{ كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} صدق الله العلي العظيم عندما تقرأ هذه الاية تعي ان الصيام امر الهي مطلوب في كل الاديان ,لان للصوم اهداف لابد من بلوغها على مستوى كل الاديان منها : المواساة بين الغني والفقير ليستشعر حاجته .. والتذكير بالنعم التي نغفل عنها في زحمة الحياة , والتذكير في الاخرة حيث اورد نبيا الاكرم في خطبة شهر رمضان :" واذكروا بجوعكم وعطشكم جوع وعطش يومالقيامة" ثم ان للصوم حكمة الا وهي صوموا تصحوا ,والنصوص تؤكد على ان للصوم اثره الفعال في الجانب الصحي . ولو نظرنا الى كل الاديان لوجدنا قواسم مشتركة فيما بينها الا وهي الارتقاء بالانسان الى مدارج الكمال فكيف تحدثت الاديان عن الصوم ؟ الصوم في الاسلام : جاء في الحديث القدسي :" كل عمل ابن ادم له ,الا الصيام فأنه لي وانا اجزي به " والصوم في الاسلام نوع من العلاقة بين العبد وربه وذلك لنيل الكمال الانساني المطلوب من قبل المولى جل وعلا , فقطع النفس عن حاجاتها المادية تعني العودة الى المصدر فكلما ابتعد عن هذه الماديات كلما كان يسير باتجاه ربه اكثر قال رسول الله (ص واله):" الصوم جنة من النار ( اي حماية من النار) " وبالصوم تتم عملية قطع التعلقات القلبية بالدنيا وتقوية عامل الارادة والاستعداد للاخرة التي هي دار البقاء ,وشهر رمضان هو عبارة عن دورة تدربية على مواقف الاخرة . في هذا الشهر حيث يفرغ الانسان قلبه من كل التعلقات الدنيوية ويغلق قلبه عما سوى الله فقد جاء في الحديث القدسي:" ما وسعتني ارضي ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن " وباب العبور للعبادة الصحيحة هو الصوم فقد جاء في الحديث :" لكل شيءباب وباب العبادة الصوم" فلذا كانت وصايا اهل البيت (ع) لنا ان لا يتحول صيامنا الى صوم عن الطعام والشراب ,بل ارادوا ان يكون صوما حتى بالجوارح والجوانح وفيه تفصيل .
والصوم يحتل مكانة هامة ويعتبر في كل الاديان منسكا ومن الامور التي تساهم في تطهير الروح .
فالصوم في الاسلام كما عرفه النبي الاكرم :"لكل شيء باب وباب العبادة الصوم" واما كيفيته فقد تحدث القران الكريم { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر } والشريعة السمحاء لم ترضى بالصوم عن الطعام والشراب فحسب , بل ذهبت الى ابعد من ذلك حيث نادت بصوم الجوارح , كالعين , واللسان , والسمع, وفم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك وينعم بفرحتين , اذا افطر , واذا لقي ربه.
واما في المسيحية فالصوم هو الامتناع عن كل طعام وشراب من نصف الليل الى الاثنتي عشر ظهرا , ويعبر لدى المسحيين الصوم عن تواضع الانسان ورجائه ومحبته واما مسألة الاربعين يوما فهي تعود الى ان المسيح(ع) قد صامها في البرية تكتما اشارة الى التعبير الصادق عن الرجاء الذي يفتح القلب للبر الباطني ومن اقوال الانجيل " اما انت فأذا صمت فأدهن رأسك واغسل وجهك لكيلا يظهر للناس انك صائم "
واما في اليهودية: فاليهود الاتقياء كانوا يقومون بالصيام بدافع تقواهم الخاصة وذلك اتماما لعنصرالبر كما حددته الشريعة والانبياء .