بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك

الحمدلله حمدا كثيرا والصلاة والصلام علي المبعوث نورا وبرهانا وسراجا للعالمين سيدنا محمد رسول الله وعلي آله وصحابته الأطهار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
أما بعد

أبي هريرة رضي الله عنه و أرضاه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال
( بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك علي الطريق فأخره فشكر الله له , فغفر له ) متفق عليه , و في رواية
لمسلم : ( مر رجل بغصن شجرة علي ظهر طريق فقال و الله لأنحين هذا عن المسلمين لا يٌؤذيهم فأٌدخل الجنة )

غصن : فرع
أخره : غيره أو أبعده
لأنحين : نحى : أزاح

هذا حديث يبين لنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم ثواب العمل الصالح حتى وإن كان قليلا أو مما تزدريه أعين الناس وتستحقره
فهذا المسلم نظر
بعين الرحمة لإخوانه وما يلاقونه على طريق يتوسطه غصن شوك مما سبب لهم أذى ووجدوا فيه عناء ومشقة فأراد بنية صادقة خالصة رفع الحرج والمشقة عن إخوانه فوافق بهذا العمل غاية وهدف شريعته السمحة التي قال فيها رينا
" يريد الله بكم اليسر ." فأدخله الله الجنة

كما يتبين لنا من هذا الحديث أن
النية الخالصة تعظم ثواب العمل
التعاون على رفع العنت من مسببات الرضوان
الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
الجنة أقرب إلى أحدنا من شراك نعله فبادر ولو بالقليل

فكممن أشواك تعترض السائرين في طريقهم إلى الله فيا سعادة دعاة الخير الذين
يزيلون هذه الأشواك ويسهلون على السالكين مسلكهم ويرفعون عن المسلمين العنت
والحرج
فكأني أراهم كمثل من تقدم الناس في طريقهم إلى الجنة وهو ينير لهم دربهم ويزيل عنهم ما اعترض في طريقهم فيكون أول من يقرع أبواب الجنة

حامل الشوك قد يسيل من دمه ويجد العنت والحرج في سبيل إخوانه فليصبر فالذي
يهيئ له طريقه هو الله ويد الله ممدودة للمحسنين في كل آونة وحين
والجزاء من جنس العمل لكن رزق ربك خير وأبقى

والله تعالي أعلم