إذا
سعد السالك بسعادة صحبة الشيخ المدبر ، فيجب عليه أن يترك كل تصرفاته حتى
لا يبقى له تصرف فى الباطن وأن يسلك كل أموره إلى تصرف شيخه ، ويعلم أن
منفعته المترتبة على خطأ مقتداه أكثر وأبلغ من المنافع الحاصلة من صواب
نفسه ، وإن لم يعرف وجه ذلك . قال حضرة الشيخ بهاء الدين نقشبند قدس الله
سره : إن من فوائد المشورة بأهل البصيرة وأصحاب الفطنة هو أنه إذا ظهر فى
عاقبة الأمر وجه الصواب فلا مدخل لك فيه ، وإذا ظهر خلاف الصواب فلا مدخل
لك فيه أيضا ، ولا مسئولية عليك (الخواجه محمد بارسبا ، الرسالة القدسية ، ص
40 – 41) . قال مقيده عصام أنس عفا الله عنه : وبترك هذا الأدب مع الشيخ
الذى هو أعلم من المريد بالله وبرسوله وبدينه ، حرم أكثر المريدين اليوم من
بركة السلوك ، ومن الترقى ، ومن الفتح ، بتعالمهم على شيوخهم ، وظنهم أنهم
أكثر عرفانا ومعرفة منهم ، وأن لولا الرسوم من المشيخة والوراثة والخلافة
ونحوها لكانوا هم أولى من الشيخ المتصدر بالتمشيخ . وهذا رأيناه كثيرا فى
أتباع المشايخ اليوم ، ولهذا لا تثمر التربية ولا الطريق معهم ، فاللهم
ارزقنا الأدب مع مشايخنا ، وسائر مشايخ الوقت جميعا .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]