أسعار و رواتب لاعبي كرة القدم برعاية الحكومة .. الجزء الثاني

كما ذكرنا في الجزء الاول ان السبب في إنفلات اسعار اللاعبين هم ثلاثة أصول تشكل ثلاثية الابعاد و هي النادي الأهلي
و الذين هم اول من جنت ايديهم حصاد تدليلهم الزائد عن الحد لاولئك اللاعبين و جعلوا منهم القدوة و المثل و بالنهاية تخلوا عنهم في أصعب المواقف التي احتاج الشباب اليهم خلال أحداث يناير
و ذكرنا ايضا ان هناك أقاويل ستقارن ما نتحدث عنه من ارتفاع أسعار و رواتب لاعبي الكرة في مصر بأنظمة في دول أخري هي أكثر حضارية و ديمقراطية من مصر و اسعار اللاعبين أضعاف أضعاف لاعبي كرةو القدم في تلك الدول
كما اتوقع ان يكون هناك قول ان العملية من اساسها عرض و طلب و ان اسعار اللاعبين المرتفعة هي ترجمة للموهبة التي منحها الله لاولئك اللاعبين و مثلهم مثل اي متفوق في مجاله و بالنهاية العملية ما هي الا تعاقدات يجب احترامها
حتي ان انفصال لاعبي كرة القدم عن ثورة الشباب هي شئ طبيعي يعتمد علي التكوين الفكري للاعبي الكرة المحدود و لم نجد بثورة تونس او حتي ما يجري في ليبيا – اي لاعب كرة وقف مع الثوار او اعلن انه مع الثورة ضد الحكومة علي سبيل المثال و ان لاعبي الكرة عادة ما لا يكون لهم موقف واضح تجاه القضايا العامة – بل للصراحة ان ليس لديهم امكانيات من الاساس لتكوين موقف واضح و ذلك مثلل شباب كثيرين غيرهم في مصر
و للحقيقة انا مقتنع تمام الاقتناع بتلك الأقاويل و يمكن ان أضيف اليها مبررات تبرر ارتفاع أسعر و رواتب لاعبي كرة القدم في العالم أجمع .. لكن الوضع يختلف تماما في مصر من كون خصوصية المكان و الظروف المحيطة بها و داخلها
فبداية ان أرتفاع أسعار لاعبي كرة القدم لم تكن بدايتها الا بتطبيق نظام الأحتراف في مصر بشكل ناقص تماما و تواجد الخلل بشكل واضح بتطبيق الاحتراف من خلال ادارات غير محترفة و لا ظروف توضح ما هية الاحتراف من البداية و مع نظم ادارة الاندية المصرية التي تدار بواسطة ادارات غير محترفة و حتي الجهة الادارية الممثلة في اتحاد الكرة المصري لكرة القدم يتولاه غير محترفين .. ففسدت الامور تماما و اصبح الاحتراف ليس له غير نتيجة واحدة و هي ارتفاع اسعار و رواتب لاعبي كرة القدم فقط و بقيت كافة الامور علي ما هي عليه – بمعني لم يستفاد من تطبيق نظام الاحتراف بالكرة المصرية – الا اللاعبين فقط
و فسدت الكرة المصرية بشكل كبير من حيث المناخ المحيط بها و افرزت سلبيات كثيرة و لا امل في اصلاح النظام العام الا بمراجعة كاملة و اصلاح
و ربما هذا لا يتطابق مع حصول مصر علي بطولة الامم الافريقية ثلاث مرات متتالية في انجاز من النادر ان يحدث و تم استغلال ذلك في تقوية انظمة النظام الكروي مهما كان به من مفاسد
و تلك حقيقة لا يمكن انكارها ان السبب الاول في الانجاز الافريقي لم يكن بسبب نظام ادارة الكرة المصرية باي حال من الاحوال ..انما كان بسبب تواجد جيل من الموهوبين في الكرة المرصية امثال احمد حسن و عصام الحضري و محمد ابو تريكة و احمد فتحي و حسني عبد ربه و ناجي جدو و وائل جمعة و غيرهم و للاسف لم ينيب الفضل لاولئك الموهوبين .. و ان كانوا استفادوا .. لكن تم نسب الانجاز الافريقي الكبير للنظام الكروي و وطد اركان نظامه من مسئولي كرة القدم – بل نقول ان الانجاز الافريقي قد غطي علي فضائح ادارية اخري غير مسبوقة – و عندما نقول فضائح كروية نشير الي انها من صلب عمل مسئولي كرة القدم في مصر و منها فضيحة ( العلب ) في إمارة دبي و ما حدث بالامارات من تواجد فضيحة سعد الصغير و المهازل التي جرت علي استاد ال مكتوم في دبي و ا يمكن ان ننسي صفر المونديال و فضائح بطولة القارات في جنوب افريقيا الذي سارع السيد رئيس الجمهورية باستقبال بعثة كرة القدم و كأنهم عائدون بكاس العالم للقارات . و هو اعتراف من رئيس الجمهورية السابق ان مسئولي كرة القدم المصرية هم جزءا من النظام السياسي و يجب الحفاظ عليه و كانت النتيجة الحتمية لاولئك التدليس هو حال الدوري المصري لكرة القدم و ترتيبه بين الدوريات العربية و غيرها من الامور الادارية التي لا يتسع المجال لذكرها و لكن ضربنا امثلة مختصرة ملموسة لكي نوضح ان السبب في الانجاز الافريقي كان بسبب تواجد جيل موهوب في لاعبي كرة القدم و في ظل شيخوخة المنتخبات الافريقية الكبري و اهتمام لاعبيها بالدوريات الاوربية علي حساب منتخبات بلادها و بالوصول الي كاس العالم افضل من الكاس الافريقية التي تجمدت مكانها بعد ما فك الارتباط بينها و بين الوصول الي المونديال و هو ما هو فطن اليه مسئولي الكرة الافريقية و اعادوا الربط بين ترتيب الفرق ببطولة الامم الافريقية و من سيذهب الي المونديال من جديد
و اختصار ما سبق ان ادارة امور كرة القدم المصرية بالشكل الذي استعرضناه مسبقا كان لابد من ظهور خلل الارتفاع الغير مبرر لرواتب و تعاقدات لاعبي كرة القدم بدون مراعاة لظروف الاندية المصرية خاصة الاندية الجماهيرية و هي من ساهمت بكل جد و اجتهاد في صناعة كرة القدم المصرية من الاساس
و يظهر دور جديد لافساد منظومة كرة القدم المصرية او ليزيد من إفسادها و هو دور الحكومة المصرية
فبعدما تم توزيع تركة مصر علي افراد الحكومة من عائلات و وزراء و مسئولين و ناهبي الثروات

فظهر جيل جديد من ( بهوات الزمن الردئ ) .. و راكبي الموجة الحكومية .. فظهر حسن حمدي و محمود الخطيب و ياسين منصور و ممدوح عباس و يحيي الكومي و محمد مصيلحي و الربط بين الفساد و الاحزاب و اختلاط السياسة مع امور كرة القدم .. لانهاء عصر العمالقة و رموز ادارة كرة القدم المصرية مثل صالح سليم و مرتجي و محمد حسن حلمي و ال عثمان و غيرهم و اصبحوا ذكري جميلة لم يلفح ظهور غول جديد لانهاء اسماء الرموز المصرية في كرة القدم .. هو المهندس سامح فهمي وزير البترول و ما فعله يحتاج بالفعل دراسات عديدة لمحاولة منهج المهندس سامح فهمي في كرة القدم المصرية و كان اوضحها ما نتحدث عنه و هو ارتفاع اسعار رواتب لاعبي كرة القدم المصرية و من ثم معالجة اثار ذلك و بالقطع يحتاج ذلك فترة طويلة
و من هو علي شاكلته و ايضا الاعلام الرياضي بشكل عام ثم البعد الثالث هم الجماهير انفسهم

» رئيس الحكومة التونسية المؤقتة: مغادرة الرئيس بن علي للبلاد "خيانة عظمى"
» ايركوليس ... يا لاعبي الاتفاق
» خاص..جوزيه يعنف جدو ودومينيك أمام لاعبي الأهلي ويضرب بهم مثلا في الاستهتار