إن
سر جميع العبادات والمقصود منها هو ذكر الله عز وجل ، فالذى يصل إلى
السعادة العظمى هو من رحل من هذه الدار الدنيا وقد غلب عليه معرفة الحق
ومحبته سبحانه ولا تحصل غلبة أنسه ومحبته إلا بدوام ذكر الله . فأصل
الإسلام لا إله إلا الله فهى عين الذكر ، وإنما شرع سائر العبادات لتوكيد
الذكر ، فروح الصلاة هو تجديد ذكر الله فى القلب على طريق الهيبة والعظمة ،
والمقصود من الصيام كسر الشهوة ، لأن القلب يكون مقرا لذكر الله متى صفا
وتخلص من مزاحمة الشهوات ، والمراد من الحج ذكر صاحب البيت والتهيج والشوق
إلى لقائه ، وترك الدنيا والشهوات والمعاصى فيجرد القلب عن العلائق فيكون
فارغا لذكر الله ، فالمقصود من الأمر والنهى هو الذكر ، (الخواجه محمد
بارسبا ، الرسالة القدسية ، ص 36 – 37) .