمشقي (1393هـ) احد خوَّاص تلاميذ الشيخ المحدث بدر الدين الحسني ما نصه : ( ويستحيل على الله المماثلة للحوادث ، والتقيد في الزمان والمكان ، وأن يكون في جهة ، او تكون له جهة ) انظر كتاب المعرفة في بيان عمدة المسلم ( ص 55 - 57 ). 261- وقال أيضا : ( يستحيل - على الله - التقيد بالمكان لأن المتمكِّن فيه إما ساكن أو متحرك ، وقد تقدم استحالة الحركة والسكون على الله تعالى ، فإذا استحال على الله تعالى أن يتقيد بالمكان . ويستحيل ان يكون الاله في جهة أو يكون له جهة لأن الجهة التي هي الفوق ، والتحت ، والأمام ، والوراء ، واليمين ، والشمال لا تتصور ولا تعقل إلا ملازمة للجرم ، وقد تقدم استحالة الجرمية عليه ، فإذا لا يتصور أن يكون له جهة أو يكون في جهة ) كتاب المعرفة في بيان عقيدة المسلم (ص 55 - 57 ). 262- وقال محدث الديار المغربية الشيخ عبد الله بن محمد الصديق الغماري (1413هـ) ما نصه : ( كان الله ولم يكن شىء غيره ، فلم يكن زمان ولا مكان ولا قطر ولا أوان ، ولا عرش ولا ملك ، ولا كوكب ولا فلك ، ثم اوجد العالم من غير احتياج إليه ، ولو شاء ما أوجده . فهذا العالم كله بما فيه من جواهر وأعراض حادث عن عدم ، ليس فيه شائبة من قِدم ، حسبما اقتضته قضايا العقول ، وأيدته دلائل النقول ، وأجمع عليه المِلِّيُّوْن قاطبة إلا شُذاذا من الفلاسفة قالوا بقدم العالم ، وهم كفار بلا نزاع ) انظر قصص الأنبياء : آدم عليه السلام ( ص 11 ). 263- وقال أيضا ما نصه : ( قال النيسابوري في "تفسيره" أما قوله : { وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } فالمشبهة تمسكوا بمثله في إثبات المكان لله وأنه في السماء ، لكن الدلائل القاطعة دلّت على أنه متعال عن الحيز والجهة ، فوجب حمل هذا الظاهر على التأويل بأن المراد إلي محل كرامتي ) انظر عقيدة أهل الاسلام ( ص 29 )
| |
|
| |
الخادم النقشبندي مشرف
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 961 مزاجك : تاريخ التسجيل : 13/02/2011 العمر : 49 الموقع : منتدى الطريقه النقشبنديه الاحمديه العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع وعشق التصوف
| موضوع: رد: اقوال علماء السنة في الاستواء والجهة الأحد يناير 15, 2012 10:15 pm | |
| موضوع رائع وطرح جميل بارك الله فيك أخى الفاضل وجزاك الله كل الخير وجعله فى ميزان حسناتك دمت ودام عطاءك للمنتدى وفــــــــى إنتظار مزيدك الشيق [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
| |
المهتدى المراقب العام
الساعه : الدوله : عدد المساهمات : 2109 مزاجك : تاريخ التسجيل : 08/03/2011 العمر : 28 العمل/الترفيه : الإنترنت
| موضوع: رد: اقوال علماء السنة في الاستواء والجهة الإثنين مارس 12, 2012 11:32 pm | |
| مشكورررررررررر أخى الكريم بارك الله فيك وجزاك الله خيرا جعله الله قى ميزان حسناتك | |
|
| |
| اقوال علماء السنة في الاستواء والجهة | |
|