منتدى الطريقه النقشبنديه
 عائدون إلى ربهم 412252
عزيزى الزائر/ عزيزتى الزائره
يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت
عضو معنا
أو التسجيل ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك
 عائدون إلى ربهم 862936
 عائدون إلى ربهم 22-4-99
ادارة المنتدى
منتدى الطريقه النقشبنديه
 عائدون إلى ربهم 412252
عزيزى الزائر/ عزيزتى الزائره
يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت
عضو معنا
أو التسجيل ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك
 عائدون إلى ربهم 862936
 عائدون إلى ربهم 22-4-99
ادارة المنتدى
منتدى الطريقه النقشبنديه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الطريقه النقشبنديه

تصوف اسلامى تزكية واداب وسلوك احزاب واوراد علوم روحانية دروس وخطب كتب مجانية تعليم برامج طب و اسرة اخبار و ترفيه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  عائدون إلى ربهم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
احمد جعفر النجار
المراقب العام
المراقب العام
احمد جعفر النجار


الساعه :
الدوله : مصر
ذكر
عدد المساهمات : 1059
مزاجك : مصارعه
تاريخ التسجيل : 25/04/2011
العمر : 38
العمل/الترفيه : مدرس بالتربيه والتعليم
الأوسمه المراقب المميز

 عائدون إلى ربهم Empty
مُساهمةموضوع: عائدون إلى ربهم    عائدون إلى ربهم Icon_minitimeالجمعة أغسطس 17, 2012 2:03 am

عائدون إلى ربهم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم تسليماً، وبعد:
فأخبار التائبين شائقة، وقصصهم رائقة، لأنها تروي لنا حياة البؤس والنعيم، والشقاوة والسعادة، والمخافة والأمن، والقلق والسكينة.

ما ذرّ شارق ولا لمع بارق غلا وعاد إلى الله صادق، وما أفل غارب ولا طرق نجم ثاقب إلا وأناب إلى الله تائب.

التائب منكسر القلب، عزير الدمعة، حي الوجدان، قلق الأحشاء...

التائب صادق العبارة، جم المشاعر، جيّاش الفؤاد، مشبوب الضمير...

التائب خليٌّ من العجب، فقير من الكبر، مقلّ من الدعاوي...

التائب بين الرجاء والخوف، والسلامة والعطب، والنجاة والهلاك...

التائب في قلبه حرقة، وفي وجدانه لوعة، وفي وجهه أسى، وفي دمعه أسرار...

التائب يعرف الهجر والوصال، واللقاء والفراق، والإقبال والإعراض.

التائب له في كل واقعة عبرة، فالحمام إذا غرّد بكى، والطير إذا صاح ناح، والبلبل إذا شدا تذكّر، والبرق إذا لمع اهتز..

التائب يجد للطاعة حلاوة، وللعبادة طلاوة، وللإيمان طعماً، وللإقبال لذة...

التائب يكتب من الدموع قصصاً، وينظم من الآهات أبياتاً، ويؤلف من البكاء خطباً..

التائب
كالأم اختلست طفلها من يد الأعداء.. وكالغائص في البحر نجا من اللجّة إلى
الشاطىء.. وكالعقيم بشِّر بابن، وكالرجل البارز للإعدام عفى عنه.


التائب أعتق رقبته من أسر الهوى، وأطلق قلبه من سجن المعصية، وفك روحه من شباك الجريمة، وأخرج نفسه من كير الخطيئة.

التائب طالطائر الجريح لا يختال، وكالقمر الكاسف لا يتكلّم، وكالنجم الغابر في الغيهب لا يصيح.

وهذه بعض قصص التائبين كتبتها لمن تاب وأناب، ولمن عزم على التوبة، ولمن فكر في أن يتوب، ولمن أعرض عن التوبة، فعسى أن تنفع الجميع.

1.جندي عرف الله:
حدثني هذا الرجل بقصته يوم تاب إلى الله تبارك وتعالى، إنها قصة عجيبة،
إنها قصة الإنسان يوم يعيش حياتين وفترتين ومرحلتين.. يوم يعيش الظلام
والنور.. الهدى والضلال.. الحفظ والضياع.. هذا الرجل لا أذكر اسمه، وهو
مشهور بين أهل بلده بعبادته وبكائه وخشوعه وتلاوته، يحدّثك عن قصة عودته
إلى ربه وعيناه تذرفان.


كان جندياً
بإحدى المدن يحمل بندقيته في حراسة متقطعة، وكان في تلك الفترة قوي
البنية، لكنه ميت القلب.. ريّان الشباب، لكنه مفلس الإرادة، عملاق الجسم،
لكنه هزيل الإيمان.


أخبرني أنه
كان لا يسجد لله سجدة، لا يعرف الصلاة، وما هي الصلاة، وما قيمة الصلاة،
لا يدخل المسجد، إلا مجاملة إذا اضطر إلى ذلك مصانعة للناس ومراءاة لهم.


كان
معروضاً تماماً عن الله عز وجل: " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضلّه الله
على علمٍ وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوةً فمن يهديه مِنْ بعد
الله أفلا تذكّرون " .( الجاثية: الآية 23)


قال لي
بأنه كان يستهزىء بالدين الإسلامي، لا يحب الصلاح والصالحين.. إذا دعي إلى
الله تعالى ردّد كلمته المشهورة: " كفر صراح ولا دين مخشخش "!


كان لا
يغتسل من الجنابة، وربما يضطر لمصانعة الناس فيدخل المسجد بجنابته ليصلي،
لا يعرف الوضوء، لأن القلب في سباتٍ عميق، وفي غمرة هائلة، يقف في نوبته
فيشعل السيجارة من السيجارة.


أطلق لقلبه
الهيام في أودية المعاصي والشهوات، وأطلق لعينه النظر إلى الحرام، وأطلق
لسمعه التلذذ بالغناء الفاحش، وأطلق لجوارحه العبث بالقيم والمبادىء، يرى
الفتاة فيتابعها بعينيه اللتين كأنهما رصاصتان.


أما ليله
فمع ثلة من الشباب الحيران الضائع، يسهر معهم في المجون، في البذاءة، في
الهيام والغواية، فإذا زاره النوم رمى بجثمانه على الأرض كالجثة الهامدة
حتى يدعي لنوبته، ينام بلا طهارة، بلا صلاة، بلا قرآن، بلا ذكر.. ينام نومة
الهائم الضّال الذي ما عرف الطريق.


كان ينفر
من السنن، ومن أهلها الملتزمين بها، يرى أن الدين مسخرة، والتمسك به تخلّف
ورجعية، وأن قضايا الدين عتيقة، أكل عليها الدهر وشرب.


كره
الصالحين والأخيار، لا لشيء، إلا لأنهم متدينون صادقون.. بينه وبين والديه
ما يقارب ثلاثمائة ميل، لكنه هجرهم وقاطعهم، ومن قطع حبله مع الله فحري به
أن يقطعه مع الناس.


ومضت الأيام، والليالي، والساعات، والدقائق، يملؤها باللهو واللعب، ويحشوها بالمجون والاستهتار.

وأرسل الله
تعالى إلى تلك البلدة بداعية عملاق، داعية مؤثر جد مؤثر، شيخ علم ورجل
فضل، خطيب مصقع، ومتكلم قدير، وقد مات قبل سنوات رحمه الله، ولم تذكره
الكتب، ولكن ذكرته القلوب، ولم تتكلم عنه الصحف، ولكن تكلمت عنه العيون
بدموعها.


كان هذا
الداعية إذا تكلم تسابقت دموعه وكلماته، يقول أحد الصالحين: رأيت في المنام
كأني دخلت سوقاً قد احتشد فيه الناس، وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم قائم
خطيباً في هذا السوق، وبكى في أثناء خطبته- بأبي هو أمي- فأغمي على بعض
الناس من كثرة التأثر حتى رشوا بالماء، قال: وفي الصباح نزلت إلى سوق
البلدة، فلما اجتمع الناس قام هذا الداعية يعظ، فارتفع صوته بالوعظ والبكاء
حتى رأيت بعض الناس يسقطون في الشمس من التأثر، ويرشون بالماء، فكان هذا
تأويل رؤياي من قبل.


هذا الداعية زار بلدة هذا الجندي، فدخل مسجداً صغيراً بجانب الإدارة التي يعمل بها هذا الرجل.

كان الجندي
في حراسته بجانب المسجد، وقام الداعية بعد الصلاة، فتكلم، وسافر بالقلوب
في رحلة إلى الدار الآخرة، تكلم، ولكنه أسر الأرواح، فأصحبت في يديه، فإمّا
مناً بعد وإما فداءً، وأنصت الجندي بأذنيه لكلام الشيخ، وكان الشيخ يشرح
قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظرْ نفسٌ ما قدّمت لغد
واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ". ( الحشر: الآية 18)


وأفاض الداعية في ذكر الآخرة، وما فيها من عجائب وأهوال، وتحدث عن الجنة وعن النار، وسلم الجندي قلبه للداعية ليصله بالله عز وجل.

يقول
الجندي عن نفسه: لقد أصبحت في حالة تشبه الذهول لا أدري أين أنا، لقد فقدت
قوتي على القيام، فجلست على الأرض، وأتاني من البكاء ما الله به عليم.


لقد خاطب
هذا الداعية الفطرة المودعة في هذا الرجل، فطرة الإيمان والتوحيد: " فطرت
الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم " . (
الروم: الآية 30)


لقد تذكر
هذا الجندي أيامه السوداء البائسة، وتذكر وقوفه بين يدي ربه تبارك وتعالى،
في يوم العرض الأكبر: " يؤمئذ تُعرضون لا تخفى منكم خافية " ( الحاقة:
الآية 18)، حينها استفاق قلبه، واستيقظ إيمانه، وغلى وجدانه.


لا إله إلا الله، ما أقوى هذا الدين إذا تغلغل في الأرواح، ولا إله إلا الله، ما أنفذ سلطان التوحيد إذ تملك القلوب ؟

انتهى الواعظ من موعظته، ولكن هذا المذنب النادم لم ينته من بكائه ولن ينتهي، ولماذا ينتهي ؟

وجاءه
زملاؤه يهرعون إليه، وهو في غيبوبة البكاء، ما لك يا فلان ؟ ما لك يا فلان ؟
ما لك يا فلان ؟ ماذا أصابك ؟... سلامتك..!! وما ردّ عليهم إلا بالبكاء.


إذا اشتبكت دموع في خدودٍ

تبين منْ بكى مِمَّنْ تباكي

أخذوا
سلاحه من يديه، وقام يتوكأ على زميله، ودخل غرفته يواصل نحيبه وحسرته،
وفجأة انفجر كالبركان يعلن توبته أمام الله تعالى.. أتوب إلى الله، أستغفر
الله.. يا رب تبت إليك.. غفرانك.. رحمتك يا رب..


" قل يا
عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب
جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ". ( الزمر: الآية 53)


ذهب فاغتسل
من الجنابة وخلع ملابسه ولبس ملابس أخرى نقية طاهرة، واستهل أول حياته-
حياة الإيمان- بصلاة المغرب، " أو مَن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً
يمشي به في الناس كَمَنْ مَّثله في الظلمات ليس بخارج منها ". ( الأنعام:
الآية 122)


ولما انتهت
صلاة المغرب ذهب التائب مع الشيخ الداعية إلى بيت مجاور للمسجد، ولما طاب
المجلس اقترب صاحبنا من الشيخ وقصّ عليه قصة حياته: قصة الضياع، قصة
الحرمان، قصة عدم المبالاة.


فانطلق
الداعية الحكيم يصف له طريق الهداية، وسبيل السعادة، ويعلمه بمبادىء أمور
الإسلام، وسنن الصلاة، وطلب من بعض الحاضرين تعليم هذا التائب كتاب الله عز
وجل تجويداً وتلاوةً وحفظاً وعملاً.


قال لي هذا
التائب: والله، ما نمت تلك الليلة من فرحي بالهداية والإقبال على الله، "
أفمن شرح الله صدرَه للإسلام فهو على نورٍ مِن ربه فويلٌ للقاسية قلوبهم من
ذكر الله ". ( الزمر: الآية 22)


واستمر هذا المقبل يعيش حياة الإيمان، وتالله لقد قال لي: حفظت القرآن في أربعة أشهر فحسب عن ظهر قلب.

لقد عكف
على القرآن، ينام في الليل والنهار ساعتين فحسب، يقرأ القرآن قائماً
وقاعداً وعلى جنبه، وواصل النوافل، وصلح حاله وانشرح باله، وذهبت غمومه
وهمومه، هو اليوم فوق الخمسين من عمره، وهو من أعبد من رأيت من الناس، يختم
القرآن في كل ثلاثة أيام، وله أوراد من الأذكار الشرعية، أما دموعه فما
أسرعها من دموع، طلق المحيّا، بشوش، ترى الولاية ظاهرة عليه.


وهذه القصة
سجلتها منه، وإنني أعرف أن كثيراً من الأحبة يعرفونه، وإن في قصته لعبرة
لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. " ربَّنا إنَّنا سمعنا منادياً
ينادي للإيمان أن آمنوا بربِّكم فآمنّا ربَّنا فاغفر لنا ذُنوبنا وكفِّر
عَنَّا سيئآتنا وتوفَّنا مع الأبرار ". (آل عمران: الآية 193)


2.شاب أدركته عناية الله:
هو شاب تنكّر لدينه، ونسي ربه، وغفل عن نفسه، كان يضرب به المثل في التمرد
والعناد، حتى لقد بلغ من أذيته للناس أن دعا عليه الكثير بالهلاك ليريح
الله الناس من شره.


وعظه بعض
الدعاة فما قبل، نصحوه فما سمع، حذروه فما ارتدع، كان يعيش في ظلمات من
شهواته، دخل عليه أحد الدعاة، وكان هذا الداعية مؤثراً صادقاً، فوعظ هذا
المعرض حتى أبكاه، وظن أنه استجاب لله وللرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن
دون جدوى عاد كما كان، وكأنه ما سمع شيئاً أبداً.


لا يعرف المسجد حتى يوم الجمعة، يخرج من بيته بعد العشاء مع عصابة من الأنذال، ولا يعود إلا قليل الفجر، ثم ينام النهار كله.

ترك الوظيفة وهجر العمل، فأفلس في الدين والدنيا، وكانت أمه تنوح بالبكاء مما ترى من واقع ولدها، بل تمنت كثيراً أن يموت.

ينام على
الأغنية ويستيقظ عليها، وعنده من صور الخلاعة والفجور والمجون ما يهدم
إيمان أهل مدينة، بل ثبت عنه تعاطي المخدرات فأصابه سكار في العقل والروح.


طال شذوذه عن الله، وحلم الله يكتنفه.

طال تمرده والله يمهله، وكثرت معاصيه ونعم الله تحوطه.

يسمع كل شيء إلا القرآن، ويفهم كل شيء إلا الدين، ويحب كل شيء إلا ذكر الله وما والاه.

سبحان الله، كيف يرتكس القلب إذا لم يعرف الله، وسبحان الله، كيف يتبلد الإحساس يوم يعرض عن الله عز وجل.

وتمر أيامه
المسودة بالمعصية، المغبرة بالمخالفات، ويفكر أحد الصالحين من الدعاة في
طريقة طريقة لانتشال هذا العاصي من المعصية، إنها طريقة إهداء الشريط
الإسلامي، وإدخاله بيوت الناس وسيارات الناس، الشريط الإسلامي الذي ينقل
علم المتكلم ونبرته وتأثيره.


وتم إهداء هذا الشاب مجموعة من الأشرطة المؤثرة، أخذها ووضعها في سيارته، ولم يكن له اهتمام بسماعها.

ثم سافر عن
طريق البر إلى الدمام، وطال الطريق واستمع إلى ما شاء من غناء وسخف، ثم
جرب أن يزجي وقته بسماع شريط إسلامي ليرى كيف يتكلم هؤلاء الناس، وما هي
طريقتهم في الكلام.


وابتدأ
الشريط يبث ذبذبات الإيمان حية على هواه الصدق مباشرة، عبر أثير الإخلاص
بذبذبة طولها الرسالة الخالدة لمستمعيها في مدينة المعرضين وما حولها.


أنصت الشاب
للشريط، وكان الحديث عن الخوف من الله تعالى، وأخبار الخائفين، ووصلت
الكلمات إلى قلب الشاب، فاستقر هناك، في قرار مكين، وانتهى الشريط وقد
استعد الشاب واستنفر قواه الذهنية، وراجع حسابه مع الله جلَّت قدرته.


وفتح
الشريط الثاني، وكان الحديث عن التوبة والتائبين، وارتحل الشاب بفكره إلى
ماضيه المحزن المبكي، فتتابع الشريط والبكاء في أداء عرض من النصح أمام
القلب، وكأن لسان حال الموقف يردد: " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله
وللرسول إذا دعاكم لما يُحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه
إليه تُحشرون ". ( الأنفال: الآية 24)


واقترب من
مدينة الدمام، وهو لا يكاد يتحكم في سيارته من التأثر، لقد دخل جسمه تيار
الإيمان يهزه هزاً: " وترى الجبال تحسبها جامدةً وهي تمرُّ مرَّ السحاب
صُنعَ الله الذي أتقنَ كلَّ شيء ". ( النمل: الآية 88)


ووصل
المدينة فدخلها، وقد دخل قبلها مدينة الإيمان، تغيّرت الحياة في نظره،
وأصبح ينظر بنظرة العبد التائب بعد أن كان ينظر بنظرة المعرض المتمرد.


بدأ بالمسجد وتوضأ بالدموع مع الماء:

إذا كان حب الهائمين من الورى

بليلى وسلمى يسلب اللب والعقلا

فماذا عسى أن يصنع الهائم الذي

سرى قلبه شوقاً إلى العالم الأعلى

ودخل المسجد، فاستفتح حياته بالصلاة، وبدأ عمراً جديداً:

" وقُل جاء الحقُّ وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ". ( الإسراء: الآية 81)

وعاد إلى
أهله سالماً غانماً: سالماً من المعاصي غانماً من الطاعات دخل البيتَ بوجه
غير الوجه الذي خرج به، لأنه خرج بوجه المعصية والذنب والخطيئة، وعاد بوجه
أبيض بنور الطاعة والتوبة والإنابة.


وتعجب أهله!! ماذا جرى لك يا فلان ؟ ما حدث ؟ قال لهم: حدث أعظم شيء في حياتي، عدت إلى الله، تبت إلى الله، عرفت الطريق إلى الله.

ودمعت عيناه، فدمعت عيونهم معه فرحاً، ومن الدموع دموع تسمى دموع الفرحة:

طفح السرور عليّ حتى أنني من عظم ما قد سرني أبكاني

وأشرقت
أنوار البيت، وتسامع الناس، وأخذوا يدعون للتائب المنيب، فهنيئاً له بتوبة
ربه عليه: " أولئك الذين نتقبّل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في
أصحب الجنة وعدَ الصدقِ الذي كانوا يوعدون ". ( الأحقاف: الآية 16)

.امرأة ترد زوجها إلى الله: كان هذا الرجل يسافر إلى الخارج للمعصية، فيعصي الله في الداخل والخارج، وفي الليل والنهار، والسر والعلن.

ظن أن الحياة كأس وامرأة، فسقط في الملذات، وهو في الظلمات، وأوقع نفسه في ورطات ونكبات.

آخر سفرة
له كانت إلى فرنسا- البلد المظلم المتهتك- سافر إلى هناك، ومكث مدة في حياة
بهيمية، يأنف من بعض صورها الحيوان، إنها حياة أعداء الله، أولئك " الذين
ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً ". ( الكهف:
الآية 104)


ثم عاد إلى أهله، ودماغه ممتلىء بأخبار تلك البلاد وقصصها.

فالعظماء عنده عظماء الغرب، والأدباء عنده أدباء الغرب، والدنيا كلها الغرب.

وكان قد
تزوج بامرأة صالحة، امرأة عرفت الله عز وجل: " ربَّنا هبْ لنا من أزواجنا
وذرِّياتنا قرة أعين ". ( الفرقان: الآية 74) ولقد كانت هذه المرأة قرة
عين، خرجت من بيت يعيش الإسلام حقيقة، وينعم بالإيمان.


بيت، أهله مصلّون، ذاكرون، متصدقون، بيت يشرف بالحجاب والحشمة والعفاف.

هذا البيت لم يعرف الأغنية، وما رأى المجلة الخليعة، والفيلم الهدّام.

وبدأت هذه
المرأة مع زوجها حياة جديدة، كانت تجذب زوجها إلى الله جذباً ليّناً، كلما
وجدت فرصة تكلمت معه عن الإيمان والهداية، يراها مصلية ذاكرة عابدة، تدخل
بيتها بذكر الله، وتحضر طعامها باسم الله، وتنهي أمره بحمد الله.


تدعو زوجها إلى نجاته، وتدعو له بالنجاة.

وبدأ الزوج
يصلي في البيت لا في المسجد، فكانت تذكره بفضل الجماعة، وتدعوه برفق ونصح
وإشفاق، فبدأ أحياناً يصلي في المسجد، وحضر أول يوم إلى المسجد في صلاة
الفجر، فأثنت عليه زوجته خيراً بما فعل، وأظهرت السرور والفرح، فواصل كل
الصلوات في المسجد جماعة وترك المسكر، وبغّضت له زوجته قرناء السوء، وحبّبت
إليه الصالحين، فهجر أصحابه المعرضين عن الله عز وجل.


وأهدت له مصحفاً فسر بتلك الهدية وأخذ يتلو، هجر الدخان وأطلق ليحته، وانتهى من إسبال ملابسه، تكاملت شخصيته الإسلامية.

بدأ نور
الإيمان يلوح على محياه، أخذ يحضر دروس العلم، ومجالس الخير، وندوات
الإيمان. زار الصالحين وزاروه، حج واعتمر والحمد لله، هجر الغناء، والمجلة
الخليعة، والأفلام الهدامة، " فمَن يُرد الله أن يهديه يشرحْ صدره للإسلام
". ( الأنعام: الآية 125)


هو الآن، يعيش حياة المسلم العامر قلبه بشكر ربه، الرطب لسانه بذكر مولاه.

حفظ الآن كثيراً من القرآن الكريم، وهو مثل المؤمن الصادق.

فسلام على
تلك الزوجة، ورفع الله منزلتها، وأخرج من النساء من أمثالها، وسلام على هذا
الرجل وثبَّته بالقول الثابت، وزاد في الرجال من أمثاله، ولله الأمر من
قبل ومن بعد.


قال صلى
الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تعالى: " يا عبادي إنكم تخطئون بالليل
والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم ".
(1)
أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من التائبين الصادقين،


عائدون إلى ربهم د. عائض القرني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الخادم النقشبندي
مشرف
مشرف
الخادم النقشبندي


الساعه :
الدوله : مصر
ذكر
عدد المساهمات : 961
مزاجك : المطالعه
تاريخ التسجيل : 13/02/2011
العمر : 49
الموقع : منتدى الطريقه النقشبنديه الاحمديه
العمل/الترفيه : القراءه والاطلاع وعشق التصوف
الأوسمه وسام التكريم

 عائدون إلى ربهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عائدون إلى ربهم    عائدون إلى ربهم Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 07, 2012 7:37 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مشكور أخى على هذا الموضوع القيم
بارك الله لنا وللمندى فيك وجزاك الله كل الخير
وجعله فى ميزان حسناتك يوك القيامه
وأنت لم تأتى بشيئٍ جديد لأنك دائماً مبدع فى مواضيعك
وتقبل مرورى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abonor.ahlamountada.com
احمد جعفر النجار
المراقب العام
المراقب العام
احمد جعفر النجار


الساعه :
الدوله : مصر
ذكر
عدد المساهمات : 1059
مزاجك : مصارعه
تاريخ التسجيل : 25/04/2011
العمر : 38
العمل/الترفيه : مدرس بالتربيه والتعليم
الأوسمه المراقب المميز

 عائدون إلى ربهم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عائدون إلى ربهم    عائدون إلى ربهم Icon_minitimeالأحد أكتوبر 14, 2012 5:18 pm

كل الشكر للمرور الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عائدون إلى ربهم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لماذا يحارب الناس ربهم؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الطريقه النقشبنديه  :: منتدى الطريقه النقشبنديه الاسلامى :: المنتدى الاسلامى العام-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» للخلاص من كل مرض وبليه ومجرب
 عائدون إلى ربهم Icon_minitimeالخميس أبريل 27, 2023 4:07 pm من طرف mechri

» الأربعون النووية
 عائدون إلى ربهم Icon_minitimeالأحد سبتمبر 19, 2021 7:38 am من طرف احمد محمد النقشبندي

» مجموعة كتب فى الفقه العام و أصول الفقه.
 عائدون إلى ربهم Icon_minitimeالسبت سبتمبر 04, 2021 10:57 pm من طرف احمد محمد النقشبندي

» السيرة النبوية لإبن هشام
 عائدون إلى ربهم Icon_minitimeالسبت سبتمبر 04, 2021 10:51 pm من طرف احمد محمد النقشبندي

»  الجن و دياناتهم
 عائدون إلى ربهم Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:46 pm من طرف الموجه النقشبندي

» برنامج لكسر حماية ملفات الـ pdf لطباعته
 عائدون إلى ربهم Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:46 pm من طرف الموجه النقشبندي

» حمل كتب الامام محي الدين بن عربي
 عائدون إلى ربهم Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:46 pm من طرف الموجه النقشبندي

» رياض الصالحين .
 عائدون إلى ربهم Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:46 pm من طرف الموجه النقشبندي

»  دعآء آلهم و آلحزن و آلكرب و آلغم
 عائدون إلى ربهم Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:45 pm من طرف الموجه النقشبندي

» للوقايه من شر الإنس والجن
 عائدون إلى ربهم Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:45 pm من طرف الموجه النقشبندي

» خواص عظيمه للزواج
 عائدون إلى ربهم Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:44 pm من طرف الموجه النقشبندي

» اختصاص الامام علي كرم الله وجهه بالطريقة
 عائدون إلى ربهم Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:38 pm من طرف الموجه النقشبندي

» النقشبندية...منهجها وأصولها وسندها ومشائخها
 عائدون إلى ربهم Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:36 pm من طرف الموجه النقشبندي

» الشريف موسى معوض النقشبندى وذريته وأبنائه 9
 عائدون إلى ربهم Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:35 pm من طرف الموجه النقشبندي

» االرحلة الالهية
 عائدون إلى ربهم Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 04, 2017 5:34 pm من طرف الموجه النقشبندي

أقسام المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لـ{منتدى الطريقه النقشبنديه} ®
حقوق الطبع والنشر © مصر 2010-2012
@ الطريقه النقشبنديه للتعارف والاهداءات والمناسبات @المنتدى الاسلامى العام @ الفقه والفتاوى والأحكام @ منتدى الخيمه الرمضانيه @ قسم الصوتيات والمرئيات الاسلاميه @ الطريقه النقشبنديه للثقافه والموضوعات العامه   منتدى الطريقه النقشبنديه للحديث الشريف @ منتدى الطريقه النقشبنديه للعقيده والتوحيد @ منتدى الطريقه النقشبنديه للسيره النبويه @ منتدى مناقب ال البيت @ منتدى قصص الأنبياء @ شخصيات اسلاميه @   الطريقه النقشبنديه والتصوف الاسلامى @ الطريقه النقشبنديه @ صوتيات ومرئيات الطريقه النقشبنديه @ رجال الطريقه النقشبنديه @ @  قصائد نقشبنديه @  منتدى قصائد أهل التصوف والصالحين @ منتدى سيرة ألأولياء والصالحين @ شبهات وردود حول التصوف الاسلامى @ التزكيه والآداب والسلوك @ أذواق ومشارب الساده الصوفيه @ الصلوات المحمديه على خير البريه @ أحزاب وأوراد @ أدعيه وتوسلاات @   تفسير الروىء وألأحلام @  منتدى الروحانيات العامه @  منتدى الجن والسحر والعفاريت @  منتدى الكتب والمكتبات العامه @ منتدى الكتب والمكتبات الصوفيه @ منتدى كتب الفقه الاسلامى @ كتب التفاسير وعلوم القران @ كتب الحديث والسيره النبويه الشريفه @ منتدى الابتهالاات الدينيه @ منتدى المدائح المتنوعه @ منتدى مدائح وأناشيد فرقة أبو شعر @ منتدى مدح الشيخ ياسين التهامى @ منتدى مدح الشيخ أمين الدشناوى @ منتدى القصائد وألأشعار @ منتدى الأزهر الشريف التعليمى @ منتدى معلمى الأزهر الشريف @ منتدى رياض الأطفال @ منتدى تلاميذ المرحله الابتدائيه @ منتدى طلاب وطالبات المرحله الاعداديه @ منتدى التربيه والطفل @ منتدى الاسره والمجتمع @ منتدى المرأه المسلمه @ منتدى الترفيه والتسليه @ منتدى الطريقه النقشبنديه للصور الاسلاميه @ منتدى صور الصالحين @ منتدى غرائب وعجائب الصور @ الصور والخلفيات العامه والمتحركه @ منتدى الطب النبوى @ أمراض وعلاج @ منتدى الوقايه خير من العلاج @ قسم الجوال والستالاايت @ قسم البرامج العامه للحاسوب @ دروس وشروحات فى الحاسوب @ تطوير مواقع ومنتديات @ انترنت وشبكات @ منتدى الشكاوى والمقترحات @ منتدى التبادل الاعلانى @
الدخول السريع
  • تذكرني؟
  • اليكسا
    التسجيل
    حفظ البيانات؟
    متطلبات المنتدى
    أرجو قفل الموضوع


    هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل .

    و يسعدنا كثيرا انضمامك لنا ...

    للتسجيل اضغط هـنـا

    تنويه
    لا يتحمّل منتدى الطريقه النقشبنديه الصوفيه أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها من قبل الساده الأعضاء أو المشرفين أو الزائرين
    ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم   التي تخالف القوانين
    أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر.
    مواضيع مماثلة
      rss
      Preview on Feedage: free Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
      Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
      Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki
      تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
      تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

      الطريقه النقشبنديه

      قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى الطريقه النقشبنديه على موقع حفض الصفحات