نظرات حول الإسراء والمعراج

حينما كان الرسول الكريم صلوات ربي وتسليماته عليه في بدء الدعوة الإسلامية وفي اشد الاحتياج إلي المساندة من المقربين لديه شاءت إرادة الله أن يتم قبض روح عمه أبو طالب وزوجه خديجه رضوان الله عليها ، فانهار حائطي الدفاع عن رسول الله - عمه بالعصبية والمكانة في قومه وزوجه بالمال والتجارة - وازدادت معها إيذاء المشركين للرسول الكريم ، فتوجه الرسول صلي الله عليه وسلم إلي الطائف لعله يجد قلوبا رحيمة ولكن آن لقلوب أن تسمع الحق وقد ألهاها الشيطان فعاملوه بأسوأ مما عاملوه به قومه فجلس الرسول الكريم يشكو إلي الله " اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني علي الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلي من تكلني إلي بعيد يتجهمني أم إلي عدو ملكته أمري أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي "

ونقف وقفة هنا حول الدعاء الكريم للرسول الكريم ، نجد أن الرسول صلي الله عليه وسلم في بداية الدعاء يقول " اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي .... " قال الرسول الكريم ضعف قوتي ولم يقل ضعفي لأن الرسول صلي الله عليه وسلم لم يضعف لكن يطلب العون من الله تبارك وتعالي علي هذا الأمر الشاق ( الدعوة ) فقال ضعف قوتي ولم يقل ضعفي ثم يعلمنا الرسول الكريم أن نبتعد عن كل ما يغضب الله ، كل شيء يهون أمره إلا غضب الله تبارك وتعالي " إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي "

ولم يتأخر رد السماء فأتي جبريل لرسول الله صلي الله عليه وسلم بالبراق والبراق هو خلق من مخلوقات الله جعله الله سببا في اجتياز هذه الرحلة العظيمة ومن المعروف ان سرعة البراق تساوي جزء من مائة جزء من سرعة الضوء ، واستقل الرسول الكريم صلوات ربي وتسليماته عليه البراق حتى وصلوا إلي المسجد الأقصى وهناك اجتمع الأنبياء كلهم للصلاة خلف الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم .

وهنا تساؤل بسيط !!
لماذا الرسول محمد صلي الله عليه وسلم هو الإمام لِمَ لَمْ يكن آدم أبو البشر أو نوح أو إبراهيم لم خص محمد صلي الله عليه وسلم بهذه الإمامة ؟ ولماذا الرحلة إلي المسجد الأقصى دون أي مكان غيره ؟
هذه الإمامة خص بها صلي الله عليه وسلم ليقول لنا رب العالمين أن ما أتي به الأنبياء والرسل السابقين هو نفسه ما أتي به الرسول الخاتم محمد صلي الله عليه وسلم ألا وهو الإسلام الأنبياء جميعهم نادوا بالإسلام وإن اختلفت تشريعاتهم كل حسب ما أرسل إلي قومه .
أما بالنسبة لماذا المسجد الأقصى دون غيره من الأماكن ، لأننا لو نظرنا جيدا في الأمر لوجدنا أن الرسل جميعا من شمال الجزيرة العربية فإبراهيم عليه السلام مثلا من العراق وموسي وعيسي وداوود وسليمان وزكريا ويحي و .... و .... كلهم في الشمال من الجزيرة العربية وخص هذا المكان ليربط الرسالات السابقة بالرسالة الخاتمة ويقول لنا رب العالمين أنه قد انتهت الرسل والأنبياء من هذه المنطقة وختمت بخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلي الله عليه وسلم .
ثم صعد الرسول الكريم مع أمين الوحي جبريل إلي السماء وفي السماء قابل الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم بعض الأنبياء دون بعض !!!

وهنا تساؤل آخر لم خصت هذه الأنبياء ليقابلها الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم ؟

خصت هذه الأنبياء ليعلم رب العالمين رسوله الخاتم ويقول له لا تهن ولا تحزن مما ستلاقيه من قومك فقد ذاق الأنبياء السابقين لك أكثر من هذا .
فمثلا آدم عليه السلام أبو البشر ليقول له تبارك وتعالي ستخرج من بلدك إلي بلد آخر ولكن ستعود إليها عزيزا كما خرج آدم من الجنة وانظر إلي مكانته الآن .
وكذا يوسف عليه السلام ليقول له رب العامين أنه سيمكر بك قومك ليخرجوك من دارك كما فعل أخوة يوسف وألقوه في الجب ، حتى أننا لو لاحظنا ما قاله الرسول صلي الله عليه وسلم لأهل مكة حينما عاد إليها هي نفس مقولة يوسف لأخوته " {قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } يوسف 92
وكذا موسي عليه السلام ما لاقاه من قومه من المعاناة حتى أن الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم كان يقول كثيرا " رحم الله أخي موسي لقد لاقي من قومه أكثر من هذا "

وفي السماء السابعة لقي الرسول الكريم - صلوات ربي وتسليماته عليه - أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام ووصي إبراهيم عليه السلام رسولنا الخاتم صلي الله عليه وسلم فقال له يا محمد أقرئ أمتك السلام وقل لها أن الجنة قيعان ترابها الزعفران ، غراسها ، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، فرد عليه الرسول صلي الله عليه وسلم قائلا " ولا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة "

ثم صعد الرسول الكريم الحبيب إلي حيث لم يذهب إليه أحد إلي حيث كان قاب قوسين او أدني ، قال تعالي " وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى{7} ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى{8} فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى{9} فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى{10} مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى{11} أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى{12} وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى{13} عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى{14} عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى{15} إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى{16} مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى{17} لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى{18}" النجم الآيات 7 : 18

ثم التقي الرسول الكريم برب العالمين ، ولكن ماذا سيقول الرسول الكريم لرب العالمين أيلقي عليه السلام إنه هو السلام أيقول السلام علي السلام فألهم الرحمن الرحيم رسوله الخاتم بما يقول فقال التحيات لله والصلوات والطيبات فرد رب العالمين علي نبيه السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته فرد الرسول الكريم السلام علينا وعلي عباد الله الصالحين ( وقول الرسول هنا السلام علينا "نا" هنا ليست لتعظيم الواحد وإنما " نا " هنا أي السلام علينا معشر الأنبياء )

ثم كانت الجائزة ، الهدية العظمي التي هي فرق بين المؤمن والكافر التي هي عماد الدين " الصلاة " خمسين صلاة في اليوم والليلة ، ثم الرسول الكريم بين رب العزة وموسي عليه السلام " امتك لا تطيق .. امتك لا تطيق " حتي صارت خمس صلوات في العمل وخمسون في الأجر .

بـــــاركـــــ الـلـــــــــه فـيـــــــــكــــ
وجــعـله فـــــــــى مـــــــــيــزان حـســــنـاتــــــكــ يـــــــوم الـقـيـامــه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
دمــت ودام عـطــــاءكــ لـلـمـنـتـدى
فــــــــــى إنتــظـار مـــزيـــدكـــ الــشــــيق

» الإسراء والمعراج رقم1
» حقيقة الإسراء والمعراج
» روايات الإسراء والمعراج