تابع لماذا يكره الوهابية سيدي أحمد البدوي بالذات من دون سائر المؤمنين كراهية خاصة ؟
محاولة نفى تحققه بالولاية والصلاح فاختلقوا له وصمة التشيع الباطنى
( الشيعه الباطنيه هى فرقه منحرفه عقيديا تتظاهر بالاسلام لتكيد له من داخله. وتغالى فى تعاليم الدين ) .
والرد على هذه الفريه يتمثل فى عشرة أدله تثبت بطلان دعوى تشيع السيد احمد البدوى واثبات كونه امام من ائمة اهل السنه والجماعه .
الدليل الاول :
انه لم يثبت فى اى مصدر علمى موثق يعتمد عليه ان السيد البدوى كان شيعيا
وانما هى دعوه ملفقه مجهولة المصدر ولو كان السيد البدوى متشيعا لوردت
ترجمته فى مصادر تراجم الشيعه وطبقاتهم او على الاقل فى اى كتاب من كتبهم,
ولكن شيئا من ذلك لم يكن على مدى ثمانية قرون منذ عهد السيد الى يومنا هذا .
الدليل الثانى :
ان عقيدة الامام البدوى هى عقيدة اهل السنه والجماعه كما ان تصوفه مبنى
على دعائم المذهب السنى , فلم يؤثر عنه فى اى مصدر علمى انه خرج عن مذهب
اهل السنه بقول او فعل , بل لقد انضوى تحت لوائه اعلام اهل السنه فى عصره
من المحدثين والفقهاء كالقاضى ابن دقيق العيد وابن اللبان والشيخ عبد
العزيز الدرينى وغيرهم !.
الدليل الثالث :
ان السيد البدوى شافعى
المذهب وقد صرح بذلك ائمه عديدون ومنهم الامام برهان الدين الحلبى اذ قال
فى سيرة السيد احمد البدوى ما نصه ( واشتغل بالفقه على مذهب امامنا الشافعى
رضى الله عنه ) ومن بدائه العلم ان المذاهب الاربعه سنيه ولا يعترف بها
الشيعه , فالمنتمى لاحدها يكون رميه بالتشيع الباطنى ضربا من العبث لا يعتد
به بأى حال من الاحوال .
الدليل الرابع :
ان الظاهر بيبرس كان
شديد الولاء والمحبه للسيد البدوى و الظاهر بيبرس عرف ببغضه للشيعه وحربه
عليهم ومطاردته لهم , فكان يجله ويحترمه وبلغ من اعتقاده فى الامام البدوى
الى الحد الذى عبرت عنه دائرة المعرف الاسلاميه فى ترجمتها للسيد بما نصه (
....... ويقال ان معاصره الظاهر بيبرس كان يقدسه وانه قبل قدميه ) وهذا
عكس ما زعمه المتخرصون من اضطهاد الظاهر بيبرس للصوفيه وللسيد رضى الله عنه
.
الدليل الخامس :
اشتهاره بتدريس الفقه والتصوف الاسلامى , حيث
كان للامام البدوى مجالسه العلميه التى كانت تعقد بدار الشيخ ركين ثم فى
دار ابن شحيط ( شيخ البلد ) بعد وفاة ركين , وكان الامام البدوى يدرس الفقه
على المذهب الشافعى .
الدليل السادس :
ان اقطاب التصوف والولايه
المعاصرين للامام البدوى واللاحقين لهم - وهم جميعا من اهل السنه - قد
شهدوا له بالولايه الكبرى والقطبانيه العظمى .
فهؤلاء الافذاذ الذين
اجمعت الامه على سمو مكانتهم فى عالم الولايه كالامام الدسوقى والقطب
المتبولى و الحافظ السيوطى و الامام ابوالعزائم و الامام الشعرانى وغيرهم .
قد شهدوا للامام البدوى وهم اهل الكشف والعرفان بانه من اكابر الاولياء حتى لقد قال فيه الامام الدسوقى رضى الله عنه :
فضل الله علينا عم كل الجماعة تبع والسيد عم
وايضا مدحه الامام المجدد السيد محمد ماضى ابو العزائم رضى الله عنه فى اكثر من قصيده من مواجيده العرفانيه فيقول فيه :
عبدت الرب بالحال العليه ايا بدوى قد نلت العطيه
عبدت الرب بالعلم اللدنى فنيت عن الايادى والمزيه
وهبت الحال بعد الكشف حتى رأيت الكون بالذات العليه
حباك المصطفى منه بحال سقاها من مدام عيسويه
فقهت مقام اهل الكشف جذبا جذبت فنلت اسرارا عليه
على البدوى احمد فى مثولى سلام عاطر يعطى هديه
الدليل السابع :
أقوال الامام البدوى التى تدل على سنية مذهبه. ومن ذلك ما اورده الامام
نور الدين الحلبى من قول الامام البدوى لخليفته السيد عبد العال
( يا عبدالعال : طريقتنا هذه مبنيه على الكتاب والسنه والصدق والصفاء وحسن الوفاء وحمل الاذى وحفظ العهود )
فالكتاب والسنه هما دستور الاسلام ولم يضمن العارف البدوى دستور طريقته
مصدرا غيرهما من تعليمات الامام المعصوم مثلا كما هو من مبادىء التشيع .
الدليل الثامن :
موالاة علماء اهل السنه والجماعه المناهضين للمذهب الشيعى بعد عصر الامام
البدوى له , وحسن اعتقادهم فيه واشادتهم بفضله وهذا مقياس لا يتطرق اليه
الريب. فإنه مما لا يتصور أن تظل حقيقة السيد البدوى خافيه عن معاصريه ومن
بعدهم على مدى سبعة قرون ولا تنكشف الا على أيدى ابواق الوهابيه ومرتزقتهم
فى هذا العصر .
الدليل التاسع :
أنه لو كان السيد البدوى حقا شيعيا
منتميا الى الشيعه الاسماعليه كما يزعمون لكان أول سابق الى اطلاق هذه
الدعوه طائفة الشيعه الاسماعليه ذاتها وهى لا تزال موجوده الى الان ولها
اتباع فى دول العالم ولا شك أنها حين اذن تحقق مجدا رفيعا بانتماء شخصيه
لها مكانة الامام البدوى اليها , لكن حظ الملفقين لهذه الدعوى الباطله لم
يسعفهم ولو بصوت واحد يردد هذه الفريه من داخل طائفة الاسماعليه ذاتها .
فظلت الدعوى اللقيطه عريانه فى مهب الريح .
الدليل العاشر :
أنه لو
كان الامام البدوى بحق شيعيا اسماعليا لكان ضريحه مزارا عالميا للشيعه فى
العالم كقبر ( أغا خان ) فى أسوان مثلا . لكن زوار مقام السيد البدوى الذين
يعدون بالملايين كلهم من أهل السنه و الجماعه .
المحور الثالث :
اتهامه بتهمة التجسس والتخطيط السياسى
و التآمر لحساب الدوله الفاطميه
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
والرد على ذلك يتمثل فى خمس أدله :
الدليل الاول :
أن تاريخ ميلاد السيد البدوى يحبط دعوى اشتغاله بالتجسس لحساب العلويين أو
الفاطميين من اساسها حيث اجمع المؤرخون على أنه ولد سنة ست وتسعين
وخمسمائه ( 596 ) هجريه وسنة ( 1199 ) ميلاديه وقد نص على ذلك أثبات
المؤرخين المحققين ومنهم المقريزى و الامام السيوطى وغيرهما .
وهذا
يدحض فرية عمله لهؤلاء أوألئك لأنه ولد بعد سقوط الدولة الفاطميه بنحو
ثلاثين عاما !! فهل يعتبر مدعوا تجسس البدوى بعد هذه المفارقه التاريخيه
أنه كان متجسسا باثر رجعى ؟؟
الدليل الثانى :
ان السيد البدوى لم
يعرف عنه بأى حال انه اشتغل بالسياسه طوال حياته . فقد امضى نصف عمره فى
المغرب والحجاز والعراق ولم يثبت عنه أدنى اتصال بالملوك أو الساسه خلال
هذه الفتره . ولما قدم الى مصر سنة 635 هجريه أمضى الشطر الآخر من حياته
متفرغا تماما للدعوة الى الله وتربية الرجال والجهاد فى سبيل الله تعالى
ولم تتسع حياته لأى نشاط سياسى فانى له بالتخطيط السياسى وتدبيرالمؤمرات
المزعومه والتجسس للفاطميين كما يزعم المتهوسون؟؟
الدليل الثالث :
ان السيد البدوى الذى ادعى عليه التجسس لحساب للفاطميين قد اكدت مصادر
التاريخ اشتراكه بنفسه وبأتباعه فى الحروب الصليبيه سنة 1248ميلاديه وذلك
فى ابرز معركه صليبيه قرب المنصوره .
فبالله : كيف يتصورعاقل ان ياتى
مبعوث سرى لقلب نظام الحكم ثم يحارب جنبا الى جنب فى صف الدولة التى جاء
لقلب نظامها وخلع حكامها !! ايعقل هذا ؟؟
الدليل الرابع :
ان شهرة
الامام البدوى التى ذاعت فى الآفاق منذ قدومه الى ( طندتا ) من اقوى الادلة
ضد دعوى التجسس لان من شأن المبعوث السياسى ان يكون خفيا متسترا ليتمكن من
تنفيذ مخططه السياسى . فكيف يتصور ذلك فى حق السيد البدوى وشهرته ملء
السمع والبصر ؟؟
الدليل الخامس :
ان السيد البدوى قد اشتهر بالزهد
فى الدنيا طوال حياته ولم يذكر التاريخ عنه انه امتلك طوال حياته ضياعا او
قصورا اوشيئا من عرض الدنيا كشأن الساسه او الجواسيس بل ان مصادر التاريخ
لتسجل فى تاريخه وترجمته انه لم يترك شيئا يورث عنه سوى عبائته وقميصه
وعمامته ومسبحته بل كان يوصى مريده ويقول له
( يا عبد العال : اياك وحب الدنيا فانها تفسد العمل الصالح كما يفسد الخل العسل )
المحور الرابع :
زعمهم زورا وبهتانا انه كان متحللا من التكاليف الشرعيه
كالصلاة والصوم .
والرد على هذه الفريه يكون من وجوه :
الاول :
ما ورد فى دائرة المعارف الاسلاميه و اورده صاحب كتاب ( الارب فى سيرة شيخ
العرب ) من قول تلميذ الامام البدوى الشيخ عبد العال خدمت الاستاذ اربعين
سنه ما رأيته غفل عن عبادة الله طرفة عين . وسألته يوما عن حقيقة الفقر
الشرعى فقال للفقير اثنا عشر علامه رواها الامام على كرم الله وجه وهى :
1- ان يكون عارفا بالله تعالى
2- ان يكون مراعيا لأوامره
3- متمسكا بسنة النبى صلى الله عليه وآله
4- دائم الطهاره
5- راضيا عن الله على كل حال
6- موقنا بما عند الله
7- آيسا مما فى ايدى الناس
8- متحملا للأذى
9- مبادرا لأمر الله تعالى
10- شفوقا على عباد الله تعالى رحيما بهم
11- متواضعا للناس
12- عالما بأن الشيطان عدو له .
الثانى :
ما اثر من اعتراف علماء عصره بعلمه وفقهه وذلك ما اورده الامام الشعرانى فى طبقاته الكبرى قائلا
( وواقعة قاضى القضاه ابن دقيق العيد وامتحانه لسيدى احمد البدوى مشهوره :
وهى ان الشيخ ابن دقيق العيد ارسل الى الشيخ عبد العزيز الدرينى وقال له
امتحن لى هذا الرجل الذى اشتغل الناس بامره عن هذه المسائل, فان اجابك عنها
فهو ولى لله تعالى .
فمضى اليه الشيخ عبد العزيز واستأذن على البدوى
فسلم عليه فرد عليه السلام وقال له يا عبد العزيز من وصل الى مقام التسليم
فاز برياض النعيم , جئت تسأل عن العلم وفى كمك كتاب الشجره , واستعاذ السيد
البدوى بالله من الشيطان الرجيم و قرأ الكتاب من اوله الى آخره وقال سلنى
عما شئت فانى اجيبك ! وقل لقاضى القضاه يصحح مصحفه ففيه غلطتان واحده فى (
يس ) والاخرى فى سورة ( الرحمن ) !! فقال الشيخ عبد العزيز استغفر الله يا
سيدى, واعتذر بين يديه . واعلم قاضى القضاه بذلك. وكشفوا عن المصحف فوجدوا
الغلطتان كما قال الشيخ رضى الله تعالى عنه ).
الثالث :
ما ورد فى
كتاب ( الجواهر السنيه ) للشيخ زين الدين عبد الصمد الاحمدى ص7: ان الامام
البدوى حفظ القرآن الكريم فى احضان اسرته الشريفه بالمغرب ثم لما انتقل مع
اسرته الى مكه المكرمه اجاد تجويد القرآن الكريم واخذ فى تلقى القراءات
السبع فكان بعد ذلك يقرأ القرآن على السبع .
رابعا :
اشتغاله
بالفقه وتبحره فى مذهب الامام مالك وتدريسه لمذهب الشافعى رضى الله عنهما
وهذا ما اكده صاحب كتاب ( حياة السيد البدوى ) وكتاب ( السيد احمد البدوى
شيخ وطريقه) للدكتور سعيد عاشور ص54
وهذا كله يدفع شبهة تقصيره فى التكاليف الشرعيه . كيف يكون كذلك وهو يعلم الناس التكاليف الشرعيه .
ايها القارىء الكريم ما اعجب ان يلتمس الانسان دليلا على وجود النهار رغم
سطوع الشمس لذى عينين .فان ثبوت سنية الامام البدوى وبرائته من هذه
الافتراءات امر واضح وضوح الشمس لصحيح النظر فلا يحتاج الى دليل .ولكن اذا
كلت الابصار وحجبت الانوار طلب الدليل فى وضح النهار , وصدق الشاعر حين قال
:
وليس يصح فى الاذهان شيىء اذا احتاج النهار الى دليل .
نسأل الله الهداية والتوفيق. وصلى الله على الحبيب واهل بيته واصحابه اجمعين
المراجع :
1- كتاب ( السيد احمد البدوى ) للامام الاكبر الدكتور عبد الحليم محمود.
2- كتاب (سيرة السيداحمد البدوى ) للامام برهان الدين الحلبى.
3- كتاب ( حقيقة القطب النبوى السيد احمد البدوى ) للدكتور جوده ابو اليزيد المهدى .
4- كتاب ( الارب فى سيرة شيخ العرب ) للشيخ سليمان حسن عبد الوهاب .
5- كتاب ( السيد احمد البدوى شيخ وطريقه ) للدكتورسعيد عاشور.
- كتاب ( سيرة واوراد السيد احمد البدوى )