السيدة فاطمة الزهراء

من حق كل مسلم ومسلمة أن يضع لنفسه قدوة.. وإن دراسة السير من أعظم المهن وخير السير سيرة آل بيت النبى صلى الله عليه وسلم، ومن آل بيت النبى صلى الله عليه وسلم السيدة البتول فاطمة الزهراء، كما قال القائل:
هى أسوة للأمهات وقدوة
يترسم القمر المنير خطاها
حول هذه السيرة العطرة يقول فضيلة الشيخ فوزى محمود نصار المدير العام بمجمع البحوث الاسلامية:

ولدت قبل بعثة أبيها بخمس سنين، وسميت فاطمة لأن الله فطمها عن النساء، ولقبت بالبتول لانقطاعها الى الله بالعبادة ولها من المنزلة والمحبة عن ابيها صلى الله عليه وسلم ما لها، فقد روى الطبرانى فى الأوسط عن أبى هريرة أن علياً قال: يارسول الله أيهما أحب اليك انا أم فاطمة؟ قال: فاطمة أحب إليَّ منك، وأنت أعز عليَّ منها، وعنه رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فى فضلها: "ان ملكا من السماء لم يكن زارنى فاستأذن الله فى زيارتى فبشرنى أو قال أخبرنى أن فاطمة سيدة نساء أمتي".

كما تشهد أمنا الجليلة عائشة لها بالفضل، حيث قالت: "مارأيت أفضل من فاطمة غير أبيها" ولم لا يكون لها ذلك الفضل، وقد أجابت السائلات يسألن عن أى شىء خير للمرأة فقالت: لاتراهن الرجال، ولم لا يكون لها ذلك الفضل، وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم فى شأنها: "إنما فاطمة بضعة مني" رواه البزار. ولم لا يكون لها ذلك الفضل وقد زوجها أبوها صلى الله عليه وسلم لعلى بأمر من الله تعالى، فعن ابن مسعود رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى أمرنى أن ازوج فاطمة من علي" رواه الطبرانى ورجاله ثقات.

فى فضلها ما يزيد على خمسة وأربعين حديثا، ولها من الاختصاصات والمزايا ما يجعل لها هذا الفضل وزيادة، منها انه يحرم التزويج عليها والجمع بينها وبين ضرة، روى عن ابن عباس أن عليا خطب بنت أبى جهل فقال النبى صلى الله عليه وسلم: "إن كنت تزوجتها فرد علينا ابنتنا فوالله لا تجمع بنت رسول الله وبنت عدو الله تحت رجل" رواه الطبرانى وصدق الله اذ يقول فى سورة الأحزاب: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا"، فأرسل النبى صلى الله عليه وسلم الى على وفاطمة والحسن والحسين وأوقفهم ثم جاء بردائه فغطاهم به – وهو معهم – وقال: "اللهم إن هؤلاء هم أهل بيتى فاذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا".

وذات يوم دخل عليها النبى صلى الله عليه و سلم فوجدها غاضبة فسألها عن سيدنا على قائلا: أين ابن عمك، ولم يقل أين زوجك وكأنه صلى الله عليه وسلم يذكرها بصلة الرحم التى لا تنفصم عراها، فأجابته قائلة: خرج الى المسجد مغاضبا ولم تشكه ولم يسألها النبى صلى الله عليه وسلم عن السبب، فخرج النبى صلى الله عليه وسلم الى المسجد فوجده مضاجعاً وقد انحسر رداؤه عن ظهره فأصاب التراب ظهره فنفض التراب من عليه وقال له مداعبا: "قم أبا تراب".

وتقول السيدة عائشة رضى الله عنها: أقبلت فاطمة كأن مشيتها مشية أبيها ودخلت عليه فى مرض موته وهى تقول: "وا كرب أبتاه" فقال لها: لا كرب على أبيك يا بنيتى بعد اليوم فاقتربت من فراشه وأسرها حديثا فبكت فأدناها منه مرة أخرى وأفضى اليها بشيء فتبسمت وتهللت اسارير وجهها فقلت: مارأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن فسألتها عما قال: فقالت ماكنت لأفشى سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قبض سألتها فأخبرتنى أنه أسرّ اليها فقال: إن جبريل كان يعارضنى بالقرآن فى كل سنة مرة، وأنه عارضنى العام مرتين وما أراه إلا وقد حضر أجلى وأنك أول أهلى لحوقا بي، ونعم السلف أنا لك فبكت فقال: ألا ترضين أن تكونى سيدة نساء العالمين

ومن خصائصها أنها كانت لا تحيض أبداً ومنها سميت "بالزهراء" ومنها أنها كانت لا تجوع ببركة دعوة أبيها صلى الله عليه وسلم "اللهم مسبغ الجوعة وقاضى الحاجة ورافع الوضيعة لا تجع فاطمة بنت محمد" رواه البيهقى فى الدلائل عن عمران بن حصين.
ومن خصائصها أنها لم تغسل بعد الموت وأنها غسلت نفسها ولبست كفنها واستقبلت القبلة وقالت إنى مقبوضة.

ومن خصائصها انها أول من غطى نعشها فى الاسلام وأيضا من خصائصها انقراض نسب النبى صلى الله عليه وسلم إلا من فاطمة، ويكفيها من الشرف والعز والسؤدد أن الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها، وأن الجمع يوم المرور على الصراط يغض الطرف حياء لمرور السيدة فاطمة الزهراء، فقد روى عن على مرفوعاً: "إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجب يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد حتى تمرّ".

موضوع رائع وطرح جميل
بارك الله فيك أخى الفاضل
وجزاك الله كل الخير وجعله فى ميزان حسناتك
دمت ودام عطاءك للمنتدى
وفــــــــى إنتظار مزيدك الشيق
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» خطبة السيدة فاطمة الزهراء
» فاطمة الزهراء
» السيدة فاطمة النبوية بنت الامام الحسين