ولما انصرف أهل الخندق عن الخندق ; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيما بلغني : لن تغزوكم قريش بعد عامكم هذا ، ولكنكم تغزونهم البخاري
(3384). فلم تغزهم قريش بعد ذلك وكان هو الذي يغزوها ، حتى فتح الله عليه
مكة

قال ابن إسحاق : وحُدثت عن سلمان الفارسي ، أنه قال : ضربت في ناحية من
الخندق ، فغَلُظت علي صخرة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قريب مني ؛
فلما رآني أضرب ورأى شدة المكان علي ، نزل فأخذ المعول من يدي ، فضرب به
ضربة لمعت تحت المعول برقة ؛
قال : ثم ضرب به ضربة أخرى ، فلمعت تحته برقة أخرى ؛
قال : ثم ضرب به الثالث ، فلمعت تحته برقة أخرى .
قال : قلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ! ما هذا الذي رأيت لمع تحت المعول وأنت تضرب ؟
قال : أو قد رأيت ذلك يا سلمان ؟
قال : قلت : نعم ؛
قال : أما الأولى فإن الله فتح علي بها اليمن ؛ وأما الثانية فإن الله فتح
علي بها الشام والمغرب ؛ وأما الثالثة فإن الله فتح على بها المشرق

قال ابن إسحاق : وحدثني من لا أتهم عن أبي هريرة أنه كان يقول ، حين فتحت
هذه الأمصار في زمان عمر وزمان عثمان وما بعده : افتتحوا ما بدا لكم ،
فوالذي نفس أبي هريرة بيده ، ما افتتحتم من مدينة ولا تفتتحونها إلى يوم
القيامة إلا وقد أعطى الله سبحانه محمدا صلى الله عليه وسلم مفاتيحها قبل
ذلك.