اهل السنة عضو مميز
الساعه : عدد المساهمات : 287 مزاجك : تاريخ التسجيل : 12/02/2011
| موضوع: موضوع: (التوحيد عند الصوفية) الثلاثاء ديسمبر 21, 2010 2:21 p السبت مارس 05, 2011 12:04 pm | |
| التوحيد عند الصوفية وعند الفلاسفة التوحيد
مقدمة : تبين مما سبق أن الصوفية استخدموا الجوع لا للزهد ولكن للحصول على المعرفة الإلهامية لان هذه المعرفة هي الموصلة يقيناً بزعمهم إلى الله لذلك سمي من خاض بحارها – العارف بالله. والعارفون بالله عرفوه ليوحدوه. فغاية المعرفة إذن هي توحيده تعالى والفوز برضاه، وقد خالف الصوفية كل المناهج العلمية المتبعة في هذا الشأن، وانتهجوا نهجاً فلسفياً خاصاً. انبثق عنه نوع من التوحيد يراه الصوفية توحيد العارفين وتوحيد خاصة الخاصة. و يراه أهل السنة انحرافا خطيراً حكم على بعض سادات الصوفية من خلاله بالزندقة والكفر. وعلى رأس هؤلاء أبو حمزة البغدادي والحسين بن منصور الحلاج والسهروردي. وغيرهم, وبالرجوع لمحاولة استكشاف أصل هذا الانحراف يعود البحث ليرى أن الحق تبارك وتعالى أمر في كثير من آيات كتابه العظيم المسلمين بالتفكر بآيات الله وآلائه. ومن ذلك قوله تعالى: ((إن في خلق السموات والأرض، واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار))( ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله) وفي رواية (تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله). وفي رواية – (تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله).( ) ولما كان العقل محدود بطبيعته ولا يمكنه استكشاف الغيب حيث قد عُلمَ للمسلمين أن الله احتفظ بالغيب لنفسه إلا بعض الغيبيات التي اطلع عليها بعض رسله لأمر إعجازي. فقال تعالى: {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب، ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء}.( ) وقال تعالى: ((وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين)).( ) وقال تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا*إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا}.( ) وقال تعالى موجهاً الآية على رسوله الكريم: وحكمها يشمل الأمة من بعده. ((قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي، قل هل يستوي الأعمى والبصير، أفلا تتفكرون)).( ) وبمثل هذا وجه الله تبارك وتعالى رسوله كما في سورة الأعراف. قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء. إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون.( ) وإن الله تبارك وتعالى غيب بالنسبة لنا فلم يكن لنا إلا الإيمان به وكما علمنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم. لكن كبار الصوفية خالفوا هذا المنهج وحاولوا استكشاف الذات الإلهية، ثم إنهم قد علموا بمحاولاتهم محدودية العقل البشري عن إدراك الله عقلاً فلجأوا إلى مرحلة أخرى سموها طور ما وراء العقل. أو الكشف أو المعرفة اللدنية أو النفث في الروع أو الإلهام لتدلهم على الله.. لا على آلاء الله. فغاصوا في موضوع التفكر في الله المنهي عنه والتقوا بذلك مع الفلاسفة الذين هم بدورهم أدركوا عجز عقولهم فقالوا بالحدس أو الكشف أو الغنوص.
أولا - التوحيد عند الصوفية عرف معجم مصطلحات الصوفية التوحيد بقوله: التوحيد: معرفة معرفته الثابتة له في الأزل والأبد، وذلك بأن لا يحضر في شهوده غير الواحد جل جلاله، وأركان التوحيد سبعة: إفراد القدم عن الحدث وتنزيه القديم عن إدراك المحدث له، وترك التساوي بين النعوت، وإزالة العلة عن الربوبية... وتبرئته عن القياس.( ) وهذا التعريف لا يخرج عن الفلسفة من خلال استخدام مصطلحات القدم – الحدث – العلة. فإزالة العلة عن الربوبية تعني أنه ليس معلولاً لشيء فهو العلة الأولى لجميع الأشياء. وهو مصطلح فلسفي خالص. ولم يهتم الصوفية من حيث الظاهر للمعاني التي طرحها أهل السنة للتوحيد وخصوصاً توحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات ولم يعيروه أي اهتمام حقيقي في تراثهم المكتوب. ولعل ذلك راجع إلى أخذهم الفلسفة من وجهين. فهم أولاً أخذوا المعرفة الفلسفية للصلة بالله، وهم ثانياً أخذوا المعاني التي طرحها أهل الكلام فيما يخص الصفات. وهي راجعة إلى الفلاسفة أيضاً كما سيأتي بيانه بالدليل في الصفحات القادمة ورغم ذلك. فمن خلال تصفح كتب القوم رأينا بعض التعريفات لتوحيد، وأهمها تعريفات الشيخ الملقب بشيخ الطائفة وهو الجنيد. وبعض تعريفات أخرى لشيوخ غيره ما يلي: 1- تعريفات الجنيد للتوحيد: 1. التوحيد: هو إفراد القدم من الحدث.( ) 2. وقال: إن أول ما يحتاج إليه العبد معرفة المصنوع صانعه، والمحدث كيف كان إحداثه فيعرف صنعة الخالق من المخلوق وصفة القديم من المحدث.( ) 3. وسئل الجنيد عن التوحيد فقال إفراد الموحَدِ بتحقيق وحدانيته بكمال أحديته أنه الواحد الذي لم يلد ولم يولد بنفي الأضداد والأنداد والأشباه بلا تشبيه ولا تكييف ولا تصوير ولا تمثيل، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وقال: إذا تناهت عقول العقلاء في التوحيد تناهت في الحيرة.( ) 4. وقال: التوحيد معنى تضمحل فيه الرسوم وتندرج فيه العلوم ويكون الله تعالى كما لم يزل.( ) 5. وقال: أن يكون العبد شبحاً بين يدي الله سبحانه تجري عليه تصاريف تدبيره في مجاري أحكام قدرته في لجج بحار توحيده بالفناء عن نفسه وعن دعوة الخلق له وعن استجابته بحقائق وجوده ووحدانيته في حقيقة قربه بذهاب حسه وحركته، لقيام الحق سبحانه له فيما أراد منه، وهو أن يرجع آخر العبد إلى أوله فيكون كما كان قبل أن يكون( ) وقال: علم التوحيد مباين لوجوده، ووجوده مفارق لعلمه( ) 6. وقال: علم التوحيد طوي بساطة منذ عشرين سنة والناس يتكلموا في حواشيه.( ) 7. وبسنده إلى المؤلف: سئل الجنيد عن التوحيد فقال: سمعت قائلاً يقول: وغنى ليَّ من قلبي وكنا حيثما كانوا وغنيت كما غنى وكانوا حيثما كنا
فقال السائل: أهَلَكَ القرآن والأخبار؟! قال: لا، ولكن الموحد يأخذ أعلى التوحيد من أدنى الخطاب وأيسره.( ) 2- تعريفات لشيوخ غير الجنيد: للتوحيد: 1. قال الشبلي : التوحيد صفة الموحد حقيقة وحلية الموحد وسماً( ) وقال رجل للشبلي أخبرنا عن توحيد مجرد بلسان حق مفرد فقال: ويحك من أجاب عن التوحيد بالعبارة فهو ملحد ومن أشار إليه فهو ثنوي ومن أومأ إليه فهو عابد وثن، ومن نطق فيه فهو غافل ومن سكت عنه فهو جاهل، ومن وهم أنه واصل فليس له حاصل، ومن رأى أنه قريب فهو بعيد ومن تواجد فهو فاقد، وكل ما ميزتموه بأوهامكم وادركتموه بعقولكم في أتم معانيكم فهو مصروف مردود إليكم محدث مصنوع مثلكم.( ) 2. وقال رويم:التوحيد محو آثار البشرية وتجرد الألوهية. 3. وقال ابن عطاء: حقيقية التوحيد نسيان التوحيد وهو أن يكون القائم به واحداً.( ) والجنيد يمثل كبار متصوفة الطبقة الثانية حسب ترتيب أبي عبد الرحمن السلمي في كتابه طبقات الصوفية, ويمثل أيضاً اتجاهاً معتدلاً في التصوف على ما ذكره أبو الوفا التفتازاني( ) لأنه يقول علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة ولكن الملاحظ أن الجنيد لم يلزم نفسه بالقيد الذي طرحه على الصعيد العملي، ففي تعريفاته الأولى يبدو جلياً أثر الفلسفة في استخدام المصطلحات. (القدم، الحدث) وفي تعريف آخر أيضاً سلك مسلك الفلاسفة ولكن من وجه آخر وهو قوله (إذا تناهت عقول العقلاء في التوحيد تناهت في الشك. ثم استشهد لذلك بكلام لأبي بكر الصديق رضي لله عنه (سبحان من لم يجعل لخلقه سبيلاً إلى معرفته إلا بالعجز عن معرفته)( ) وكون الإنسان عاجز عن معرفة الذات الإلهية كما هي أمرٌ مسلم فالله سبحانه وتعالى لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار)( ). وهي تشمل الحسي والمعنوي (القلبي) قال تعالى (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما)ً.( ) لكن النتيجة التي رتبها الجنيد والقشيري مؤلف كتاب الرسالة القشيرية نتيجة غير صحيحة: حيث اعتبروا لازم ذلك هو الحيرة، وهذا نص القشيري. الذي يمثل نصاً فلسفياً كاملاً يقول: ليس يريد الصديق – رضي الله عنه – أنه لا يعرف لأن عند المحققين العجز عجز عن الموجود دون المعدوم كالمقعد عاجز عن قعوده إذ ليس بكسب له ولا فعل والقعود موجود فيه، كذلك العارف عاجز عن معرفته والمعرفة موجودة فيه لأنها ضرورية. وعند هذه الطائفة المعرفة به سبحانه وتعالى في الانتهاء ضرورية فالمعرفة الكسبية في الابتداء( )، وإن كانت معرفة على التحقيق فلم يعدها الصديق – رضي الله عنه – شيئاً بالإضافة إلى المعرفة الضرورية، كالسراج عند طلوع الشمس وانبساط شعاعها عليه.( ) وهذا النوع من التوحيد لا يكون إلا بالفناء عن النفس عند الخاصة من الصوفية. وقد عرف الجنيد في الصفحات السابقة التصوف (أن تكون مع الله بلا علاقة) وهذه هي حالة الفناء: قال السراج في اللمع: وهذا لا يكون إلا بالفناء عن نفسه وعن دعوة الخلق له... بذهاب حسه وحركته لقيام الحق له فيما أراد منه... وبهذا الفناء في التوحيد يتحقق للصوفي الخروج من ضيق رسوم الزمانية إلى سعة فناء السرمدية.( ) والفناء في التوحيد معرفة نظرية تحققت بها نفس الإنسان في عالم آخر قبل أن تتصل بالبدن في هذا العالم، وهذه الفكرة عند الجنيد وعند غيره من الصوفية المتأخرين كابن عطاء السكندري شبيهة بفكرة أفلاطون عن سبق وجود النفس الإنسانية في عالم المثل قبل هبوطها إلى البدن... ولذلك قال أفلاطون: العلم تذكر والجهل نسيان،( )... وللبحث عودة للحديث عن الفناء بشكل أكثر تفصيلاً باعتباره تيار من التيارات الإلهية الصوفية الخارجة عن جادة الصواب. التوحيد عند الغزالي: تكلم الغزالي عن التوحيد من خلال تقسميه إلى مراتب ولم يبحث في الحد فقال: للتوحيد أربع مراتب وينقسم إلى لب وإلى لب اللب وإلى قشر وإلى قشر القشر ولنمثل ذلك تقريباً إلى الأفهام الضعيفة بالجوز في قشرته العليا فإن له قشرتين وله لب وللب دهن هو لب اللب فالرتبة الأولى من التوحيد هي أن يقول الإنسان بلسانه لا إله إلا الله وقلبه غافل عنه أو منكر له كتوحيد المنافقين والثانية أن يصدق بمعنى اللفظ قلبه كما صدق به عموم المسلمين وهو اعتقاد العوام والثالثة أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق وهو مقام المقربين وذلك بأن يرى كثرة ولكن يراها على كثرتها صادرة عن الواحد القهار, والرابعة أن لا يرى في الوجود إلا واحدا وهي مشاهدة الصديقين وتسميه الصوفية الفناء في التوحيد لأنه من حيث لا يرى إلا واحدا فلا يرى نفسه أيضاً وإذ لم ير نفسه لكونه مستغرقاً بالتوحيد كان فانياً عن نفسه في توحيده بمعنى أنه فنى عن رؤية نفسه والخلق فالأول موحد بمجرد اللسان ويعصم ذلك صاحبه في الدنيا عن السيف والسنان والثاني موحد بمعنى أنه معتقد بقلبه مفهوم لفظه وقلبه خال عن التكذيب بما انعقد عليه قلبه وهو عقدة على القلب ليس فيه انشراح وانفساح ولكنه يحفظ صاحبه من العذاب في الآخرة إن توفى عليه ولم تضعف بالمعاصي عقدته ولهذا العقد حيل يقصد بها تضعيفه وتحليله تسمى بدعة وله حيل يقصد بها دفع حيلة التحليل والتضعيف ويقصد بها أيضاً إحكام هذه العقدة وشدها على القلب وتسمى كلاماً والعارف به يسمى متكلما وهو في مقابلة المبتدع ومقصده دفع المبتدع عن تحليل هذه العقدة عن قلوب العوام وقد يخص المتكلم باسم الموحد من حيث إنه يحمى بكلامه مفهوم لفظ التوحيد على قلوب العوام حتى لا تنحل عقدته والثالث موحد بمعنى أنه لم يشاهد إلا فاعلا واحدا إذ انكشف له الحق كما هو عليه ولا يرى فاعلا بالحقيقية إلا واحدا وقد انكشفت له الحقيقة كما هي عليه لأنه كلف قلبه أن يعقد على مفهوم لفظ الحقيقة فإن تلك رتبة العوام والمتكلمين إذ لم يفارق المتكلم العامي في الاعتقاد بل في صنعه تلفيق الكلام الذي به حيل المبتدع عن تحليل هذه العقدة والرابع موحد بمعنى أنه لم يحضر في شهوده غير الواحد فلا يرى الكل من حيث إنه كثير بل من حيث إنه واحد وهذه هي الغاية القصوى في التوحيد فالأول كالقشرة العليا من الجوز والثاني كالقشرة السفلى والثالث كاللب والرابع الدهن المستخرج من اللب.( ) ثم يمدح هذه الدرجة الرابعة إلى أن يقول: فإن قلت كيف يتصور أن لا يشاهد إلا واحد وهو يشاهد السماء والأرض وسائر الأجسام المحسوسة وهي كثيرة فكيف يكون الكثير واحد فاعلم أن هذه غاية علوم المكاشفات وأسرار هذا العلم لا يجوز أن تسطر في كتاب فقد قال العارفون إفشاء سر الربوبية كفر ثم هو غير متعلق بعلم المعاملة نعم ذكر ما يكسر سورة استبعادك ممكن وهو أن الشيء قد يكون كثيرا بنوع مشاهدة واعتبار ويكون واحدا بنوع آخر من المشاهدة والاعتبار وهذا كما أن الإنسان كثير إن التفت إلى روحه وجسده وأطرافه وعروقه وعظامه وأحشائه وهو باعتبار آخر ومشاهدة أخرى واحد إذ نقول إنه إنسان واحد فهو بالإضافة إلى الإنسانية واحد وكم من شخص يشاهد إنساناً ولا يخطر بباله كثرة أمعائه وعروقه وأطرافه وتفصيل روحه وجسده وأعضائه والفرق بينهما أنه في حالة الاستغراق والاستهتار به مستغرق بواحد ليس فيه تفريق وكأنه في عين الجمع والملتفت إلى الكثرة في تفرقه فكذلك كل ما في الوجود من الخالق والمخلوق له اعتبارات ومشاهدات كثيرة مختلفة فهو باعتبار واحد من الاعتبارات واحد وباعتبارات أخر سواه كثير وبعضها أشد كثرة من بعض ومثاله الإنسان وإن كان لا يطابق الغرض ولكنه ينبه في الجملة على كيفية مصير الكثرة في حكم المشاهدة واحدا.( ) وظاهر كلام الغزالي في المثال المضروب على الإنسان يلزم منه شيء أخطر من الفناء، وهو وحدة الوجود. حيث يعتبر الكثرة من الواحد والإنسان عندما يرى الواحد واحداً فهو في حالة ذهول عن الكثرة التي هي منه وأقل ما يقال بأن الغزالي كان غير موفق في مثاله هذا، ومرد ذلك إلى تقليد الفلاسفة أيضاً، يقول د. عبد الرحمن بدوي في موسوعة الفلسفة: تأثر أفلاطون برمنيدس حين رأى أن التغير المطلق لا يمكن أن يكون إلا وهما وأنه لابد من الوحدة إلى جانب هذه الكثرة لأن الكثرة المتحققة الوجود تفترض لها غاية واحدة هي الوحدة. وبهذا قال أفلاطون بما قال به برمنيدس من الوحدة.( )
| |
|