الذكر:
والكلام عن الذِّكر في الطريقة النقشبنديَّة على وجهين:
وهذا تفصيلها فيما يلي:
حكم الذكر في الطريقة النقشبندية:
أما كونها على ( أصل التوحيد ): فلأنها لا تُعتبر ذِكراً على خلاف هذا الأصل.
وأما كونها على ( أصل الاتباع ): فلأنها تتعلق بالاستعداد والمُناسَبَة، تماماً كجرعة الدَّواء عند أطباء الأجساد: إن زاد المُتعاطي لها على الحدِّ المطلوب أو أنقَصَ أو تصرَّف بها على وجه آخر، حُرمَ فائدتها، ما لم تنقلب إلى ضِدِّها ..
فالكلام عن ( حكم الذِّكر في الطريقة النقشبنديَّة ): كلام عن المُعتمد فيها مما ورد في الشَّرع الظاهر على أكثر من وجه .. " انتهى مختصراً
حكم أداء الذكر:
قال حضرة الشيخ طارق بن محمد السَّعْدِي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]:" ( أداء الذِّكر ): هو فعله. وحكمه: النَّدب للعامة، والوجوب على المُريد المُعاهِد على المتابعة؛ فمثله كمثل القُربة: إن تتطوع العبد بها كانت مندوبة، وإن التَزمها بوجه ( كالنذر ) كانت واجبة .. " انتهى مختصراً حكم ظهور الذكر:
قال حضرة الشيخ طارق بن محمد السَّعْدِي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]:" ( ظهور الذِّكر ): هو صفة فعله، وهي ثلاث: الجهر، والسرِّ، والخفاء:
والجهر النطق بالذكر بصوت مرتفع يُسمع.
والسِّر: النطق بالذِّكر بصوت منخفض لا يُسمع.
والخفاء: عدم النطق بالذِّكر، بل إجراءه باطناً.
قال الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]: { أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسِه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم } فحُكمه: جواز هذه الصِّفات جميعاً، ولكن لا يزال أهل الطريقة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] على ذلك، وكانوا إذا اجتمعوا يذكرون جهراً، وإذا انفردوا يذكرون سِرَّاً وخفية، حتى اقتصر مولانا الإمام الشيخ محمد بهاء الدين ( شاه نقشبند ) على الذِّكر الخَفي، فقال :" هناك طريقان في الذِّكر: سرّ، وجهر. فاخترت منهما السِّرّ؛ لأنه أقوى وأولى "اهـ، ويُريد بـ( السِّرّ ): الخفي؛ لأنه السِّرّ الحقيقي؛ إذ لا يعلمه إلا الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]، فاعتُمِد الذِّكر الخفيّ، وصار ميزة لهذه الطريقة العليَّة. ومن ثم، قال الله : { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا }[ الكهف: 28 ].
فلا حرج في شيء من تلك الصِّفات بالحِكمَةِ، وإلا فاعتماد الخفي مُقدَّم، يُسيء من تجاوزه بالهوى والرأي؛ قال الله : { واذكروه كما هداكم }[ البقرة: 198 ] .. " انتهى مختصراً
حكم هيأة الذكر:
قال حضرة الشيخ طارق بن محمد السَّعْدِي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]:" ( هيأة الذِّكر ): هي صورة فعله، وهي ثلاث: اعتزال، وانفراد واجتماع:
والاعتزال: فعل الذّكر بعيداً عن الناس قلباً وقالباً.
والانفراد: فعل الذكر وحيداً، ولو كان بين الناس.
والاجتماع: فعل الذِّكر جماعة، وهي وجهان:
جماعة مشتركة: بأن يجتمع الذاكرون في مجلس واحد على ذِكر واحد، يفعلونه جميعاً من كل وجه.
وجماعة منفردة: بأن يجتمع الذاكرون في مجلس على ذكر واحد، أو مختلف، يفعله كل منهم منفرداً.
فحُكمه: جواز هذه الصُّوَر جميعاً، إلا في مواضعَ سيأتي التنبيه عليها إن شاء الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]؛ قال الله : { رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذِكر الله }[ النور: 37 ]
.. " انتهى مختصراً [ المنة: 102 - 103 ]
.
صيغة الذكر في الطريقة النقشبندية:
قال حضرة الشيخ طارق بن محمد السَّعْدِي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]:" مدار الذِّكر في الطريقة النقشبنديَّة على: الإثْبَات، والنَفْيٍ والإثْبَات: قال الله : { واذكر اسم ربِّك، وتبتَّل إليه تبتيلاً }[ المزمل: 8 ]
، وقال سـيدنا رسول الله محمد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]: { لا تقوم السـاعة على أحدٍ يقول: الله، الله }[ مسلم ]
، وفي رواية: { لا تقوم الساعة حتى لا يُقال في الأرض: الله، الله }[ مسلم ]
. تنبيه: والمُراد بقول ( من لا وجود لذاته من ذاته ): مَن لم يوجده الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]، ومنه قول الله : { وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى }[ الأنفال: 17 ]
. وأما ما قد يتبادر إلى ذهن الجهال من معنى الحلول والاتحاد والانقسام الحقيقي؛ فإن هذه المعاني: قد أجمع الصُّوفيَّةُ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] على أنها كفرٌ عظيم، وشِركٌ مستبين .. قال الله : { ضرب الله مثلاً: كلمة طيِّبة كشجرة طيِّبة أصلها ثابت وفَرْعُها في السَّماء تُؤتي أكلها كلَّ حينٍ بإذن ربها }[ إبراهيم: 24 ].
وقد تواترت الأخبار بالمعنى عن سيدنا رسول الله محمد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] في الحث على الذِّكر بـ( لا إله إلا الله )، وبيان فضلها. " انتهى مختصراً [ المنة: 104 - 108 ]
. ملاحظة: وقد ذكر الشيخ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بعد هذا ما أسميناه ( الأعمال الخاصة )، وهو: " صفة تلقين الذكر " المتوقفة على حال السالك باعتبار أنه سالك مجذوب أو مجذوب سالك، و " صفة ذكر الإثبات "، و " صفة ذكر النفي والإثبات "، و" اللطائف الإنسانية " التي يتدرج السالك في توظيفها بالذكر، ثم عقد فصلاً في " أذكار مقيدة " غير النفي والإثبات تفعل في أحوال معينة.
إرشاد وتنبيه للذاكر:
قال حضرة الشيخ طارق بن محمد السَّعْدِي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]:" إن المريد الذّاكر، قد يقع له في أثناء الذِّكر قبض أو خطرات، تُفَرِّق جمعيَّة قلبه، فإذا نابه شيء من ذلك استعان على إزالته بأحد الأفعال التالية، على الترتيب، حتى يزول عنه:
أن يفتح عينيه.
أن يقول بلسانه: ( يا فعَّال )، ويمدّها إلى غاية نَفَسِه.
أن يترك الذِّكرَ، ويُلاحظ الرَّابطة الشَّريفة.
أن يَغتَسِل ( والأَولى: كون الماء بارِداً )، ثم يُصلّي ركعتين مع الحضور والتَّضرّع والاستغفار المُطلق، ثم يتوجَّه لزوال ذلك عنه.
أن ينظر فيه: فإن كان مباحاً ( كطعام ونحوه )، فعله.
فمتى زال بشيءٍ منها عاد إلى الذِّكر.
وقد أطلقت الإشارة، وصرَّحت في غير موضع بالعِبارة: أن المريد السالك بالطُّرُق الصوفيَّة المَرضيَّة مخلصاً، يظهر عليه أحوال عجيبةٌ، وخوارقُ غريبةٌ؛ هي ثمرات أعماله، بمحضِ فضل الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]. وذلك: إما تطميناً لقلبه وتأنيساً، وإما ابتلاء وامتحاناً من الله ، ما يُوجب عليه: أن لا يلتفت إليها، ولا يغترَّ بها؛ لئلا ينقطع بها عن مقصوده؛ قال الشيخ الخاني [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]:" قال العارفون بالله تعالى: أكثر مَن انقطع من المريدين، بسبب وقوعهم في الكرامات، بل الكرامة العُظمى: الوقوفُ على حدود الشريعة الغراء، واتباع السّنّة الواضحة البيضاء "اهـ " انتهى [ المنة: 147 - 148 ]