سبحان من بيده ملكوت كل شيء

قرآن وسنة
د. عبد الله النجار

الآيات الكونية كالزلازل والبراكين والأمطار والرياح والمياه والنيران تمثل
جنوداً مأمورة من الله عز وجل وهي خاضعة لسلطانه وأمره. ويسخرها لتنفيذ
مراده وسريان قدره علي من يشاء من عباده. وقد بين الله ذلك في القرآن
الكريم حتي لا يظن عباده أن أحداً غيره يمكن أن يضر أو ينفع. أو أن يسير في
هذا الكون شيئاً دون مراعاة وأن قدر الله يسري علي الأمير والحقير. وعلي
الغني والفقير. لا يخرج أحد عن طوعه. ولا يتأبي مخلوق عن قدره مهما كان
وضعه. ومهما علا سلطانه.
من عظمه الله سبحانه وكمال قدرته علي خلقه. أنه يأمر الجماد فيطيع. ويخاطب
الأشياء فتنطق. ويوجه أمره إلي السماوات والأرض والجبال فتفهم وتلتزم وتفعل
أو تكف. تأمل قول الله تعالي "وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي.
وغيض الماء وقضي الأمر. واستوت علي الجودي وقيل بعد بعداً للقوم الظالمين".
فالأرض قد خوطبت وكلفت ببلع الماء ففعلت. والسماء قد أمرت بالإقلاع عن
الأمطار فأمسكت. وجف الماء وانتهي الأمر ولو أن أحداً من الخلق خاطب السماء
في غير موطن المجاز أو كلم القمر بعيداً عن مواطن التشبيه والكناية لأدخله
الناس في عداد المجانين. ولكن الله خالق الكون والأشياء عمت ربوبيته كل
شيء من خلقه. ولهذا فإن خطابه للأشياء التي لا تعقل لا يمكن أن يرد علي
سبيل المجاز وإنما يجيء علي سبيل الحقيقة. ومن قبل عرض الله أمانة التكليف
وحمل الأمانة علي السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها.
والإباء يدل علي أن لتلك المخلوقات الجامدة التي لا تعقل إرادة تتجه إلي
الفعل أو عدم الفعل. والإشفاق يدل علي أن لها عاطفة وشعوراً يمكن أن يكون
رقيقاً أو قاسياً. ومما يؤكد ذلك قول الله تعالي "فما بكت عليهم السماء
والأرض". وهو ما يدل علي أن لكل منهما بكاء. وفيهما شفقة تدفع له. أو تربط
ما بين أسبابه ومسبباته لأن الله هو الذي يضحك ويبكي. قال تعالي: "وأنه هو
أضحك وأبكي" ويدل علي ذلك قول النبي صلي الله عليه وسلم في الجبال وما تكنه
من الحب المتبادل بينها وبين الإنسان: "إن أحداً جبل يحبنا ونحبه". فجعل
لجبل أحد حباً كالحب الذي يعتمل ويهيج في قلوب الناس.
ومخلوقات الله في الكون من غير الإنسان. إنما هي جنوده التي ينفذ بها قدره.
ويمضي بها علي الخلائق قضاؤه. وقد يوجهها للانتقام ممن يريد الانتقام
منهم. أو الانتصار ممن يقضي بالانتصار لهم. فحين ضاق الحال علي المسلمين
يوم الخندق أرسل الله لهم ريحاً وجنوداً لم يروها وفعلت بالمشركين أفعالها
فبددت جمعهم وفرقت شملهم. وأفسدت قدورهم حتي تحقق نصر الله لهم. وهذه الريح
نفسها هي التي أرسلها الله إلي قوم عاد حينما كذبوه. فجاءتهم علي هيئة
سحاب ظنوا أنه سيمطرهم خيراً. فإذا به كما قال الله تعالي: "بل هو ريح فيها
عذاب أليم. تدمر كل شيء بأمر ربها" فأصبحوا لا يري إلا مساكنهم ہ كذلك
نجزي القوم المجرمين" وفي قول الله تعالي: تدمر كل شيء بأمر ربها. دليل علي
أنه لا يجري أمر في كون الله عبثاً. حتي تلك الأشياء عندما تتحرك أو تهيج
أو تثور. فإنها لا تثور دون أن يجري عليها. ولكنها تتحرك تنفيذاً لأمر
الله. وامتثالاً لسلطانه فيها فسبحان من بيده كل شيء وهو علي كل شيء قدير.

مشكوووووووووووووووووررررررررررررررر
أخى الكريم الفتى النقشبندى
تحياتى وأحترامى الى قلمك
مواضيعك كلها جميله ومفيده
بارك الله فيك

سلمت أياديكم
شكرا جزيلا على مشاركتكم المفيدة
ومن يبحث عن الخير يجده ومن يبحث عن الشر يجده
وأحسن الله اليكم
وبارك الله لكم في قولكم وعملكم
وجزاكم الله خيرا
مع مودتي

» تلسكوب "هابل"...وتجليات ملكوت السماء
» قصة شاب تركته صلاة الفجررااااااااائعه
» معنى سبحان ربي الأعلى