بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين حمدا يليق بجلال وجهه
الكريم وسلطانه العظيم علي ان من علينا باعظم نبي واكرم رسول سيدنا محمد
صلي الله عليه وسلم واصطفانا بحبه وحب ال بيته الاكرمين .
وبعد......
لقد كثر الكلام حول مسألة شد الرحال لزيارة الصالحين وقام البعض ممن ليسوا
لهم قدم في الدين بتحريم زيارة الصالحين مع العلم ان مثل هذه المسائل لم
تثار في عهد السلف الصالح وانما اظهرها هذه الطائفة لتكفير الامة والتنابز
بالالقاب فيقولون هذا كافر وهذا مشرك وهذا قبوري.... وغيره فقررت ان اساهم
في هذا الموضوع بتوضيح الحقيقة للمنكرين والحاقدين .
فقد جاء في اقوالهم تحريم زيارة الصالحين وال بيت النبي صلي الله عليه وسلم
مستندون بحديث للنبي صلي الله عليه وسلم ( لا تشد الرحال الا لثلاث مساجد
المسجد الحرام والمسجد الاقصي ومسجدي هذا) وانا لا ادري كيف يستدلون بهذا
الحديث فهو لا يحرم زيارة القبور مطلقا فقد اراد النبي صلي الله عليه وسلم
ان يبين لنا انه لا ينبغي لاحد ان يشد رحاله الي مسجد ما معتقدا ان الصلاة
فيه اعظم من الصلاة في المسجد الذي يجاوره وهذا منهي عنه ولكن الحديث لا
يخص الزيارة مطلقا بالعكس فقد ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم انه كان
يزور شهداء بدر اذن شد الرحال لزيارة القبور ليس منهي عنه والقاعدة في
الاشياء الاباحة ان لم يرد نص بتحريمه فمن يحرم شد الرحال لزيارة القبور
اريد منه ان ياتي بدليل علي تحريم ذلك وفي الحديث السابق ذكر في شرحه
للامام العسقلاني انه يستثني منه ثلاث اشياء وهم شد الرحال للتعلم وشد
الرحال للتجارة وشد الرحال لزيارة الصالحين فمثلا ان كان هتاك درس سيقام في
مسجد الازهر الشريف فهل يحرم شد الرحال لهذا المسجد بالطبع لا لانه شد
رحال للتعلم وهكذا الزيارة فهي من القربات كما قال البيضاوي .
واريد ان اوجه لهم سؤالا ان كان ابا احدكم يعمل خادما في مسجد ما هل يجوز ان تشد الرحال لزيارته , ستكون الاجابة بالطبع نعم تجوز .
نعم شد الرحال لزيارة الاهل تجوز وشد الرحال لزيارة سبط النبي سيدنا الحسين لا تجوز ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ شيئ من التدبر ايها العقلاء.
فتلك الفرقة التي تحرم هذا انما هم مخالفون للسنة والاجماع ولم يرد عن
علماء السلف الصالح انهم حرموا ذلك بل قالوا انه مستحب, وفي الاصل ان هذه
الفرقة عندما فشلوا في نزع محبة اهل البيت من قلوبنا اصدروا مثل هذه
الاقوال واشاعوها بين الناس لتفريق الامة وتشتيتها .
ومن اقوالهم ايضا تحريم الصلاة في المساجد التي بها اضرحة او قبور ,
مستدلين بحديث للنبي صلي الله عليه وسلم ( لعن الله اليهود والنصاري اتخذوا
من قبور انبيائهم مساجد ) وانا لست بحاجة الي ان اسرد الادلة علي بطلان
دعواهم ولكن اكتفي بتبيين خطأهم في تفسير الحديث واجملها في خمسة نقاط .
الاولي , لقد خص النبي صلي الله عليه وسلم اليهود والنصاري ولم يذكر
المسلمين وفي صحيح البخاري قد وصف سيدنا عمر بن الخطاب الخوارج بانهم يأتون
باقوال نزلت في المشركين ليجعلوها علي المسلمين .
الثانية , ان لفظ المساجد لا يوجد عند اليهود والنصاري وانما مكان عبادة
اليهود يسمي معبد ومكان عبادة النصاري يسمي كنيسة فكيف يقول النبي انهم
بنوا مساجد علي قبور انبيائهم وما يوجد عندهم مساجد ولكن الحقيقة هنا انهم
يسجدون للقبر كما يحدث الان في الفاتيكان .
الثالثة , ان الله قد لعن اليهود لانهم اتخذوا علي قبر نبيهم مسجد ولعن
النصاري لانهم اتخذوا علي قبر نبيهم مسجد, فاين قبر سيدنا موسي واين قبر
سيدنا عيسي لكي يبنوا عليهم مساجد , ولكن هذا يؤكد هذا المعني هو انهم
كانوا يسجدون للانبياء من دون الله .
الرابعة , ان كان الرسول قد قصد بهذا الحديث معناكم هذا فلماذا قام
الصحابة ببناء مسجد علي القبر النبوي وعندما مات صلي الله عليه وسلم
اختلفوا في اي مكان يدفن فمنهم من اشار ان يدفن في بيته ومنهم من اشار ان
يدفن تحت منبره (اي في قلب المسجد ) لولا ان سيدنا ابو بكر قال اني سمعت
رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول نحن معشر الانبياء ندفن حيث نموت .
الخامسة , ان كان الصلاة في المسجد الذي به ضريح حرام فان الصلاة في مسجد
سيدنا رسول الله حرام وان قيل خصوصية للنبي فهناك سيدنا ابو بكر وسيدنا عمر
.
وهكذا نري يا اصحاب العقول ان دعواهم باطلة ولا نريد ان نذكر الاية الكريمة
(وقال الذين غلبوا علي امرهم لنتخذن عليهم مسجدا ) وفي تفسير ابن كثير
لهذه الاية قال انهم بنوا علي قبورهم مسجد ولم ينكرها الله.
ولا نريد ان نذكر ايضا قصة قبر ابي بصير الذي بنوا عليه مسجد في عهد النبي ولم ينكرها النبي صلي الله عليه وسلم.
وادعوا الله ان اكون قد وفقت للوصول الي الحقيقة ولا تنسونا بصالح دعاؤكم
( اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا )