اسس العلوم الباطنية الخفية

ابتدأت العلوم الباطنية بالانتشار منذ عهد بعيد ،
ابتدات من الشرق الأقصى أي الهند و الصين ، حيث حفظها أسلاف الحكماء الكبار
في أماكن نائية لا تطالها يد البشر و عرفت لديهم بالعلوم السرية و كانت
تورث من الجد للحفيد و لا تخرج عن اطار العائلة . ومن هنالك انطلق ما عُرف
ب"الأخوية البيضاء". فكان على كل من شاء اكتساب معرفة الانسان بسائر
فروعها، ان يتدرج بالمعرفة والتجارب والتطور الذاتي...

يبدأ الباطني رحلته من اعماقه حتى ينتهي به المطاف في الشرق الأقصى اي الى
علوم الشرق الخفية الغامضة ، حيث يُسمح له تأمله و تركيزه بالتعرّف، ومن ثم
الاطلاع على شتى العلوم الباطنية. وبعد أن "يتخرّج" من تلك الجامعة الأم،
يصبح من واجبه أن يحذو حذو معلميه ... أي أن ينطلق في الأرض ليوعي أخاه
الانسان ويرشده الى درب الحق!

بهذه الوسيلة ابتدأ علم الباطن يشق طريقه خارج اسوار الشرق الأقصى، منذ
قديم الزمان. لكنه، حيثما تواجد، بقي سريا لا يُسمح بالاطلاع عليه الا
للطلاب الحقيقيين، أولئك الذين يهدفون الى التكامل الانساني والعودة الى
كنف الخالق، بموجب المخطط الالهي الذي حدد مسار العودة.

وانتشر علم الباطن النوراني أو الايزوتيريك في سائر أقطار العالم، انما
بوسائل خفية أومتنكرة في معظم الأحيان، نظرا للظروف السياسية التي كانت
تسود بلدانا كثيرة خصوصا العربية التى ترى في علم الباطن كفر و شرك و غيره
من الاقاويل التى لا اساس لها من الصحة و لتبقى سوى في خانة الانسان عدو ما
يجهل .

فقد ظهر علم الباطن في الشرق الأوسط عبر العلوم الدينية الالهية... وفي
الشرق الأدنى في علم الفراسة، وتوارد الأفكار، والقوى العقلية الغامضة...
وظهر في اليونان عبر علم الأعداد، والهندسة، والفلسفة... وفي مصر القديمة
من خلال سر الخلود وسر البناء. وأيضاً بواسطة "السحر" أوالسيطرة والتحكم
بالعوامل الطبيعية... وفي بلاد ما بين النهرين عبر علم الفلك والتنجيم،
وأسرار الفضاء... كذلك في بعض البلدان الأوروبية عن طريق علم النفس وعلم
الكَلِم... كما ظهر في القارة الأميركية من خلال التحكّم بالعناصر
الطبيعية، والسيطرة على الحيوانات... فما من بلد لم يظهر في تاريخها علم
الباطن بشكل أو بآخر.

لكن الحقيقة تقول أن كل ما جاء ذكره، كان أشبه بأقنعة لعلم الباطن... أقنعة
متنوعة كانت كلها تخفي هذا العلم الواسع، إن عَلِم الانسان بذلك أم لم
يعلم !

وبالرغم من هذا التوسع والانتشار أثناء العصور القديمة، بقي العلم الحقيقي،
علم باطن الانسان، خافيا... ولم يبارح مقره الأصيل الا بسرية تامة، حتى
دخول العصر الحالي.

و علم الباطن اصلا هو اتصال نوارني متوهج و قوى بين الانسان المكتشف و بين
كافة الاقطار السماوية العلوية و السفلية فبه ينتج الفهم الكلي و الجزئي
للحياة , الكون , الله عز و جل ..

و علم الباطن له بوابات و عليها حرس شديد لا يمكن ولوجها الا بتوجيه الشيخ
او المربي ليصل في الاخير الى الباطن الحقيقي الذى يفهم منه سر الأسرار
الكونية ..