نجحت ثورة شباب 25 يناير في مصر, وأطاحت بالنظام, فتنازل السيد الرئيس محمد حسني مبارك عن منصب رئيس الجمهورية وانتقل حكم البلاد إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة, وتم حل مجلسي الشعب والشورى وتعطل العمل بالدستور, وباتت مصر تستعد لتحولات تاريخية سياسياً وإصلاحياً, اتمنى أن تطال كل المجالات وليس المجالات السياسية فقط.
خلال الأيام الأخيرة قبل التنحي, ظهرت بعض المسيرات والمظاهرات التي كانت مؤيدة للرئيس مبارك, وبغض النظر عن المظاهرات "مدفوعة الأجر" المؤيدة للنظام التي ظهرت في "موقعة الجمل" يوم الأربعاء 2 فبراير والتي تزعمها مجموعة من الخارجين عن القانون و"البلطجية" تظاهروا بتأييد مبارك "الرئيس السابق الآن" في حين أن مهمتهم الأساسية كانت إشاعة الفوضى وتصفية متظاهروا ميدان التحرير الذين قادوا الثورة, فعلى الجانب الآخر كانت هناك مظاهرات أخرى متحضرة لم تقل في شأنها أو رقيها عن تلك التي شهدها ميدان التحرير.
وشارك في المظاهرات "المتحضرة" المؤيدة للرئيس السابق حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر, وهذا حقه بصرف النظر عن دوافعه, فشحاتة مواطن مصري, ويكفل له الدستور الإنساني حق التظاهر السلمي وإعلان مواقفه السياسية وتأييد هذا ومعارضة ذاك, وهذا هو الحق الذي قامت عليه المظاهرات الحاشدة بميدان التحرير والتي أطاحت بالنظام.
لكن بعدما بدأت الأمور تهدأ عقب تحقيق أغلب مطالب الثورة ظهرت حملة غريبة وكأنها حملة لتصفية الحسابات أطلقها قلة من الشباب المصري عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ضد من عارضوا الثورة في الفترة ما بين 25 يناير و11 فبراير, وهي الحملة التي ضمت العديد من الشخصيات العامة والرياضية والإعلامية والفنية.
ما أحزنني جداً أن هذه الحملة وجهت اتهامات بالخيانة لمؤيدو مبارك ومن ضمنهم شحاتة الذي يقود منتخب مصر منذ عام 2004 ونجح معه في الفوز بكأس الأمم الأفريقية 3 مرات أعوام 2006 و2008 و2010, وكان الفراعنة معه قاب قوسين أو أدنى من الوصول لكأس العالم 2010 حتى خسر بطاقة التأهل بمباراة فاصلة أمام نظيره الجزائري.
هذه الحملة تأتي في وقت خطير للغاية على منتخب مصر ومسيرته المتعثرة في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2012, وهذه الاتهامات تضع شحاتة وجهاز المنتخب تحت ضغوط كثيرة وكبيرة قبل المباراة المرتقبة أمام جنوب أفريقيا والمقرر لها في 25 مارس المقبل, وتلك المباراة التي سوف تحدد بنسبة كبيرة تأهل الفراعنة إلى أمم أفريقيا العام المقبل من عدمه.
المطلوب الآن من الشباب العاقل المتحضر الذي أشعل ثورة 25 يناير وقادها من ميدان التحرير إلى أن حققت كامل أو أغلب مطالبها أن يتصدى لهذه الحملة المغرضة التي قد تقسم مصر والمصريين إلى معارض ومؤيد للثورةوهو ما يندرج تحت بند التفرقة العنصرية, ولا يجب أخذ شحاتة بذنب التفاف الدولة وأجهزتها حوله وفي مقدمتهم الرئيس السابق مبارك ونجليه علاء وجمال عند تحقيق المنتخب لأي إنجاز, وبغض النظر عن حسنات او خطايا النظام, فحضور رئيس الجمهورية لتدريبات المنتخب يجعل أي مدرب مهما كان اسمه وخاصة إذا كان منتمياً ومحباً لعمله مثل شحاتة يكن كل الاحترام والتقدير والجميل لهذا الشخص الذي يعتبر رمزاً للدولة. فتحت أي ظرف من الظروف هذا المنتخب ينتمي إلى مصر, وهو ليس منتخب حسن شحاتة "الملاكي".
وأنا اثق أن رياح ثورة 25 يناير العطرة سوف تخمد نار الفتنة قبل أن تبدأ في الاشتعال من جراء تلك الحملة العنصرية المغرضة.[center]