رابعة العدوية تشعل الجنة بالحطب وتطفىء النار بالماء

خرجت رابعة يوما من صومعة المحبة
وهي تحمل ماءا وحطبا
فقيل لها ما تصنعين بهما
فقالت أطفأ جهنم بالماء
وأشعل الجنة بالحطب
قيل لها لم تفعلين ذلك
قالت كي لا يعبد خوفا من ناره ولا طمعا في جنته
اقول في بيان المعاني المستورة لهذه الكلمات
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: ان لله تسعا وتسعين اسما مائة الا واحدا من أحصاها دخل الجنة.
وهي جنة الذات التي هي الباب الثامن الذي لا مقابلة له بشئ
إذ ما دونها جنات الاسماء الإلهية التي لا يتجلى الله لعباده فيهاالا من
حيثية معينة بحكم اسم من أسمائه, ومن كان فيها فهو في الأبواب السبعة التي
كل واحد منها له وجهان وجه الى الجنة ووجه الى النار.
فأرادت رابعة أن تطفأ نار البعد والفرقة بماء العلم
فتركت رسومها ورائها والتحمت بها ووجدت ان يوم الحساب قائم وان الاحصاء قد استتم فدخلت الباب الثامن
ولكنها وجدت ان حياتها لن تكتمل ما لم تنزل منازل الاكابر
فتقيم كل شأن من نفسها لتعرفه معرفة خبير بحكم ما يريد الله منه
فأشعلت التفصيل واقامت الفرقة بحكم الخيال
وتلك عبادة ذاتية
لا يعبد الله فيها خوفا من النار لأنها لا حكم لها على من هو فيها وخارج عنها
ولا طمعا في الجنة إذ الطمع لا يكون في الحاصل
فما اعظم اشاراتكم يا اهل الله

منقول

» رابعة العدوية
» من اشعار رابعة العدوية
» هل دخول الجنة دون مسيس النار أمر صعب؟