من
عجائب الله عز و جل في هذا الكون الأزلي الأبدي اللامتناهي انه جعل للكون
سبع عوالم مختلفة و أن كلّ من هذه العوالم السبعة له سبعة عوالم أخرى تتفرع
منه وتنتمي إليه.
وهذه العوالم السبعة المتفرعة تنقسم بدورها إلى سبعة عوالم أخرى وهكذا حتى نصل إلى سابع درجة من درجات .
وإن
كنت تقرأ هذه السطور بعقلك وتدَع العنان لخيالك يتصور هذه العوالم فلا بد
لك من أن تسيء فهمها. فالعقل سيحوّل هذه العوالم إلى سلّم يحوي درجات
تتوالى حتى سابع درجة. سيجعل العالم الأدنى أسفل السلّم والعالم السابع
أعلاه. سوء الفهم هذا يتأتى نتيجة التفكير بهذه العوالم وكأنها مكوّنة من
المادة. في الواقع إن مجرد التفكير بأن هذا العالم الذي نحياه مكوّن من
المادة هو تفكير غير سليم ويخالف الحقيقة الروحية السرمدية لهذا الكون. لقد
أثبت علم الفيزياء الحديث ومن قبله الأنبياء والحكماء أن كل ما في هذا
الكون هو نور يتجسّد، كل ما في هذا الكون عبارة عن ذبذبات مكثفة من الطاقه
كل
شيء مادي هو هذه الطاقة تتجسّد، أي ذبذبات تتقارب وتجتمع فتوحي لنا بوجود
الشكل المادي. إذا دخلنا من هذا الباب سنجد المفتاح لنفتح باب فهم العلوم
الإلهية وما تحدث عنه الأنبياء والحكماء على مر الزمان
هذه
العوالم إذاً هي ذبذبات من الطاقة تختلف درجاتها باختلاف كثافة الطاقة
المكوِّنة لها. وبالتالي هي ليست طبقات تبدأ من الأدنى وتنتهي بالأعلى.
إنها تحتل المساحة الوجودية ذاتها، إذ لا توجد مسافة تبعدها عن بعضها ولا
وجود لفارق مكاني أو زمني بينها فجميع هذه العوالم تشغل المساحة ذاتها.
تختلف درجات ذبذبات الطاقة التي تشغل المساحة ذاتها وبالتالي فإن كل درجة
تتجسد بعالم من هذه العوالم السبعة أو يُجسّدها عالم من العوالم السبعة.
الفرق في ذبذبات الطاقة وليس في المكان ولا في الزمان، بمعنى أنك إذا كنت
من أصحاب الصحوة، ممّن صحَت حواسّهم النجميه
فسوف تتمكن من مشاهدة ما يحدث في العالم النجمي وأنت على الأرض... بإمكانك
أن ترى الهالة الذبذبية المحيطة بالبشر وكل موجود لأن العوالم جميعها تشغل
المكان ذاته والفرق في وعي الإنسان... هل هو مستعد ليُكشَف عنه الحجاب
ويتلقى ما هو أبعد من حدود الوجود المادي أم لا... إنها معجزة وقدرة إلهية
لا يستوعبها عقل بل قلب متأمل وصامت.
لجأ
الحكماء إلى أسلوب جميل وبليغ لشرح هذه العوالم فقالوا بأنها ليست مكان
وإنما حالة وجود. وجودك ووعيك وحقل الطاقة حولك أو ما تسميه الأديان
بمنزلتنا عند الله هي التي تحدد إلى أي العوالم ننتمي.[/size]
هذا
العالم المادي الذي نحيا فيه هو تجسُّد لذبذبات كثيفة من الطاقة وكما ذكرت
سابقاً تتفرع منه سبعة عوالم ومنها سبعة أخرى إلخ... نحن نعرف القليل عن
الأشكال المادية التي تجسدت الطاقة من خلالها في عالمنا هذا.
لكن
العلماء المستتنيرين أشاروا إلى وجود أشكال تجسدت من خلالها الطاقة
بذبذبات أقل كثافة لا نعرفها ولم نكتشفها بعد، وهذه الأشكال المادية موجودة
على بعض الكواكب. وأشاروا أيضاً إلى وجود أشكال بذبذبات أعلى من التي
نعرفها موجودة في عالمنا وفي عوالم أخرى.
علم
الفيزياء قسّم المادة إلى ثلاثة أقسام: جامدة، وسائلة وغازية. العلم
الحديث توصل إلى اكتشاف شكل آخر للمادة أشف من الغاز بكثير، وسُمّي بالمادة
الغازية الفائقة (ultra-gaseous matter ). لكن الحكماء والانبياء يعلمون بوجود ثلاثة أشكال شفافة للمادة تفوق هذا البعد الغازي الرابع الذي اكتشفه العلم الحديث حالياً.[/size]
يلي
عالمنا المادي ما يُعرف بعالم القوى الطبيعية. هذا العالم يتجسد من خلال
ذبذبات أقل كثافة وأشف من التي يتجسد من خلالها العالم المادي. وبعده نجد
العالم النجمي أو البرزخ الذي سنتحدث عنه بشكل موسّع لنفهم به ومعه رموز
ومعاني ودلالات كلام الأنبياء ومعاني النصوص الدينية التي تنبُت في لبّ
القلب وتُزهر في رياض الصدور وفي حدائق النفوس
بداية،
هل توجد أماكن في العالم النجمي كما في عالمنا المادي؟ نعم... في العالم
النجمي نجد ما سمّاه المعلمون والمرشدون بالأماكن النجمية. سيترك العقل
العنان للمخيلة من جديد عند سماعه لهذا التعبير ويتصور وجود أماكن جامدة
محددة كالتي نزورها ونعيش فيها هنا على الأرض، أو يتصور الجنة والجحيم كما
تصورهم الروايات الدينية. ليس هذا هو الحال في العالم النجمي، فالأماكن
النجمية هي مجرد تجسّدات للطاقة والذبذبات الكونية ولا تحتل مكاناً معيناً
ولا تشغل مساحة زمنية معينة
وكما
قلت فالعالم النجمي يحتل المساحة ذاتها التي يحتلها عالمنا المادي وباقي
العوالم دون أن تتداخل هذه العوالم ببعضها، فكل شيء موجود بنظام وحكمة من
الحكيم العليم