من هم الغربـــــــــــــــــاء ؟؟؟

الغربــــــــــــاء



طوبى لكم أيها الغرباء, هنيئا لكم أيها الغرباء, انتم يا من أصبحتم غرباء بين أبناء جلدتكم

وأمتكم. غرباء في دعوتكم لاعادة حكم الله إلى الأرض ونشر هذا الدين جهارا
الى العالم. غرباء على الساحة بعدما التقى أقصى اليمين مع أقصى اليسار, فلا
غرابة عندما نسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( بدا الإسلام غريبا, وسيعود غريبا كما بدا فطوبى للغرباء)), وفي رواية عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال:

((ناس صالحون قليل في ناس كثير, من يعصيهم اكثر مما يطيعهم))

وقال نافع عن مالك رضي الله عنهما: ((دخل عمر بن الخطاب المسجد فوجد معاذ
بن جبل جالسا إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم, وهو يبكي فقال له عمر: ما
يبكيك يا أبا عبد الرحمن؟ هلك أخوك؟ قال: لا. ولكن حديثا حدثنيه حبيبي صلى
الله عليه وسلم, وأنا في المسجد, فقال: قال (( إن الله
يحب الأخفياء الأتقياء الأبرياء, الذين إذا غابوا لم يفتقدوا, وإذا حضروا
لم يعرفوا, قلوبهم مصابيح الهدى, يخرجون من كل فتنة عمياء مظلمة)). فهؤلاء
هم الغرباء الممدوحون المغبوطون, ولقلتهم في الناس سموا غرباء واكثر الناس
على غير هذه الصفات, فأهل الإسلام في الناس غرباء, والمؤمنون غرباء, ومن
يدع إلى الخلافة وتطبيق شرع الله غرباء, ومن يأمرون بالمعروف وينهون عن
المنكر غرباء مطاردون ومشردون وقابعون في السجون.

ولنا في حبيبنا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه أسوة حسنة, فكان إيمانه وفهمه لقول الله " وان تطع اكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله"
, كان فهمه عليه السلام لهذه الاية انه لم يغيّر نهجه ولم يستجب لأحد من
الكفار ولم يداهن حتى أيده الله بنصره . وهذا حال كل من يحذ حذو رسول الله
يصبح غريبا حتى من أقرب المقربين. فهؤلاء الصحابة الكرام تغربوا وحوصروا
وتشردوا, فلا غرابة عليهم, فهم أهل حق .

فيا أيها الغرباء كثفوا جهودكم, واعملوا بكل طاقاتكم لنشر دعوتكم حتى يعزكم الله كما اعز الذين من قبلكم.

فطوبى لكم أيها الغرباء, وصدق الله العظيم إذ قال: (( واذكروا إذ انتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فأواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون )).